المجلس الكوردي إلى أين؟

ابراهيم زورو
لماذا المجلس الوطني الكوردي تحديداً؟ وماذا يريد المجلس من نفسه؟! وماذا يريد شعبه منه؟! فإذا كان المجلس كما يدّعي بأنه ممثل للشعب الكوردي في سوريا ترى ما هي حقوق الشعب الكوردي إذاً؟! أو بصيغة أخرى هل يتمتع المجلس بشخصية اعتبارية؟ وهل له الحق أن يتكلم باسم الشعب الكوردي في سوريا؟ بعد كل هذا التقاعس في مواقفه لما جرى ويجري؟ إن من يتكلم باسم الشعب وينصب نفسه مسؤولاً عليه التزامات؟ فهل قام بالتزاماته كما يجب؟، لنرى هذه النقطة ونحاول أن نكون حياديين عند تحليلنا:
1-الموقف من اتفاقيات المجلس الكوردي:
نعلم مسبقاً أن تركيا هي عدوة للشعب الكوردي بل هي ضد أي كوردي ولو كان على سطح القمر؟! فكان على المجلس أن يحاور تركيا وليس الائتلاف على اعتبار أن الأخير ما هو إلا خاتم سليمان في بنصر اردوغان؟. العلاقة التي تجمع بين الائتلاف السوري والمجلس الكوردي ليس اتفاقاً فمن شأن أي أتفاقية تواجد طرفين أو أكثر في العقد الذي سيتفق عليه. ويقدم كل طرف شروطه من هذه الناحية المجلس دخل في لعبة الاتفاقية دون أن يكون طرفاً أي لم يقدم أي شروط كي يعزز شراكته، فليس هناك سطر واحد في برنامج الائتلاف يخص مطالب الشعب الكوردي في سوريا، وهذا ما يفقد المجلس وجوده وأحقيته في تمثيل الشعب الكوردي. من الجائز في المستوى الشخصي أن تتنازل عن حقك بكل سهولة ويسر وسّمه ما شئت كبرياء، تسامحاً أو كرماً ولكن عندما يتعلق الأمر بحق من تتدعي أنك تمثلهم فليس من حقك التكرم بما هو ليس لك! عندما نقول “شعب” فبالضرورة له مطالب عليك أن تعلن للملأ ما ذهبت إليه طالما أخذت على نفسك صفة التمثيل وعليك أن تقنع الاخرين بجدوى مطالب شعبك! أما أن تكذب أو تتدعي في تمثيلك لشعب فالامر مرفوض تماماً.
2-أين وضوح الموقف من أحتلال عفرين: عفرين قصمت ظهر المجلس الكوردي إن لم يكن مقصوماً من قبل، فبيانات المجلس كانت قصصاً انشائية ميكانيكية لا يعول عليها، طالما أنك أخذت صفة التمثيل عنوة دون أذن من الشعب فمن الطبيعي أن تلتزم السكوت على جميع الجرائم التي اقترفت على ارض عفرين من قتل وتهجير وانتهاك للأعراض، يقيناً بتُ أشك في كورديتكم جملة وتفصيلاً!؟ وهذا الأمر قابل لليقين، وعجبي! كيف كنتم تنظرون إلى وجوه بعضكم والحكومة التركية ومعها ائتلافها يزغردون لانتصارهم في عفرين! أمر لا يصدق فعلاً!.
كيف ينام المجلس وشعبه في عفرين يذبح على أيدي الجيش التابع للائتلاف! كما قلنا؟ والأنكى من كل ذلك حتى بيانات المجلس تخلو من كلمة العدو أو المحتل التركي! وأيضاً يدافع عن تركيا كما لو أنها ستبني حدائق للاستجمام في عفرين من أجل عيون المجلس؟.
ثلاثة عشرة حزباً ونيف! (لن أذكر اسماء الكل بات عارياً ولسنا بغفلة عنهم) لو تطرق باحث في برامج هذه الأحزاب لن تجد أًياً من مطالب الشعب الذي خرجت هذه الأحزاب على اكتافه، وكان الاجدى هذه الأحزاب أن تجدد برامجها عندما بدأت احداث قامشلي عام 2004 ولكن شيئاً كهذا لم يحدث فأن دل هذا على شيء فأنما يدل على الفقر الثقافي والنضالي للأحزاب الكوردية.
بالمحصلة أخطاء المجلس لا تعد ولا تحصى واكبر فيلسوف سياسي على مر عصور وحتى أكثرهم ثقافة وعنجهية لا يستطيع تبرير تلك الأخطاء لأنها فقط تصدر من الجهلاء والمراهقين السياسيين اصحاب الأفكار الخلبية التي تحدث ضجة وفوضى في اللاشعور ويعتبرون أنفسهم آلهه وهذه تعتبر عقدة نقص في شخصية أي فرد لو رأى نفسه لا يخطأ رغم أن الخطأ هو جزء من الحقيقة أو هو كما يقال: أن الحقيقة مجموعة من الأخطاء طالما هم لا يخطؤون فلا ضير أنهم لا يملكون الحقيقة أيضاً، فأي ممثل يرضى أن يكون شريكه مع دولة تركية ضد شعبه؟ وهو لا صوت له؟ إلى ما يدل ذلك؟!.

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

شادي حاجي القضية الكردية في سوريا ليست قضية إدارية تتعلق بتدني مستوى الخدمات وبالفساد الإداري وإعادة توزيع الوظائف الادارية بين المركز وإدارات المناطق المحلية فإذا كان الأمر كذلك لقلنا مع من قال أن المشكلة إدارية والحل يجب أن يكون إدارياً وبالتالي حلها اللامركزية الادارية فالقضية الكردية أعقد من ذلك بكثير فهي قضية شعب يزيد تعداده على ثلاثة ملايين ونصف تقريباً…

اننا في الفيدرالية السورية لحقوق الانسان والمنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان في سورية ومع مناصري ثقافة التسامح واحترام حقوق الانسان ومع أنصار السلم والحرية، نقف مع السوريين ضد الانتهاكات الجسيمة والاعتداءات الصريحة والمستترة على حقوق الانسان الفردية والجماعية، وسياسات التمييز ضد المرأة والطفل، وضد الأقليات، وضد الحرب وضد العنف والتعصب وثقافة الغاء الاخر وتهميشه، وتدمير المختلف، والقيام بكل ما…

نحن، المنظمات الحقوقية الكردية في سوريا، نهنئ الشعب السوري، بجميع مكوناته وأطيافه، على إسقاط نظام الاستبداد، إذ تمثل هذه الخطوة التاريخية ثمرة نضال طويل وتكاتف الشعب السوري ضد آلة القمع، وهي بلا شك نقطة انطلاق نحو بناء سوريا المنشودة. إن سوريا الجديدة، بعد إسقاط النظام البائد، تدخل مرحلة حاسمة، وهي مرحلة البناء والسلام والصفح. لذا، ينبغي أن تسود فيها العدالة…

خليل مصطفى بتاريخ 22/2/1958 (شهر شباط) تم التوقيع على اتفاقية الوحدة (بين مصر وسوريا)، حينها تنازل رئيس الجمهورية السُّورية شكري القوتلي عن الرئاسة (حكم سوريا) للرئيس المصري جمال عبد الناصر (طوعاً)، وقال لـ (جمال عبدالناصر): (مبروك عليك السُّوريون، يعتقد كل واحد منهُم نفسهُ سياسياً، وواحد من اثنين يعتبر نفسهُ قائداً وطنياً، وواحد من أربعة يعتقد بأنهُ نبي، وواحد من عشرة…