من ظلم الكرد: عنوان الندوة الثانية لمنتدى الشيخ معشوق الخزنوي للثقافة الكردية

دلئيش

في سلسلة الندوات التي يقيمها منتدى الشهيد محمد معشوق الخزنوي للثقافة الكردية, بمناسبة مرور عام على اختطاف الشيخ الشهيد محمد معشوق الخزنوي واستشهاده, أقيمت مساء اليوم الجمعة المصادف في 12/5/2006 الندوة الثانية بهذه المناسبة بعنوان: من ظلم الكرد.
بداية وبعد الوقوف دقيقة صمت على ارواح شهداء كردستان وروح الشهيد محمد معشوق الخزنوي, استمع الجميع الى اغنية بهذه المناسبة مهداة من موقع كورد روز الانترنيتي (kurdroj.com) ومن ثم قدم الشيخ عبد القادر الخزنوي كلمة تمحورت حول مضمون العنوان الذي اختير للامسية, وكانت عبارة عن بانوراما تاريخ الكورد والمظالم التي لحقت بهم- كما سماها الاستاذ ابراهيم اليوسف في سياق تعقيبه على الكلمات التي قدمت- وقد ذكر الشيخ الخزنوي في كلمته اهم من ظلموا الكورد عبر تاريخهم المليء بالمظالم, بدءاً بالصفويين والعثمانيين بتقسيمهم كردستان للمرة الأولى, مرورا بالحلفاء المنتصرون في الحرب العالمية الأولى, و ظلم الاحتلالين الانكليزي والفرنسي لكل من العراق وسوريا بتقسيمهم كردستان للمرة الثانية, وكذلك ظلم انظمة الدول الغاصبة لكردستان في الأجزاء الأربعة.
وفي ختام كلمته برأ الشيخ عبد القادر الخزنوي الاسلام من تهمة ظلم الكورد, متهماً المجتمع الدولي المتمثل في الحلفاء المنتصرين في الحرب العالمية الأول وكذلك اخوتهم من المسلمين وحكوماتهم في ظلم الكورد.
وبعد ذلك قرأ الأستاذ سيامند ابراهيم (رئيس تحرير مجلة آسو الكردية), قصيدتين بهذه المناسبة, الأولى بعنوان: (RODANKA ZINDANÊ) مهداة لروح الشهيد حسين أحمد الذي قضى نحبه تحت التعذيب في سجون النظام, والثانية بعنوان: (QAMIŞLOKA SEYDAYÊ PAKREWANAN) مهداة الى روح الشهيد محمد معشوق الخزنوي.
ومن ثم قدم الشيخ محمد مرشد الخزنوي نجل الشهيد معشوق محاضرته المعنونة أيضاً (من ظلم الكورد) مبتدءاً المحاضرة بسؤال: المظالم التي وقعت على الكرد هل الاسلام هو السبب ؟ هل الغرب ؟ ام نحن ؟ أم امور أخرى؟ ليركز بعد ذلك على توضيح مبادىء الاسلام والذي لا  يتعارض بين حب الوطن والقومية وبين حب الدين, مستشهداً بآيات من القرآن الكريم, وأكد على ضرورة التفريق بين الدين الاسلامي الحنيف وتعاليمه ومبادئه وبين اولئك الذين يتاجرون بيعا وشراءا باسم هذا الدين الطاهر, وقال: ليس من الإنصاف في شئ أن نحمل الاسلام اخطاء الاخرين حتى وكان هذا الآخر مسلما طالما, الاسلام يقف في وجوههم ويمزق برقع الحق عنهم ويجردهم من كل حسن ، كما أنه ايضا ليس من الانصاف والحق تحميل الاسلام  وزر بعض الناس الذين لم يفهمو الإسلام أو استغلوه لأسباب شخصية وقومية, وأضاف الشيخ محمد مرشد قائلاً: ان الإسلام هو المحرك الذي حرك الأكراد للدفاع عن حقوقهم القومية وكانت جميع الثورات والتي يقودها علماء الدين محركها الإسلام للدفاع عن الحقوق القومية, ولمن يريد التأكد عليه دراسة تاريخ الكورد وخاصة في نهاية القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين ولذلك لا يليق بنا أن نتجاهل ذلك كله وان نشطب كل هذه الأعمال المباركة من هؤلاء القادة العظماء بجرة قلم , وعلينا أن نكون أكثر موضوعيين ولا يأخذنا الغضب على الواقع إلى التعدي على الماضي, ورفض الشيخ مرشد في محاضرته مقولة من يقول ان العرب والترك والفرس هم المستفيدون من الإسلام بينما الكردي هو الخاسر الوحيد من هذا الدين, مبينا انه لو كان هذا صحيحاً فلماذا استطاع قادة وشيوخ وعلماء كورد يعبرون عن حقيقة الإسلام تحريك الشعب الكردي وقيادته في ثورات ضد المستعمر بينما عجز غيرهم من المثقفين والسياسيين عن ذلك, مذكراً بنضال الشيخ سعيد بيران والشيخ محمود الحفيد والشيخ عبيد الله النهري وقاضي محمد وملا مصطفى البارزاني والشيخ عبد السلام بارزاني والشيخ معشوق الخزنوي وغيرهم من فعل الكثير لهذا الشعب حين طالبوا بحقوقهم الكردية المسلوبه, ومتسائلاً هل تعارض ذلك مع اسلامهم وهل اعتبروا مرتدين عن دين الاسلام حاشا لله رحمهم الله تعالى اجمعين ، لا بل  كان هؤلاء العلماء يرون الدفاع عن حقوق قومهم في صلب المفاهيم والفروض الاسلامية ، لان نضال الكرد هو نضال ضد الظلم.
وفي ختام محاضرته أكد الشيخ محمد مرشد الخزنوي إن أفضل رد على التهديدات والمؤامرات التي تحيكها الدول المحتلة لكردستان هو العمل لتسريع وتيرة النضال من اجل الوحدة الوطنية الكردية وتغليب روح المصالح العليا للكورد على المنفعة الحزبية الضيقة وتقريب وجهات النظر في مختلف المسائل التي تطرح , وهذا يتطلب اجتماع الأحزاب الكردية ومشاركة الشعب في القرارات المهمة والتي تهم الأكراد من خلال استفتاءات ومناقشات وحوارات بين الجميع دون استثناء ومراجعة شاملة لسياسة ونضال الكرد طوال قرن من الزمن مضى ومعرفة مواطن الخلل فيها وإصلاحها, وبين بان الكورد بحاجة إلى التغلب على الأهواء والنوازع الضيقة والانعتاق من كل أشكال التعصب الأعمى للذات والسعي الحثيث نحو الاقتراب من الآخر ومحاولة فهمه بشكل مباشر وذلك من اجل ان يكون الحوار داخل كوردستان هو الأصل الذي لانحيد عنه مهما كانت النوازع ومهما كانت المشكلات التي تحول دون ذلك ، في إطار الوعي العميق بطبيعة التحديات والمخاطر التي تواجهنا لإن طبيعة الظروف والمرحلة التي نمر بها تتطلب من الجميع التفكير الجاد في بلورة وصياغة مشروع يعزز الوحدة الكوردية اجتماعيا وسياسيا من خلال ثوابت نعمل جميعا كل من موقعه على تعزيزها وحمايتها, وبالحوار نستطيع أن نفهم بعضنا ونكرس قيم التواصل والتفاهم ومن خلاله نتخطى واقع الانقسام وحالات الجفاء والتباعد والحوار ليس موقفا تكتيكيا ومرحليا في حياة الإنسان بل هو خيار في الحياة ووسيلة للتواصل مع الآخرين يجب أن لا يدفعنا الاختلاف إلى اتهام الناس بما ليس فيهم وتحميلهم مسؤولية أخطاء الآخرين إنما ينبغي أن نلتزم بمقتضيات العدالة والموضوعيه لهذا فان واجبنا جميعا هو العمل على تعميق الشعور بالمسؤولية تجاه كوردستان بحيث لاتكون التنوعات الدينية والمذهبية والفكرية والحزبية حائلا دون ذلك.
وبعد انتهاء محاضرة الشيخ محمد مرشد الخزنوي, عقب الأستاذ ابراهيم اليوسف بشكل مختصرعلى الكلمات التي قدمت, ومن ثم فتح باب النقاش والأسئلة للسادة الحضور, الذين أغنوا الأمسيةب استفساراتهم ومداخلاتهم  القيمة.


واختتمت الأمسية على أمل اللقاء في أمسية أخرى, يوم الخميس الموافق في 18/5/2006 بعنوان: (فكر الشهيد محمد معشوق الخزنوي)والتي سيحاضر فيها كل من الشيخ عبد القادر الخزنوي و الدكتورة ميديا محمود والأستاذ عبد الصمد عمر.

 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إياد أبو شقرا عودة إلى الموضوع السوري، لا بد من القول، إن قلة منا كانت تتوقّع قبل شهر ما نحن فيه اليوم. إذ إن طيّ صفحة 54 سنة خلال أقل من أسبوعين إنجازٌ ضخم بكل ما في الكلمة من معنى. سهولة إسقاط نظام الأسد، وسرعة تداعيه، أدهشتا حتماً حتى أكثر المتفائلين بالتغيير المرجوّ. إلا أنني أزعم، بعدما تولّت قيادة العمليات…

طارق الحميد منذ فرار بشار الأسد، في 8 ديسمبر (كانون الأول)، إلى روسيا، وهناك سيل من النقد والمطالبات للحكام الجدد، وتحديداً أحمد الشرع. والقصة ليست بجدوى ذلك من عدمه، بل إن جل تلك الانتقادات لا تستند إلى حقائق. وسأناقش بعضاً منها هنا، وهي «غيض من فيض». مثلاً، كان يقال إن لا حل عسكرياً بسوريا، بينما سقط الأسد في 12 يوماً…

خليل مصطفى مِنْ أقوال الشيخ الدكتور أحمد عبده عوض (أُستاذ جامعي وداعية إسلامي): ( الطَّلَبُ يحتاجُ إلى طَالِب ، والطَّالِبُ يحتاجُ إلى إرادة قادرة على تحقيق حاجات كثيرة ). مقدمة: 1 ــ لا يختلف عاقلان على أن شعوب الأُمَّة السُّورية قد لاقت من حكام دولتهم (طيلة 70 عاماً الماضية) من مرارات الظلم والجور والتَّعسف والحرمان، ما لم تتلقاه شعوب أية…

أحمد خليف الشباب السوري اليوم يحمل على عاتقه مسؤولية بناء المستقبل، بعد أن أصبح الوطن على أعتاب مرحلة جديدة من التغيير والإصلاح. جيل الثورة، الذي واجه تحديات الحرب وتحمل أعباءها، ليس مجرد شاهد على الأحداث، بل هو شريك أساسي في صنع هذا المستقبل، سواء في السياسة أو في الاقتصاد. الحكومة الجديدة، التي تسعى جاهدة لفتح أبواب التغيير وإعادة بناء الوطن…