تجمع الملاحظين
كتب الدكتور القدير الأستاذ محمود عباس، مقالا قيما يرد فيه على تجمع الملاحظين بخصوص توعية الذات، في هذه اللحظة بعينها، قائلا:
“فهم يرون المآسي والدمار ويتوقعون الكوارث، يحاولون حث أعداء الكرد ومن يقف ورائهم من الدول الكبرى على إيقافها،…”.
لماذا العالم تناصرنا اليوم؟ وصمت البارحة، رغم الشواهد الحية والدامغة على ما أحله بنا أردوغان في عفرين؟ هذا ما لم يتطرق إليه دكتورنا القدير.
أليس من السذاجة أن نصدق أن الغرب يصدق أداة المقتسمين، وقبل هذا كان نفس هذا الغرب يصيح ويزعق، مؤكدا أنها، أي الأداة ستخلق لهم صداعا مبرحا، قائلة: إنها إيرانية روسية سورية بامتياز. إذا عدت إلى مقالات محللي الغرب وإلى رؤية سياسييه قبل تأجيرها للأداة، لوجدت صدق قولنا. مهما تقربت هذه الأداة إليهم، لن يصدقوها. طبعا ليس بوسع الأداة التقرب إليهم، فهي معول، والمعول يفعل ما يأمره مستخدمه!
أما بخصوص الأداة مختصرا، تعْلم مثلنا، دكتورنا العزيز، أنها وليدة أرغانيكون التركية، وقامت القابلة القانونية، السيدة أميركا بإجراء عملية ولادتها. أما بخصوص بناتها، وأحفادها فهن عشن وترعرعن في كنف شقيقاتها. ولا تختلف هذه الشقيقات فيما بينها على القضية الكردية مهما كان الخلاف بينها محتدما.
إن كانت هذه الأداة أرغانيكونية، لكنها درست وحازت على الدرجات العليا في الاختبارات الدراسية حين تعلّمها في أكاديميات الأنظمة الشمولية وجامعات صئبانها.
والغرب هو من شخص، منذ ما يقارب قرنا من الزمن، طبيعة وجوهر النظام الشمولي، ويدرك حق المعرفة جبلة جيل ذاك النظام، وإن كانوا غيروا جلودهم.
“ولكن من الغرابة أن يحث البعض على تغيير وجهة الحراك الكردي إلى التمسك بمهمة دون غيرها، كالإلتهاء الكلي بتوعية الأمة…”.
لا تظن بنا سوء الظن دكتورنا، الغالي، فنحن لا نحث على الإلهاء! وما نقوم به معتمد على الوقائع القريبة والبعيدة، التي تمسكنا بها. لم نعمد إلى تغيير وجهة الحراك الكردي، في اتفاقية الجزائر، وتدمير القرى والمدن والأحياء في شمال كردستان، واستفتاء الخامس والعشرين من أيلول، وفي عملية غصن الزيتون، والآن في نبع السلام. لم نسعَ إلى أي تغيير وقتها؟ هل تريد، دكتورنا الكريم، أن نباد، في كل مرة، بهذا الشكل على أن تبقى وجهة الحراك الكردي كما كان؟ أليس حريا بنا أن نقول لهذه الوجهة كفى قتلنا وتدميرنا وإبادتنا؟ أم علينا أن نقف هكذا، والعدو يتفرج كيف نحن المثقفين نمهد له الإبادة تلو الأخرى، لعدم مسنا بتغيير الوجهة، مغترين بشجب العالم على هذه الإبادة دون فعل ما ينقذنا. وكذلك التجهيل لجماهيرنا بالصمت على مغزى هذا الشجب، أو المساندة، أو المناصرة، لمصالح تخدم المشجبين والمساندين والمناصرين، ليس رأفة، ورحمة بنا، ألم يهجر مليون ونصف في العام 1975م إثر اتفاقية الجزائر، ولم يسعفنا أحد؟ بعد أن خضنا نضالا داميا لمدة أربعة عشر عاما، وتكلل ببيان الحادي عشر من آذار، ثم جاء من أهداها لشاه إيران، كي يعدل في الاتفاقية المبرمة بين دولته والمحتل البريطاني للعراق. دكتورنا العزيز. كفنا هذه الذهنية التي رسخها العدو فينا، كفانا وكفانا اتباع المهترئ من التصورات والمفاهيم! نناشدكم بضمائركم، نناشدكم بأعز ما لديكم أن تكفوا عن هذا البالي بالتقادم. وكونوا جريئين في توعية جماهيرنا، وفضح مسببي تلاشينا وإبادتنا. نتوجه إلى ضمائركم إلى متى ستخدمون العدو، بهذه المقاييس البالية، والسكوت على ما يفعله هؤلاء القادة بنا؟
نكمل البقية في العدد القادم
تجمع الملاحظين، عنهم:
كاوار خضر