الحرسي حسن روحاني.. نظرة لضرورة إدراج رئيس جمهورية الملالي على قوائم الإرهاب

بقلم عبدالرحمن – ك – مهابادي*
منذ اليوم الأول الذي اغتصب فيه الملالي الحكم في إيران بشكل غير شرعي وجلسوا على كرسي الخلافة، ابتدعوا تيارات وعرضوها  في الواجهة دعوها بالتيارات المعتدلة أو الإصلاحية والوسطية المتمدنة لكي تكون بيد الولي الفقيه كأداة لإجبار الآخرين على السكوت ويتمكنون من خلالها من تصفية المعارضين.
وفي هذه الأعوام الماضية، كان هناك عدد لا بأس به من الأطراف والتيارات التي عملت تحت عنوان مختلفة مثل “مساعدة نظام الملالي” وانضمت لهذا التيار الوهمي وساعدت في الترويج له. وخاصة الدول الغربية العطشى للنفط والدولار التي وضعت أيديها مع الملالي ضد الشعب والمقاومة الإيرانية ولم يتوانوا عن القيام بأي خيانة أو جريمة في هذا الدرب.
وعلى الرغم من مضى الوقت وسيلان الدم أكثر من جسد الشعب والمقاومة الإيرانية بشكل أكبر نجد أن الأطراف الغربية المتماشية مع النظام شكلت جبهات بشكل معقد أكثر مع الملالي لمواجهة المقاومة الإيرانية. حتى أنهم لم يكتفوا بوضع المقاومة الإيرانية على قوائم الإرهاب وفي المرحلة التالية قصفوا مقرات وقواعد المقاومة الإيرانية في جوار أرض بلدهم وبدأت الهجمات الدموية البرية والجوية والإرهابية للنظام ضد قوات المقاومة الإيرانية داخل أرض العراق ونفذت مجزرة فظيعة بحق هذه القوات، وحتى يومنا هذا، تجد أنهم يضعون العراقيل بحجة “الخوف من الحرب مع نظام الملالي” أمام اتخاذ سياسة حاسمة ضد النظام الإرهابي الحاكم في إيران، ويؤدون دور العصا أو العكاز الذي يتكأ عليه هذا النظام.
لذلك لن أتحدث عن هذه التيارات المتماشية مع النظام لأن مكان الحديث عنها هو في محاكم العدالة والمحاسبة القانونية والتاريخية. بل إن الحديث سيتركز على الأشخاص الذين لديهم قصر نظر وما زالوا حتى الآن يدقون على طبول الاعتدال والوسطية في داخل النظام الهرم والعفن.
في أعقاب إسقاط الطائرة المسيرة الأمريكية على يد قوات الحرس جنوب إيران، قال الملا روحاني رئيس جمهورية الملالي معبرا عن تقديره لقوات الحرس: نحن أسقطنا هذه الطائرة المسيرة بوساطة منظومة دفاع جوي مصنوعة في إيران وصواريخها مصنوعة في إيران أيضا، ورادارها مصنوع في إيران، أي أننا بحثنا برادار إيراني ونظرنا برادار إيراني واستهدفا هذه المسيرة بصاروخ إيراني. نحن نقبّل جميع أيادي هؤلاء الذين أنشأوا هذه الصناعة الداخلية في وزارة الدفاع وقدموا لنا هذه الأدوات التي استخدموها بشكل جيد في داخل قوات الحرس”.
ليس خافيا على أحد بأن هذه الملا المخادع كان طوال حكم الملالي القمعي أحد عناصر وأدوات القمع والإعدام والتعذيب وإرهاب الملالي. ويجلس الآن على كرسي رئاسة جمهورية الملالي ولكنه لم يكن سوى سكين حاد للولي الفقيه وقوات الحرس من أجل إبادة نسل الشعب الإيراني، وكان يعمل بنفس وروح واحدة في جسم واحد بظاهر مختلف. ومن هنا، نادى الشعب الإيراني في أول يوم لانتفاضة العارمة بشعار “أيها الإصلاحي وأيها الأصولي، لقد انتهى الأمر”. إن رسالة هذه الشعار فهمها قبل الجميع، كل النظام ومسؤوليه الذين قالوا مرات عدة بأنه إذا حصل الشعب على فرصة فسوف يعبر فوق جنازة جناحي هذا النظام.
وإن ما وصل إليه المجتمع الدولي حاليا من هذه الحقيقة هو أن الروح الشريرة لولاية الفقيه تتمثل في جسم جناحي هذا النظام، وتتجلى بوضوح عندما يظهر المجتمع الدولي وعلى رأسهم حكومة الولايات المتحدة الأمريكية ( تحت شعار تغيير السلوك وليس تغيير النظام حتى) القليل جدا من الحسم.
روحاني اعترف بعد عدة أشهر من الاتفاق النووي بأن نظام الملالي استخدم ورقة حضوره في سورية والعراق لإجراء المفاوضات النووية.( ٨ فبراير ٢٠١٦) وبعد ثلاث أشهر من ذلك تطرق صراحة للتعبير عن تقديره لقائد قوات فيلق القدس الإرهابي الحرسي قاسم سليماني وقال: ” اليوم إذا نظرتم في كل مكان في أفغانستان والعراق وسوريا ولبنان وفلسطين تجدون أقدام شجاعة وبسالة الحرسي سليماني في كل مكان”. وفي العام الماضي أيضا تحدث حول البرنامج الصاروخي لنظام الملالي وقال: ” نحن صنعنا ونصنع وسنصنع الصواريخ.. وأي سلاح من أي نوع نحتاجه سنقوم بصنعه وإنتاجه وتخزينه واستخدامه في الوقت اللازم للدفاع عن أنفسنا ولن نتردد في ذلك”. (٣ نوفمبر ٢٠١٧).
الملا روحاني منذ بداية صعود الملالي للسلطة طالب بإعدام المعارضين السياسيين في صلاة الجمعة وعلى الملأ وخلال فترتي رئاسته وحتى اليوم وصل معدل إعدام السجناء والكوارث المؤلمة داخل السجون لرقم عال جدا. روحاني وأعضاء حكومته ومن بينهم وزير خارجيته محمد جواد ظريف قالوا دائما بأن لا يوجد في إيران سجناء سياسيون والأشخاص الذين تم إعدامهم هم أشخاص عملوا ضد أمن النظام. ولا بد من أن مذبحة ال ٣٠ ألف سجين سياسي التي نفذت خلال فترة من شهرين لثلاث أشهر في عام ١٩٨٨ كانت أيضا تحت نفس العنوان؟؟!!.
بناء على سجل وتاريخ ٤٠ عام الملا حسن روحاني والذي تمت الإشارة لمقتطفات بسيطة منه في الأعلى، هل يمكن مناداة روحاني سوى بلقب “الحرسي حسن روحاني”؟! أليست هناك ضرورة مضاعفة كما قالت السيدة مريم رجوي لمعاقبة الملا روحاني وإدراجه على قوائم الإرهاب؟ روحاني خلال العقود الأربعة الماضية وخاصة خلال السنوات الست الماضية، كان رئيسا لجمهورية الملالي ورئيسا للمجلس الأعلى للأمن القومي الخاص بنظام الملالي، وكان له دور مفصلي في تنفيذ جميع جرائم النظام في داخل وخارج إيران. 
ولذلك فإن جميع الإيرانيين وداعميهم في جميع أنحاء العالم ينتظرون بفارغ الصبر وضع الحرسي حسن روحاني على قوائم الإرهاب حتى يتسنى لهم من موقعهم القضاء على هذا النظام بشكل نهائي.
@m_abdorrahman
*کاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن الايراني.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…