أكرم الملا
ان منطقتنا لم تتأثر فقط بطقس ومناخ استثنائيين هذا العام، حيث الهطولات المطرية الكثيفة والحرائق الهالكة، بل تأثرت أيضاً بطقس سياسي مميز وذلك نتيجة منخفضات عسكرية مصحوبة بعواصف تهديدية قادمة من الغرب الأميركي باتجاه منطقة الشرق الأوسط التي في الأساس تعاني من منخفض سياسي متذبذب مع هطولات اعلامية متبادلة بين دول المنطقة واحياناً سقوط صواعق جوية أدت الى حرائق في مياه الخليج، الذي ارتفعت أمواجه الى حد كبير نتيجة الحركة الغير طبيعية للقطع البحرية المنوعة نوعاً وكماً.
ان المنطقة أصلاً كانت تحت تأثير ظروف مناخية معقدة، حيث الغيوم السياسية ملبدة وركامية اللون ومحملة بالأتربة والغبار الناتجين عن المعارك الجارية على أرض سورية، حيث حرارة المعارك أدت الى تسخين الغيوم المتمركزة فوق سوريا والعراق وكوردستان وتركيا وايران ودول الخليج، في تركيا حيث هبت رياح معارضة أدت الى ابعاد المنخفض الإخواني الأردوغاني عن سماء اسطنبول التي ألقت الحجاب الاسلامي وخرجت بلباس السباحة والتعري الأتاتوركي.
في العراق مازال هناك تصادم بين الجبهات الهوائية الباردة والحارة والتي تؤدي الى عدم الاستقرار في المناخ السياسي العراقي وخاصة هناك منخفض طائفي محمل برياح السموم، متمركز في شرق العراق ويهب بين الفينة والأُخرى لتعكير صفو الأجواء العراقية، في كوردستان تمركز ولفترة طويلة منخفض غباري ذو منشأ محلي، أدى الى حجب الرؤية وصعوبة اتخاذ القرار، ولكن بعد هبوب نسمات من الرياح الصديقة وخاصة النسمات الغربية أدت الى دفع وازالة المنخفض الغباري من سماء كوردستان وسيطرت أجواء صحوة وسماء صافية لتعود الحياة الى طبيعتها وتتوضح الرؤية والنية الصادقة في دفع الأُمور الى أجواء سياسية مستقرة وطقس مُبشر بالسلم والأمان في المستقبل.
أما ايران التي صار لها سنوات وهي تعاني من تمركز منخفض سياسي طائفي ملبد بعمائم سوداء تهطل منها زخات محملة بأفكار ضارة بالبيئة والبشر، حيث بدأت سموم هذا المنخفض تتوزع في سماء الخليج والأهم انها وصلت الى سماء اسرائيل، التي بدأت بدورها في تغيير الضغط الجوي في المنطقة وكانت النتيجة أن غيرت الرياح اتجاهها وبدأت بدفع المنخفض الأميركي الاعصاري باتجاه منطقة الصراعات وأبار الدولار.