محمد مندلاوي
نشر الأعز الأستاذ (أحمد رجب) في 06 05 2019 توضيحاً.. عن مقالنا السابق الذي كان تحت عنوان: مَن المسؤول الحقيقي عن واقعة بشتاشان؟؟. وكان توضيحه بهذا العنوان: بشتاشان وصمة عار لا تنسى. حقيقة أكن للكاتب والمناضل العتيد الأستاذ (أحمد رجب) كل الاحترام والتقدير، وكلي آذان صاغية لأي إنسان يخالفني الرأي عن كتاباتي أو عن الكلمات التي ألقيها في المناسبات القومية الخالدة وغيرها وشرطي الوحيد هو أن لا يخرج المخالف (الناقد) مِن إطار الحوار العلمي المتحضر. والأستاذ أحمد أهل لهذا يشهد له مداد قلمه الذي لا ينضب.
الآن دعونا نناقش النقاط التي جاءت في توضيح الأستاذ بكل روية وهدوء نقطة بعد أخرى. يقول الأستاذ أحمد: نشر الاستاذ الكاتب والباحث محمد مندلاوي في عدد من مواقع الانترنيت في 22/3/2019 مقالة بعنوان: من المسؤول الحقيقي عن واقعة بشتاشان؟؟ الاستاذ محمد مندلاوي كاتب وباحث كوردي معروف يكتب باللغة العربية، وله كتابات عديدة، ينشرها في عدد من مواقع الانترنيت العربية، واحيانا في المواقع الكوردية، وليس غريبا ان اقول انا من قراء تلك المقالات .
توضيحي على الجزئية أعلاه: ليست في هذه الجزئية نقطة تحتاج إلى شرح و توضيح سوى أن أقول بكل تواضع: يزيدني شرفاً وعزة وشهادة أعتز بها أن يقول الأستاذ أحمد أنه من قراء ومتابعي كتاباتي. إن دل هذا على شيء إنما يدل على نبله وسمو أخلاقه العالية في عالم السياسة والكتابة.
ويستمر الأستاذ أحمد في توضيحه: وهنا لا اريد الرد على مقالة الاستاذ محمد مندلاوي، ولكنني استميحه عذرا ان يسمح لي بتوضيح بعض النقاط ، والغريب هنا خروج الاستاذ من موضوع بشتاشان والتطرق الى مواضيع أخرى لا تمت بصلة لبشتاشان.
توضيحي: لم يحدد الأستاذ أحمد في أية فقرة خرجت عن الموضوع؟ ربما خرجت بعض الشيء في سياق الحديث عن مجمل التاريخ السياسي للحزب الشيوعي العراقي، وذلك بسبب بعض المتحدثين في لقاءات تلفزيونية عن الواقعة بطريقة كانت تنم عن الحقد والضغينة على الشعب الكوردي الجريح وليس عن الجهة التي قاتلتهم في بشتاشان (پشتئاشان). على أية حال، دعني أقوله بكل صدق وشفافية، أنا لست ضد أية جهة سياسية وغير سياسية دون استثناء إذا يؤمن بحق الشعب الكوردي في الوجود على كامل تراب وطنه كوردستان، ويعترف بتقرير مصيره في تأسيس دولته الوطنية أسوة بدول العالم.
ويضيف الأستاذ أحمد: الهجوم على بشتاشان (وباختصار): جريمة بشعة، وهي وصمة عار ستظل كنقطة سوداء في جبين الجبناء، وان المسؤول الحقيقي لتلك الجريمة المروعة هو نهج الاتحاد الوطني الكوردستاني (اوك) الذي دفعه الى الابتعاد عن قوى المعارضة الوطنية والهجوم الغادر على حزبنا الشيوعي العراقي، وعلى احزاب الجبهة الوطنية الديمقراطية (جود)، والى المساومة والتعاون مع النظام الدموي والقوى المعادية للحركة الوطنية الديمقراطية العراقية، وللحركة التحررية الكوردية.
توضيحي على ما جاء أعلاه: عزيزي الأستاذ أحمد لا شك أنك تعرف أني ترك الاتحاد الوطني الكوردستاني، وقلت هذا في نهاية المقال الذي أنت كتبت مقالك بصدده، وأحمل في داخلي حقداً كبير عليه لأنه خان القضية الكوردية وخرج عن نهج الـ”کوردایەتی” القويم، فلذا صار يستحق هذا الحقد المقدس. لكن فيما يخص واقعة بشتاشان يجب أن نكون أمناء على الكلمة وننقل الحقيقة للقارئ الكريم لكي يعرف حقيقة ما جرى، لا أن نتكلم عن ما حدث بأسلوب خطابي. كيف يا أستاذ أحمد تتحدث عن الاتحاد الوطني في تلك الفترة بهذه الطريقة.. أليس الاتحاد الوطني بشهادة العديد من الشيوعيين هو الذي آوى الحزب الشيوعي في كوردستان وقدم له المعونة من المؤن والسلاح بعد الهجوم الذي تعرض له على يد نظام حزب البعث المجرم؟ أكرر هذا ليس دفاعاً عن الاتحاد الوطني بل سرداً للحقيقة التي جرت على أرض جنوب كوردستان. كيف تقول ابتعد عن القوى المعارضة الوطنية. أليس الاتحاد الوطني هو الذي بادر إلى تأسيس (الجبهة الوطنية القومية الديمقراطية) عام 1980 المعروفة بـ”جوقد” من سبعة تنظيمات سياسية بالإضافة إلى الشخصيات السياسية المستقلة، والحزب الشيوعي العراقي كان عضواً في هذه الجبهة. لكن بعد أسبوعين فقط ترك الحزب الشيوعي الجبهة المذكورة وأسس مع الحزب الديمقراطي الكوردستاني والحزب الاشتراكي الكوردستاني جبهة أخرى مصغرة باسم (الجبهة الوطنية الديمقراطية) المعروفة باسم (جود) لقد شرحت في مقالي السابق الذي نحن بصدد ما جاء فيه سبب ترك الشيوعي جوقد. لو نلقي نظرة على عدد الأعضاء في الجبهتين ماذا يظهر لنا؟ أعني الأكثرية مع مَن؟ مع أي منهما جوقد أم جود؟ هل الجبهة التي فيها ثمان كتل أكثر أم الجبهة التي فيها ثلاث كتل؟. كيف يا أستاذ أحمد تسميه هجوم غادر؟ أليس قبل بشتاشان الحزب الشيوعي مع قوات “جود” هجم على مقرات الاتحاد في “باليسان” واحتلها بعد أن قتل عدد من مقاتلي الاتحاد الوطني؟ هل يُنكر هذا؟. وكذلك اعتقال قيادات في الاتحاد الوطني كما اعترف به عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي الكوردي المستعرب جاسم الحلفي وأحمد الناصري في لقاءات تلفزيونية. هل يوجد دليل مقنع أن الاتحاد الوطني ساوم وتعاون مع نظام البعث الدموي في واقعة بشتاشان كما تزعم؟ أم تسرد هذا الكلام.. من أجل التسقيط فقط؟.
ويستمر الأستاذ أحمد رجب في سرده: لا ادري ماذا يقصد الاستاذ محمد في تعريفه لكوردستان؟ ، ومن هو الضيف؟ التركمان في كركوك والكلدان الاشور السريان في دهوك واربيل، وقد نسى بان التركمان والكلدان الاشور السريان يتواجدون في شتى المدن العراقية والكوردستانية ومنذ العصور الغابرة وانهم ليسوا ضيوفا وانما ابناء الوطن، واتفق معه بان زيارة البعض من قادة التركمان لتركيا هي زيارات مشبوهة.
توضيحي عن ما قاله الأستاذ أحمد في الجزئية أعلاه: عزيزي الأستاذ أحمد أنا عرفت في مقالي السابق من هو الضيف في كوردستان. لا ضير من تكراره حتى يعرف الضيف نفسه جيداً. كاك أحمد، الضيف في كوردستان هو كل من يعيش على أرضها في كنف الشعب الكوردي ولا يعرف نفسه كمواطن كوردستاني؟. مثلاً الحزب الشيوعي العراقي ضيف في كوردستان، لكن هذا لا ينطبق على الحزب الشيوعي الكوردستاني لأنه حزب كوردستاني بينما الحزب الآخر يحمل اسم العراق وكوردستان غير العراق. كذلك التركمان أقلية جاءت مع الاحتلال الصفوي العثماني كجنود مرتزقة وجلبوا معهم عوائلهم واستقروا في العراق وكوردستان، هناك من عاد إلى وطنه الأم في تركمنستان في آسيا الوسطى وهناك من بقي في هذه الأوطان في كنف شعوبها. وفيما يخص الطوائف المسيحية في كوردستان كتبت عنها عشرات الصفحات وجئت بمصادر أوروبية وعربية وغيرها بأنهم من العنصر الكوردي مع مرور الزمن صاروا يحملون أسماءً.. غريبة عن الشعب الكوردي. بهذا الصدد يوجد لنا مقالان بعنوانين: ادعاءات النساطرة (الآثوريون) بين الانتساب إلى الآشوريين وأوهام الانتماء إلى العراق/ تسع حلقات. والمقال الآخر بعنوان: الطائفة النسطورية.. من الهرطقة الدينية إلى الهرطقة التاريخية/ خمس حلقات. عزيزي لا خلاف بأنهم أبناء هذا الوطن الآن لكن أليس ابن الوطن يجب أن يعترف أنه ينتمي لهذا الوطن؟. كل هذه الأقليات القومية والدينية لهم كافة حقوق الأقلية لكن كما أسلفت شريطة أن يقر ويعتر أنه ابن لهذا الوطن أن كان الوطن كوردستان أو العراق أو سوريا.
ويتوسع الأستاذ أحمد في شرحه قائلاً: نعم، تشكلت في دمشق الجبهة الوطنية القومية الديمقراطية (جوقد) من الاحزاب العراقية والكوردستانية المعروفة، ومن احزاب صنيعة نكرة ممولة من قبل الرئيس الليبي معمر القذافي، ويقال ان العدد الاجمالي لاحزاب هذه الجبهة اكثر من (60) حزب، وقد سماها الحزب الشيوعي العراقي آنئذ بالدكاكين, وكان البعض يريد فرض الهيمنة والاملاءات على الحزب لذا انسحب الحزب منها.
توضيحنا عن كلام الأستاذ أحمد: سبحان الذي لم يأخذ من الرئيس الراحل (معمر القذافي) الرجل كان سخياً مع الجميع دون استثناء، لكن في اللحظة الحاسمة كان بأمس الحاجة إليهم تخلى عنه الجميع؟!. إذا كانت فيها أحزاب صنيعة لماذا انتمى لها الحزب الشيوعي العراقي؟؟!!. حقيقة لا أعلم بهذا العدد الضخم، أنا أعلم بعدد الجهات المؤوسسة لها الذي ذكرته في مقالي. إما فيها دكاكين ودكات فلا علم لي. يقول الأستاذ: هناك من كان يريد فرض الهيمنة والأمالي على الحزب، فلذا انسحب منها. هل عند انسحاب الحزب الشيوعي من الجبهة المذكورة وضح هذا للرأي العام في بيان رسمي صادر منه بأن هناك من يريد فرض هيمنته علينا؟.
يقول الأستاذ أحمد: الغريب ان الاستاذ محمد ككاتب وباحث يريد التحدث عن الهجوم الغادر على مقرات حزبنا في بشتاشان ولكنه يعود الى الماضي، ويبحث في سجلات الحزب, ويعتمد على نكرات باعت نفسها للمال والانظمة الرجعية، ويطلق على احد هذه النكرات “” المفكر العراقي”” .
توضيحي: عزيزي أستاذ أحمد إلا تعرف أن الحاضر هو استمرار للماضي، الذي نتحدث عنه هو أيضاً من الماضي؟ فكله حلقات مرتبطة ببعضها. عزيزي هل هو واحد أم اثنان حتى نقول نكرات؟ هناك المئات خرجوا من الحزب الشيوعي يتحدثون عن الأيام والأعوام التي قضوها في صفوف الحزب سلباً وإيجاباً فيجب على الحزب قبوله بكلتا صفحتيه الأبيض والإسود. عجبي، إن الأحزاب التقليدية في العراق وكوردستان حين يترك أحد ما صفوفهم ينزلوا به إلى الحضيض وهذا ناتج من أن هذه الأحزاب ليست سوى تكتلات بشرية تشبه إلى حد كبير الجماعات التي ترتاد المقاهي لذم هذا وذاك المسمى عراقياً بالـ” دگ و جرش” حقيقة ما أتوقع أن يخرج منك مثل هذا الكلام..الرجل الذي تقصده كان مسؤول الإعلام المركزي لحزبكم، أنه أكاديمي كبير وله عشرات المؤلفات والدراسات القانونية والسياسية والاجتماعي، وعمل مستشاراً في المنضمات الدولية، كيف تصفه بهذا الوصف المشين. لست أنا الذي أقول عنه مفكر عراقي كل من استضافه في لقاء تلفزيوني أو محاضرة علمية يقول عنه أنه مفكر عراقي. يا أستاذ لو تنظر إلى الموضوع من زاوية أخرى ستجد أن هذا الشخص فيما هو يحمله من ألقاب علمية أكاديمية يعود فضل جزء كبير منه إلى حزبكم الذي قضى عقوداً في صفوفه وهو يتشرب بالأفكار العلمية؟؟.
يقول الأستاذ أحمد: نعم، تعثرت العلاقات بين (اوك) والحكومة الايرانية ، ولكن لم يجري اي قتال, وبالعودة الى بشتاشان يعتمد الاستاذ محمد على مصدر واحد، والمصدر هو المهاجم الذي تحدث وكأنه بريء وغير مذنب، ان جريمة بشتاشان كانت كبيرة ووحشية ، إذ تم قتل الاسرى ومن ضمنهم النساء بدم بارد، وهي جريمة اتسم مرتكبوها بالسادية.
توضيحنا على كلام الأستاذ أحمد: لا عزيزي حدث قتال مرات ومرات بين الاتحاد الوطني والقوات الإيرانية، يا ترى ماذا تسمي “هێزی پشتیبان = Hizi Pshtiban” تلك القوة المسلحة التي أرسلها الاتحاد الوطني لمساندة قوات الكوردية في شرق كوردستان ضد قوات الاحتلال الإيراني؟. وقدمت العديد من القتلى والجرحى – أعذرني أنا لا استخدم مصطلحات غريبة عن فكري العلماني-. يقول الأستاذ أحمد أني جئت بمصدر واحد عن الواقعة. عزيزي اطلع على المقال أنه عشر صفحات واستشهدت باسما: 1- كريم أحمد الدواود سكرتير الحزب الشيوعي بالوكالة. 2- عزيز محمد سكرتير الحزب. بهاء الدين نوري سكرتير الحزب السابق والقائد العسكري لمنطقة السليمانية وكركوك للحزب الشيوعي. عبد الحسين شعبان مسؤول الإعلام المركزي للحزب الشيوعي في حينه. محسن الجيلاوي كادر سابق في الحزب الشيوعي. خالد صبيح كادر آخر في الحزب. جاسم الحلفي عضو المكتب السياسي الحالي لحزب. أحمد الناصري كادر سابق للحزب. محمد حاج محمود سكرتير الحزب الاشتراكي الكوردستاني. سبها جياد شيوع سابق. لقد جئت بكب هؤلاء تقول لي أتيت بمصدر واحد؟؟. إما عن قتل الأسرى لا أنفي ولا أؤكد لأني غير متأكد. الذين نقلوا هذا الخبر قالوا: كان القتل بدافع عنصري لأن هؤلاء عرب. ثم تبين فيما بعد أن هذا الكلام – القتل على الهوية- غير صحيح بتاتاً لأن محمد حاج محمود سكرتير حزب الاشتراكي الكوردستاني قال أن الاتحاد قتل أسرانا لو صحت الحادثة أن هؤلاء كورد كيف قتلهم الاتحاد؟؟.
يقول الأستاذ أحمد: يزعم المهاجم كما يكتب الاستاذ محمد قائلا : ان الشيوعيين قاموا بضجة كبيرة في العالم وضخموا المسألة، ويضيف: هذه حقيقة، لقد حاول الحزب ( يقصد الحزب الشيوعي) ولا زال يحاول استثمارها بصورة دراماتيكية ضد الكورد، ولكن، وللحقيقة يقول الشيوعيون: ان لكل جريمة دافعا لها،وقد يكون الدافع الحقد، وان هذا الكلام نابع من الحقد والكراهية ولا صحة لها، وان موقف الحزب كان واضحا، وقد دافع ببسالة عن القضية الكوردية، ووقف كما يقف اليوم الى جانب حقوق الشعب الكوردي، وقد نظر الحزب للحركة التحررية الوطنية في كوردستان نظرة مبدأية رافعا شعار حق تقرير المصير للشعب الكوردي وقدم في سبيل ذلك التضحيات الجسام وقافلة من الشهداء، وان الشيوعيين تصدوا ويتصدون بحزم للحرب الأيديولوجية التي يشنها الاعداء، وبهذا الصدد نقول نحن من الحزب الشيوعي: اننا لا نقبل المزايدة من اي كان، وان تاريخنا شاهد.
توضيحنا: إن كلام أنوشيروان صحيح، أن المسكر الشرقي (الاشتراكي) كان يساند الشيوعيين ومعها بعض الكيانات العربية السائرة في ركاب موسكو. إذا كان الكورد حاقدون على الشيوعيين لماذا فتحوا لهم صدورهم واستقبلوهم في وطنهم كوردستان وقدموا لهم المساعدة؟ عزيزي الأستاذ أحمد إذا نتكلم عن الحزب الشيوعي وما قام به تجاه الكورد سلباً وإيجاباً عندها نحتاج أن نسود عشرات الصفحات، فخلي الملف مغلق أحسن. يا ترى من أدخل حق تقرير المصير للشعب الكوردي في منهاجكم؟ أليس بهاء الدين الذي تقول عنه كلاماً الىن لم يقل مثلها مالك في الخمر؟. نعم عزيزي تاريخكم شاهد عليكم بزينه وشينه وإلا أنتم ليس لكم صفحة شينة؟ عزيزي نحن بشر لسنا “روبوتات” تتحرك بـ”ريموت كنترول” بلا شك خلال مسيرة حياتنا نقع في أخطاء ومطبات وهكذا هي الأحزاب السياسية وغيرها.
ويستمر الأستاذ أحمد: لقد اقحم الاستاذ محمد مندلاوي نفسه للدفاع عن جهة معينة، والبحث عن كل ما يسيء للحزب الشيوعي، ويكتب باندهاش انه رأى بام عينيه عدد من الشيوعيين في طهران، وكلامه صحيح إذ كان الشيوعيون يسافرون للعلاج عبر الاحزاب الكوردستانية الصديقة لايران ( بدك ، اوك و حسك) ، ولكن للتاريخ اقول بأن الحزب الشيوعي العراقي منع رفاقه من التقرب لكوجة مروي مركز التزوير والفسق والفساد.
توضيحي: لا عزيزي أستاذ أحمد لم اقل أني أدافع عن تلك الجهة، ووضحت هذا في نهاية المقال. صدقني لم أبحث عن أي شيء يسيء إلى الحزب الشيوعي، بل بالعكس أنا من المتعاطفين معه. يا أستاذ، أنا أعرف كل صغيرة وكبيرة عن “کوچە مەروی= Kwche marwi” لأني كنت فيها؟ ليس جميع من فيها سيء، هي سوق لكن اسمها هكذا وكبقية الأسواق فيها الصالح والطالح. لا عزيزي جميع الأحزاب العراقية والكوردستانية كان لها حضور في”کوچە مەروی” بما فيها الحزب الشيوعي العراقي. وسكرتير حزبكم الأستاذ (عزيز محمد) كانت يتنقل بين دول العالم عن طريق إيران، وهل الأستاذ عزيز غير معروف لدى السلطات الأمنية الإيرانية حتى يتنقل من خلال مطار “مهرآباد” بورقة من الحزب الديمقراطي أو غيره؟؟. أما إن “کوچە مەروی” مركزاً للتزوير وتبديل العملة والتهريب أي نعم هي هكذا، حتى أن رئيس جمهورية إيران ذكرها أيام الحرب العراقية الإيرانية بهذه الصفة: قال في “کوچە مەروی” إذا تحتاج يصنعون لك إنساناً من جيد.
يقول الأستاذ أحمد:ان (اوك) اراد الاستئثار وبسط السيطرة على جميع مناطق كوردستان، ورغم محاربته لنظام صدام حسين الدكتاتوري، دخل في حروب عديدة مع جميع الاحزاب الكوردستانية والحزب الشيوعي العراقي ايضا، وكانت حروبه عبثية وغبية استفاد منها الاعداء وفي المقدمة النظام الدكتاتوري في بغداد.
توضيحي: الأستاذ أحمد قال في صدر مقاله أن الاتحاد الوطني ساوم وتعاون من النظام الدموي يعني النظام البعثي المجرم. وفي الجزئية أعلاه يقول: رغم محاربته لنظام صدام حسين. أي محاربة الاتحاد الوطني لنظام البعث. لا ندري كيف يوفق الأستاذ بين هذا وذاك؟! عزيزي بالعكس أن “جود” هي التي أرادت أن تستأثر وتبسط نفوذها على جميع مناطق كوردستان بدليل هي التي بدأت بالهجوم على مقرات الاتحاد في باليسان. إما عن القتال بين الأحزاب الكوردستان بهذا أنا معك ليس فقط الاتحاد الوطني الكل قاتل الكل، ما من حزب لم يقاتل حزباً آخر، أي حزب لديه خنجر مصدي أو بندقية صيد استعملها ضد الحزب الآخر الذي يلتقي معه في نهاية الأمر في رافد واحد، وهو إيصال الشعب الكوردي إلى شاطئ الأمان. يقول (أنوشيروان) في كتابه: خولانەوە لە ناو بازنەدا- دیوی ناوەوەی روداوەکانی کوردستانی عێراق ١٩٨٣- ١٩٨٨” ص 117: في شهر حزيران عام 1986 زارنا في ” یاخسەمەر” (أحمد باني خيلاني) مبعوثاً من قبل الحزب الشيوعي العراقي. ويضيف أنوشيروان في ذات المصدر قائلاً: بعد مباحثات صريحة وطويلة وقعنا اتفاقية ثنائية مع ملا أحمد. أرسنا نص الاتفاقية بجهاز اللاسلكي إلى قيادة الحزب الشيوعي في “برادوست”. وأذيعت الاتفاقية في إذاعة الاتحاد الوطني كخبر سياسي. بعد هذه الاتفاقية دار خلافاً بين قيادات الحزب الشيوعي وزعموا أن ملا أحمد – أحمد بانيخيلاني- تجاوز صلاحياته. من أجل التلاحم الأخوي وحقن الدماء افترض على الحزب الشيوعي أن يوافق على الاتفاقية، إلا أنهم أعلنوا من خلال إذاعتهم أنهم غير معنيين بالاتفاقية وبعدها باشروا بالهجوم في وسائل إعلامهم على الاتحاد الوطني. لقد أجل الحزب الشيوعي اتفاقه مع الاتحاد الوطني وانتظر حتى تصالح الاتحاد مع جميع الأطراف في “جود” وبعدها وقعوا في شام – سوريا- اتفاقية مع الدكتور فؤاد معصوم.
يقول الأستاذ أحمد: ارجو من الاستاذ محمد ان يعيد النظر حول هذه المصطلحات: هم نزل هم يدبج على سطح، جهة أجنبية عن كوردستان استضافتها فصائل الشعب الكوردي، وليعلم، ان الشيوعيين في كوردستان ليسوا نزل او ضيوف عند احد, بل انهم اصحاب الارض مثل الاخرين، وقدموا الدماء القانية من اجل انتصار القضايا النبيلة ومنها قضية الوطن والشعب، وسطروا لوحدهم او مع القوى الوطنية الاخرى اروع الملاحم البطولية، وان استخدام تلك المصطلحات اجحاف بحق النضال البطولي للشيوعيين من العرب والكورد والتركمان والكلدو الآشور السريان والأرمن.
توضيحي على ما سرده الأستاذ أعلاه: عزيزي أستاذ أحمد بما أنك من متابعيني يجب أن تعرف نمط تفكيري القومي في هذا المضمار. عزيزي قلت لك في سياق هذا المقال أن الشيوعي الكوردستاني هو كوردستان لا فرق بينه وبين أي حزب كوردستاني آخر قط. لكن غير الكوردستاني هو من لا يحمل اسم كوردستان،أو لا يذيل به اسمه، مثال الحزب الشيوعي العراقي، مذيل باسم العراق، وكوردستان غير العراق، لكنه يبقى الشيوعي حزباً حليفاً ومؤازراً للشعب الكوردي وقضيته العادلة. نعم عزيزي الشيوعيون العرب قدموا الدماء في كوردستان، لكن من أجل تغيير النظام في بغداد واستلام السلطة هناك. إما وضع الشيوعي الكوردي شيء آخر، أنه كوردي يقف على تراب وطنه. دعنا ننظر إلى الأمر بالمقلوب، لو الحزب الشيوعي الكوردستاني كان يناضل في الأهوار ضد حكم كوردي يحكم ذات مساحة العراق اليوم، هل يحق له أن يعد بصرة وناصرية جزءاً من كوردستان؟. وفيما يتعلق بالأقليات التي دونت أسمائها في نهاية الجزئية لقد تكلمنا عنها لكن أنت تضعها داخل حزب أممي ومن ثم تتكلم قومياً هذا شيء غريب بعض الشيء،لأن هؤلاء داخل الحزب الشيوعي لا يناضلون من أجل أقلياتهم العرقية أو الطائفية بل هم شيوعيون مؤمنون بكيان اسم العراق ليس لهم انتماءات قومية أو الأصح أقلية.
في الجزئية التالية يقول الأستاذ أحمد: آسف ان اقول بأن الاستاذ محمد ابتعد كثيرا عن عنوان مقالته، واساء للشيوعيين وحزبهم المجيد, وتناول عدة محاور, وعاد الى الماضي مسجلا وبدقة كلمات جارحة، وانحاز الى هذا وذاك من خصومنا السياسيين، وامتدح تصرفات الذين كتبوا عن سلبيات واخطاء حزبنا، وللتوضيح اقول: ان الحزب باكمله خطأ وادان توجهات الحزب في مرحلة التحالف مع حزب البعث والمشاركة في الوزارة.
توضيحي: لا أدري، هل في قاموس الأستاذ أحمد يعتبر النقد إساءة؟ ربما الكلام الذي جاء فيه ثقيلاً بعض الشيء، لكن الفرد والحزب و و الخ ينمو ويتطور ويتقدم بنقده وإظهار مواطن الخطأ التي فيه. عزيزي سبق وقلت لك أن الأحداث والوقائع مترابطة ببعضها لا تستطيع أن تقتني منها البعض وتترك بعضه. إن هذا التاريخ بمجمله هو تاريخ حزبكم فيه السلبي والإيجابي، ربما في هذا المقال وقفنا كثيراً على الجانب السلبي، وذلك بسبب ما اقتضته مادة المقال. ربما في مقال آخر نتكلم عن الجانب الإيجابي لحزبكم. أنا هكذا إذا أخطأ البارتي أو الاتحاد أو أي حزب آخر أنتقده دون تردد، لكن في مقال آخر حين يقوم بعمل إيجابي فيه مصلحة الشعب الكوردي أمدحه دون تردد ايضاً. ها أنك تقول أن الحزب أدان مرحلة من مراحل تاريخه، خير ما فعل لو لم ينتقده ويدينه ربما يعيد الخطأ مرة ثانية وثالثة الخ.
في الجزئية الأخيرة يقول الأستاذ أحمد: وفي الكفاح المسلح حصلت اخطاء، وكلفت الحزب خسائر باهظة، وان الشيوعيين يشعرون بجسامة الضحايا، ويقدرون قيمة شهدائهم اكثر من اولئك الذين يعتبرون استشهادهم بمثابة نقص وخطأ وعبث، فهم بذلك يسيئون حتى الى الشهداء والى قوة المثال الذي قدموه لحزبهم وقضيتهم عن قناعة وبسالة شيوعية، وأخيرا وللتاريخ اؤكد واقول علنا: ان الهجوم على بشتاشان جريمة ، وقد كان الاولى بالاتحاد الوطني الكوردستاني إدانة تلك الجريمة البشعة وخاصة بعد ان امتزجت دماء الشيوعيين بدماء رفاقهم مقاتلو (اوك) وخير مثال استشهاد كوكبة لامعة من رفاقنا {7} بقيادة الشيوعي الباسل الشهيد الملازم سامي، ومن رفاقهم {13} بقيادة الشهيد الباسل ناظم بجكول في قرية الشيخ حميد في بنارى كل في عمليات الانفال السيئة الصيت. واخيرا كما قيل: ان التاريخ لا يرحم.
توضيحنا على الجزئية الأخيرة: شيء جميل أن الأستاذ أحمد يعترف أن هناك أخطاء وقع فيها الحزب الشيوعي العراقي لكنه لا يقول لنا أين و كيف وقعت هذه الأخطاء الجسيمة؟. بلا شك أن إحدى الأخطاء التي لا تغتفر التحالف في جبهة مع قتلت (سلام عادل) هذا إذا نتساهل ونسميه خطأ وليس شيء آخر؟. ورفع السلاح جنباً إلى جنب مع جيش العراق المجرم في عهد حزب البعث العنصري ضد الحركة التحررية الكوردية في أواسط السبعينات من القرن الماضي هو الآخر خطأ كبير يرتقي إلى مستوى..؟. وهكذا الدخول في مجلسي التشريعي والتنفيذي للحكم الذاتي الكارتوني في كوردستان مع حزب البعث المجرم هو الآخر خطأ. الآن الحزب الشيوعي داخل في تحالف نيابي مع جهة دينية طائفية، من ذات المدرسة التي قالت “إن الشيوعية كفر وإلحاد”، بلا شك سيقول عنه بعد عدة أعوام أيضاً كان خطأ منا الخ. كيف تخطأ القيادة؟ حتى لو قبلنا بهذا العذر الذي أقبح من الفعل، قد تخطأ القيادة مرة أو اثنين وليست جملة أخطاء. صدقوني هذا ليس تهكماً مني، بل أقولها حرصاً مني على تنظيم علماني عريق على الساحة العراقية لكن للأسف ليس لديه وحدة قياسية لمعرفة الأعداء من الأصدقاء. فلذا وقع في مطبات كثيرة وكلفته الكثير من رصيده الشعبي في الشارع العراقي، وظهر هذا جلياً في الانتخابات التي شارك فيها الحزب بعد عام 2003 حيث يحصل في كل دورة انتخابية بشق الأنفس على مقعد واحد في البرلمان الاتحادي، لكن غلاماً يأتي من أزقة النجف يحصد 40 مقعداً أو أكثر. بينما الحزب الشيوعي العراقي الذي هو أقدم حزب على الساحة السياسية في العراق لا يحصد من أصوات العراقيين سوى بضعة آلاف التي تؤهله بصعوبة حجز مقعداً له في البرلمان.
في الختام أشكر الأستاذ أحمد رجب على توضيحه، وأتمنى له ولحزبه الشيوعي العراقي كل الخير والتقدم.
09 05 2019