دعوات الحوار بين الحركة الكوردية و بين منظومة الـ ب ي د

بهزاد قاسم
 
هناك مطالبات ودعوات ومبادرات في هذه الفترة للحوار والمصالحة بين الحركة الكوردية في غرب كوردستان المتمثلة بالمجلس الوطني الكوردي وبين ال ب ي د ومنظوماتها.
طرحت بعض منظمات المجتمع المدني مبادرات للمصالحة بين المجلس الوطني وبين ال ب ي د ومنظوماتها، ففي 24/4 نظمت حركة السلم الاهلي (بان) ندوة في هولير عاصمة اقليم كوردستان دعت اليها بعض منظمات المجتمع المدني  وساسة ومثقفين، وقد كان رأي اكثر المشاركين في الندوة أن ال ب ي د و منظوماتها هي من تتنصل عن جميع الاتفاقات مع الحركة الكوردية منذ اكثر سبع سنوات. 
كما وجهت الحكومة الفرنسية الدعوة للمجلس الوطني الكوردي ومنظومة ال ب ي د الى الاجتماع في باريس والى التقارب وايجاد صيغة للعمل المشترك. وطالب المجلس الوطني الكوردي في ذلك الاجتماع الحكومة الفرنسية أن تكون فرنسا طرفاً ضامناً لكل اتفاق في المستقبل اذا حصل. 
لقد أنجز الرئيس مسعود بارزاني الذي يقود مشروع الاستقلال الكوردستاني وممثل الحركة التحررية الكوردستانية في الأجزاء الاربعة من كوردستان هذا التقارب والاتفاق بين المجلس الوطني الكوردي ومنظومة ال ب ي د في اتفاقيات هولير ودهوك وقبل أن يخسر الشعب الكوردي في غرب كوردستان كل ما خسره… إلا أن ال ب ي د تنصل عن جميع بنود تلك الاتفاقات.
لذا على المجلس الوطني الكوردي أن يؤكّد للحكومة الفرنسية على بنود اتفاقاته التي تمت برعاية الرئيس بارزاني وأن تكون فرنسا ضامنة لتنفيذها.
هذه المطالبات والدعوات للحوار بين الحركة الكوردية المتمثلة بالمجلس الوطني الكوردي وبين ال ب ي د ومنظوماتها بحجة ب ي د طرف كوردي وما يردده بعض المثقفين والتنظيمات الرمادية التي تقف في المنتصف والتي تدعي المصلحة الوطنية في حين تنتظر اللحظة المناسبة للانضمام والارتماء الى أحضان الطرف المنتصر، في الوقت الذي يجب أن يكون مهمة الوطنيين والمثقفين الكورد كما في كل مجتمعات العالم فضح وتعرية التنظيمات والاحزاب العميلة والتي تخدم الدول المحتلة لكوردستان، لا وضع الوطني والعميل والكل في سلة واحدة والدعوة الى وحدة الصف “الكوردي” لأن وحدة الصف تحتاج الى مقدمات مهمة،  فمتى ما تتوحد الاهداف تتوحد الصفوف، فلا يمكن توحيد من يكون هدفه التبعية للدول المحتلة لكوردستان مع من يكون هدفه الاستقلال مثلاً…
من حقي و من حق أي مواطن كوردي أن يسأل؟!
 مع مَنْ سيتحاور المجلس الوطني الكوردي؟! مع من أفرغ كوردستان سوريا من الكورد، وسكًنَ العرب في بيوتهم وأرضهم؟ مع من كان السبب في استشهاد أكثر من ثلاثين ألف من خيرة الشباب الكورد في منبج والرقة ودير الزور والبادية السورية!! مع حماة عرب الحزام العربي الذين استولوا على أرض الفلاحين الكورد منذ سبعينيات القرن الماضي!! مع من حرقوا ويحرقون العلم الكوردستاني! مع من يعادون أي رمز كوردستاني و كوردي حتى لا يطيقون سماع اسم أي رمز كوردي “البيشمركة” مثلاً!! مع من دمروا التعليم وأنشؤوا أجيالاً جاهلة غير متعلمة لا تستطيع مواكبة التطور العالمي ….مع من حرقوا وأغلقوا مكاتب احزابهم!!
أعتقد على الحركة الكوردية المتمثلة بالمجلس الوطني الكوردي أن تبحث عن حلول أخرى للتعامل مع ال ب ي د لأن  الدول المحتلة لكوردستان تحارب الشعب الكوردي والحركة التحررية الكوردستانية من خلال الاحزاب والتنظيمات الكوردية العميلة التي هم صنعوها من جسد الحركة التحررية الكوردستانية، وهذه التنظيمات تحارب الشعب الكوردي بالكورد ومن داخل البيت و العائلة الكوردية ومنها ال ب ي د ومنظوماتها. فنجدها تطرح شعارات وأهدافاً بعيدة عن حقوق الشعب الكوردي، حقوقه في الحرية والاستقلال بعد السماء عن الارض، فيطرحون الأمة الديمقراطية بدلاً من الأمة الكوردية، وأخوة الشعوب بدلاً من وحدة مصالح ومصير الأمة الكوردية، وآلاف الخزعبلات التي تشتت نضال ومقاومة شعبنا ضد الدولة الغاصبة لكوردستان، كما على كل الوطنيين والمثقفين الكورد ومنظمات المجتمع المدني  فضح ومقاومة التنظيمات الشبيهه بال ب ي د  هذه التنظيمات التي تشبه مزارع جراثيم وأمراض سرطانية في الجسد الكوردي، ولا يجوز اعتبارهم قوى كوردية ولا يجوز البحث عن نقاط مشتركة معهم لانهم وبكل بساطة يشبهون فيروسات وجراثيم  مجرد الاتصال بهم يسببون مرض في جزء سليم آخر من الجسد الكوردي. 
أعتقد كل من يدعو بالجلوس مع هذه المنظومة سيجد نفسه شريك سياساته في تدمير الارض والمجتمع الكوردستاني، لأن وحدة الصف الكوردي شيء وإنقاذ هذه المنظومة شيء آخر. 
كما على المجلس الوطني الكوردي أن يوضّح لفرنسا وغيرها، وكل القوى الدولية أن الحركة الكوردية ومطالبها وأهدافها شيء ومطالب وأهداف منظومة ال ب ي د شيء آخر.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف منذ سقوط النظام المجرم في 8 كانون الأول 2024 وتحول السلطة إلى السيد أحمد الشرع، بات السوريون، سواء أكان ذلك في العاصمة دمشق أو المدن الكبرى والصغرى، يتطلعون إلى مرحلة جديدة يتخلصون فيها من الظلم والاستبداد. حيث سنوات طويلة من مكابدات المعذبين في سجون الطاغية الأسد وأبيه كانت كفيلة بتدمير أرواح مئات الآلاف. بعض السجناء أمضوا…

شكري بكر هذا الموضوع مطروح للمناقشة قد يؤدي بنا للوصول إلى إقامة نظام يختلف عما سبقونا من سلاطين وحكام وممالك وما نحن عليه الآن حيث التشتت والإنقسام وتبعثر الجهود الفكرية والسياسية والإقتصادية والعمل نحو إقامة مجتمع خال من كل أشكال الصراع وإلغاء العسكرة أرضا وفضاءا التي تهدر 80% من الإقتصاد العالمي ، إن تغلبنا على هذا التسلح يمكن…

إياد أبو شقرا عودة إلى الموضوع السوري، لا بد من القول، إن قلة منا كانت تتوقّع قبل شهر ما نحن فيه اليوم. إذ إن طيّ صفحة 54 سنة خلال أقل من أسبوعين إنجازٌ ضخم بكل ما في الكلمة من معنى. سهولة إسقاط نظام الأسد، وسرعة تداعيه، أدهشتا حتماً حتى أكثر المتفائلين بالتغيير المرجوّ. إلا أنني أزعم، بعدما تولّت قيادة العمليات…

طارق الحميد منذ فرار بشار الأسد، في 8 ديسمبر (كانون الأول)، إلى روسيا، وهناك سيل من النقد والمطالبات للحكام الجدد، وتحديداً أحمد الشرع. والقصة ليست بجدوى ذلك من عدمه، بل إن جل تلك الانتقادات لا تستند إلى حقائق. وسأناقش بعضاً منها هنا، وهي «غيض من فيض». مثلاً، كان يقال إن لا حل عسكرياً بسوريا، بينما سقط الأسد في 12 يوماً…