ابراهيم محمود
صار لازماً على الكردي، قبل غيره، وهو المعنَّى بلوعة الجغرافيا الكردستانية التي تمزقت حدوداً محروسة ومتروسة، بأكثر من نظام حراب مراقبة ومعاقبة، مثلما تمزق هو داخلها، حيث ليس من كردي، إلا وتمزق من الداخل، إلا وهو باحث عن الكثير المفقود منه وفيه، لحظة التفكير في المفهوم المكاني للجغرافيا الإثنية، صار عليه الآن، وهو الممزَّق الروحي والتاريخي والثقافي واللغوي….
عبر الممزّق الذاتي، أن يتمعن في جغرافيا، تجري فيه تمزيقاً، لا يقل عنفاً ورعباً، من الحالة الأولى، وأعني بذلك، جغرافيا الذات التي تعنيه، وخصوصاً في الآونة الأخيرة، وأن عليه تحرّي أبعادها القيمية والدلالية والمصيرية، رغم أن الفسحة التاريخية، تمنحه الكثير من الوقت ليفكر خلاف ما يجري الآن، أن يمنع من حصول ما هو كارثي فيه، وعبره.
صار لازماً على الكردي، قبل غيره، وهو المعنَّى بلوعة الجغرافيا الكردستانية التي تمزقت حدوداً محروسة ومتروسة، بأكثر من نظام حراب مراقبة ومعاقبة، مثلما تمزق هو داخلها، حيث ليس من كردي، إلا وتمزق من الداخل، إلا وهو باحث عن الكثير المفقود منه وفيه، لحظة التفكير في المفهوم المكاني للجغرافيا الإثنية، صار عليه الآن، وهو الممزَّق الروحي والتاريخي والثقافي واللغوي….
عبر الممزّق الذاتي، أن يتمعن في جغرافيا، تجري فيه تمزيقاً، لا يقل عنفاً ورعباً، من الحالة الأولى، وأعني بذلك، جغرافيا الذات التي تعنيه، وخصوصاً في الآونة الأخيرة، وأن عليه تحرّي أبعادها القيمية والدلالية والمصيرية، رغم أن الفسحة التاريخية، تمنحه الكثير من الوقت ليفكر خلاف ما يجري الآن، أن يمنع من حصول ما هو كارثي فيه، وعبره.
أشير بداية، إلى مجموعة من الحالات الترويعية، أو المأسوية، والتي يكون الإزيدي، أو الكردي الإزيدي، كما هو المتداول هنا وهناك، ضحية جلية، بقتله غيلة، أو عبر أحزمة، أو عبوات ناسفة، أو مفجّرات أخرى، صار مستهدفاً، كما في حادث مروّع، يوم الثلاثاء الفائت، وما جرى قبل ذلك، من ميتات عنته، أو استهدفته، حيث يجد الكردي هنا، في مواجهة مسلسل متعدد الحلقات، وفي أكثر من سيناريو، لأن ثمة ما يخطَّط له: ليكون الكردي نقيض كرديته، ليخرج الكردي على كرديته، لينبذ الكردي كرديته، ليعلن لا كرديته، وهو يجزَّأ من هنا، وهو يسمى خلاف اسمه، من هناك، وهو يدرج في لائحة أسمائية خلاف السابقين، وفي مجمل الحالات، يكون الكردي في مواجهة امتحان الذات للذات، إزاء ما يقوم به، أو يفعله هو، وهو ذو النفوذ، في مركز القرار: المسئول الدولتي، الحزبي، التنظيمي… لماذا صار سهلاً على أذن الكردي، ومنذ سنوات، وراهنا، بصورة لافتة، أن يسمع الفيلي، أو يسمع السوراني، أن يسمع البهديناني، أن
يسمع الإزيدي، وليس الكردي هنا إلا الطارىء على اسمه الذي يُعرف به كثيراً، الطارىء على تاريخ، صار يؤخذ به بصعوبة ، أعني التاريخ الذي يعيد تخطيط الجغرافيا وفق مقاسات تاريخيات افتئاتية، تتصنم تدريجياً، حيث يمكن ملاحظة هذا التصدع في التقسيم المتتالي، ومن الداخل، هذا التصدع المتسلسل، حيث المبررات، غير نافذة المفعول، لأن الأخطاء تراكمت، حيث ضرب الصدر، والتذكير بوقائع، يجلوان وطنيات الكردي، وتفانيه، وفذاذة شعوره القومي كردستاني، بينما الصدع الأرضي الانتمائي يتسع من الأسفل، ويعني هذا ضرورة التدقيق فيما يجعل الكردي معادياً لشمولية الاسم، عشائرياً يخون العشيرة، حزبياً، متحزباً ضد الحزب، طائفياً ضد طائفته داخلاً، نقابياً يخشى مما هو نقابي، منتمي مذهب، ضد المذهب ذاته….الخ؟
لماذا لا يعايَن الخطأ، ويسمى من الداخل، يعطى له الوقت القادر على تحديد مسئولية، تبقي الكردي في مواجهة نفسه أكثر، ليس من باب إعفاء العدو، من كل ظلماته الموجّهة إلى الكردي عموماً، من أهوال أحزمته الناسفة، وتبرئته من كل صنوف جرائمه التدميرية المستهدفة له، وإنما لإيلاء الذاتي اهتماماً أكبر وأكثر، لئلا يكون صراخ الإزيدية في الإزيدي، أكبر من حدود الكردي عامة، أن يتحدد نوع الصراخ فيه، طابعه الإيلامي، كيفية هدره من داخل الكردية، وتحت راية أولي أمرها، ليكون للكردية شعورٌ ً أكثر حداثة قيمة، وتبصرة أكثر إحاطة لما يجري، بعيداً عن الشعاراتية التي استهلكت في الكردي الكثير من كرديته، كما هو المتردد من خلال الإزيدية، والفيلية، والبهدينانية، والسورانية، بتخطيط واع ٍ، أو دونه، حيث لا تكون المواساة وحدها صمام أمان شعور الكردي، إزاء جغرافيا يسميها، وهو دونها وعياً، ومقام تصور، وإنما ما يسبق الشعور المواساتي، ما يطمئن الآخر: الكردي، على أن كرديته المنادى بها، والتي تسمى داخله، هي فوق المللية والشللية والطائفية والتحزبية والتكتلية والمحسوباتية، خصوصاً، وأن ثمة الكثير من الإغراءات التي تساعد على تفتيت الكردي إلى مما هو ممزَّق فيها، وأن تكون كردستان، أكثر من اعتبارها : المدينة الفاضلة العصية على التحقق.
ما جرى من سفك دماء في رحاب ثلاثاء إزيدي كردي المقام، وبـ( أياد آثمة)، يجب ألا يغمض العين، عما هو ناتىء في الكردي، عما يتهدده، نظام تفكير، وسيرورة بقاء، قبل أن تكبر دائرة التمثيل بالكردي وفيه، وأن يكون الكردي حزامه الذاتي الناسف، وهنا تأتي المرونة، في وعي الجاري مأسوياً، وممن، وفيمن، وباسم من يعيش شمولية القيمة انتماءً، وتغيير المعايير التي تحدد كردية الكردي، وهو المميَّز بطائفة، أو بملة، أو بمذهب معين، دون أن يلقى ما يعزز فيه دواعي الإرتقاء بالكردية التي لما تزل شعاراتية، مناطحاتية، مساواتية، هتافاتية، أكثر مما يجب.
ربما التركيز على أن ما لحق بالإزيدي، من غبن، من عسف، وهو في ثلاثائه الماضي، أعني في 14-82007، وهو متلبَّس بشعور اضطهادي تاريخي مضاعف، حتى إن توارى وراء ستارة سميكة من الاسم المذهبي، أي دون الكردية، ما يشكل دافعاً حثيثاً، لمكاشفة هذه الكردية المتخلى عنها أحياناً، هذا النبذ لها، أو هذا التشكي منها، والشكوى عليها هنا وهناك، ولرؤية منزل الإزيدية التاريخي داخل بيت الكردية، وحقيقة أمره ، بدقة أكثر، دون تشنج يرفضه الواقع الراهن، أعني ما يتمزق في الكردية من الداخل، وحيث تكون الإزيدية، وجهاً لافتاً من وجوه تمزق الكردي.
ثمة ما يتجاوز قراءة الفاتحة لتعزية الكردي المسلم، حين يفجع بموت عزيز، وبصدد الجاري ، ثمة ما يتجاوز كلمة العزاء وطلب الراحة لأرواح من تقصفت أجسادهم من الداخل، بغتة، لعل في هذا التحديد، بعضاً مما يجري تجاهله، أعني بعضاً مما يجعل الشعور بالكردية أكثر مصداقية ، واستشرافاً لتاريخ أكثر رحابة أبعاد.
يسمع الإزيدي، وليس الكردي هنا إلا الطارىء على اسمه الذي يُعرف به كثيراً، الطارىء على تاريخ، صار يؤخذ به بصعوبة ، أعني التاريخ الذي يعيد تخطيط الجغرافيا وفق مقاسات تاريخيات افتئاتية، تتصنم تدريجياً، حيث يمكن ملاحظة هذا التصدع في التقسيم المتتالي، ومن الداخل، هذا التصدع المتسلسل، حيث المبررات، غير نافذة المفعول، لأن الأخطاء تراكمت، حيث ضرب الصدر، والتذكير بوقائع، يجلوان وطنيات الكردي، وتفانيه، وفذاذة شعوره القومي كردستاني، بينما الصدع الأرضي الانتمائي يتسع من الأسفل، ويعني هذا ضرورة التدقيق فيما يجعل الكردي معادياً لشمولية الاسم، عشائرياً يخون العشيرة، حزبياً، متحزباً ضد الحزب، طائفياً ضد طائفته داخلاً، نقابياً يخشى مما هو نقابي، منتمي مذهب، ضد المذهب ذاته….الخ؟
لماذا لا يعايَن الخطأ، ويسمى من الداخل، يعطى له الوقت القادر على تحديد مسئولية، تبقي الكردي في مواجهة نفسه أكثر، ليس من باب إعفاء العدو، من كل ظلماته الموجّهة إلى الكردي عموماً، من أهوال أحزمته الناسفة، وتبرئته من كل صنوف جرائمه التدميرية المستهدفة له، وإنما لإيلاء الذاتي اهتماماً أكبر وأكثر، لئلا يكون صراخ الإزيدية في الإزيدي، أكبر من حدود الكردي عامة، أن يتحدد نوع الصراخ فيه، طابعه الإيلامي، كيفية هدره من داخل الكردية، وتحت راية أولي أمرها، ليكون للكردية شعورٌ ً أكثر حداثة قيمة، وتبصرة أكثر إحاطة لما يجري، بعيداً عن الشعاراتية التي استهلكت في الكردي الكثير من كرديته، كما هو المتردد من خلال الإزيدية، والفيلية، والبهدينانية، والسورانية، بتخطيط واع ٍ، أو دونه، حيث لا تكون المواساة وحدها صمام أمان شعور الكردي، إزاء جغرافيا يسميها، وهو دونها وعياً، ومقام تصور، وإنما ما يسبق الشعور المواساتي، ما يطمئن الآخر: الكردي، على أن كرديته المنادى بها، والتي تسمى داخله، هي فوق المللية والشللية والطائفية والتحزبية والتكتلية والمحسوباتية، خصوصاً، وأن ثمة الكثير من الإغراءات التي تساعد على تفتيت الكردي إلى مما هو ممزَّق فيها، وأن تكون كردستان، أكثر من اعتبارها : المدينة الفاضلة العصية على التحقق.
ما جرى من سفك دماء في رحاب ثلاثاء إزيدي كردي المقام، وبـ( أياد آثمة)، يجب ألا يغمض العين، عما هو ناتىء في الكردي، عما يتهدده، نظام تفكير، وسيرورة بقاء، قبل أن تكبر دائرة التمثيل بالكردي وفيه، وأن يكون الكردي حزامه الذاتي الناسف، وهنا تأتي المرونة، في وعي الجاري مأسوياً، وممن، وفيمن، وباسم من يعيش شمولية القيمة انتماءً، وتغيير المعايير التي تحدد كردية الكردي، وهو المميَّز بطائفة، أو بملة، أو بمذهب معين، دون أن يلقى ما يعزز فيه دواعي الإرتقاء بالكردية التي لما تزل شعاراتية، مناطحاتية، مساواتية، هتافاتية، أكثر مما يجب.
ربما التركيز على أن ما لحق بالإزيدي، من غبن، من عسف، وهو في ثلاثائه الماضي، أعني في 14-82007، وهو متلبَّس بشعور اضطهادي تاريخي مضاعف، حتى إن توارى وراء ستارة سميكة من الاسم المذهبي، أي دون الكردية، ما يشكل دافعاً حثيثاً، لمكاشفة هذه الكردية المتخلى عنها أحياناً، هذا النبذ لها، أو هذا التشكي منها، والشكوى عليها هنا وهناك، ولرؤية منزل الإزيدية التاريخي داخل بيت الكردية، وحقيقة أمره ، بدقة أكثر، دون تشنج يرفضه الواقع الراهن، أعني ما يتمزق في الكردية من الداخل، وحيث تكون الإزيدية، وجهاً لافتاً من وجوه تمزق الكردي.
ثمة ما يتجاوز قراءة الفاتحة لتعزية الكردي المسلم، حين يفجع بموت عزيز، وبصدد الجاري ، ثمة ما يتجاوز كلمة العزاء وطلب الراحة لأرواح من تقصفت أجسادهم من الداخل، بغتة، لعل في هذا التحديد، بعضاً مما يجري تجاهله، أعني بعضاً مما يجعل الشعور بالكردية أكثر مصداقية ، واستشرافاً لتاريخ أكثر رحابة أبعاد.