بقلم : دلدار بدرخان
– لعل من أكثر الأمور تعجباً وأستغراباً هو عدم ظهور و بلورة بديل سياسي قوي وحقيقي يطفو على السطح رغم الفراغ و الفشل السياسي الذي خلَّفته الأحزاب الكوردية في المرحلة المفصلية من تاريخ شعبنا الكوردي في سوريا، ويبدو أنه كان هناك ثمة خطب ما يحصل خلف الكواليس و داخل الأروقة المظلمة منذ اليوم الأول وهو يسعى و يتخبط يميناً ويساراً للمحافظة على الشخصيات والأطر الحزبية المتصدرة في تمثيلها للشعب الكوردي، أو يحاول بشتى الطرق و الوسائل تصدير أطر و شخصيات ضعيفة وهشة وتقديمها كممثل للشعب الكوردي تتماهى مع جوهر أجنداتها، وفي الطرف الآخر تحارب و تمنع ظهور أطراف تشكل هاجساً قوياً و قادرة على إزالة الممثلين الهلاميين ويشكلون تهديداً على وجودهم، كما حصل مع الأجساد السرطانية التي أستلمت ناصية الثورة وكانت بمثابة خنجر مسموم في الخاصرة على حساب أطراف نزيهة وشريفة تم تغييبهم عمداً كان بإمكانها خدمة أهداف الثورة وتصحيح مسارها .
– ولعل السنوات السبع كانت حافلة بالحقائق التي أظهرت كينونة المؤامرة على الشعب السوري عامةً، وكشفت أزدواجية المعايير لدى الأنظمة الدولية و طرق اللعب على الحبال ونصب الأحابيل، حيث لعبت فيها المخابرات الأقليمية والدولية دورها الفعلي للوصول بسوريا إلى حيث مرادهم وإلى حيث الفشل القاتل في إيجاد بديل يقود سفينة الثورة نحو بر الأمان .
– فظهور الحركات الراديكالية كداعش والنصرة وتمددها لم يكن وليدة يوم أو شهر وإنما كانت تتمدد وتقوى أمام أنظار العالم قاطبة، وكذلك ينطبق الأمر على PYD ذراع حزب العمال الكُردستاني الذي ظهر في بادئ الأمر كقوة ضعيفة وهشة أعتمدت على الأسلحة الخفيفة لا تصلح إلا للصيد، و كان من السهل جداً تدمير هذه الحركات والتخلص منها وهي في طور تكوينها ونشأتها، دون الحاجة إلى قوة دولية لمحاربتها بعدما أصبحت قوة وكتلة فولاذية يصعب إنهائها بسهولة .