الايزيديون يستصرخون، واه كردا!!!

  شيار محمد صالح

ما زال الكرد كشعب ضحية المعادلات والتوازنات المحلية والاقليمية والدولية المنحطة والتي لا تتسم بأي قدر من الاخلاق والضمير الانساني، فها نحن اليوم كما الماضي القريب والبعيد وربما المستقبل إن لم نحتاط للأمر، نسمع وبكل حزن أن مئات من الكرد الايزيديون يقطعون إرباً إرباً ومنهم لم يبقِ من وجوده كإنسان أي شيء والكل أمسى ذكرى أليمة تدق في ضمير الانسانية وكل قلب ينبض باحترام ومودة الآخر.
عدد من السيارات المفخخة التي تحمل المواد المتفجرة تم زرعها في قلب كل كردي وإنسان وإن كانت تخص الايزيديون منهم، يقودها بشر هجين زرق بعقلية إسلاموية مؤدلجة مفادها القتل والذبح والنحر وكل ما ينفر من الانسان، هذه الايديولوجيا التي يتستر تحتها شخوص ممسوخة يلزمها عشرات الشهود كي تثبت انه انسان، همَّها الوحيد التفجير جزّ الرؤوس تحت شعارات اسلاموية سياسية هدفها الاول والنهائي خدمة فئة ضالة عن المجتمع والاخلاق الانسانية.
مئات القتلى والجرحى من الكرد الايزيديون يعيشون الان حالة من التراجيديا والنحيب على مفقود أو مجهول المكان والزمان في بلد تعصف به رياح وفوضى القتل وانتهاك حرمة الانسان بكل ما للكلمة من معنى.

عراق ما بعد التحرير بات غابة من دون دستور والكل ينهش في جسد الاخر والضحية أولاً وأخيراً هو ذاك الانسان المغلوب على أمره والذي لا بديل عنده سوى الابتهال إلى الرب كي يحفظه من الموت المكتوب عليه في أي لحظة وزمن ومكان.

العراق بعد التحرير وبيد النخبة الطائفية والحزيوية التي تربعت على عرش العراق بالأسلوب الديمقراطي بعد أن تم منح واعطاء الشعب الكثير من الوعود الكاذبة والرنانة.

فهاهو هذا الشعب بكل مكوناته يدفع ضريبة فعلته تلك ويقدم يوميا مئات القرابين على مذبح المصالح الحزبوية والطائفوية والمذهبوية وحتى الاقليمية والدولية منها.

فهل ذنبه انه صدق كذبة أسمها الـ “ديمقراطية” في دولة وحتى منطقة لا تعرف الى الان ومنذ تأسيسها معنى هذه المصطلحات ولا تعطي أية أهمية للإنسان فما بالنا بالمصطلحات التي نتشدق بها.
الكرد في كل مكان من أجزاء كردستان اليوم يقدمون القرابين إن كان في كردستان الشمالية وجنوب غربي كردستان وشرقي كردستان وحتى جنوب كردستان المحرر.

حكومات الدول المقسِمة لكردستان (تركيا، ايران، سوريا، وحتى عراق صدام سابقا واليوم عراق المالكي) تراهن على وجودها بفناء الكرد أينما كانوا.

والكرد سوف يذبحون وينحرون أينما كانوا طالما بقية عقلية الأنظمة الحاكمة على كردستان هي عقلية شوفينية متعصبة ومذهبية متعفنة.


فهل تفجيرات شنكال الاخيرة ومئات الضحايا من الكرد الايزيديون هي أولى ثمرات عهود المالكي لأنقرة وتوقيعه (تجديده) لمذكرة التفاهم الجديدة (القديمة)، أم أنها استمرار لحلقات العنف ضد الكرد أم أنها رسائل سريعة وخاصة للكرد كي يبتعدوا عن اهدافهم ونحن نلج مرحلة تاريخية وحساسة لإعادة كركوك للوطن الأم كردستان.
الايزيديون يستصرخون، واه كردا.

فهل من مجيب يسمع هذه الصرخات والنداءات والتوسلات؟؟؟ هذه الصرخة هي لكل كردي في كل مكان وكل زمان كي يحس ويشعر بما يقع على عاتقه من نصرة أخاه وهي بنفس الوقت نقد لاذع للقادة الكرد كي يطبقوا بما أقسموا عليه بحماية الكرد.

أمس كانت مخمور وهولير واليوم شنكال وربما تكون مدينة كردية أخرى غداً وبالمحصلة سيكون الكرد هم القرابين وضحايا هذه المصالح.

الاستجابة الحقة لهذه النداءات والرسائل هي وقبل كل شيء أن يعي الكرد أن بتكاتفهم قوتهم وعزتهم.


على المسؤلون الكرد في جنوب كردستان أن يعوا بأنه قبل القيام بعملية النهوض والتنمية العمرانية في مدن كردستان إن كانت في هولير او دهوك او السليمانية أو الأمكنة الأخرى عليهم قبل ذلك، العمل على النهوض وتنمية الانسان والحفاظ على أمنه لأنه أي الانسان هو غاية وهدف الحياة أولاً وأخيراً.

بالتساوي مع توسيع المشاريع العمرانية في كافة المناطق وألآ يكون ذلك في منطقة أو مكان على حساب منطقة أخرى.
وفي النهاية لا يسعنا إلا أن نحني رؤوسنا لشهداء الكرد أينما كانوا بشكل عام وشهداء الحرية من الكرد الايزيديون على وجه الخصوص.

وأن صرخاتهم لم ولن تذهب مع الرياح بل هي في قلوبنا أينما كنّا ونكون.

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

شادي حاجي في السنوات الأخيرة، بات من الصعب تجاهل التحوّل المتسارع في نبرة الخطاب العام حول العالم . فالعنصرية والكراهية والتحريض عليهما لم تعودا مجرّد ظواهر هامشية تتسلل من أطراف المجتمع، بل بدأت تتحول، في أكثر الدول ديمقراطية ولم يعد ينحصر في دول الشرق الأوسط ( سوريا . لبنان – العراق – تركيا – ايران وو .. نموذجاً ) وحدها…

ياسر بادلي ليس اختيارُ الرئيس العراقيّ السابق، برهم صالح، مفوّضاً سامياً لشؤون اللاجئين حدثاً عابراً يمرّ على أطراف الأخبار؛ بل هو لحظةٌ ينهضُ فيها تاريخُ شعبٍ كامل ليشهد أن الأمم التي صُنعت من الألم تستطيع أن تكتب للإنسانيّة فصلاً جديداً من الرجاء. فالمسألة ليست منصباً جديداً فحسب… إنه اعترافٌ عالميّ بأنّ الكورد، الذين حملوا قروناً من الاضطهاد والتهجير، ما زالوا…

المحامي عبدالرحمن محمد   تتواصل فصول المسرحية التركية وسياساتها القذرة في الانكار والنفي للوجود التاريخي للشعب الكوردي على ارضه كوردستان، ومحاولاتها المستمرة لالغاء ومحو كلمتي كورد وكوردستان بوصفهما عنوانا للهوية القومية الكوردية والوطنية الكوردستانية من القاموس السياسي والحقوقي والجغرافي الدولي، سواء على جغرافيا كوردستان او على مستوى العالم. تارة يتم ذلك بحجة وذريعة الدين (الاسلام)، وتارة اخرى باسم الاندماج والاخوة،…

  إبراهيم اليوسف وصلتني صباح اليوم رسالة من شاعرة سورية قالت فيها إنها طالما رأتني وطنياً لكنها تجدني أخرج عن ذلك، أحياناً. رددت عليها: صديقتي، وما الذي بدر مني بما يجعلك ترين وطنيتي منقوصة؟ قالت: أنت من أوائل الناس الذين وقفوا ضد ظلم نظام البعث والأسد. قلت لها: ألا ترينني الآن أقف أيضاً ضد ظلم السلطة المفروضة- إقليمياً ودولياً لا…