أكرم الملا
التحليل السياسي فنّ وعلم، وهو في عالم السياسة الكوردي ممارسة حديثة تتأرجح بها المصالح والأيديولوجيات خارج قواعدها الأساسيّة. والمقصود أن “مدرسة” التحليل السياسي الكوردي وُلدت على الأغلب مشوّهة كونها ترعرعت في جو مشاغبات الأحزاب الكوردية وفي حضن اعلامها الشمولي. وهنا عرض ملخّص لأبرز القواعد التي يجب أن يتبعها المحلل السياسي بشكل عام والمحلل السياسي الكوردي الناشئ بشكل خاص.
القاعدة الأولى: نرجو ونتوسل الى المحلل السياسي الكوردي أن يتكلم في ما يعرفه فلكل قضيّة سياسيّة مفاهيمها الخاصة في التطبيقات السياسيّة.
القاعدة الثانية: لا تبني تحليلك السياسي على قدراتك البلاغيّة، ان أناقة بلاغتك لن تفيدك، ندما يتطلب الموقف ايجازاً محدداً لحدث سياسي.
القاعدة الثالثة: تذكّر، أخي المحلل السياسي الكوردي، أن المعلومات الحصريّة والمصادر الخاصة هي أغلى ما تملكه وهي سلعتك الثمينة. لا يكفي أن تعيد تدوير ما يقرأه الناس دون إضافات من خزان معلوماتك الخاص.
القاعدة الرابعة: تنبّه جيدا حتى لا تستهويك “شهوة” الميكرفون القاتلة، فتدّعي غير الحقيقية.
القاعدة الخامسة: عزّز التحليل السياسي بالأرقام والوقائع واربط بين الأحداث ونظم أفكارك حتى تصل مضامينها لمتابعيك مكتملة وثريّة.
القاعدة السادسة: رجاء ثم رجاء اعتمد اللغة الهادئة والعبارات الرصينة واحترم محاوريك والمشاركين معك. واعلم أن الصراخ والشتيمة في وجه معارضيك (انفعال) لا علاقة له بالتحليل السياسي ولن يكسبك إلّا جماهير المصارعة الأميركية الحرّة.
القاعدة السابعة: كن على يقين أن الأزمات السياسيّة هي جزء من صراع الإرادات السياسيّة في عالم اليوم، ومن هنا عليك أن تفرّق بين التحليل السياسي أمام الجماهير والمشورة السياسيّة التي قد تقدمّها بناء على طلب.
القاعدة الثامنة: اعلم جيداً أن المحلّل السياسي الناجح هو في الحقيقة قارئ ثاقب النظر ومتابع دؤوب. ومن هنا فالنجاح في تحليل الأحداث السياسيّة لن يأتي إلا برصيد معرفي وبعد النظر.
القاعدة التاسعة: تذكر أن السياسة تعني” فن الممكن” وهذا يعني أن لا مستحيل في السياسة، ابتعد عن الأحكام القطعيّة كون التحليل السياسي هو فن استشراف المآلات وتوقع الاحتمالات.
القاعدة العاشرة: اعلم أن الظهور المتكرّر محرقة إعلاميّة علنيّة فلا تتنقل بذات البضاعة من محطة تلفزيونيّة الى أخرى.