الأمازيغي: يوسف بويحيى
إنها قريتي الأمازيغية الجميلة، الصامدة رغم كل التحديات و السياسات الإقصائية و العنصرية من طرف العروبيين و عملاء الإستعمار الفرنسي.
إنها القرية التي كانت قلعة الصمود و التعايش منذ بزوغ التاريخ، حيث كانت ملجأ لكل الشعوب التي تعاقبت عليها من عصر المماليك الأمازيغية إلى الٱن.
قرية “أيت هادي” نموذج التعايش و الإنفتاح و التحضر، فيها تعايش الأمازيغ مع جميع القوميات، وٱخرها الشعب اليهودي عندما كان يعاني القهر من العرب و الإسلاميين في أروبا و الشرق الأوسط…
قرية “أيت هادي” هي المنطقة الوحيدة التي حاربت جميع أنواع الإستعمار الصليبي من الغزو الروماني و البرتغالي و الفرنسي و العربي، إلا أنها في الأخير إنهارت قواها عندما إشتدت قوة العدو الصليبي و العربي عليها.
لا أحد يعرف أن “أيت هادي” كانت موقع إستراتيجي و إقتصادي و حيوي عبر التاريخ لهذا إعتمد عليها الإستعمار الفرنسي بشكل كبير، وإلى حد الٱن مازالت فرنسا تتقاضى أموال طائلة من خيرات هذه المنطقة من طرف الذين تركتهم وكلاء لها.
لقد تعمد الجميع إقصاء هذه المنطقة و تهميشها و إستنزاف خيراتها لأنها تستطيع أن تحقق الإكتفاء الذاتي لأهاليها و باقي الإقليم، لهذا نرى الدعم الحكومي يقدم لمناطق أخرى مجاورة محسوبة على العرب “العوامر” و “السعيدات”…رغم إفتقارهم لأبسط متطلبات الفلاحة، بالمقابل تبقى أيت هادي منطقة “الكرابز” في نظرهم.
الكل يعلم أن “عين أباينو” هو العمود الفقري للمنطقة، والفلاحة حسب إمكانية الأهالي البسيطة تغطي 65٪ من متطلبات الحياة، كل هذا لم يحرك ساكنا في أصحاب القرار السياسي الذين وكل لهم الدفاع عن حقوق الأهالي، بل الحقيقة أن المنطقة باعوها و سلموها للبورجوازية المتوحشة مقابل نسب أرباح شخصية لهم، بينما الأهالي لا حول لهم و لا قوة.
يؤسفني جدا أن أرى أبناء المنطقة في مناصب عليا بالدولة لكنهم لا يحركون ساكنا بخصوص مستقبل مسقط رأسهم الأم، ولا أستبعد بأنهم جاهلين بهذه الخبايا و الأسرار و السياسات التي تحاك ضد المنطقة و شعبها الأمازيغي الحر.
لم يقف العداء تجاه منطقة “أيت هادي” في هذه الأمور فقط، بل سلطوا عليها تجارة المخدرات بكل أنواعها لما لها من أرباح طائلة لدى شخصيات بارزة في الوسط السياسي و الأمني، بينما أبناء المنطقة البسطاء يقضون أيامهم في السجون بسبب قطعة صغيرة من “الحشيش” لمجرد أنه مستهلك. بينما المستفيد الأكبر يده في يد النخبة السياسية و الأمنية.
الكل يعلم أن الحملات الإنتخابية في المنطقة تدعم من طرف أموال كبار تجار المخدرات والذين لهم سوابق عدلية و معروفين على الصعيد الوطني بتجارة الممنوعات، إلى درجة أن المؤسسات الحكومية و الأمنية بدورها تسير من بعيد برنة هاتف واحدة من هؤلاء المافيات، وعندما وصل وقت الحسم حكموا بشكل هزلي و ترفيهي و كانت الضحية الأكبر شباب المنطقة، بينما المجرمين مازالوا على رأس السلطة و المناصب.
الكل يعلم مدى الإجرام الذي إرتكبته الطبقة السياسية في حق الأهالي و العنف الممارس على الضعفاء و سرقات المال العام و الصفقات الوهمية و الموظفين الأشباح، إلا أن لا أحد من المسؤولين تكلم بشيء، لكن بمجرد سافر “يوسف بويحيى” إلى كوردستان بدعوة رسمية من زعيم الأمة الكوردية نبح الكل و قامت الدنيا و لم تقعد، لأن “يوسف بويحيى” كان عقدة لهم و معارضا بفكره لا أقل و لا أكثر، وسبق أني قلت لست عربيا و لا يشرفني أن أكونه، وها أنا أعيدها “لست عربيا و لا يشرفني أن أكون عربيا”، أنا امازيغي و الكل يعلم تاريخ وطني و لمن لا يعلم فعليه أن يعلم، ولمن لم يتقبل فأتمنى له الشفاء العاجل.
“يوسف بويحيى” لم يكن يتاجر بالمخدرات و لا يسرق أموال المنطقة و لم يحرض الناس على الفتنة و لم يشتري الدمم و ليس رئيس عصابة إجرامية لممارسة العنف على الأهالي ،بل “يوسف بويحيى” رفض العمل في مختلف الوظائف الإدارية بوساطة قوية و زنازين السجن تعرف مدى عناده و تشبته بمواقفه.
وختاما سأعود إلى قريتي “أيت هادي” ذات يوم لكي نعمل جميعا على بنائها و ردا لجميلها العظيم و أتحدى أيا كان على أن يقف أمامي، لن أركع لأحد بل جميعا لن نركع لأحد.
تحية الصمود و الإحترام و التقدير إلى أهالي قبيلة “أيت هادي” و “تيگمي ن حماد” و “إبراشن” و “أيت تافوكت” و “الصور”…