هدى مرشدي*
في هذه الأيام يثير سؤال كيفية عقد مؤتمر وارسو في بولندا مخاوف مسؤولي النظام الإيراني الكبار منهم والصغار حيث يحاول النظام الإيراني التغطية عليه والتقليل من فضيحة الحرمان من المشاركة فيه بطرق خاصة للملالي.
إن سقوط أسس نظام ولاية الفقيه وفضح تورطه في تصدير الإرهاب تتوضح كل يوم أكثر وهذه المرة سنرى ذلك في بولندا.
الموقع الإخباري «بولندين» أعلن أن شركة بولندا للنفط والغاز (PGNiG) العملاقة، أوقفت نشاطاتها في إيران وأعلنت بأنها أغلقت مكتبها في إيران. وهذه الشركة كانت قد أمضت عقدا مع مسؤولي شركة رأس الخيمة للنفط في الإمارات لاكتشاف النفط وبهذا الشكل أعلنت عن مقاطعتها للنظام الإيراني. كما أن المسؤولين الأمنيين البولنديين أعلنوا في ١١ يناير هذا العام عن اعتقال أحد مدراء الشركة الصينية هاواي في هذا البلد بتهمة التجسس.
وأفادت وكالة أنباء رويترز بأنها حصلت على وثائق تشير لارتباط الشركة الصينية هاواي مع شركتين إيرانيتين وخداع البنوك الدولية للالتفاف على العقوبات ضد النظام الإيراني.
إن محاولات نظام الملالي لعرقلة الأمور وفضائحه لم تقتصر على مكان واحد أو موقع جغرافي أو سياسي واقتصادي.
ففي أعقاب فضيحة نظام ولاية الفقيه الحاكم في إيران وافتضاح تورطه في النشاطات الإرهابية في لبنان والعراق وفرنسا وأيضا المؤامرات في الدول الأوروبية مثل الدنمارك وفرنسا وهولندا وغيرها .. والمؤامرات التي خططها النظام ضد أي شخص يحاول فضح تورط آياديه الملوثة في المنطقة، لقد حان الوقت لكشف هذه الحقائق على الملأ.
فمؤتمر وارسو هو أحد نفس هذه الدلائل البارزة.
والهدف من عقد الاجتماع العالمي المذكور هو كشف الدور المزعزع لإيران في الشرق الأوسط.
إن هذه الحالات هي شهادة على تدخل نظام الملالي في العراق وسورية واليمن ولبنان والإشراف على البرنامج الصاروخي الإيراني وتوقف البرنامج النووي لهذا البلد.
فعقد هذا المؤتمر هو استمرار لحملة ” الضغط المتزايد” على إيران ووزارة الخارجية الأمريكية أعلنت بأنه ستشارك عشرات الدول في مؤتمر بولندا وهي الدول التي لها مصالح مشتركة في تحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.
ووفقا لمايك بومبيو «ستشارك في المؤتمر دول من آسيا وأفريقيا وعدة دول غربية ومن بينها الدول الأوروبية ودول من الشرق الأوسط».
وسوف يتطرق هذا المؤتمر لعدد من المسائل التي تشمل الإرهاب والتطرف وبرنامج تطوير الصواريخ والأمن والتجارة البحرية وتهديدات المجموعات التي يقودها النظام الإيراني في بقية أنحاء المنطقة.
وهدف هذا الاجتماع هو توضيح وفضح الدور الإيراني المزعزع للاستقرار في الشرق الأوسط.
ونظام الملالي مذعور من فضيحة كبيرة على المستوى الإقليمي وأيضا عدم حضوره وحضور ممثليه، يعترض ويحاول للتقليل من أهمية هذا المؤتمر.
حتى وصل الأمر بهذه الحكومة للرجوع لما قبل ٧٠ سنة ماضية حيث سعت لإظهار نفسها بمظهر المظلوم من خلال التذكير بذكريات الحرب العالمية الثانية وعبور المهاجرين البولنديين عن طريق الاتحاد السوفيتي نحو إيران وكذلك من خلال نشر صور تلك الحقبة من قبل وزير الخارجية الإيراني.
ياتسك تشابوتويتش وزير الخارجية البولندي قال في ٢١ يناير في بروكسل بأن النظام الإيراني لم يتم توجيه الدعوة له لمؤتمر وارسو.
وقال مصرحا للمراسلين البولنديين: إن الأعمال التي يعملها النظام الإيراني والكلام الذي يتشدق به لا يتناسب مع مستويات المجتمع الدولي ومن وجهة نظر بولندا هذه العملية البطيئة تهدد عقد المؤتمر ولكنه سيتم الاطلاع على نتائج المؤتمر.
الحقيقة هي أن الدور المميت للنظام الإيراني على طاولة الشطرنج الدولية هو شئ لم يمر على أنظار العالم بين عشية وضحاها و بحدوث عدة تطورات وعرض خبر بسيط. بل كان له تكلفة باهظة وحدها المقاومة الإيرانية كانت مستعدة لدفعها من خلال شجاعتها وفراستها ومساعيها الحثيثة. هذه المقاومة التي صمدت طوال ٤٠ عاما وهي تتلفى الضربات المتتالية حتى تظهر حقيقة النظام للعالم.
وفي هذا الصدد أظهر المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في بياناته ومواقفه المتنوعة خطر تدخلات النظام ودوره المخرب في تطورات المنطقة والعالم.
وفي هذا الصدد أكدت الرئيسة المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية السيدة مريم رجوي في رسالتها على ضرورة الاعتراف رسميا بالمقاومة الإيرانية وتقول: إذا أردتم أن تخرج المنطقة من هذه الأزمة فطريق الحل النهائي والحاسم يكمن في إسقاط هذا النظام. وابتعاد امريكا عن السياسات التي ذهب ضحيتها الشعب والمقاومة الإيرانية في الدرجة الأولى.
وأكدت مرة أخرى أن الحصول على أسلحة الدمار الشامل وانتهاك حقوق الإنسان وتصدير التطرف والإرهاب هي أربع ركائز للحكومة الدينية الحاكمة في إيران.
ان طريق الحل النهائي للخلاص من الفاشية الدينية هو تغيير هذا النظام اللامشروع على يد الشعب والمقاومة الإيرانية.
الاعتراف رسميا بالمجلس الوطني للمقاومة البديل الديمقراطي الوحيد للدكتاتورية الدينية والإرهابية هو ضروري لتعويض وإنهاء سياسات التماشي المدمرة التي كانت متبعة خلال أربعة عقود ماضية.
فالنظام الحامل للرقم العالمي للإعدام لا يفهم سوى لغة الحزم والقوة.
الشعب الإيراني ضاق ذرعًا من جرائم النظام وفساده على مدى 40عامًا واتخذ قراره أن يطيح بهذا النظام مهما كلف الثمن. كما أن المواطنين وخلال العام الماضي رفعوا في كل التظاهرات والاحتجاجات والانتفاضات والإضرابات شعارهم الرئيسي «الموت للدكتاتور» ورفضوا كامل سلطة النظام الحاكم في إيران.
كما وفي يوم 8 فبراير سيقيم أبناء الجالية الإيرانية في أوروبا وبمناسبة الذكرى السنوية لإسقاط الشاه، تظاهرة في باريس للتنديد بالانتهاك المنظم والصارخ لحقوق الإنسان في إيران والعمليات الإرهابية لنظام الملالي في أوروبا ويعلنون دعمهم لما دعت إليه السيدة مريم رجوي والمقاومة الإيرانية في 8 مواد.
*كاتبة إيرانية