تضم القسم الخامس مشاركات كل من السادة:
– صالح أحمد.
– رفعت حاجي.
– د. خوشناف سليمان.
– دلكش مرعي.
– آلان حمو.
– أحمد محمود.
– رياض أحمد.
صالح أحمد: لا أظن أن هناك أمل في عقد أي اتفاق بين ب ي د والمجلس الوطني الكوردي بغياب ضامن ثالث مؤثر
قبل التحدث عن توقيت المبادرة التي قُدمت علينا أولا تشخيص الجهة التي قامت بتقديم المبادرة، لا يخفى على أحد أن KNK هي إحدى مؤسسات حزب العمال PKK ومن المعلوم انها هي التي أفشلت عقد مؤتمر قومي كوردستاني في كوردستان العراق قبل سنوات وهناك من هو أحق منها لتقديم هكذا مبادرة، أما عن توقيت المبادرة فقد جاء برأيي لتخفيف الضغط الداخلي على مؤسسات حزب العمال في كوردستان سوريا وبالأخص حزب الاتحاد الديمقراطي بعد الانتكاسات التي حلت به من احتلال عفرين والمناطق التي تقع غربي نهر الفرات وصولا للتهديدات التركية باجتياح شرق الفرات والقرار المفاجئ للرئيس الأمريكي ترمب بسحب قواته من سوريا، والمتتبع لواقع تعامل حزب الاتحاد الديمقراطي مع الحركة الكوردية منذ تأسيسه والاتفاقيات التي عقدت بينهما من تشكيل الهيئة العليا والاتفاقيات ذات الصلة “هولير ١و٢ ودهوك” يرى جليا أن من كان السبب في افشال تلك الاتفاقيات كان حزب الاتحاد الديمقراطي بعد افراغها من محتواها والإستفادة منها إلى أقصى حد ومن ثم التجهيز عليها.
مع الأسف لم يستفد ب ي د من التجارب السابقة لـ PKK وظل أسيراً لقرارات قنديل وحسم قراره في أول ردة فعل على تصريح ترمب بالتوجه نحو السلطة عبر الوسيط الروسي ومطالبة النظام بالدفاع عن حدود سوريا مع تركيا والتهجم بشكل فاضح على أمريكا وتبرئة أنفسهم من أية اتفاقات سياسية مع أمريكا.
باعتقادي لم تأتي مبادرة KNK تحت ضغوطات دولية أكثر مما هي لإلهاء أنصارهم وإرضاءاً للشارع الكوردي الذي يصر على لملمة البيت الكوردي وتوحيد صفوفه درءاً للأخطار التي تحيط به، وحالة التفرد من قبل ب ي د حالة مزمنة ولم يفكر يوما بالحالة التشاركية مع الغير إلا من خلال الاستفادة منه، والمشاركة لا تتعدى لديها حالة تكتيكية لا أكثر والإدارة الحالية أكبر برهان على ذلك.
لا أظن أن هناك أمل في عقد أي اتفاق بين ب ي د والمجلس الوطني الكوردي بغياب ضامن ثالث مؤثر لأن المؤشرات الأولية تدل على عدم جدية المبادرة فحزب الاتحاد ليس بحاجة لوسيط لكي يقدم مبادرة عنه لو كان PYD جادا لقدم المبادرة هو وليس غيره وذلك بعد تهيئة الأرضية لتوحيد الصف الكوردي عبر إطلاق سراح المعتقلين السياسيين، وإغلاق ملف الاعتقال والإفصاح عن مصير المختطفين والنشطاء الكورد المغيبين لديهم، وفتح مكاتب أحزاب المجلس الوطني الكوردي والحركات الشبابية وفتح المجال أمام النشاطات السياسية والثقافية والإعلامية، والدعوة لتشكيل إدارة مدنية عبر انتخابات حرة نزيهة والسماح لبيشمركة ROJ بالعودة والمشاركة في الدفاع عن أرضهم وشعبهم، ولكن هيهات فكما أشرت سابقا أن PYD من المستحيل ان يقبل بذلك لعدم ايمانه أصلاً بالعمل التشاركي من هذا النوع.
من البديهي أن لا يعمل PYD وإدارته على وحدة الصف الكوردي لأنهم أصلا لا يؤمنون بالفكر القومي بل إنهم يبغضون هذا الفكر ويدعون إلى الأمة الديمقراطية ويعلنون جهارا نهارا بأنهم لا يعملون من أجل حقوق الشعب الكوردي، هكذا فِكِر مَدعو أولا إلى مراجعة ايديولوجيته والرجوع إلى الصف الكوردي ومن ثم الدعوة إلى وحدة صفوفه ولأن ذلك لم يحصل فقد فشلت الاتفاقيات السابقة التي عقدت معهم وبرعاية كريمة من الرئيس بارزاني.
وإذا نظرنا إلى القضية من جهة أخرى كما أشرت سابقا PYD جزء من مؤسسة PKK وهي مجبرة لتنفيذ ما يطلب منها من قنديل وقبل أيام صرح القيادي في PKK جميل بايك بأن “أمريكا تعمل لتشكيل تحالف مضاد لإيران ونحن لن نقبل بذلك” وكما هو معلوم فأن النظام السوري هو حليف الرئيس لإيران والجبهة الدفاعية له، ويوميا هناك تصريحات لمسؤولي الإدارة تدعو إلى الإتفاق مع النظام، بمحصلة النتيجة واضحة وضوح الشمس.
الخلاصة لا يمكن الاتفاق مع PYD إلا إذا كان الأخير مهدد وفي حال ضعف وخوف من الإنهيار لذا في هذه المرحلة وما زال هناك خيارات أمام PYD وإدارته ليس هناك أمل جدي في اتفاقٍ للوصول إلى وحدة الصف الكوردي ومبادرة KNK لا تتعدى فرقعة إعلامية وتسجيل موقف ليس إلا.
للعلم لم يتم سراح أي من معتقلي الرأي بعيد مبادرة KNK وإلى الآن ولم يفتح أي مكتب من مكاتب المجلس الوطني الكوردي كذلك .
رفعت حاجي: المبادرة الميتة
لايخفى أن العلاقات بين الأطراف السياسية في كوردستان سوريا يشوبها الكثير من الجفاء الذي وصل حدَّ القطيعة، لا سيما بين الإدارة الذاتية ممثلةً بحزب الاتحاد الديمقراطي، والمجلس الوطني الكوردي الذي يضمُّ تحت مظلته عدداً من الأحزاب الكوردية، في حين فشلت كافة المحاولات السابقة في رأب الصدع فيما بينها، ورغم أنه لا شئ جديد ينتظر ظهوره في ضوء الشمس الساطع للواقع المفترش على الملأ ، إلا أنه كان لخبر إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين الكورد من سجون PYD والسماح للأحزاب الكوردية السورية بإعادة فتح مكاتبها ومقراتها، وقعة خاصّة على مسامع كل كوردي، والذي ذاع بسرعة البرق في خطوة استبشروا بها خيراً لبدء حوار كوردي كوردي، بإطلاق مفرقعات تضخ السعادة بالعزف على الوتر الرنان للبسطاء من التواقين للتقارب الكوردي الكوردي، حالمين بالحفاظ على الفرصة التاريخية وعدم هدرها، بالنظر الى التوقيت الذي تم تحديده للبث بهذا النداء من قبل ما يسمى بـ” المؤتمر الوطني الكوردستاني KNK ” والحركة الكوردية في أحوج ظروفها للعمل الدؤوب بعد القرار المفاجئ للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالإنسحاب من سوريا وتباريكه لتركيا بتقديم سوريا له ديّة مقابل شئ يجهله ليس الكورد فحسب، بل المنطقة أجمع، وسط ذهول وتلبّد أوصاله المتقطعة، وخاصة القوى المسيطرة على الواقع من سلطات الأمر الواقع المستقواة بـ( حلف امريكي منسوج من خيالهم) ومنهجهم الرافض للشراكة وقبول الآخر، حيث استفاق على تعرية مكاممن قوته واستقواءه، لينهال عليه اللوم من قاعدته الشعبية، فما كان منها إلا اللجوء لإمتصاص الإنكسار الداخلي ريثما يستنجد بقنوات أخرى عبر علاقاتها البعيدة القريبة، مع اللاعبين المتواجدين والذين خلا لهم القرار الأمريكي لتحديث برمجتهم حسب نفوذم في الواقع السوري ضامنين المناطق الكوردية، التي تعتبر الطريدة المرتقبة للمد الإيراني من جهة، وكما أن السياسة لا تعرف القطيعة وهي فن الممكن، بدا الإستشارة بالروس وخاصة عند مخالفتهم للنصح الروسي قبل كارثة عفرين التي ما زال يدفعون ضريبة تهورهم في الحسابات الخاطئة، ولكي يكون التبرير أجدى من سابقتها والتي اتهموا فيها المجلس الوطني عرّاباً لاحتلال عفرين، فقد أوسدوا لها مطارف تخدع البوصلة الشعبية في التوجه نحو إيضاح الفشل الذي يعانونه من سوء إداري وسياسي، فجاء ( ما يسمى بالمبادرة) … علماً أنها لم يكن لزماً لكل هذه المقدمات .. لأن المتابع أصبح لديه مألوفاً أن كل مبادرة أو محاولة في هذا الإتجاه تأتي ميتةً … إلا أن حيثيات وتبعات هذه المحاولات الميؤوسة من شخصيات، كان لها تأثيرها( الإجتماعي)، تجري على مسارين، أولهما الإجتماعي والذي يتوه الجماهير في اللعب بعواطفه وضياع بوصلته وثانيها وهوالمصيري والذي يترقب فيه المتابع ما يحمله هذه الخطة الجديدة من خفايا ليثقل على كاهله في مقررات تأتي بُعيد النفخ في البوق…
ليس هكذا يتقدم المقتدى بالمبادرة: كان على الجهة التي تقدمت بالمبادرة تصقيلها بخطوات عملية قبل التصريحات النارية والوعود العاطفية وغيرها، كان عليها أخذ الميثاق بخطوة على أرض الواقع وهم يدركون جيداً أن ما بين الطرفين شيء من الإعجاز ولا يتساوى بينهما، وأصبح من المبتذل مراجعة المجلس الوطني من أجل التفاوض مع المسماة الإدارة الذاتية، دون أي إطراء على الواقع في أساليبه، فبات للعيان من القاصي والداني ان التفاوض مع من يودع من خيرة كوادرها شئ غير متكافئ مع الواقع وسط التهديدات التي يتلقاها الكورد من الأتراك من جهة ومن النظام السوري من جهة أخرى و(المعارضات) كذلك، كان الأجدر بالدكتور عبدالكريم عمر، أن يقول في أول كلامه ( نبارك إخواننا الذين ودّعوا السجون حريتهم … ونشكر الأخوة الذين لبوا ندائنا في إطلاق سراحهم…. وها نحن نبارك إخوتنا إفتتاح مكاتبهم) كان ذلك اللبنة الأساسية والصادقة في ترتيب البيت الكوردي والخطوة الجادة نحو وحدة الصف الكوردي في وجه التحديات والكوارث التي ينتظره… وكان على المؤتمر الوطني الكوردستاني KNK فرع غربي كوردستان ولجنتة الذي قال انها للتواصل مع الأحزاب الكوردية الحضور لمكاتب الأحزاب والحوار معها ، أما أن يأتي د.عبد الكريم عمر، وهو رئيساً مشتركاً لهيئة العلاقات الخارجيّة في مقاطعة الجزيرة التابعة للإدارة الذاتيّة، متحدثاً باسم أحد شعب الإدارة المذكورة وما يسمى بـ” المؤتمر الوطني الكوردستاني KNK ــ فرع غربي كوردستان”، دون أن تتم توجيه الدعوة بشكل رسمي للمجلس ودون تهيئة أية أجواء كالمثل الشعبي القائل ( خبط و لصق) ليتنبّأ بما يأتي به السنة الجديدة من توقعات شارحاً: إن الإدارة سوف تطلق سراح كافة المعتقلين السياسيين ، مذيلاً بالقول: إن”الهدف منها هو توحيد الصف الكوردي في كوردستان سوريا”( في سابقة غير مألوفة ( مشيرا إلى أنه تم الاتفاق على السماح للأحزاب غير المرخصة في شمال وشرق سوريا بافتتاح مكاتبها في المنطقة، كما أستبشر عمر بأنهم اتفقوا مع المجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية، لكي يفرجوا عن المعتقلين السياسيين ((إن وجدوا))…..؟؟؟؟
أما أن لهذا دلالة ساطعة لمكر جديد، إذ لم يمضي 24 ساعة حتى تبين مدى استجابة (إدارته الموقرة) في الرد على فتح المكاتب بألفاظ نابية طال بها د.عمر ولجنته أولاً، وحقيقة أن عمر يدرك أكثر من غيره أن إدارة PYD قامت باعتقال العشرات من خيرة قيادات وكوادر أحزاب المجلس الوطني الكوردي في سوريا، والذي يكن لهم السيد عمر الصداقة ومنهم لسنوات، وهو على دراية بتاريخهم النضالي الذي لا يغبر عليه لومة لائم ولا تلفيقات المفذلكين، وإغلاق مكاتب أحزابه ومنعها من ممارسة أي نشاطات سياسية في غرب كوردستان. فالأمر الذي يمكن الاتفاق عليه هو أن يتم التوافق والترتيب مع المجلس على كافة النقاط وبشراكة حقيقية بدءا من التحضير وانتهاء بالنتائج ومرورا بالمواضيع التي ستناقش، لأن دعوة من أي طرف لن تكون أوفر حظ من سابقاتها وما كان إتفاقية دهوك وهولير بقليل من الشأن بل تكون الأساس لأية إتفاقية جديدة في أفضل حل بالتنسيق والتعاون الكامل حتى الاتفاق على الأطراف التي يمكن دعوتها “
د. خوشناف سليمان: مبادرة ملفتة للإهتمام وتثير الريبة والتساؤلات..
بداية، اتقدم بجزيل الشكر والتقدير لموقع ولاتي مه على الدعوة الموجهة للمشاركة وإبداء الرأي في الملف المطروح للمناقشة. وحتى لا أقع في مطب التكرار المُمل، سأختصر الرد.
السؤال الجوهري، الذي ينبغي طرحه هنا، هو هل هناك حقا فائدة عملية من وراء عقد مؤتمرات مكوكية، تستعرض المشاكل دون الإلتزام بتنفيذ القرارات الصادرة عنها! كما جرى ذلك لإتفاقيات هولير 1و2 ودهوك وغيرها، والتي لم تنجز شيئاً، بل فشلت في المهد. على خلفية هذه الحقيقة، أعتقد أن مبادرة KNK تصب في نفس الإشكالية. وهي في كل الأحوال مبادرة ملفتة للإهتمام وتثير الريبة والتساؤلات، بحكم أنها صادرة عن سلطة دي فكتو في مناطق شرق الفرات، والمتمثلة في حزب PYD وحركة تف دم والقوى الدائرة في فلكها، وجميعها تُعتبر مجرد واجهة تنفذ أوامر القيادة العسكرية في قنديل، الخاضعة لدوران كاكان، التركي الأصل.
وإذا أمعنا النظر في السنوات الثمانية المنصرمة من حكم تلك المنظومة، سنجد أنها كانت تنتهج وتمارس سياسات سيئة للغاية، وكانت تعمل على ترويج وتطبيق أنشطة وممارسات لاديمقراطية ومنافية لمبادئ الحق في حرية التعبير، بل قامت بإستخدام العنف والقوة المفرطة ضد المعارضين. كل ذلك ولد وتولد نزعة عدائية تفتك بوحدة الصف الكردي وتُجدد دورة الإستبداد وسلطة حكم الحزب الواحد الشمولية، التي لا تتحمل رأي مغاير أو حزب مناوئ؛ كما أنها ساهمت في تدمير أسس وقواعد الحياة الديمقراطية. علاوة على ذلك، وفي ظل واقع الدمار والتهجير والتشرد والخواء السياسي والإدارة الفاسدة، تباعدت مع مرور الزمن القوى الكُردية عن بعضها البعض. وطفا على السطح ظاهرة سلبية يمكن تسميتها بـ”الاستغراب”، وهي حالة مرضية يفقد فيها الإنسان ذاته ويلجأ إلى العزلة والتغرب عن المجتمع. في ظل هذا الواقع الكُردي المهترئ والمتهالك، الذي خلق مناخ تنعدم فيه ثقافة الحوار وتزداد فيه سطوة سلطة الإستبداد، أعتقد أن فرص نجاح مبادرات مماثلة تكاد تكون شبه معدومة. رغم ذلك، ينبغي عدم فقدان الأمل بضرورة إجراء حوار صريح ومسؤول، في سبيل التوصل الى تفاهمات وتوافقات مقبولة لدى الجميع.
فى هذا السياق أود التذكير بمفاوضات الطاولة المستديرة إثر إنهيار منظومة الدول الإشتراكية في مطلع تسعينيات القرن الماضي، والتي اتسمت في جوهرها بروح وثقافة التسامح والتوافق. آنذاك تخلّت الأحزاب الشيوعية التوتاليتارية الحاكمة عن دورها الطليعي، وبدأت بإرساء دعائم المجتمع المدني وتسهيل عملية التحول الديمقراطي السلس والسلمي، وتخلّت في الوقت ذاته عن المفاهيم الإيديولوجية البالية وإستبدلتها بمفاهيم ديمقراطية مدنية. كل ذلك ساهم في ترطيب الأجواء وخلق مقدمات مناسبة للعمل المشترك، تلتها حوارات مكثفة لتعديل القوانين وتنظيم الأحزاب ووقف الأعمال العنفية على أسس سياسية وهلمجرا. كان ذلك قبل أكثر من ربع قرن، حيث سقط عالم بأكمله، ليستنهض مكانه عالم جديد.
على هذه الخلفية، وبغض النظر عن مشروعية التباين والاختلاف في مواقف الأطراف الكردية، يمكن القول والتكرار، أن اللجوء إلى لغة الحوار الجاد وعدم اللجوء إلى العنف والإستئناس برأي الشعب، هو المسلك الوحيد للخروج من الأزمة. وأفضل حوار هو ذاك الذي يبدأ بالطاولة المستديرة، الجسد الذي يساوي بين المجتمعين، وفق المبدأ القائل: “الكل للواحد والواحد للكل”، حوار يشارك فيه الشخصيات السياسية والاكاديمية والحقوقية ورجال الدين والوجهاء وممثلي القوى السياسية ورجال الأعمال والمهن، تحت عنوان “كوردايتي يجمعنا”، وفق قواعد وآليات عمل معينة، قائمة على التركيز على المسائل الجوهرية، وعدم الإساءة للأشخاص والجنس والدين والعقيدة…أن تكون مائدة حوار كُردية مستديرة، تديرها عقول مستنيرة ونفوس نقية وقلوب تقية، تكون فيها الوجوه متقابلة والأطراف متنازلة ومتسامحة، تناقش نقاط الخلاف وتضع الحلول. عكس ذلك يعني التفتت والتشرذم والفوضى، الذي يجعل طموح الكرد التاريخي في الحرية والإنعتاق بعيد المنال.
دلكش مرعي: يجب أن يكون هناك عقد اجتماعي يلزم الجميع على خدمة أهداف الشعب
إذا جرى التقارب التي أطلقها البيدا عبر عقد اجتماعي يلزم جميع الأطراف السياسية على خدمة أهاف هذا الشعب فسيكون نتائجها إيجابية وسيخدم قضية الشعب الكردي في هذا الجزء أما إذا تم الاتفاق على أساس المحاصصة الحزبية ومصالح الأحزاب كما جرى في جنوب كردستان وراحت ضحية هذه المحاصصة كركوك وانفراد البيدا بالسلطة راحت ضحية هذا الأنفراد عفرين، فسيكون النتائج وخيمة، يجب أن يكون هناك عقد اجتماعي يلزم جميع القوى السياسية الكردستانية وليس في غربي كردسان فقط يلزم الجميع على خدمة أهداف هذا الشعب والاستفادة الكاملة من الطاقات المتميزة التي لديها الامكانيات لخدمة هذا الشعب.
آلان حمو: كل تصرفات حزب الاتحاد الديموقراطي لم تكن متوقعة وتميز على مدى ثماني سنوات الماضية بتلونه وانتقاله من طرف إلى أخر
باعتقادي المشروع المطروح (المؤتمر الموطني الكوردستاني) اميريكي أكثر منه كوردي (ب ي د) والغاية الحقيقية من وراء المشروع هو ايجاد قامشلو على الخارطة السياسية كمركز قرار بعيداً عن هولير وقنديل. فالتعقيد الذي يعتري المسألة الكوردية في سوريا تُستورد من الاقاليم الكوردية المجاورة، فالحالة السياسية الكوردية في العراق وتركيا تلقي بظلالها على سير العملية السياسية الكوردية في سوريا. فالاستفتاء على الاستقلال في كوردستان العراق (2017) سوغ وروج أكثر لمصطلح الانفصالي في ذهنية وقواميس المعارضة السورية وباتت الشماعة التي يعلق عليها كل معارض سوري يبالغ في وطنيته. وعلى الطرف الأخر حزب العمال الكوردستاني المدرج على قائمة الارهاب من قبل اميريكا والاتحاد الاوربي والحليف الاستراتيجي لهم في المنطقة ألا وهي تركيا.
تحاول اميريكا ايجاد ورقة كوردية سورية واضحة المعالم، غير متسخة (إن جاز التعبير) بتأثيرات القطبين الكورديين. وأيضاً، فالسياسة الاقتصادية التقشفية التي تلتزم بها اميريكا منذ فترة رئاسة باراك اوباما لم تعد تسمح ببقاء القوات الاميريكا لفترات طويلة، بذلك تسعى القيادة السياسية في اميريكا على ايجاد خطوط وتقسيمات تجعل من الصعب أن يكون هناك سائد وحيد وأكبر لتقليل التعقيدات والتشابكات السياسية والاستراتيجية.
والاميريكي يسعى بمشروعه هذا (ك ن ك) إلى سلخ الكورد السوريين عضوياً عن مراجعهم الكوردية، والتعامل معهم من دون مراجعهم.
وبالعودة إلى الاسئلة المطروحة من قبل إدارة تحرير موقع ولاتى مه، وهي مشكورة في هذه المبادرة بطرحها لموضوع يهم الحياة السياسية الكوردية في سوريا مستطلعة لآراء الكتاب والمثقفين، ولكن اريد أن انوه إلى نوعية واسلوب الاسئلة، فهي بعيدة عن المهنية الإعلامية في أخذ موقف المحايد في الطرح والصياغة.
كيف تنظر إلى توقيت المبادرة ؟ ولماذا لم يفكر هذا الطرف بهكذا مبادرات من قبل؟، علماً أن الضرورات كانت تقتضي أن يقوم بها قبل هذا التوقيت بوقت طويل جدا لا يقل عن ثماني سنوات. ثم ألا تعتقد أن المبادرة تأتي مع انتهاء الدور الذي كان منوطاً بحزب العمال الكردستاني من خلال فرعه السوري، حزب الاتحاد الديمقراطي “ب ي د” ضمن الأزمة السورية ؟ أم أن هناك أدواراً أخرى أكثر خطورة من الدور السابق، تتطلب أن يكون بقية الأطراف شركاء في المخطط ؟
كما ذكرت في المقدمة، للأسف فالمبادرة ليست كردية صرفة، كان ومايزال السلطوية والتفرد بالحكم من المميزات اللافتة لحزب الاتحاد الديموقراطي، وهي الثقافة السائدة في الشرق الاوسط ولكن ليس من حزب أو منظومة تدعي النهضوية وتلتزم اليسارية في ايديولوجيتها.
الدور الكوردي لن ينتهي في سوريا، وسيبقى الاعتماد الأكبر للإدارة الاميريكية على حزب الاتحاد الديموقراطي وكوادر العمال الكوردستاني (الذين سيسعون لسلخهم عن قنديل) فهم الأكثر مشاركة في العمليات الاميريكية العسكرية منها والاستخباراتية منذ تواجد الاميريكي في سوريا. وادخال الطرف الأخر (المجلس الوطني الكوردي) في المعادلة هي للتمويه السياسي على تركيا، وايضاً ليكون ضامناً بعدم تعاون الاتحاد الديموقراطي مع ايران. فالشبهات تحوم حول الحزب واخرها ما صرح به ترامب بأن الاكراد يبيعون البترول لايران، تجعل من الاتحاد الديموقراطي ورقة غير آمنة بالنسبة لاميريكا وحلفائها.
هل من الممكن أن تكون المبادرة، متزامنة مع ضغوطات دولية على حزب الاتحاد الديمقراطي لإنهاء تفرده بالوضع الكردي، وبالتالي إشراك بقية الأطراف في إدارة وحماية المنطقة من كافة النواحي السياسية والعسكرية والإدارية، علماً أن د. عبدالكريم عمر ” ممثل المؤتمر الوطني الكردستاني KNK ” نفى في مؤتمره الصحفي وجود أي ضغط دولي في هذا الاتجاه.
الضغط الممارس بحق الاتحاد الديموقراطي يصل لذروته بعد التحركات الجدية للقوات التركية على حدود غربي كوردستان.
هل هناك جدوى لعقد أي اتفاق جديد بين المجلس الوطني الكردي وحزب الاتحاد الديمقراطي ومن في فلكه، بغياب ضمانات دولية من الدول النافذة على الأرض في المناطق الكردية وخاصة أمريكا وفرنسا، بعد فشل جميع الاتفاقات السابقة التي عقدت بين الطرفين برعاية إقليم كوردستان وشخص الرئيس مسعود البارزاني، بسبب تملص “ب ي د” من تلك الاتفاقات ونسفها بالكامل ؟
المجلس الوطني الكوردي معطل فعلياً، وأجزم بأنه كان سيفقد قاعدته الشعبية بالكامل لولا الاخطاء المتكررة لحزب الاتحاد الديموقراطي، والإدارة الذاتية لم تعد تعطي ثقلاً للمجلس الوطني الكوردي لذا من الضروري أن يكون هناك ضامن وبالأخص الاميريكي.
برأيك ما هي المستلزمات الضرورية قبل البدء بأي حوار بين الطرفين ؟
بعد فتح المكاتب واطلاق سراح المعتقلين السياسيين. أن يطالب المجلس الوطني الكوردي بقسم من الإدارات المحلية (الحقائب الوزارية) والمشاركة في توزيع ثروات المنطقة وبنسب متفق عليها لتسيير شؤون المنطقة، التي ستؤمن دخلها المادي بذلك يكون الضامن لعدم توجه المجلس الوطني الكوردي للخارج، فالمال السياسي كان من أحد ابرز الاسباب التي دفعت بالمجلس للارتباط بالخارج (هولير). على عكس الاتحاد الديموقراطي الذي استلم المداخل والمخارج (البترول أهمها) الاقتصادية من النظام السوري واستطاع تأمين الوضع الاقتصادي لديه.
ألا يتطلب من الطرف الذي مارس القمع والاضطهاد، ومارس أعمالاً إرهابية بحق الشعب وأحزابه السياسية، وتسبب بهجرة جيل كامل من الشباب، وضحى بـ الآلاف منهم في معارك الآخرين، وقضى على الحالة التعليمية إلى حد كبير جداً، أن يعتذر أولاً وبشكل صريح وواضح من الشعب وأن يطلب العفو منه، وتقديم من ارتكبوا الجرائم بحق الكرد للمحاكمات، واطلاق سراح جميع المعتقلين والكشف عن مصير المخطتفين من قبلهم، قبل البدء بإجراء أي حوار معه ؟
بمثل هكذا اسلوب لايمكن التواصل، فالابتعاد عن تبادل الاتهامات يقلل نسب التصادم، ويعطي الحوار سبل أكثر للتقارب. وعلى المجلس الوطني الكوردي أن يكون منطقياً وبراكماتياً أكثر وألا يلتفت للخلف ويفتح الملفات الشائكة التي تمنع إنجاح المؤتمر الذي اعتبره فرصة لكلا الطرفين في الحفاظ على المكتسبات التي جناها الكورد حتى الأن، وايضاً ستبعد المنطقة الكوردية عن الدمار الذي سيلحقه تركيا بالمنطقة (نحن نحمي المنطقة من الدمار) كان شعار الطرفين منذ بداية الثورة. فليتذكروا.
في نهاية تسعينات القرن الماضي عندما اتفق الحزبين الرئيسيين في جنوب كوردستان (الاتحاد والديموقراطي) هل حاسب أحد الأخر!!!؟
هل باعتقادك أن اقتصار الحوار بين المجلس الوطني الكردي ومنظومة حزب الاتحاد الديمقراطي والأطراف التابعة له أو من يدور في فلكه، دون إشراك الفعاليات الشعبية والمنظمات الحقوقية، والثقافية والكفاءات الاكاديمية والمهنية.. سيكون ملبياً لمتطلبات وحدة الصف الكردي.
بكل تأكيد مشاركة الفعاليات الشعبية والمنظمات الحقوقية والثقافية والكفاءات الاكاديمية والمهنية ستكون كفيلة باعطاء المرونة للحوار، وتبعدها عن الحدية. وبإمكانها ايجاد المخارج المناسبة وعلى اساس علمي متزن تُغلب المصلحة الكوردية العامة على المصلحة الحزبية الضيقة.
ماذا وراء هذا التحول غير المتوقع في سياسات “ب ي د” برأيكم؟ وكمتابع لسلوكيات وانتهاكات ب ي د، ترى هل تثق به أن يصدق في تحالفه هذه المرة؟
كل تصرفات حزب الاتحاد الديموقراطي لم تكن متوقعة وتميز على مدى ثماني سنوات الماضية بتلونه وانتقاله من طرف إلى أخر، ولكن تبقى هذه هي السياسة، وحسب المتفق عليه في السياسة: لا عدو دائم ولا صديق دائم بل هناك مصلحة دائمة.
ألا ترى أن أعظم خدمة يقدمها “ب ي د” لكرد سوريا هو الخروج من حياتهم السياسية؟
اعتبر هذا السؤال خاطئ، أترى من المنطقي أن تطلب من حزب أن يحل نفسه وينسحب من الحياة السياسية، لتقول له: ليس لشيء فقط لأن هناك من لا يعجبه عملك. ثم ماذا نفعل بالشعب المؤيد لحزب العمال الكوردستاني في غربي كوردستان وهو واقع وموجودون وبنسب عالية وبالاخص في هذه المرحلة. هل يعقل أن يتم نفيهم إلى مخيمات خارج غربي كوردستان!!!؟
أحمد محمود: وحدة الصف الكردي والليمون بالنعناع
يبدو من الوهلة الأولى أن اللون الرمادي سيتحول بقدرة (KNK ) القادر إلى اللون الوردي، وأن الكوابيس التي يراها الكُرد عموماً والكُردالسوريين منذ ست سنوات خصوصا ستؤول بفعل المبادرة السحر
إلى يقظةٍ قابضة على الحلم. لا شك أن (وحدةالصف الكُردي ) بات حلم يسبق الحلم الأكبر، ومعضلةٌ تحتاج إلى إينشتاين لحلها وفك طلاسمها. دون أن ننسى بالطبع أن هناك مبادرات بهذا الخصوص وبدائرتها الأوسع قد سبقتها بأعوام ،كتلك التي طرحها
الكاك مسعودالبرزاني في إيلول عام 2013 م .وتلك التي طرحها قبلا المرحوم مام جلال الطلباني وأيضا مبادرة السيد عبالله أوجلان. مع الإشارة إلى فشل كل تلك المبادرات تحتى مسمى التأجيل ولأسباب لا تخفى على أحد.
إلا أن الشارع الكُردي بات اليوم أكثر وعياً وأكثر خبرة بعد أن عركته رياح الأنقسامات والأنشقاقات في جسد الحركة االسياسية لكرُدية من جانب، وضعف وتقزّم مواقف قيادات تلك الحركة أمام المطالب المصيرية للكُرد من جانب أخر.
وعليه لم يعُد الشارع الكُردي بفضل ما أكتسبه من التراكم المعرفي لسيرة الحياة السياسية الكُردية، أستساغة مقولات أو مبادرات من قبيل (وحدة الصف ) ، (وحدة الخطاب )…….، التي يطلقها من هم على رأس الحركة السياسية الكُردية كلما شعرت بالعزلة الجماهيرية، أو سقط الأمر من يدها . وأدرك بوعيه تماما الغاية من مقولة (دس السم في العسل ) .
بناءً عليه بات الحديث عن هكذا مبادرات رفاهية بالسبة له، من باب السخرية والتندر وليس من باب التفاعل والمساهمة . وخاصة إذا عُلم أن أمر مطلقي هذه المبادرات ليس بيدهم، بل ما هم سوى موظفين من الدرجة الرايعة لدي هذا النظام أو ذاك .
ولكن من باب الإضاءة على حدث وتفعيل مقولة بالعلم بالشئ لا يضر، أرى أن هذه المبادرة خدعة أخرى من خدع والاعيب جماعة الأمر بالمنكر ! والنهي عن المعروف !، الذين نبتوا في غفلة من تحت ركام ركام الفرص ، وأتخذوا التبعية كخيار ،
وقعّدوا لفلسفة ميتافيزيقية تتجاوز حتى الخيال، التي أتت على ما تبقى من تلك المشاعر الصادقة أتجاه قضيته لدى الشارع الكُردي، وصنعوا بيادر من الحقد بين الكُرد والغير المختلف عرقيا وأثنيا وحتى دينيا.
فالذاكرة الجمعية العامة القريبة جداً لم تصاب بعد بالزهايمر وتتذكر جيداً تبعات الأتفاقات الثلاث التي عُقدت بين الأطراف المختلفة الكرُدية في أقليم كُردستان (هولير ودهوك). وكيف أن الطرف الطارح للمبادرة الأن مارس سياسة التقية .
وتمسكن حتى تتمكن. حقيقةً تمكنوا من الأستفراد بناصية الأرض والأمر، وبالتالي إقصاء الجانب الكُردي الأخر (الشريك الوهمي المخدوع)، ومن ثم بسطوا سيطرتهم بدعم ومؤازرة وتشجيع من النظام السوري المجرم وتحت أعينهم على القرار الكُردي ومصيره في غرب كُردستان، وشيئاً فشيئاً تمددوا متل الأعشاب الضارة حتى على وعي الشباب والقُصّر ونفثوا في عقولهم الوهم وزرعوا فيهم العداوة والحقد حتى على أبائهم وأمهاتهم ، وعلموهم أن أي مختلف معهم خائن يستحق القتل.
استطرادا على ما سبق، من لم يأخذ العبرة من حكاية الراعي الكذاب سيكون مصيره مصير الراعي وغنمه، ووقودا لهذه الخديعة .
أما الجانب المخفي من هذه المبادرة السحر هو ذاك الخيط الوهمي بين الإيمان والكفر، فلا يخفى على أي عارف بالأمر أن الشعب ذو المشروع القومي يحطاط لنفسه في وجه أي خطرٍ محدق وأني يستهدف وجوده بالدعوة لوحدة الصف من باب رأب الصدع أستعدادا للمواجهة المحتملة، ويحشدلذلك كل طاقاته، متجاوزا كل خلافاته الداخلية ويؤسس لتعبئة عامة. وعليه فأين نجد ذلك عند جماعة أخوة الشعوب الذين رموا القومية حسب تصريح قادتهم في حاوية الزبالة ؟! وأين مصداق مسعاهم القومي !
وهم أتخذوا مصطلح الأمة الديمقراطية كشعارٍ لمشروعهم الوهمي العاير للقارات ؟! وأين نجد سمات هذه المبادرة خاصة في تعليقات قادتهم عليها فيما لو استعرضنا أقولهم :
السيد ألدار خليل: عقد المؤتمر ضرورة من ضرورات المرحلة ؟! إذا الضرورة المرحلية تقتضي ذلك وليس أستجابة للمطلب الكُردي ؟!
السيد رصا رضا ألتون : المبادرة ضرورة أستراتيجية ؟! أيضا تصب في نفس الخانة مع أنتفاء تأئير الخطر المحدق ؟!
السيدة أمينة عمر :الحاجة لإنعقاد المؤتمر من أجل توحيد المواقف السياسة الكُردية ؟! هنا يطرح السؤال نفسه توحيد المواقف السياسية الكُردية لأي حاجة ؟!
إذا وبن زحلة بالموضوع !!
حقيقة الأمر إنهم وصلوا إلى المحطة الأخير ويدركون أنهم بات عليهم إعادة ما كان على ماكان ، بعد أن لعبوا دور أرنب السباق بإتقان ولم يبقى لهم سوى الإعلان عن خروجهم من المضمار فكان لا بد من تنفيذ القفذة الأخيرة والتي لاغنى عنها لا يل ضرورة ملحّة لأستكمال المشهد وهي تحميل الجانب الأخر الكُردي المخالف تبعات ما أقترفته أيديهم ، فليس أمام الطرف الكُردي الأخر سوى خياري القبول أو عدم الأستجابة.
في حالة القبول (فرضا) يكونون قد حققوا المراد وهوالتملّص أمام الرأي العام الكُردي من صبغة التخوين والمعاداة لكل مخاف لهم هذا من جهة ، أم الجهة الأخرى هو وضعهم في خانة التيه مرة أخرى أمام ما سيقوم يه النظام السوري أتجاههم في حال لو تم تسليم المنطقة للنظام السوري كما أستلمها منه.
أما في حالة الرفض وعدم الإستجابة لهذه المبادرة من قبل الطرف الكُردي المخالف فهم فبي ورطة أخرى حقيقية أمام الرأي العام وموقف لا يحسدوا عليه حيث ستنهال عليهم كمٌ من معزوفات الأتهام بالخيانة أقلها العمل بالضد من تطلعات الشعب الكُردي وقضياهم الملحة والعادلة، ناهيك عن السينفونيات القديمة.
هنا يطل السؤال المربك برأسه ؟ ماذا عن موقف الجانب الأخر الكُردي المخالف أمام هذه المبادرة ؟
لست بوارد الناصح لهم ولا بموقع من لديه الحل ولكن أقول من باب المتابع للشأن العام الكُردي، أن للعبة السياسة أبواب عدة كما لعلومها و فنونها وأن هذه المبادرة هي من الألعاب السياسية، ومن يتقن لعبة السياسة فلن يعدم المخرج ، مع الإدراك أن الحل النهائي ليس كُرديا كُرديا وأن مصير كُرد غرب كُردستان بيد الدول العظمة الفاعلة والمتداخلة بالملف السوري إلى جانب الدول الأقليمية المؤثرة.
وختاما الحلول العفوية المبنية على ردات الفعل ليست سوى معضلات أخرى مضافة لفائض المعضلة . وفهمكم كفاية .
—————————————–
الليمون بالنعناع : مشروب كان يستخدمه الممثل عادل إمام وهويلعب دور المحتال الكبير في المسلسل المصري العراف .
رياض أحمد: ليس هناك اي جدوى من الحوار والاتفاق بين اتجاهين متناقضين.
كيف تنظر إلى توقيت المبادرة ؟ ولماذا لم يفكر هذا الطرف بهكذا مبادرات من قبل؟، علماً أن الضرورات كانت تقتضي أن يقوم بها قبل هذا التوقيت بوقت طويل جدا لا يقل عن ثماني سنوات. ثم ألا تعتقد أن المبادرة تأتي مع انتهاء الدور الذي كان منوطاً بحزب العمال الكردستاني من خلال فرعه السوري، حزب الاتحاد الديمقراطي “ب ي د” ضمن الأزمة السورية ؟ أم أن هناك أدواراً أخرى أكثر خطورة من الدور السابق، تتطلب أن يكون بقية الأطراف شركاء في المخطط ؟
بإختصار جدا اولا التوقيت متأخر جدا وباعتبار قراره السياسي ليس بيده فمن الطبيعي التوقيت غير ملائم ومتاخر وليس لديه مشروع سياسي واضح وخط بياني يصير وفقه لذلك نجد التخبط في ممارساته ومبادرات هذا الفصيل عسكري وليس سياسي وبعيد عن المشروع الكردي، المصالح الشخصية والحزبية هي التي تحركه.
هل من الممكن أن تكون المبادرة، متزامنة مع ضغوطات دولية على حزب الاتحاد الديمقراطي لإنهاء تفرده بالوضع الكردي، وبالتالي إشراك بقية الأطراف في إدارة وحماية المنطقة من كافة النواحي السياسية والعسكرية والإدارية، علماً أن د. عبدالكريم عمر ” ممثل المؤتمر الوطني الكردستاني KNK ” نفى في مؤتمره الصحفي وجود أي ضغط دولي في هذا الاتجاه.
ليس هناك ضغوطات بل هي تعليمات من النظام السياسي في سوريا لإعادة الحركة السياسية إلى طاعتها من جديد وسحب الورقة الكردية من الائتلاف .
هل هناك جدوى لعقد أي اتفاق جديد بين المجلس الوطني الكردي وحزب الاتحاد الديمقراطي ومن في فلكه، بغياب ضمانات دولية من الدول النافذة على الأرض في المناطق الكردية وخاصة أمريكا وفرنسا، بعد فشل جميع الاتفاقات السابقة التي عقدت بين الطرفين برعاية إقليم كوردستان وشخص الرئيس مسعود البارزاني، بسبب تملص “ب ي د” من تلك الاتفاقات ونسفها بالكامل ؟
لا ليس هناك اي جدوى فهما اتجاهين متناقضين .
برأيك ما هي المستلزمات الضرورية قبل البدء بأي حوار بين الطرفين ؟
ان يكون الأولوية المصلحة العامة قبل المصلحة الحزبية طي ملف الاعتقال السياسي والتعسفي، احترام الحريات العامة، استقلالية القرار السياسي قبل كل شيء.
ما هي الشروط التي يجب أن يطلبها المجلس الوطني الكردي قبل الشروع في أي حوار مع الطرف الاخر؟
هذا يعود للمجلس لهم حساباتهم الشخصية والحزبية وتحالفاتهم.
ألا يتطلب من الطرف الذي مارس القمع والاضطهاد، ومارس أعمالاً إرهابية بحق الشعب وأحزابه السياسية، وتسبب بهجرة جيل كامل من الشباب، وضحى بـ الآلاف منهم في معارك الآخرين، وقضى على الحالة التعليمية إلى حد كبير جداً، أن يعتذر أولاً وبشكل صريح وواضح من الشعب وأن يطلب العفو منه، وتقديم من ارتكبوا الجرائم بحق الكرد للمحاكمات، واطلاق سراح جميع المعتقلين والكشف عن مصير المخطتفين من قبلهم، قبل البدء بإجراء أي حوار معه ؟
كل ما ذكرته يعتبر سببا في انعدام الثقة والحوار.
هل باعتقادك أن اقتصار الحوار بين المجلس الوطني الكردي ومنظومة حزب الاتحاد الديمقراطي والأطراف التابعة له أو من يدور في فلكه، دون إشراك الفعاليات الشعبية والمنظمات الحقوقية، والثقافية والكفاءات الاكاديمية والمهنية.. سيكون ملبياً لمتطلبات وحدة الصف الكردي.
الطرفان لايمثلان الشارع الكردي ويفقدان للشرعية الوطنية والقومية.
ماذا وراء هذا التحول غير المتوقع في سياسات “ب ي د” برأيكم؟
الإفلاس السياسي والبحث عن شريك في تحمل قسم من الأخطاء والممارسات التي ارتكبت بحق الشعب الكردي.
كمتابع لسلوكيات وانتهاكات ب ي د، ترى هل تثق به أن يصدق في تحالفه هذه المرة؟
لا أثق .
ألا ترى أن أعظم خدمة يقدمها “ب ي د” لكرد سوريا هو الخروج من حياتهم السياسية؟
ياريت هيك بيرتاحوا وبيريحوا وكفا الله المؤمنين القتال .
—————
الأقسام السابقة: