البارزاني حاكم زمانه

الأمازيغي: يوسف بويحيى
منذ الإستفتاء التاريخي في كوردستان بقيادة مهندس السياسة الكوردستانية “مسعود بارزاني” لعبت كل الدول الإقليمية الغاصبة الأربعة و أجنداتها الكوردية برعاية دولية كبريطانيا و فرنسا و هولندا و نرويج و قطر من أجل إفشال الإستفتاء عن طريق إسفاط الإقليم سياسيا و عسكريا بيد الجيش العراقي و الحشد الشعبي، إلا أن سياسة قادة الإقليم خصوصا حزب “البارتي” و البيشمركة حالوا دون حدوث ذلك.
خلال ذلك إنقلب سحر السحرة عليهم بعد الإنتخابات العراقية و الكوردستانية التي إكتسحها “البارزاني” بكل جدارة و إستحقاق، معلنا بذلك إستفتاء ثاني و ثالث ينضاف إلى إستفتاء الإستقلال التاريخي، بعدها أسقط كل الرهانات العسكرية و السياسية إذ لم يترك للمراهنين سوى طاولة الحوار و القبول بالواقع كما رسمته إرادة شعب كوردستان.
سبق أن قلت ان زيارة “البارزاني” للعراق و الخليج العربي تحمل في طياتها مفاجٱت عدة و قرارات مصيرية ستأتي بنتائج و مكتسبات تاريخية للشعب الكوردي، كما أكدت أن زيارة “ترامب” هي الأخرى ستعود على الكورد بالخير و المكاسب، والٱن إقليم كوردستان يستقبل وزير الخارجية “مايك بومبيو” التي هي تتمة لما بدأه “ترامب” و “البارزاني” في بناء حلف قوي متراص إستعدادا لضرب إيران إقتصاديا و سياسيا ثم عسكريا.
عندما قلت من قبل ما أشبه زيارة البارزاني للعراق و الخليج بزيارة الأمس البعيد، إذ كان قصدي زيارة “البارزاني” لأمريكا و الخليج العربي قبل سقوط نظام البعث (صدام) بأشهر قليلة في سنة 2003.
إن سياسة أمريكا بقيادة رجال “ترامب” الجدد (مايك بومبيو,جون بولتون) يعتمدون على الكورد كحلفاء إستراتيجيين خصوصا على “البارزاني”، مما سينقلب إيجابا على مطالب الشعب الكوردي في جميع الأجزاء الكوردستانية بدون إستثناء بداية من جنوب كوردستان و غربها…
إن السر الذي يجعل “البارزاني” دائما القبلة المقصودة من طرف وفود الدول الكبرى و الصغرى بالشأن الكوردستاني و العراقي و الإقليمي هو لأنه على التوالي المرجع الأول صاحب القرار السياسي الكوردستاني و المحور الأول عراقيا و ركن إقليمي أساسي.  

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

شادي حاجي في السنوات الأخيرة، بات من الصعب تجاهل التحوّل المتسارع في نبرة الخطاب العام حول العالم . فالعنصرية والكراهية والتحريض عليهما لم تعودا مجرّد ظواهر هامشية تتسلل من أطراف المجتمع، بل بدأت تتحول، في أكثر الدول ديمقراطية ولم يعد ينحصر في دول الشرق الأوسط ( سوريا . لبنان – العراق – تركيا – ايران وو .. نموذجاً ) وحدها…

ياسر بادلي ليس اختيارُ الرئيس العراقيّ السابق، برهم صالح، مفوّضاً سامياً لشؤون اللاجئين حدثاً عابراً يمرّ على أطراف الأخبار؛ بل هو لحظةٌ ينهضُ فيها تاريخُ شعبٍ كامل ليشهد أن الأمم التي صُنعت من الألم تستطيع أن تكتب للإنسانيّة فصلاً جديداً من الرجاء. فالمسألة ليست منصباً جديداً فحسب… إنه اعترافٌ عالميّ بأنّ الكورد، الذين حملوا قروناً من الاضطهاد والتهجير، ما زالوا…

المحامي عبدالرحمن محمد   تتواصل فصول المسرحية التركية وسياساتها القذرة في الانكار والنفي للوجود التاريخي للشعب الكوردي على ارضه كوردستان، ومحاولاتها المستمرة لالغاء ومحو كلمتي كورد وكوردستان بوصفهما عنوانا للهوية القومية الكوردية والوطنية الكوردستانية من القاموس السياسي والحقوقي والجغرافي الدولي، سواء على جغرافيا كوردستان او على مستوى العالم. تارة يتم ذلك بحجة وذريعة الدين (الاسلام)، وتارة اخرى باسم الاندماج والاخوة،…

  إبراهيم اليوسف وصلتني صباح اليوم رسالة من شاعرة سورية قالت فيها إنها طالما رأتني وطنياً لكنها تجدني أخرج عن ذلك، أحياناً. رددت عليها: صديقتي، وما الذي بدر مني بما يجعلك ترين وطنيتي منقوصة؟ قالت: أنت من أوائل الناس الذين وقفوا ضد ظلم نظام البعث والأسد. قلت لها: ألا ترينني الآن أقف أيضاً ضد ظلم السلطة المفروضة- إقليمياً ودولياً لا…