يتضمن القسم الثاني مشاركات، كل من السيدات و السادة:
– د. عبدالحكيم بشار.
– نارين عمر
– عبدو خليل.
– موسى موسى.
– صبري رسول.
– عبدالباقي حسيني.
– محمد سعدون.
د عبدالحكيم بشار: هذا التطور مرتبط بالمأزق الذي يعيشه الاتحاد الديمقراطي وكذلك حزب العمال الكردستاني لمحاولة كسب بعض الوقت لاعادة ترتيب اوضاعهم
هل من جدوى لأي حوار أو اتفاق جديد مع حزب الاتحاد الديمقراطي «PYD»
أطلقت ال knk احد أذرع ال pkk المبادرة بعد أن انتهى دور وظيفي محدد موكول للاتحاد الديمقراطي وهذا الدور يمكن اختصاره بـ:
1 – ضرب القوى الكردية المناهضة للنظام والمنخرطة في الثورة من احزاب ومنظمات شبابية ومنظمات مجتمع مدني.
2- التأسيس لصراع كردي عربي وتأليب الرأي العام السوري ضد الكرد.
3- حماية آبار النفط بمهمة حراسة لصالح النظام.
وبعد قرار الانسحاب الامريكي سيكون الاتحاد الديمقراطي امام خيارين لا ثالث لهما:
أ- الاستسلام للنظام بشكل كامل، وهذا سيشكّل فضيحة سياسية له رغم انه لا يعبأ لذلك كثيراً، وان كل ما يهمه هو الاحتفاظ ببعض من سلطته.
ب- او الدخول في مواجهة مع تركيا وتجرع مرارة الهزيمة النهائية.
امام هذه السيناريوهات المظلمة التي تنتظر الاتحاد الديمقراطي فإنه يبحث عن حبل نجاة، واعتقد هدف المبادرة تتلخص في:
– شرعنة كل جرائم الاتحاد الديمقراطي بحق الشعب الكردي في سوريا وباقي المكونات السورية.
– تعزيز دوره في مفاوضاته مع النظام للحصول على مكاسب سلطوية محددة ليس لها علاقة بالقضية الكردية او الوطنية السورية.
– تحويل أنظار المجتمع الكردي في سوريا عن هدفه الاساسي وهو النظام السوري كعدو رئيسي ومضطهد له ودفعه للبحث عن أعداء خارجيين وهي تركيا، واعتقد ثمة ادوار اخرى يتم اعدادها للاتحاد الديمقراطي تتلخص في تكليفه من قبل النظام السوري بخلق اضطرابات في تركيا والقيام بعمليات عسكرية فيها، والقيام بعمليات الاغتيال ضد المعارضين الكرد والعرب من سياسيين وناشطين الذين يختارهم النظام.
هل من الممكن أن تكون المبادرة، متزامنة مع ضغوطات دولية على حزب الاتحاد الديمقراطي لإنهاء تفرده بالوضع الكردي، وبالتالي إشراك بقية الأطراف في إدارة وحماية المنطقة من كافة النواحي السياسية والعسكرية والإدارية، علماً أن د. عبدالكريم عمر ” ممثل المؤتمر الوطني الكردستاني KNK ” نفى في مؤتمره الصحفي وجود أي ضغط دولي في هذا الاتجاه.
لا أعتقد هناك أية ضغوط دولية على الاتحاد الديمقراطي بهذا الشأن، وان كانت هناك ضغوط دولية فهو لن يأبه لها لانه بالأصل لا يملك قراره وتاريخ العمال الكردستاني يشهد على رفضهم لأية شراكة مع الكرد بل بالعكس من ذلك قاموا بتصفية كل المخالفين معهم حينما استطاعوا ذلك، ولكن نتيجة الازمة الحادة التي يمر بها حزب العمال الكردستاني سواء عاى صعيد فرعها الضعيف في كوردستان العراق وإغلاق العديد من مقراته في السليمانية وضرب تركيا المستمر لقواعدها في قنديل
والانسحاب الامريكي غير المحسوب من شرق الفرات جعلهم في أزمة حقيقية يبحثون عن جسر للعبور عليه.
هل هناك جدوى لعقد أي اتفاق جديد بين المجلس الوطني الكردي وحزب الاتحاد الديمقراطي ومن في فلكه، بغياب ضمانات دولية من الدول النافذة على الأرض في المناطق الكردية وخاصة أمريكا وفرنسا، بعد فشل جميع الاتفاقات السابقة التي عقدت بين الطرفين برعاية إقليم كوردستان وشخص الرئيس مسعود البارزاني، بسبب تملص “ب ي د” من تلك الاتفاقات ونسفها بالكامل ؟
الاتحاد الديمقراطي وهو الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني، هذا الحزب الذي لايؤمن قط بالشراكة بل ان تاريخه يشهد على ان منهجه هو تصفية خصومه السياسيين من أفراد وأحزاب، ولو بقوة السلاح، وهذا ما جرى في كوردستان تركيا لذلك لاعتقد بوجود أية جدوى في الدخول في أية مفاوضات مع الاتحاد الديمقراطي بشكل منعزل عن الضمانات الدولية هذه الضمانات الدولية خاصة امريكا وفرنسا تعتبر ضرورية لإلزام الاتحاد الديمقراطي لتنفيذ الاتفاقيات التي يتم التوصل اليها لانه تنظيم معروف بعدم الإيفاء بتعهداته وعدم احترام وعوده واتفاقياته ومع توفر الضمانات الدولية هناك ضرورة توفر شروط ومناخات الدخول في هذه المفاوضات والذي سنذكرها لاحقاً.
برأيك ما هي المستلزمات الضرورية قبل البدء بأي حوار بين الطرفين ؟
اذا كان هدف الحوار هو وحدة الصف الكردي، وأعدّل هنا الجملة بالقول وحدة الصف الكردي السوري وهذا يستوجب توضيح بعد المصطلحات والحقائق التي يجب ان تشكل الاساس التي يستند اليها مقدمات وحدة الصف الكردي.
معروف ان حزب العمال الكردستاني ينتهج فلسفة الأمة الديمقراطية تلك الفلسفة الديماغوجية التي لا يعرف معناها حتى أصحابها ونفس الشي للاتحاد الديمقراطي حيث تعتبر القضية القومية لديهم هي قضية متخلفة قد تجاوزها الزمن، وأنهم يعملون من اجل الأمة الديمقراطية بينما المجلس الوطني الكردي يدافع عن حقوق الشعب الكردي في سوريا في إطاره الوطني وهذا يطرح جملة من التساؤلات هي :
هل ان الاتحاد الديمقراطي يعتبر نفسه جزءاً من الحركة الكردية، واذا كانت الاجابة بنعم؟ ما هو برنامجه المعتمد من اجل القضية الكردية؟ واين موقع الأمة الديمقراطية؟
وهل ان الاتحاد الديمقراطي هو حزب كردي سوري ام جزء من العمال الكردستاني؟
ما موقف الاتحاد الديمقراطي من الثورة السورية ومن النظام السوري واين موقعه منها؟
هذه الاسئلة يستوجب الاجوبة عليها بكل شفافية والتي يجب فيها التاكيد على:
١- فك الارتباط الكامل بين الاتحاد الديمقراطي وبين حزب العمال الكردستاني وعلى كافة المستويات.
٢- اعلان الاتحاد الديمقراطي على انه حزب كردي سوري وإعلان برنامجه القومي والوطني الواضح بعيدا عن الفلسفات الديماغوجية.
٣- اعلان موقفه من النظام السوري باعتباره المضطهد والخصم والعدو الرئيسي للكرد والإعلان بوضوح عن موقفه من الثورة السورية.
٤- التعهد بعدم استعمال كورد سوريا لأجندات خارجية.
ان توفر هذه المستلزمات هو ضروري للتفكير ببدء الحوار مع الاتحاد الديمقراطي مع ضرورة توفر شروط الحوار وبيئته
والتي سنوردها في البند اللاحق.
ما هي الشروط التي يجب أن يطلبها المجلس الوطني الكردي قبل الشروع في أي حوار مع الطرف الاخر؟
بعد توفير مستلزمات الحوار الواردة في البند السابق فان شروطا أساسية يجب توفرها للبدء بالحوار للتأكد من ان الاتحاد الديمقراطي نادم على ممارساته الارهابية بحق الكرد السوريين والمكوّنات الاخرى ولعدم تكرارها تحت اي ظرف ومن هذه الشروط:
١ – الاعتذار الرسمي والمعلن عن جميع الجرائم التي ارتكبها قوات الانحاد الديمقراطي بحق الافراد من خلال عمليات الاغتيال التي طالت الكثيرين منهم المناضلون الشهيد مشعل التمو ونصرالدين برهك وجوان قطنة وأبو جانتي وأحمد بونجق والعشرات غيرهم، والمجازر التي ارتكبها بحق الشعب الكردي من مجزرة عفرين التي ارتكبها بحق ال شيخ نعسان ومجزرة تل غزال ومجزرة عامودا وغيرها من المجازر، وكذلك عمليات الاغتيال السياسي والمجازر التي ارتكبها بحق باقي المكونات السورية شركاؤنا في الثورة والوطن، وتقديم مرتكبيها ومنفذيها والذين اصدروا القرارات لمحاكم محايدة مختصة (نعتذر عن عدم ذكر جميع الاسماء والمجازر لان القائمة طويلة واكتفينا بإيراد شواهد)
٢- الكشف عن مصير المختطفين والمفقودين لديهم ومحاسبة من ارتكب انتهاكات بحقهم.
٣- اطلاق سراح السجناء السياسيين، وطي ملف الإعتقال السياسي.
٤- السماح للأحزاب بممارسة نشاطهم السياسي ومن ضمنها فتح المكاتب دون تدخل وكذلك لمنظمات المجتمع المدني المختلفة للقيام بمختلف نشاطاتها دون عوائق
٥- التعويض عن الضرر الذي لحق بالأفراد والمجموعات نتيجة لانتهاكات الاتحاد الديمقراطي.
٦- السماح للمهجرين بالعودة بشكل آمن وعدم التعرُّض له تحت اي مبرر.
٧- اعلان إلغاء التجنيد الإجباري وتنفيذه فورا وتسريح من تم سوقهم للتجنيد تحت هذا البند.
٨- التسريح الفوري للقاصرين من الجنسين ضمن قواتهم المسلحة حتى المتطوعين منهم لان ذلك يتنافى مع لوائح حقوق الانسان ويعتبر من جرائم الحرب.
٨- السماح لقوات لشكرى روژ بالعودة الى كردستان سوريا بالتنسيق مع التحالف الدولي
ان توفر هذه الشروط مع مستلزمات الحوار، وبرعاية دولية قد تخلق الإجواء الإيجابية لحوار هادف وبناء.
ألا يتطلب من الطرف الذي مارس القمع والاضطهاد، ومارس أعمالاً إرهابية بحق الشعب وأحزابه السياسية، وتسبب بهجرة جيل كامل من الشباب، وضحى بـ الآلاف منهم في معارك الآخرين، وقضى على الحالة التعليمية إلى حد كبير جداً، أن يعتذر أولاً وبشكل صريح وواضح من الشعب وأن يطلب العفو منه، وتقديم من ارتكبوا الجرائم بحق الكرد للمحاكمات، واطلاق سراح جميع المعتقلين والكشف عن مصير المخطتفين من قبلهم، قبل البدء بإجراء أي حوار معه ؟
نعم ما ورد في البند السادس يجب ان يكون شرطا أساسيا للبدء بالحوار الى جانب ما ذكرته في البندين الرابع والخامس.
هل باعتقادك أن اقتصار الحوار بين المجلس الوطني الكردي ومنظومة حزب الاتحاد الديمقراطي والأطراف التابعة له أو من يدور في فلكه، دون إشراك الفعاليات الشعبية والمنظمات الحقوقية، والثقافية والكفاءات الاكاديمية والمهنية.. سيكون ملبياً لمتطلبات وحدة الصف الكردي.
بالتأكيد لا يمكن للطرفين الاتحاد الديمقراطي والمجلس الوطني الكردي الادعاء بأنهما يمثلان كافة الشرائح الاجتماعية للشعب الكردي اذا لابد من اشراك الشخصيات الوطنية النافذة والفعاليات الثقافية والحقوقية والاكاديمية والإعلامية والاقتصادية ومختلف منظمات المجتمع المدني والمنظمات الشبابية والنسائية التي لها وجود فاعل في المجتمع الكردي ضمن هذا الحوار وكجزء أساسي منه اذا تحقق مستلزمات وشروط البدء به.
ماذا وراء هذا التحول غير المتوقع في سياسات “ب ي د” برأيكم؟
هذا التطور مرتبط بالمأزق الذي يعيشه الاتحاد الديمقراطي وكذلك حزب العمال الكردستاني لمحاولة كسب بعض الوقت لاعادة ترتيب اوضاعهم، وبما ينسجم مع طبيعة المهام الموكولة للاتحاد الديمقراطي، وليس نابعاً عن قناعة لهم بضرورة وحدة الكردية الذي هم ليسوا بالأصل جزء منها والدليل على تلك اللجنة المكلفة بالوساطة والتي ليس لها أية دور ولو بسيط على قرارات الاتحاد الديمقراطي .
وانما تستعمل للواجهة فقط
كمتابع لسلوكيات وانتهاكات ب ي د، ترى هل تثق به أن يصدق في تحالفه هذه المرة؟
انا شخصيا لا اثق بالاتحاد الديمقراطي، وهذا مرده ليس شخصياً، وانما لجملة ممارسات وسلوكيات الاتحاد الديمقراطي تجاه الكرد وقضيته وتجاه شركاء الكرد في الوطن السوري.
ألا ترى أن أعظم خدمة يقدمها “ب ي د” لكرد سوريا هو الخروج من حياتهم السياسية؟
خروج الاتحاد الديمقراطي من الحياة السياسية والاجتماعية للكرد وبشكل نهائي والبحث عن اماكن اخرى لتنفيذ الأمة الديمقراطية او توفير المستلزمات والشروط الواردة في البند الرابع والخامس.
كلمة اخيرة:
يحق للمجلس الوطني الكردي الدخول في مفاوضات مع الاتحاد الديمقراطي ولكن لا يحق للمجلس التفاوض باسم ذوي ضحايا الاتحاد الديمقراطي من الكرد والعرب، وكذلك فليعلم المجلس كلما اقترب خطوة من الاتحاد الديمقراطي ابتعد خطوات عن القضية الكردية والقضية الوطنية السورية.
نارين عمر: يجب أن تكون الجهة الداعية للمبادرة محايدة وليست محسوبة على أية جهة رئيسية ..
بكل تأكيد توقيت المبادرة متأخر جداً بالمقارنة مع المبادرات التي أتيحت لحزب الاتحاد الديمقراطي والمجلس الوطني الكردي والأطراف الكردية الأخرى قبل عدة سنوات، وكان حينها سيحققون للكرد إنجازات كبيرة وعظيمة من خلال إتاحة فرص ماسية لنا قد لا تتكرر على المدى القريب أو البعيد أيضاً.
أما بالنسبة لهذه المبادرة وإن جاءت متأخرة يمكن أن تؤخذ بعين الاعتبار وأن يجلس الاتحاد الديمقراطي مع المجلس الوطني الكردي والأطراف والتنظيمات الكردية الأخرى على طاولة المفاوضات ولكن بشروط لا يمكن تجاوزها حسب قراءتي للواقع الكردي والمنطقة:
أولاً: أن تكون المبادرة كردية كردية، وتخصّ الكرد ومستقبلهم وحقوقهم المشروعة مع احترامي لجميع الشعوب والملل الأخرى فلها مَنْ يصون حقوقها ويحميها.
ثانياً: أن تكون الجهة الداعية للمبادرة محايدة وليست محسوبة على أية جهة رئيسية ومشاركة في المؤتمر وذلك لضمان الشفافية والنزاهة ولئلا تُخلَق الحساسيات والمحسوبيات وتكون سبباً مباشراً لفشل المؤتمر وخلق خلافات زائدة نحن بغنى عنها.
ثالثاً: بعد أن تتوصل الأطراف الكردية إلى اتفاق جدّي وفعليّ على عقد المؤتمر يعرضون قرارهم على جهات دولية وقوى عظمى تكون صاحبة الشأن والقرار وبيدها نجاح المؤتمر وتحقيق أهداف المؤتمرين، ومن جديد تبدأ اجتماعات فعلية وجادة بين أطراف المؤتمر وهذه القوى والجهات، يعرض عليهم الكرد مقترحاتهم وأهدافهم المرجوة من عقد هذا المؤتمر، وإن وافقت هذه القوى والدول على رعاية المؤتمر، ووعدتهم بضمانات خطيّة مكتوبة، وأركّز وأؤكد على الضمانات الخطية والمكتوبة طبقاً لعدم التزام القوى والأطراف المعنية بعهودهم ووعودهم للكرد خلال التاريخ القديم والحديث.
رابعاً: على أطراف الحركة الكردية الأخرى أن تضع القضية الكردية ومصلحة الشعب الكردي فوق أي اعتبار، ولا ترضخ لضغوط هذه الجهة أو تلك ممن يضمرون الشرّ لشعبهم وإن كانوا على اتفاق معهم، وأن يبدوا الجدية والفاعلية والصرامة أيضاً في مواقفهم وآرائهم المقترحة.
خامساً: قبل كل هذا وذاك يتوجب على حزب الاتحاد الديمقراطي على اعتبار أن أمور المنطقة بيده وتحت حمايته أن يبادر إلى إطلاق مبادرة حسن نية بينه وبين المجلس الكردي وأحزاب الحركة الكردية والأطراف الأخرى المعنية وأن تبادر تلك الأطراف أيضاً إلى عقدة معاهدة ثقة مع الاتحاد الديمقراطي للتوصل إلى حل الخلافات العالقة بينهم بشكل أخوي وودي وجعل المصلحة الكردية فوق كل اعتبار.
سادساً: أتمنى من كل الأطراف الكردية المعنية الاطلاع على كل هذه الآراء التي يعرضها موقع ولاتي مه مشكورا والتوقف عندها ملياً فقد يكون في كلها او بعضها المنفعة والفائدة.
برأيي من غير هذه الخطوات وغيرها الكثير لا أرى أي أمل بعقد المؤتمر أو استرجاع حقوق الكرد بل قد يزيد من الخلافات ويعمقها بشكل كبير.
عبدو خليل: نحن امام مكرمة تشبه مكرمات البعث في افضل الاحوال.
بداية يجب أن نميز بين مصطلح ” المبادرة” وبين ” المكرمة “، المبادرة تأتي من شخصيات أو فعاليات مدنية ومستقلة ضمن سياق البحث عن حلول لأزمات مستفحلة، أما المكرمة ترتبط بعلاقة غير تناسبية بين ما هو أعلى وأدنى. بين السلطة والعوام، وهي في سياقها السياسي. أي المكرمة، على الدوام ارتبطت بسلطة مستبدة غاشمة مع غالبية مسحوقة من الشعب، تكون المكرمة على شكل رشاوى من قبيل عفو عام يشمل نواح كثيرة. ضرائب مستحقة، أو جائرة واطلاق سراح مساجين، وما إلى ذلك وصولا إلى زيادة الرواتب في بعض الاحيان.
وإذا كنا بصدد ما طرحته منظومة العمال الكردستاني مؤخراً وعرفت باسم مبادرة knk نتيجة الجهل والخلط بين المفاهيم فـ الحقيقة تقول اننا أمام “مكرمة” وليس كما يروجها البعض على أنها مبادرة . مهما حاولوا شحنها بالعواطف والشعارات الكردية ليست في واقع الحال سوى مكرمة من سلطة امر واقع تسمى ً pyd عاثت فساداً طيلة السنوات الماضية وتسببت بحصيلة كارثية. مئات ألاف الفارين من التجنيد والاعتقال مع سيطرة تامة على مقومات الحياة والتحكم فيها بهدف الإرضاخ والإذلال من اجل إنتاج نموذج ” سلطة” لا تختلف عن نموذج البعثين السوري أو العراقي، سوى أنه نموذج شمولي بنكهة ” كردية”. وحتى ننشط الذاكرة ونجد جوابا شافياً لما يطرحه pyd knkونفك هذا الطلسم لـ نعد إلى سلوكيات النظام السوري خلال العقود الماضية و طريقة تعامله مع الشعب السوري. كان هذا النظام كلما واجه ضغوطا خارجية على الفور يتوجه نحو اصدار مكرمة ما . بهدف تخفيف الضغط الداخلي من أجل التفرغ للضغوط الخارجية، أو بلغة ثانية كان يضمن جبهته الداخلية عبر المكرمات / الرشاوي ويترافق ذلك مع ضخ إعلامي يعدد مناقب النظام المستبد ويروج على انه نظام “ممانع” لتمتين الجبهة الداخلية والزج بالشعب السوري لمواجهة المجتمع الدولي لحماية السلطة التي حلت مكان الوطن بمعناه الواسع والحقيقي، وهذا تماماً ما يحاول pyd/ pkk أن يفعله اليوم بعدما ضاقت به السبل خاصة بعد التردد الامريكي في البقاء أو الانسحاب من مناطق شرق الفرات والتربص التركي. اذاً نحن امام مكرمة تشبه مكرمات البعث في افضل الاحوال.
من ناحية ثانية. اعتقد لا داع للغوص في تفاصيل لإعادة اثبات نظرية شمولية منظومة العمال الكردستاني، يكفي القول على إنها منظومة “صماء” لا تصغي سوى لـ مصالحها المافيوية ومن يراهن على الجدوى من التصالح والقدرة على البناء مع هكذا منظومة ببساطة يمكنه اختصار الطريق و التوجه إلى دمشق أو طهران نتيجة سيطرتهم على مساحة كبيرة من القرار البككاوي. رغم شمولية النظامين السابقين قد يكون التفاهم مع “المعلم” انجع وأكثر جدوى من “الاجير” ، بدلاً من إعادة تجارب فاشلة على شاكلة اربيل1 /2 ودهوك، و الوقوع مجدداً في شباك العمال الكردستاني.
لذلك برأيي المتواضع أنه يتوجب على البعض المتحمس لـ هكذا “مكرمات” أن يدرك. امريكا بكل جبروتها العسكري والسياسي فشلت في ترويض العمال الكردستاني. فشلت حتى في أن تصنع منها شركة امنية “مرتزقة” بمواصفات عالمية لتسويقه ضمن اللعبة السورية نتيجة تعدد المحركات الاستخباراتية الخفية داخل هذه المنظومة المافيوية المعقدة .
منطلق الحل. رغم محدودية الخيارات، يكون في تحرير كرد سوريا من سطوة وعبودية هذه المنظومة المارقة، والتحرير الذي اعنيه هنا ليس كما “المستجير من الرمضاء بالنار”، اي ليس على شاكلة تحرير ميليشيات المعارضة، وهذا بدوره يقودنا لفشل أو تحرير من نوع اخر. براءة اختراعه هذه المرة تعود للمجلس الوطني الكردي، مثلما دفع نحو هذا التوجه في كارثة عفرين. التحرير الذي نعنى به هنا يتمثل بالضغط على المجتمع الدولي لوضع حد وحل جذري لكل الميليشيات التي تعبث بمصير الشعب السوري كمقدمة جادة للانتقال نحو الحل السياسي، النقطة الاخرى وتحتاج لشجاعة كرد سوريا بالإعلان صراحة وعلانية عن أولوية خروج العمال الكردستاني من سوريا بعيدا عن اسطوانة العواطف المشروخة، وتصفية حساباته مع عدوه اللدود تركيا على الأرض التي يدع أنه يناضل من أجلها، النقطة الأخيرة وهي تكمل النقطة السابقة عودة قرار كرد سوريا إلى المناطق الكردية داخل سوريا .
يبقى إضافة لما سبق أن المنظومات الحزبية العاملة بين كرد سوريا قد تبرم صفقة مع العمال الكردستاني وهي بذلك تتصدى طواعية لحمل جزء من إرثه الثقيل. ثارات واحقاد راكمها فوق كاهل كرد سوريا من خلال حروبه وسياساته العبثية عدا عن سجله الحافل بتصفية خصومه والتنكيل بهم. لذا من يقدم على هكذا خطوة كـ من يعبث مجدداً بملف القضية الكردية في سوريا، ولا استطيع وصف هذه الخطوة سوى على أنها الحماقة بعينها.
موسى موسى: يجب أن تتغير عقلية الاستفراد بالعمل السياسي والعسكري وتوضيح العلاقة مع النظام
خلال الثماني سنوات من عمر ثورة الشعب السوري كان المؤتمر القومي الكردستاني KNK غائباً فعلياً عن الساحة السياسية رغم تقلبات الأوضاع السياسية والعسكرية والمجتمعية وعلاقة الاحزاب الكردية مع بعضها والتي وصلت على شفير حفرة من نار بين طرفي الحركة، المجلس الوطني الكردي وحركة المجتمع الديمقراطي وخاصة أثناء ممارسات حزب الاتحاد الديمقراطيPYD المستمرة في انزال العلم الكردستاني وحرقه وإغلاق مكاتب الاحزاب ونفي النشطاء وغيرها من الممارسات، ورغم دعوات الكتاب والمثقفين والأحزاب ومنظمات المجتمع المدني إلا أن جميع مؤسسات حزب العمال الكردستاني ومنها KNK غضّوا الطرف عن جميع الدعوات والأماني المطروحة حتى اتفاقيات هولير ودهوك برعاية الرئيس البرزاني أصبحت في مهب الريح، لذلك لا دور ولا فاعلية لKnk إلا إذا تم توكيله بمهمة محددة من قيادة حزب العمال الكردستاني، أو من قيادة حزب الاتحاد الديمقراطي فيما يخص الفرع السوري من Knk.
وبرأيي هذه المبادرة لم تأتي نتيجة ضغوط دولية، بل نتيجة قراءة ضحلة ومتداخلة للوضع الدولي فيما يخص شرق الفرات، فهناك عناوين عريضة لعدة مشاريع مطروحة أمريكياً إحداها هو إشراك الجميع في إدارة المنطقة ومنها المجلس الكردي وپيشمركة روژ إضافة إلى أطراف أخرى، وهذا المشروع هو الذي حدا بهم في طرح تلك المبادرة التي أتت ايضاً غير مكتملة وبدون أية مقدمات، وقد رأينا في نفس اليوم الذي تم إقرار فتح مكاتب الاحزاب غير المرخصة تم منع حزب يكيتي الكردستاني من فتح مكتبه في القامشلي بحجة أمور متعلقة بالعقار، تلك الأمور التي حدثت بعد الاستيلاء على المكتب.
برأيي لم يكن هناك جدية في العمل على وحدة الصف الكردي، ولا يكون هناك أي جدية في المستقبل أيضاً إذا ما عرفنا حجم الخلاف والعداء بين المحاور الكردستانية، فالمستلزمات والمقدمات التي تعطر الجو بين الاطراف السياسية في العالم بشكل عام لا تنطبق على الاطراف الكردية.
مقدمات الحوار الكردي الكردي من الطبيعي أن يتم بعد تبييض السجون من السياسيين ومعتقلي الرأي والسماح بفتح مكاتب الاحزاب وعدم الحظر على العلم الكردستاني وهذا ما يفكر فيه المجلس الكردي ولكن برأيي هذا ليس كافياً بل يجب أن تتغير عقلية الاستفراد بالعمل السياسي والعسكري وتوضيح العلاقة مع النظام لما له من انعكاسات سلبية وأضرار بالقضية الكردية في سوريا، وهذه الشفافية هي التي تمنح للانفتاح على البعض ثقة وليست الضمانات الدولية لأن الدول لا تتكفل بالضمانات بين الاحزاب الكردية في سورية لأنه لا يملكون كياناً في أجندات الدول.
حزب الاتحاد الديمقراطي pyd في استقوائه بحلفائه لا يمكن أن يفكر بأنه أخطأ في أي عمل أو ممارسة سياسية أو عسكرية أو مجتمعية لذلك لا يمكن له أن يعتذر عن أعماله التي يعتبرها الكثيرون بأنها تستحق الاعتذار رغماً ان الشعب الكردي هو حاضنته الحقيقة في الأيام العجاف لكن يبدو لا يهمه هذا لأنه بكل سهولة يستطيع أن يترك كل شيئ خلفه ويرحل إذا ما صعبت الأمور عليه، واليوم ٨-١-٢٠١٩ كرر الرئيس التركي بان استعداد قواته قاربت في النهاية وأنه سيجتاح شرق الفرات، والأهم من ذلك كان رده اليوم على مستشار الأمن القومي الامريكي پولتون بأنه لا يتنازل عن مهاجمة قوات حماية الشعب في شرق الفرات في معرض حديث پولتون عن ضرورة وجود ضمانات تركية بعدم مقاتلة القوات الكردية، ويبدو ان دخول القوات التركية في منبج أصبح حتمياً وربما أبعد من ذلك الى جرابلس وتل ابيض فماذا يفيد Pyd إن لم يراعي شعور حاضنته الشعبية التي بالنهاية هي حاميته الوحيدة!!! وفي هذا السياق نفسه يأتي الدور الإيجابي للفعاليات الشعبية ومنظمات المجتمع المدني والأكاديميين والمثقفين المستقلين بضرورة إشراكهم في الحوار والقرار السياسي أو العسكري ليس فقط من جانب Pyd بل من جانب المجلس الكردي أيضاً وبتصوري إن المجلس الكردي له باعٌ في هذا المجال وهناك من الأفراد والمجموعات التي ذكرناها شركاء معهم في بعض مؤسسات المجلس الكردي.
صبري رسول: لا تُثمرُ حقولُ السياسية في أرض البطش.. هكذا KNK يحاور نفسه على أرضية هشّة
كيف تنظر إلى توقيت المبادرة ؟ ولماذا لم يفكر هذا الطرف بهكذا مبادرات من قبل؟، علماً أن الضرورات كانت تقتضي أن يقوم بها قبل هذا التوقيت بوقت طويل جدا لا يقل عن ثماني سنوات. ثم ألا تعتقد أن المبادرة تأتي مع انتهاء الدور الذي كان منوطاً بحزب العمال الكردستاني من خلال فرعه السوري، حزب الاتحاد الديمقراطي “ب ي د” ضمن الأزمة السورية ؟ أم أن هناك أدواراً أخرى أكثر خطورة من الدور السابق، تتطلب أن يكون بقية الأطراف شركاء في المخطط ؟
إنّ تعقيدات الأزمة السورية لم تعد قابلة لإيجاد حلول مرضية لها، وأفرزت عدة أزماتٍ أخرى مرتبطة بها ضمن إطار الهيكل، ومنفصلة منها بخصوصياتٍ قومية أودينية.
ومن ضمن هذه الأزمات احتلال تركيا مدينة عفرين الكردية، وتهديدها للدخول إلى مناطق أخرى في العمق لتصفية القضية الكردية بعد القرار المفاجئ للرئيس الأميركي لسحب قوات بلاده من الشاطئ الشرقي للفرات والجزيرة العليا، أي من المناطق الكردية مما زاد من شهية تركيا للانقضاض على المدن والأرياف الكردية. من هنا يأخذ التوقيت أهميته القصوى، حيث (ب ي د) الذي استفرد بالساحة عسكرياً وأحدث كثيراً من الفوضى السياسية والإدارية وجعل الحياة السياسية الكردية على صفيح ساخن، بات في مواجهة الريح.
هل من الممكن أن تكون المبادرة، متزامنة مع ضغوطات دولية على حزب الاتحاد الديمقراطي لإنهاء تفرده بالوضع الكردي، وبالتالي إشراك بقية الأطراف في إدارة وحماية المنطقة من كافة النواحي السياسية والعسكرية والإدارية، علماً أن د. عبدالكريم عمر ” ممثل المؤتمر الوطني الكردستاني KNK ” نفى في مؤتمره الصحفي وجود أي ضغط دولي في هذا الاتجاه.
أتفق مع “عبدالكريم عمر” بأنّه ليس هناك أي ضغوط دولية على ب ي د ولا على KNK بل إنّ المبادرة هي ذاتية مما يسمّى بالمؤتمر الوطني الكردستاني، ليس إيماناً منه بضرورة توحيد الصف الكردي، ولا التزاما بالقيم السياسية وفق المواثيق المعهودة بين القوى، إنّما لخلق مناخاتٍ جديدة واصطياد ما تبقى من الأحزاب والشخصيات وجرّها إلى تحمل مسؤولية ما أنتجتْه المواقف والقرارات الخاطئة التي أوصلت الشعب الكردي إلى هذه المآزق.
هل هناك جدوى لعقد أي اتفاق جديد بين المجلس الوطني الكردي وحزب الاتحاد الديمقراطي ومن في فلكه، بغياب ضمانات دولية من الدول النافذة على الأرض في المناطق الكردية وخاصة أمريكا وفرنسا، بعد فشل جميع الاتفاقات السابقة التي عقدت بين الطرفين برعاية إقليم كوردستان وشخص الرئيس مسعود البارزاني، بسبب تملص “ب ي د” من تلك الاتفاقات ونسفها بالكامل ؟
وجدتُ سابقاً أنّ اتفاقية هولير كانت بمثابة تسليم مفاتيح كردستان سوريا إلى الحزب العمال الكردستاني، وفرعه السوري ب ي د بعد استلام المناطق من النظام في عملية سلسة «استلام وتسليم» واتفاقية دهوك جاءت لإحياء «يباس الإفلاس» الذي كشف سياسات ب ي د وارتباطه الوثيق بمكتب الأمن القومي السوري ومكتب علي مملوك، إلا أنّ قصور الرؤية لدى قيادات المجلس فتح المجال واسعا لهذا التنظيم لكي يسرح ويمرح بمفرده وينتقل إلى إغلاق المكاتب وحرقها وزج الكوادر السياسية في السجون المعتقلات. أرى أنّه من الخطأ الفاضح أن تضع القوى الكردية يديها في قيود ب ي د بعد لدغاتٍ سابقة لأنّ مرحلة «المقصلة» ستبدأ ويكون الحريق على الأخضر واليابس، وليست هناك ضمانات لا إقليمية ولا دولية، لأنها تستخدم قوة الشباب الكردية كـ«الكائن السلوقي» في صيد البرية.
برأيك ما هي المستلزمات الضرورية قبل البدء بأي حوار بين الطرفين ؟
هناك مستلزمات مستحيلة، لن ينفذها ب ي د لكن لا بد من ذكر بعضها: الخروج من عباءة العمال الكردستاني ومغادرة كلّ فئات «قادرو» سوريا، قطع الصلات مع النظام بكل أشكالها، إغلاق السجون الخاصة بأصحاب الرأي، القضاء على خلايا التهريب وتجار السلاح والحدود، إطلاق الحريات العامة والكف عن ملاحقة فئة الشباب، تقديم اعتذار إلى الشعب الكردي عن انتهاكات ب ي د لحقوق الكرد، …إلخ. لكنني مقتنع بانه لن ينفذ أي من هذه المستلزمات.
ما هي الشروط التي يجب أن يطلبها المجلس الوطني الكردي قبل الشروع في أي حوار مع الطرف الاخر؟
الشروط هي نفسها تندرج ضمن المستلزمات السابقة لبيان حسن النية في إشراك الشعب الكردي بقرارات تخص مصيره.
ألا يتطلب من الطرف الذي مارس القمع والاضطهاد، ومارس أعمالاً إرهابية بحق الشعب وأحزابه السياسية، وتسبب بهجرة جيل كامل من الشباب، وضحى بـ الآلاف منهم في معارك الآخرين، وقضى على الحالة التعليمية إلى حد كبير جداً، أن يعتذر أولاً وبشكل صريح وواضح من الشعب وأن يطلب العفو منه، وتقديم من ارتكبوا الجرائم بحق الكرد للمحاكمات، واطلاق سراح جميع المعتقلين والكشف عن مصير المخطتفين من قبلهم، قبل البدء بإجراء أي حوار معه ؟
من الشجاعة أن يقوم المُخطِئ بتقديم الاعتذار عما قام به. ب ي د لن يقدّم أي اعتذار لأنه لا يرى أخطاءه، ورغم بساطة هذا الموقف إلا أنه يصعب عليه القيام بذلك. أما الملفات الأخرى الكثيرة، الاختطاف، تجنيد الشباب، الاعتقال، الإفراج عن ممتلكات الناس فيجب حلها فوراً، لكن هذا التنظيم لا يملك الجرأة في حلها.
هل باعتقادك أن اقتصار الحوار بين المجلس الوطني الكردي ومنظومة حزب الاتحاد الديمقراطي والأطراف التابعة له أو من يدور في فلكه، دون إشراك الفعاليات الشعبية والمنظمات الحقوقية، والثقافية والكفاءات الاكاديمية والمهنية.. سيكون ملبياً لمتطلبات وحدة الصف الكردي.
بتصوري أن الحوار بين القوى السياسية الحريصة على مصلحة الشعب الكردي هو الخطوة الأولى، ويأتي إشراك الفعاليات الاجتماعية والمنظمات المدنية والشخصيات المستقلة لاحقاً.
ماذا وراء هذا التحول غير المتوقع في سياسات “ب ي د” برأيكم؟
ما يجري ليس تحولاً في سياسة ب ي د ولا في سياسة العمال الكردستاني، ما يجري عبارة عن مبادرة لتوزيع الفخاخ السياسية أمام منافذ العمل، فمَنْ يستجب الدعوة سيلحق بمصيره في حقل الفخاخ ومن يرفض يكون مصيره بوسائل أخرى، يعني بشكل أو آخر لن تكون هناك تحولات سياسية في مواقف هذا التنظيم.
كمتابع لسلوكيات وانتهاكات ب ي د، ترى هل تثق به أن يصدق في تحالفه هذه المرة؟
يحتاج المرءُ إلى تأكيد واحد، إلى اتفاقية واحدة التزم بها هذا الحزب مع شريك من شركائه. حتى العمال الكردستاني، هل هناك اتفاق واحد التزم به مع أي طرف طوال 40 سنة؟
القوة التي لاتكون سيدة نفسها وصاحبة قرارها لن تستطيع الالتزام بتعهداتها.
ألا ترى أن أعظم خدمة يقدمها “ب ي د” لكرد سوريا هو الخروج من حياتهم السياسية؟
إذا كان هدف العمال الكردستاني خدمة الشعب الكردي فعليه مغادرة كردستان سوريا والعمل في كردستان تركيا التي تبلغ مساحتها أكتر من 260 ألف كم مربع ويزيد سكانها عن 25 مليوناً.
أما ب ي د فعليه التحول إلى حزب ذي توجه قومي في سوريا، والعمل مع بقية القوى سياسيا وقبول نتائج الانتخابات الحرة النزيهة وقطع الحبل السري مع النظام، أو إعلان نفسه حزباً غير قومي وليعتمد على القوميات الأخرى غير الكردية كالعرب والسريان.
عبدالباقي حسيني: انطلقت المبادرة من تنظيم غير حيادي و من لجنة غير مؤهلة سياسيا للقيام بهكذا عمل جبار
كيف تنظر إلى توقيت المبادرة ؟ ولماذا لم يفكر هذا الطرف بهكذا مبادرات من قبل؟، علماً أن الضرورات كانت تقتضي أن يقوم بها قبل هذا التوقيت بوقت طويل جدا لا يقل عن ثماني سنوات. ثم ألا تعتقد أن المبادرة تأتي مع انتهاء الدور الذي كان منوطاً بحزب العمال الكردستاني من خلال فرعه السوري، حزب الاتحاد الديمقراطي “ب ي د” ضمن الأزمة السورية ؟ أم أن هناك أدواراً أخرى أكثر خطورة من الدور السابق، تتطلب أن يكون بقية الأطراف شركاء في المخطط ؟
اطلاق فكرة المؤتمر الوطني في الوقت الحالي لها عدة تفاسير. حزب الاتحاد الديمقراطي (ب ي د) في وضع لا يحسد عليه، لذا كما ذكر الكثيرون على صفحات التواصل الاجتماعي، أنهم يبحثون عن شركاء لخساراتهم المتتالية. هم لم يفكروا في هذا سابقا بالرغم من المحاولات الحثيثة من قبل أقليم كردستان العراق في هذا المجال، الا انهم أجهضوا كل المحاولات، ظنا منهم انهم أقوياء ولهم تحالفات أقليمية مع نظام إيران و نظام بغداد و النظام السوري، وازدادت عنجهيتهم أكثر عندما تعاملت معهم قوات التحالف الدولي وعلى رأسهم أمريكا.
هل من الممكن أن تكون المبادرة، متزامنة مع ضغوطات دولية على حزب الاتحاد الديمقراطي لإنهاء تفرده بالوضع الكردي، وبالتالي إشراك بقية الأطراف في إدارة وحماية المنطقة من كافة النواحي السياسية والعسكرية والإدارية، علماً أن د. عبدالكريم عمر ” ممثل المؤتمر الوطني الكردستاني KNK ” نفى في مؤتمره الصحفي وجود أي ضغط دولي في هذا الاتجاه.
لا أعتقد ان هناك ضغوط دولية على ال ب ي د، لكن ربما تلقوا بعض الإشارات من الدول على انهم غير مرغوب بهم دائما وهم لا يمثلون الشعب الكردي في سوريا. فكانت لهم هذه الفكرة، تشكيل إطار سياسي معين يشمل كل الاطراف السياسية لكورد سورية، وبالتالي تجنب الويلات لوحدهم أو التلويح للعالم بان الذي يعيش في هذه المناطق ليس فصيل كردي بحد ذاته وإنما هو الشعب الكردي بكل فصائله. المبادرة بحد ذاتها انطلقت ضعيفة، ومن تنظيم غير حيادي و من لجنة غير مؤهلة سياسيا للقيام بهكذا عمل جبار. كان من المفترض ان تعلن مثل هذه المبادرة من قيادة ب ي د مباشرة و ليس من أناس هامشيين وليس لهم وزن و تاريخ في عالم السياسة، أنهم يريدون من خلال هذه المبادرة تمييع فكرة المؤتمر الوطني الكردي السوري.
هل هناك جدوى لعقد أي اتفاق جديد بين المجلس الوطني الكردي وحزب الاتحاد الديمقراطي ومن في فلكه، بغياب ضمانات دولية من الدول النافذة على الأرض في المناطق الكردية وخاصة أمريكا وفرنسا، بعد فشل جميع الاتفاقات السابقة التي عقدت بين الطرفين برعاية إقليم كوردستان وشخص الرئيس مسعود البارزاني، بسبب تملص “ب ي د” من تلك الاتفاقات ونسفها بالكامل ؟
طبعا لا، لان الثقة معدومة بين الطرفين والتجارب السابقة أثبت هذا الامر. إذا كان ولا بد من التصالح أو التقارب بين الطرفين و من باب الشعور القومي الحقيقي، فمن المفروض ان يكون قنديل و هولير حاضران في هذا المؤتمر بالإضافة إلى قوى ثالثة دولية، روسيا، أمريكا مثلا، لا تركيا، بغداد، دمشق و طهران.
برأيك ما هي المستلزمات الضرورية قبل البدء بأي حوار بين الطرفين ؟
لا شك هناك الكثير من المستلزمات لبدء أي حوار بين القطبين الرئيسيين، ب ي د| تف دم و المجلس الوطني الكردي (الانكسة). على الطرف الأول ان يكون مبادرا جيدا لتصفية الأجواء وإزالة حالة الاحتقان في الشارع الكردي، نذكر هنا بعض المستلزمات الرئيسية وهي: تراجع ب ي د عن جميع تصرفاتها حيال الانكسة، الاعتراف ببعضهما البعض على انهما يمثلان طرفين في الحركة الكردية السورية. هنا على ب ي د أيضاً ان توضح علاقتها مع ال ب ك ك وتعتبر نفسها أحد الاحزاب الكردية السورية. أما قضية قواتهم العسكرية و بيشمركة روج تستدعي أطراف قوية، دولية مثلا، للجمع بينهم و توحيدهم في جيش كردي تابع لأكراد سوريا.
ما هي الشروط التي يجب أن يطلبها المجلس الوطني الكردي قبل الشروع في أي حوار مع الطرف الاخر؟
كما ذكرنا سابقا، ان يكون الاعتراف متبادلا ليشاركا معا في إدارة المنطقة سياسيا واقتصاديا و عسكريا. إذا لم يتم هذا فلن تكون هناك أي وحدة.
ألا يتطلب من الطرف الذي مارس القمع والاضطهاد، ومارس أعمالاً إرهابية بحق الشعب وأحزابه السياسية، وتسبب بهجرة جيل كامل من الشباب، وضحى بـ الآلاف منهم في معارك الآخرين، وقضى على الحالة التعليمية إلى حد كبير جداً، أن يعتذر أولاً وبشكل صريح وواضح من الشعب وأن يطلب العفو منه، وتقديم من ارتكبوا الجرائم بحق الكرد للمحاكمات، واطلاق سراح جميع المعتقلين والكشف عن مصير المخطتفين من قبلهم، قبل البدء بإجراء أي حوار معه ؟
بلى، يتطلب من ب ي د ان يعتذر أولا للشعب و يراجع جميع أخطائه و يعترف بها، ويطلق سراح السجناء و يعوض المتضررين و يفتح المدارس على أصولها دون أدلجتها، مع الحفاظ على المكاسب الصغيرة التي تم انجازها في السنوات الماضية من فتح معاهد أو ما يسمى بالجامعة، طبعا بعد إعادة تأهليها حسب المعايير الدولية.
هل باعتقادك أن اقتصار الحوار بين المجلس الوطني الكردي ومنظومة حزب الاتحاد الديمقراطي والأطراف التابعة له أو من يدور في فلكه، دون إشراك الفعاليات الشعبية والمنظمات الحقوقية، والثقافية والكفاءات الاكاديمية والمهنية.. سيكون ملبياً لمتطلبات وحدة الصف الكردي.
طبعا لا، مع العلم أنهما الطرفان الرئيسيان، لكن إذا تم طرح أي شكل من اشكال التمثيل للشعب الكردي في سوريا، عليهم ان يأخذوا بعين الاعتبار كافة الفعاليات و شرائح المجتمع الكردي، ليكون هذا التمثيل شاملا و جامعا لكل فئاته.
ماذا وراء هذا التحول غير المتوقع في سياسات “ب ي د” برأيكم؟
أعتقد أنها محاولة لكسب الوقت أولا، ثم لفت نظر الدول الاقليمية و النظام على انهم قادرين ان يشكلوا جبهة كردية قوية فيما بينهم، وهذا الذي لا يريده لا النظام ولا الدول الغاصبة لكردستان،.
كمتابع لسلوكيات وانتهاكات ب ي د، ترى هل تثق به أن يصدق في تحالفه هذه المرة؟
لا ثقة تامة بهذه المحاولة، لانها ابتدأت بشكل ضعيف و من تنظيم ضعيف و لجنة غير مؤهلة. قصة ان تتخلى ب ي د عن مكاسبها بهذه السهولة، أمر مستحيل، هم يريدون كافة الاحزاب الأخرى تابعين لهم، هذا إذا تخلت ب ي د عن ب ك ك و فكرهم الاوجلاني.
ألا ترى أن أعظم خدمة يقدمها “ب ي د” لكرد سوريا هو الخروج من حياتهم السياسية؟
خروج ب ي د من حياة كورد سوريا أمر صعب لا بل مستحيل، لان أغلب أعضاءها هم أبناءنا الذين انخدعوا بأدبيات و فلسفة ال ب ك ك. بإمكانهم ان يكون أحد احزاب الحركة الكردية السورية، مع شرط فك الارتباط بينهم و بين ب ك ك، و هذا الموضوع ضرب من الخيال.
محمد سعدون: المبادرة الحالية ماهي إلا ذر الرماد في عيون المؤيدين وتلبية للضغوطات الدولية.
انضم الكورد في سوريا بشكل فعال إلى الثورة السورية السلمية بالنزول إلى الشوارع للتظاهر للنداء باسقاط النظام وبناء سوريا الديمقراطية التي تضمن حقوق الشعب الكوردي حسب القوانيني والدساتير الدولية .
لكن عندما حول النظام الثورة من سلمية إلى مسلحة استقدم عناصر مسلحة من قنديل لتحل محل قواتها للسيطرة على المنطقة الكوردية ولتقوم مقام النظام في التهجير والسجن وقتل معارضي النظام من الكورد وغيرهم ……
إلى أن استقدم النظام المنظمات المتطرفة لتشويه الثورة ولتحارب الجميع وعندها اضطر ب ي د إلى اصدار قانون التجنيد الالزامي للحرب لعدم كفاية عناصرها للحرب ضد هذه التنظيمات الارهابية ( جبهة النصرة وداعش …) لكن ليس لحماية المنطقة الكوردية فقط بل ضحى بالكورد في زجهم بمعارك بدلاً من النظام ( حلب . مطار منغ . منبج . الرقة . دير الزور …) مما أدى إلى هجرة الشباب الكورد الى الخارج وبذلك حقق حلم حزب البعث في التغيير الديمغرافي لصالح العرب في المنطقة الكوردية كما خطط لها منظِّرها محمد طلب هلال .
وكلنا يعلم بأن هناك قوتين كورديتين رئيسيتين ( المجلس الكوردي و تف دم ) ووقعت بينهما اتفاقيتي هولير ودهوك لكن ب ي د تملص من جميعها . لكن كلما ضاق به ذرعاً يطرح مشروح وحدة الكورد علماً أنه لا يملك مشروعاً كوردياً لأنه لايؤمن بالنضال القومي بل ينادي بالشعوبية .
أما المبادرة الحالية التي طرحها knk وماهي إلا ذر الرماد في عيون مؤيديه وتلبية للضغوطات الدولية عليه لأنه بعد قرار ترامب الانسحاب من سوريا اضطر ب ي د إلى الذهاب إلى فرنسا وروسيا لكن لم يجد ما يروق له وإنه يحاول مع النظام للحؤل دون الاجتياح التركي للمنطقة مع احتفاظه بمكتسباته لكن النظام لا يعترف بالكورد كشعب ولا يستطيع حماية شرق الفرات كلها .
أي أنه مستعد للحوار مع البشر كلها ماعدا الكورد .
لكن نقول ل ب ي د : لا هكذا تورد الإبل .
ان يريد المصالحة ووحدة الكورد فعليه تهيئة الأرضية بفتح السجون وبيان مصير المختطفين كلهم ( بهزاد دورسن . فؤاد ابراهيم . الضباط المنشقين عن النظام ……) واصدار بيان اعتذار للشعب الكوردي عن الجرائم التي ارتكبت بحقه والعودة إلى اتفاقية دهوك الأخيرة التي وقعت تحت اشراف السروك البارزاني وهذه من الناحية الاجرائية . وأما من الناحية السياسية : العودة إلى الرؤية الكوردية المشتركة التي وُقِعَتْ بين المجلس الكوردي و تف دم لبيان حق الشعب الكوردي في الدولة السورية وتم تقديمها إلى المعارضة السورية لتثبيتها في الدستور السوري المقبل . فإن لم نلتقي سياسياً فالتكتيكات لا ثقة ب ( ب ي د ) .
ونتيجة الانسحاب الأمريكي والتهديد التركي وانتهاء دور قسد في محاربة داعش فلا بد من حلول سياسية في سوريا كلها والتي ليست لصاح النظام. علماً حتى الآن ب ي د يستدعي النظام لاستلام ممتلكاته ولكن النظام عاجز عن حمايتها في الوقت الراهن . ولكن يرفض دخول بيشمركة ( Roj ) والذين هم ابناؤنا كما هم: ( ypg. Ypj ) كما حصل في كوباني عند دخول داعش إليها حيث لم تبقى من كوباني سوى بقعة صغيرة فاستوجب الأمر دخول البيشمركة فطرح السروك البارزاني بأن تكون قوة البيشمركة مشتركة من بيشمركة روج وبيشمركة الاقليم لكن ب ي د عارض ذلك وأبدى استعداده ترك داعش ومواجهة البيشمركة فعندها اضطر الاقليم ارسال بيشمركته فقط لمحاربة داعش في كوباني علماً أن مجموعة من ثلاثماءة شاب كوباني ابدوا استعدادهم في ذلك الوقت للدخول إلى كوباني للدفاع عنها لكن ب ي د حال دون دخولهم إليها .
وهنا يبادر الى الذهن كيف يتوحد الكورد وابقاء جزء من قواته خارج الوطن ؟؟؟
إننا نستطيع أن نلخص الحل في مايلي:
وحدة الكورد في سوريا تتم بالعودة إلى اتفاقية دهوك وتبني الرؤية المشتركة التي وقعها كل من المجلس الكوردي وتف دم لبيان حقوق الشعب الكوردي في سوريا في الفيدرالية للكورد ضمن دولة سوريا الاتحادية وقدمت للمعارضة السورية ليتبناها الدستور السوري الجديد.
—————-