حاورها في دمشق لوند حسين
السؤال الأول: الآنسة هرﭭين, من هي, وما هي مبتغاها من الانخراط في النضال السياسي, وما الذي تطالبينه من المجتمع؟
شكراً للمقابلة, وأهلاً بكم, سألتني من هي هرﭭين, وماذا تريد من المجتمع, أظن بمعرض الحديث أنت قلت: أن العنصر النسائي غائب في الحركة السياسية الكوردية بشكلٍ خاص وفي المشهد السوري بشكلٍ عام.
أريد أن أقول أن هرﭭين فتاة عادية جداً, كان طموحي منذ فترة لا بأس بها أن أدخل في الحياة السياسية, أن أعمل في السياسة, أشارك في هموم مجتمعي الكوردي ومجتمعي السوري بشكلٍ عام, عدم رغبتي في العمل السياسي, لربما كانت بسبب كلاسيكية البرامج وآليات العمل التنظيمي الكوردي, (لا أقول لا توجد أحزاب جيدة), على العكس هناك أحزاب نالت رضا الشعب, ولكن الآليات التي تعمل بها, لربما لم تكن ترضيني.
دخلت, أو انتسبت إلى تيار المستقبل الكوردي بعد شهرين من فترة التأسيس تقريباً, لأنني وجدت في التيار آليات جديدة للعمل السياسي, والفرصة إنني لن أناضل فقط في المنظومة الحزبية, لا بل سأعمل في السياسة, ولأكون امرأة تعمل في السياسة في المستقبل.
ماذا أريد من مجتمعي, أظن لا يجب أن اطلب شيء من المجتمع, بل المجتمع هو من يجب أن يطالبني ويطالب غيري, ماذا نستطيع ان نقدم له, يجب أن نشارك لتحرير المجتمع من العقلية السلفية, أعتقد أنه توجد الكثير من النساء البارعات اللواتي لديهن رؤية جديدة في العمل السياسي, ويحاولن خدمة الوطن, ويناضلن من أجل صالح المجتمع الكوردي.
ولكن استغرب عدم مشاركتهن في العمل السياسي, أعتقد أنه من الواجب علينا (ليس فقط أنا, بل أغلب الفتيات), أن نناضل ونعمل من أجل قضية شعبنا الكوردي, لن أنتظر ماذا يريد مجتمعي مني لكي أقدم له, لكني سأعمل قدر استطاعتي و لن أبخل عليه.
السؤال الثاني: ذكرت بأن المطلوب من العنصر النسائي المشاركة في النضال, وأريد أن تخصي بالذكر النساء الكورديات, وتفسري لنا عدم مشاركتهن في العمل السياسي, على الرغم من وجود عدد لا بأس به من الأكاديميات الكورديات, واغلبهن من خريجات المعاهد العالية والكليات الجامعية وخصوصاً كليات الآداب والقانون والإعلام ..الخ, لكنهن لا ينخرطن في العمل السياسي, هل هناك من موانع وعوائق محددة برأيك تمعنهن من المشاركة, أم أن الإشكالية تتعلق بهن؟
حقيقةً أنا لا أجد موانع في المجتمع الكوردي, تستوجب التقصير في أن يدعمهن, وأن يدفعهن للعمل أكثر ولإيجاد الدور المميز لهن, علماً أنه توجد بعض الإشكاليات الصغيرة, هل يعطى للمرأة المكانة المناسبة والدور الجيد لعملها السياسي؟
أما جانب المعوقات التي تمنعهن من الانخراط في العمل السياسي, هناك أسباب ذاتية من المرأة نفسها, فالعمل السياسي دائماً يحتاج إلى ضريبة, فالذي يعمل في السياسة أكان رجلاًُ أم امرأة, لا بد أن يدفع ضريبة أو يقدم تضحية في هذا المجال.
بغض النظر كم ستكون حجم الضريبة والتضحية المدفوعة, فدوماً في العمل السياسي لا بد من دفعها, بينما في العمل الأدبي (كتابة رواية وقصة وشعر … والخ), نشاهد في المجتمع الكوردي كثرة واستفاضة في عدد الشاعرات والكاتبات وما إلى ذلك من النشاط الأدبي, لأنه اقل كلفة وسرعة في الشهرة , ولكن في النشاط السياسي فلا حضور لهن, بعضهن لا يثقن بأنفسهن.
فالمعوقات ليست في دفع الضريبة فقط, بعضهن يمتلكن الكفاءة وهن على استعداد للتضحية ودفع الضريبة وما إلى ذلك, ولكن لا توجد لديهن ثقة كافية بأنفسهن, وكذلك للمنظومة الحزبية التي ينتسبن إليها دور في هذا الشيء, فعلى الحزب أو المنظمة أو المؤسسة أيً كانت أن تشجع المرأة لتأخذ دورها الحقيقي بشكلٍ أو آخر و هذه الإشكالية الكبيرة نعاني منها في مجتمعنا الكوردي, البعض من الأحزاب لا يفسح المجال أمام المرأة لتأخذ مكانتها ودورها, كما أنهم لا يعطونها الثقة بأن تكون في موقع المسؤولية, وأن تكون سيدة مسؤولة في المنظومة الحزبية, وتكون قادرة على اتخاذ القرار, وقادرة على أن تكون مصدراً للقرار أيضاً, فأي حزبٍ لا يمكن أن يعتمد على شخصٍ واحد في إصدار القرار, ولكن بعض الأمور تحتاج إلى أن نستمع إلى آراء الجميع, ومن المحتمل أن تبدي المرأة أو الفتاة رأياً صائباً في قضية ما, لكن للأسف فإن أحزابنا لا يأخذون بآرائهن, فيعتقدون بأن الأخذ بآرائهن, سيؤثر سلباً على مكانتهم في المجتمع.
السؤال الثالث: هناك في أجزاء كوردستان الأخرى أسماء عديدة للنساء المشاركات في العمل السياسي والعسكري, ولكن نحن في هذا الجزء نرى افتقار الساحة السياسية الكوردية للنسوة, ألا تتفقين معي بأن منع القادة والمسؤولين في الأحزاب الكوردية من انخراط بناتهم وزوجاتهم وأخواتهم في النضال السياسي, من أحد الأسباب الرئيسية لابتعاد النسوة عن العمل السياسي, وفي جانبٍ آخر ألا ترينَ بأن عدم مشاركة نصف المجتمع (النساء) في العمل السياسي, يعتبر أحد عوامل الأزمة الراهنة للحالة التنظيمية الكوردية؟
طبعاً هذا شيء أكيد, أعتقد أن الثقافة الذكورية التي نشأت عليها شعوب الشرق عامةً والشعب الكوردي بصفته جزء من الشعوب الشرقية, الثقافة الذكورية لا تسمح بأن تعطى للمرأة الرأي وما إلى ذلك, إن أفسح للمرأة بأن تبدي رأيها وتشارك في القرار, هذا سيلاقي القبول والتأييد في المجتمع, أظن أن قلة من القياديين سيرضون بأن يكون للمرأة دور ورأي وأن يقبلوا بأن رأيها هو الصحيح والصائب.
هذه مشكلة فالرجل لا يرضى ولا يستطيع أن يتنازل عن مكانته, وخصوصاً إن احتلتها امرأة, فهذه ستكون إشكالية بالنسبة له, توجد مقولة يتم تداولها كثيراً (هل من المعقول أن تكون هذه الشابة الصغيرة صاحبة رأي صائب؟!!!), وهو أي الرجل (وخاصة المسؤولين منهم) على يقين بأن رأي الفتاة كان صائباً ومناسباً, هذه هي الإشكالية, حيث الشعور بالنقص إن اعترفوا بحقيقة ما تبديه النساء والفتيات من آراء صائبة.
إننا كنساء ليس بالضرورة أن نكون دوماً على الصواب فنحن أيضاً نخطئ, لكن يجب أن نتحاور ونتناقش ونعترف بالخطأ ونؤيد الرأي الصحيح, بالحوار والنقاش وحده سنصل معاً إلى الحقيقة والصواب والرأي السديد, وبهذا الأسلوب الديمقراطي لن يخسر أحدنا شيء سوى كسب الخبرة والمعرفة, أعتقد بأنه لا يوجد إنسان كامل لا القادة ولا النساء ولا الشباب ولا الفتيات.
إذاً يجب أن يكون هناك تناول للآراء وتوافق على القرارات, ويجب أن يتقبل الرجال مشاركة المرأة ليس كديكور وكمجرد منظر والتباهي بوجود العنصر النسائي في منظمته اوحزبه, لا بل كصاحبة رأي, وأن تكون فعالة في موقعها وصاحبة رأي وقرار.
السؤال الرابع: في الواقع نرى تفاعل بين الشباب والفتيات في أكثر من مجال, لكن ما الذي يمنعهم أو يعوقهم من الانخراط في العمل التنظيمي والسياسي؟
وما هي الموانع التي تواجههم في تولي المسؤوليات داخل الأحزاب الكوردية؟ فالقيادات الكوردية وكما تعلمين أصبحت عاجزة عن إدارة الأحزاب, ونراهم قد أفلسوا سياسياً وجماهيرياً بعد أربعون سنة من قيادتهم للعمل الحزبي.
برأيك كيف الخلاص من هذه الإشكالية وإجراء التغيير المطلوب, ليتولى الشباب مسؤولياتهم في المرحلة الراهنة؟
لا أريد المبالغة في القول, بأنه ليس الفتيات لا دور لهن, بل الشباب أيضاً لا دور لهم في الأحزاب الكوردية, فعملهم الحزبي يقتصر على توزيع البيانات والمنشورات الحزبية, والمساعدة في عقد الاجتماعات فقط, أظن أن هذا لا يكفي للشباب, عندما نتحدث عن الشباب يجب أن نعرف مدى فعاليتهم, مدى جاهزيتهم واستعدادهم ليكونوا جيل المستقبل.
فبعد عشرين سنة من سيأتي ليكون المسؤول الأول أو السكرتير؟, ألن يكون من هؤلاء الشباب, سواءً كانوا ذكوراً أو إناثاً.
إذاً هم سيكونوا, ولكن ما هي مدى جاهزيتهم؟
أحزابنا لا تُقصر فقط بشأن المرأة, بل هي مقصرة بحق الشباب أيضاً, أنا أعرف الكثير من الشباب من الأحزاب الأخرى, وذلك بحكم عملي في تيار المستقبل, نعمل معاً ونلتقي ونتحاور, وعندما نسألهم عن موقفهم بصدد قضية ما, فإنهم يردون بأن حزبهم لم يتخذ الموقف بعد, وأفهم منهم بأنهم فقط متلقي أوامر لا غير.
يجب أن نكون أصحاب رأي وموقف, فأحياناً يكون لي رأي مخالف لرأي رفاقي في التيار, لكن المناقشة والتصويت يحسم الأمر لصالح الأغلبية, وعندها أحتفظ برأيي, وألتزم برأي الأغلبية.
أما بالنسبة لبناء المؤسسات المتخصصة في الأحزاب, فإنه لا يوجد حزب وليس له مكاتب للشباب وللمرأة وللإعلام وما إلى ذلك, ولكن ماذا قدمت هذه المكاتب, هذا هو السؤال؟
أنا لا أستطيع أن أتحدث عن حقيقة ما تجري في تلك الأحزاب, لكنني أستطيع الحديث عن تجربتي في تيار المستقبل الكوردي, فنحن في التيار نعطي الفرصة, وليست مشكلة أن أبدي رأياً خاطئاً, ولكن لنجرب أن نتحاور ونتناقش مع بعض, وهناك أناس أكبر منا سناً وتجربةً في العمل السياسي, لكن عندما أتحدث أمامهم فأكتسب ثقة بنفسي, هذا ما يفعله التيار للشباب.
السؤال الخامس: فهمت من حديثك, بأن التيار يعد الشباب لتولي المسؤولية والقيادة مستقبلاً, وهذا ما يدفعني للسؤال عن كيفية الإعداد, وحقيقة الإشكالية التي تعرضتم لها في تيار المستقبل الكوردي بانسحاب عدد من كوادركم من صفوف التيار.
بطبيعة الحال, ليس عيباً أن نطمح, وليس عيباً أن نحلم, وأنا دوماً مقتنعة بالطموح والذي يتضمن شيء من الاستحالة أحياناً, ولكن أنا أمل وأنا متفائلة, أن أعمل لأقدم شيء جيد, وعملي يعتبر محاولة, ومن المحتمل ان افشل, أو أنجح, ولكن هذا ما سيكسبني خبرة, وأنت تعلم بأنه لا يوجد نجاح مطلق , وبالتالي ليس هناك فشل مطلق أيضا و لكن المحاولة دائما هي سر النجاح.
أما بصدد إعداد الشباب للقيادة, هذا عمل ضروري جداً, فيجب أن لا يكون الموت هو العامل الوحيد في إبعاد القادة والمسؤولين عن مواقعهم, فعندما نمارس العمل الديمقراطي, وتدعي كافة أحزابنا بديمقراطيتها وتتغنى بها, فان كنا صادقين في اطروحاتنا حول الديمقراطية, يجب أن يكون هناك تناوب في الإدارة والمسؤولية, لا أن نتشبث ونتمسك بمواقع المسؤولية, ولا نفسح المجال لغيرنا, ومعظم أحزابنا باتت معروفة باسم سكرتيريها.
تداول مواقع المسؤولية يدفعني نحو التفكير لأطمح باتجاه الأفضل, فأنا لا أرغب أن أكون دائماً عضو في مكتب العلاقات للتيار, لربما إني أطمح لمسؤولية أكبر, وهذا من حقي الشرعي, ووجود هذا الطموح يدفعني لأن أطور نفسي وأزيد من معرفتي ومعلوماتي واكتساب الخبرة, لذا يجب أن أعمل لإعداد نفسي لتبوء مواقع المسؤولية.
ويوجد لدينا من هم أصغر مني سناً, يعدون أنفسهم لتبوء المسؤوليات مستقبلاً, وهذا شيء طبيعي, ومن الجائز أن يتولوا موقعي, عندها عليّ أن أتقبل ذلك بصدرٍ رحب, هذه هي الحياة السياسية الحقيقية, فالسلسلة الطبيعية للعمل التنظيمي أن لا يكون تولي المسؤولية والمناصب لفترة طويلة جداً كما الواقع الحالي لأحزابنا, بل أن تكون الفترة قصيرة, لأن المجتمعات في العصر الحالي تتطور بسرعة هائلة .
للأسف فإن قياداتنا لا تعمل من أجل إعداد الشباب وتأهيلهم لتولي المسؤولية مستقبلاً, فإذا نظرنا للحياة السياسية اللبنانية, سنرى الكثير من القادة الشباب, والذين يمتازون بمهارة في العمل السياسي والتنظيمي, وبالتأكيد هذا ليس وليد يوم وليلة أو شهر و شهرين, إنما هو إعداد وتأهيل وتدريب منظم وطويل لهؤلاء الشباب, كما أنهم ليسوا من خريجي مكاتب الشباب للأحزاب, بل لديهم طموح, ولديهم دافع ذاتي في اكتساب المعرفة والعلم و بالتالي القيادة والتي ليست بالضرورة أن سياسية.
أما بشأن انسحاب بعض الأعضاء من التيار اعتقد هذا طبيعي فكما يوجد انسحاب توجد انتسابات ولا يسعنا إلا أن نحترم رأيهم في الانسحاب وهذا مشروع أن نتقبل الآخر على اختلافه بالرأي معنا ولابد أن نعود ونتعود على الاختلاف والتباين في الرأي مع الآخر وانسحاب البعض من التيار دليل صحة وعمل فعال حيث أن خطاب التيار ونشاطه السياسي ليس من السهل أن يتحمله أيا كان .
السؤال السادس: أحب أن أعرف أسباب الخوف الذي يعتري نفوس الفتيات من الانخراط في العمل السياسي, فهناك من يدعي بأن السياسة لا أخلاق لها, ألا تكون هذه المقولة, هي من أساسيات التهرب من العمل السياسي؟
لا..
لا أبداً, ليس هو السبب الرئيسي, الخوف الذي تربينا عليه منذ مئات السنين هو أحد الأسباب الهامة, كذلك الرغبة في الحياة الهامشية سبب هام ورئيسي آخر, أن أكون موجودة يجب أن أعمل, ليس بالضرورة في السياسة فقط, لا..
أن لا أكون على الهامش, لا يعني أن أكون سياسية, ولكن أن أتخذ موقعي بجدارة في أي شيء كان, شاعرة أن أكون بجدارة شاعرة, كاتبة أن أكون بجدارة كاتبة.
المفهوم الذي ذكرته عن أخلاقية العمل السياسي, أكيد ليس أن يكون الشخص السياسي كاذباً, يكذب على زوجته وأولاده ورفاقه, أكيد ليست هذه من أخلاقيات الساسة العظام, لكن الذي يدعي بعدم وجود أخلاقيات للسياسة, فهم مخطئون.
فالسياسة هي علم وفن, فن تحقيق الممكن, وفن إدارة الحدث , وتتضمن الكثير من المصطلحات برأيي, القصد من اللا أخلاقي في السياسة, هو عدم الفهم الصحيح لمفهوم السياسة, ففي السياسة المصلحة تكون الأولى, وعندما لا تكون المصلحة هي الأساسية في العمل السياسي سنفكر بالعواطف, وهذه ستجلب للعمل السياسي الويلات والكوارث, لأن كل الدول والأحزاب تعمل وفق مصالحها.
أستطيع أن أتخلى عن شيء دون مصلحة؟, أظن أنه لا يوجد في السياسة هذه الممارسة.
السياسة هي المصلحة أولاً, أين تكمن مصلحتك, عليك بالمعاملة, لربما يكون صديق الأمس عدو الغد, وعدو الأمس صديق الغد, هذا موجود في السياسة وهذا مشروع, ولكن هل يبرر هذا للسياسي أن يكون منافقاً وكاذباً على أفراد أسرته ومجتمعه ورفاقه, أظن أن هذا خاطئ, ويجب أن نستوعب العمل السياسي بمفهومه الصحيح.
نحتاج أن نكون شعب غير عاطفي, عاطفيتنا هي التي جلبت لنا المشاكل, و كانت سبب أزماتنا ومآسينا حتى الوقت الحاضر.
السؤال السابع: الآنسة هرﭭين, أنت انخرطت في الحقل السياسي, وأعتقد أنك التقيت مرات عديدة مع المسؤولين الأوائل للأحزاب الكوردية, ومن المؤكد بأنه في الآونة الأخيرة حدثت نقاشات ساخنة حول ضرورة تأسيس مرجعية كوردية لتوحيد الموقف والخطاب والرؤية الكوردية.
نحب أن نعرف رأيك في تلك المرجعية, وما هي الآمال المعقودة عليها, وبرأيك هل ستنجحون في التوصل لتأسيس تلك المرجعية؟
إذا ظن الشارع الكوردي وإذا ظنت الأحزاب الكوردية أن تؤسس مرجعية كوردية على عجل, باعتقادي ستكون تجربة مجهضة قبل ولادتها هذا رأيي, أما بشأن الآمال في بناء المرجعية, أظن أن المسؤولين الكورد غير جادين أن تكون هناك مرجعية كوردية حقيقية تعبر عن طموحات الشعب الكوردي وأمانيه, عندما نؤسس مرجعية لتكون إبرة مسكنة للألم, هذا حل غير ناجع, وسيكون له آثار سلبية, أكثر مما تكون إيجابية.
باعتقادي أن الأحزاب غير جادة في العمل من أجل بناء المرجعية, فحسب اطروحاتهم حول المرجعية, نحن نستطيع أن نعلن غداً عن تأسيسها وإعلانها, لكن حسبما هم يريدون.
أيً كان يستطيع بناء مرجعية, ولكن عندما نريد تأسيس مرجعية, يجب أن نسأل أنفسنا:
– ما الهدف من بناء المرجعية؟
– وماذا ستحقق المرجعية؟
– وما هي الآلية التي ستعمل وفقها المرجعية؟
– هل سنؤسس مرجعية ونتوحد لنكثف من نشاطاتنا, أم لنفرمل النشاطات ونعود إلى حالتنا السابقة, والتي استطاع البعض التحرر منه بعد الانتفاضة؟
هذه أسئلة هامة, وهل الأحزاب جاهزة للعمل وفق هذا الإطار؟, أظن لا..
باعتقادي ولذلك وكما تعرف أنت جيداً, التيار كان له تحفظات على المرجعية.
أتمنى أن تكون هناك مرجعية بأي شكلٍ كان لنرى كيف سيكون التعامل مع هذه المرجعية على كافة الاصعد ومن كل الأطراف المعنية بهذه المرجعية سواء الأحزاب الكوردية أو النظام.
أخيراً..
أشكر الآنسة هرﭭين على حُسن الاستقبال والضيافة لنا في دمشق, ونتمنى أن تتكرر لقاءاتنا بمناسبات أخرى.
بكل سرور..
وشكراً لكم أيضا.