وصلـت رسائلكم، و لكن الى العنـوان الخطــأ

ديـــار ســـليمان

  عن ولاتـي مه (وهـو موقع الكتروني مشهور)، عن كجـل بن حَسَنُ المدائح الصوفي (رضي الله عنه و أرضاه) أنه قـال: قـرأت و سـمعت من يقـول: كي لا تنطفـئ قناديلكـم، احترمـوا أولي الامـر منكـم.

( رواه عبدالقنديـل الكـازي)

 و يا رودي جـان، و نحن نعيـش في هذا العصـر العجيـب الذي بضغطة من أصـغر أصبع نمـلأ الدنيـا نورآ، و بأخرى نجـوب العالم، يخـرج علينا من يحاول أن يزكـم ليالينـا برائحـة قناديـل النفـط و يمـلأ أنوفنـا (شـحوارآ) هي بقايـا أوراق محـترقة لرجـال إنتهـى (كازهم).
 و يأتي من يحـدثك عن ولاية الفقيــه، ولا يكتفـي بالانبطـاح تحت أقـدام (ولـي لأمـر) بل يدعـوك لمشـاركته في حفلـة التدحـرج (كمدحلـة حجريـة) عند تلك الأقـدام المباركـة و ذلك على أنغـام الحمـد و التسبيـح بنعمـــه وعندما يبلـغ هذا المريــد المتدحـرج ذروة التوحـــد والنشـــوة  (والاصطهــاج)، فانـه يحاول تعميم فرحته التي لا تسـع الدنيا حتى يسجـل ذلك في سجـل حسناتــه، و اذا جئنـا نحاول إخراجـه من حـال الدروشـة هذه يجيبـك و هو يلهـث: (لا يعقــل أن يخطـأ <الولي> رغم أن ابن آدم خطــاء)، أي أن ولـي نعمتــه فـوق مستـوى البشـر.
 و يا سـيد خليل لست من بـدأ بتصـيد الأخطـاء اللغوية، و قد أشـرتُ الى من بـدأ بذلك، و لكنك رغم ذلك وجهـت كلامك الي مـع أن (البـادي أظلـم)، كمـا أني لم أخـرج عن أدب المخاطبـة رغم أن مخاطبتي تتـم بالاسـم المجـرد و كأني من رعية المُخاطِب، كذلك اعتقد أن صفـة الكـلاب المسعورة أو التي تنبـح خلف القافلـة يفتقـر الى أدنـى آداب المخاطبـة أم أن لك رأيّ آخــر؟ أم تعتقـد أني لا أستطيع أن أصل الى مثل هذه الالفاظ و أقذفها في وجه من يستحق، و لكن تربيتي تمنعني من ذلك.


 وأنا في معالجتي لهـذا المـرض (ظاهرة الانشقاقات في الحركة الكوردية) على يقين بأنـه يكاد يقضـي على الجسد الكوردي وعلى يقـين بأنه لو وجـد من تصـدى له منذ البداية و أذاق المنشـقين مـر العلقـم، لمـا توسـع كبقعــة الزيت و انتشــر في عـرض البحر و قضـى على الحيـــاة، و لحسـب هـؤلاء ألف حساب قبل الأقـدام على تنفيذ جريمتهم، كما أشـير الى أن الحـظ العاثـر لصديقكم هو الذي أرسلـه في طريقـي، و خاصـة عندمـا راح معتمـدآ على حرف الدال الذي لا يجيز له ممارسة الطب الشعبي،  يجري عمليات تجميل لمخلوق مشـوه فيزيده تشـويهآ لتسويقه و بيعـه في سوق مليئة بأمثاله،  كمن يبيـع المـاء في حـارة السـقائين.
 و هذه الغـيرة الوطنيـة و الهبة الثورية على تلك الورقـة البائسـة المسماة الدكتـوراة الفخرية ليس لها ما يبررها، و هناك ما هو أكـثر جدارة بالدفاع عنـه،  فهي لم تصـدر بقـرار من مجلس الامن الدولي و الجمعية العمومية للأمم المتحـدة تحت البند السابع كوعـد للشعب الكوردي لنيل حقوقه، كما أن من أصـدرها لم (يكسـر القالب) بعد ذلك،  لن أتطـرق الى طريقة الحصول عليها و خاصة في دول محـددة لان ذلك أصبح معروفآ، و لكني أشير فقط الى ان الرئيس برزاني رفضها و القذافي يمتلك دزينتين منها (فتأمـل يا رعـاك الله)،  و بالمناسبة يخجل الكثيرين من الحاصلين على الفئة غير الفخرية منها من تلك الدول (و هما في مفعولهما واحد) من ذكر مصدر شهاداتهم كما يمتنع الكثير من المرضى من وضع أنفسهم تحت رحمة أمثال هؤلاء فما بالك بالفخرية التي يستطيع من هب و دب الحصول عليها.
 و هذه النظـرة الكجلية للأمـور تكاد تقضي على البقية الباقية من الأمل في انسـاننا، فاذا كان أحد ما قد تخيل نفسـه بأنه قد أصبح شخصآ على  قدر من الاهمية (رغم انه لم يسبق لنا ان تشرفنا بسماع اي انجاز له)، فمن حقه بل من الواجب عليه أن يلهج باسم من وضعـه على خشبـة المسـرح العالمـي، لكن الخطـأ هوفي محاولته تعميم وجهة نظره هذه ودعوتنا لنشكل معـه جوقة تتغنـى ببركات من كانت في يـده خيـوط ثورة آذار المجيـدة! متناسـيآ الصقـور التي سـقطت و هي تخفـق باجنحتها الى لحظـة الارتطـام لا بل مداحـآ لمـن اسرع اليها نازعـآ ريشها ليكســو به جســده (الدجاجـي) ليلتقــط به صـورآ يسجـل بها مواقف.

و تلك الشهادات التي أوردها على فرض صحتها (و سنعتبرها مجاملة من رفاق لرفيقهم)، فاننـا نحيل السؤال ثانية الى أصحـابها الأموات منهم و الاحيـاء لـنرى ان كانوا محتفظـين بعد بآرائهم.
 و هذه المناشـدات بالتوقف عن الـرد على (الرجل الذي فقد شـعره) بين ليلـة و ضحاها و أصبح كجـلآ لم نسمعها عندما كنـا نتعـرض لسيل الشتائم، أم نسـي المناشدون ان لكـل فعل ردة فعل… و هنا أحـيي السـيد دهام حسن و لكني أقول له أنه لم يعد مجـديآ سـيدي إخفـاء رؤوسـنا في الرمـال، و أذكـر السـيد رمكـو (بعد التحيـة) بأنه كان الأجـدر بك أن تناشـد نفسـك أولآ و أنت الذي أوقفت قلمك على التهجـم على أحـد قدامـى قادة الحركـة الكوردية في أحد المواقـع المشبوهـة، والآن نـزل عليك فجـأة مـلاك الرحمة و أصبحت تعتـبر المشادة مـسيئة عندما مالت كفـة المـيزان لغـير ما يوافق هـواك.
و يا سـيد رودي خليـل..

لمـاذا يكون مصـيرنا معلقـآ ـ كحسابات عدنان بوظو ـ بنتيجـة لعـب الآخرين، و لماذا نؤمل النفـس بتعادل سـوريا مع العـراق و فـوز أمريكا على ايران لكي تتأهل تركيا الى المجموعـة الاوربية، فنحصـل بعد ذلك على بعض حقـوق البشـر معتمـدين على فارق النقـاط و الأهـداف بين تلك الفـرق نتيجـة تخاذل لاعبينـا و انانيتهم وعدم جدارتهم بتمثيلنا وهم الذين جعـلوا أحـلام شعبك صـغيرة كاحلام العصافــير تقتصـرعلى كســرة خـبز، و لمـاذا نكون انتقائييـن كالقائمـين على ذلك الأحصـاء المشـؤوم في تسجيل ما نريد من مواقف و التغاضي عن ما لا نريـده، بنـاءً على خطـة مسبقـة، لمـاذا لا نأخذ كل الآراء و الأدلـة المطروحـة كسلة واحدة  ونطرحهـا على طاولة البحث بتجـرد.
 إذآ أكـرر أن المطلـوب هو اعتـذار شـخصي و قبله الكـف عن إصـدار بيانات بأسـماء مستعارة مثل ثورة القاعـدة أو (القائمـة)، و التراجع عن الاجتهادات الأخـيرة وأحلام اليقظة،  فيكـون لمجاهدنا أجـر واحـد باعتبــاره إجتهــد فأخطــــأ، و كفى الله المؤمنين شـر القتـال.
 12.08.2007 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

اكرم حسين في خطوة جديدة أثارت استياءً واسعاً في اوساط السكان ، تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي قراراً منسوباً لهيئة الاقتصاد التابعة “للإدارة الذاتية” برفع سعر ربطة الخبز من 1500 ليرة سورية إلى 2000 ليرة سورية ، وقد جاء هذا القرار، في وقت يعاني فيه اهالي المنطقة من تهديدات تركية ، وضغوط اقتصادية ، وارتفاع غير مسبوق في تكاليف المعيشة….

عبدالله ىكدو مصطلح ” الخط الأحمر” غالبا ما كان – ولا يزال – يستخدم للتعبير عن الحدود المرسومة، من لدن الحكومات القمعية لتحذير مواطنيها السياسيين والحقوقيين والإعلاميين، وغيرهم من المعارضين السلميين، مما تراها تمادياً في التقريع ضد استبدادها، الحالة السورية مثالا. وهنا نجد كثيرين، من النخب وغيرهم، يتّجهون صوب المجالات غير التصّادمية مع السلطات القمعية المتسلطة، كمجال الأدب والفن أو…

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…