الأمازيغي: يوسف بويحيى
شخصيا لا أقتنع بفكرة المشروع النووي الإيراني لأنه مجرد كذبة و نفخ إعلامي غربي لا أكثر ،والحقيقة أن إيران لا تصنع أي شيء و غير مؤهلة لأي نوع من الصناعة إلا زرع المخدرات و الممنوعات و الإرهاب و الفتن و الإغتيالات…
إن الإعلام الغربي جعل من إيران البعبع لمجرد أن يهدد به الدول العربية و الإسلامية السنية ،ولم يأتي فرض المذهب الشيعي من طرف الغرب في إيران صدفة كما يعتقد البعض ،بل هي خطوة ذكية إعتمدت على أبعاد و تراكمات قومية دينية سياسية تاريخية في نفسية المكون الفارسي تجاه العربي مهما كان دينه و لونه على العموم.
إن الذين يتحدثون عن التطور الإيراني بخصوص صناعة السلاح النووي لا يدركون أن تلك المختبرات ليست إيرانية و لا يشرف عليها الإيرانيون ،بل هي مصانع و مختبرات إسرائيلية و روسية و بريطانية و فرنسية و أمريكية يشرف عليها علماء ذرة و ميكانيك و فيزياء و كيمياء يهود و أمريكيون و روس و بريطان و فرنسيون…،وكان هذا منذ حقبة الإتحاد السوفياتي إلى ما بعد الإنهيار و مازال مستمرا إلى اليوم.
إذ كيف لهذه الدول الإمبريالية التي تريد إحتكار العالم أن تفسح المجال لدولة مثل إيران و غيرها أن تتقدم!؟ ،علما أن الإيرانيون عينهم لا يعلمون ما يجري داخل تلك المختبرات و مصانع السلاح في إيران ،وما ثقافة المجتمع الإيراني منذ الثورة الخمينية إلا رسالة واضحة صوب التخلف و الإنحلال لا التقدم و التطور.
تاريخيا لم تحارب إيران بأي سلاح لها لأنها بكل بساطة لا تملكه و لا تصنعه ،وحربها مع العراق حقبة “صدام حسين” من 1980 إلى 1988 كانت تقاتل بالسلاح الأمريكي و الإسرائيلي و البريطاني و الفرنسي….،ولولا التدخل الغربي لسقط نظام الخميني على يد نظام البعث في أكثر من مناسبة ،لأن أمريكا و إسرائيل و بريطانيا لن تسمح أنذاك بسقوط نظام الخميني كونه القريب لخدمة مصالحها ،كما لم يسمح الغرب قبلها بسقوط إسرائيل في حروبها مع العرب خصوصا ضد أنظمة البعث (جمال عبد الناصر،صدام حسين)…
لقد قصفت إسرائيل و أمريكا مختبرات نووية عراقية كانت خطوة من صدام لأجل إستثمار الثروة النفطية لصناعة السلاح الذري ،وبعد أن فقد صدام الأمل في محيطه لجأ إلى البحث عن شراء القنبلة الذرية بأي ثمن كانت لتدمير إسرائيل و إيران ،حيث طرح هذا العرض لكوريا الجنوبية و اليابان و الصين إلا أن الطلب قوبل بالرفض تفاديا للمشاكل ،خلاله جاء رد أمريكا و إسرائيل و بريطانيا حاسما بالقضاء على صدام ،وهذه هي الحقيقة من وراء إسقاط نظام صدام ،أما الأعذار الإقتصادية و السياسية المستهلكة مجرد لتمويه الرأي الشعبي الدولي ،والمؤسف في الأمر أن الكورد الذين أسقطوا نظام “صدام” عمليا مازالوا يتوقون للحياة.
لقد إستطاع “معمر القذافي” في ليبيا أن يدفع ديون الدولة الليبية لكل الشركات الأجنبية و حرر الثروات من التدخل الأجنبي ،وإستثمر كل شيء لتطوير الصناعة و الإقتصاد و البناء و المؤسسات و تشجيع البعثات الطلابية بالخارج ،كما أنه الرئيس العربي الوحيد الذي تابع إيطاليا قضائيا إلى أن حصل على التعويضات إثر الإستعمار الإيطالي لليبيا ،كما بدأ بذخر الذهب لأجل صك عملة الدينار الإفريقي عوض الفرانك الفرنسي و الدولار الأمريكي ،كما كان يهندس لعقد مؤتمر إفريفي لبناء إتحاد إفريقي حر ،وبمجرد أن فكر في صناعة القنبلة الذرية التي أعد لها العدة من كل الجوانب جاء رد الغرب قاسيا بفرض حصار إقتصادي على ليبيا بقيادة أمريكا ،وبعدها إستغل الجميع أحداث ثورات ربيع المغرب الكبير ليدمروا النظام و الإنسان ،وهذه هي الحقيقة و الدوافع التي كانت وراء القضاء على “معمر القدافي” ،بينما الأمازيغ الذين أسقطوه عمليا مازالوا مهمشين إلى حد الآن.
يوما ستستيقظ شعوب الخليج و الشرق الأوسط و الشمال الإفريقي على حقيقة مفادها أن السلاح النووي الإيراني مجرد كذبة صنعها الغرب لحلبهم كالأبقار ،كما سبقتها إشاعة الدمار الشامل لدى صدام ،وتنظيم القاعدة بزعامة “بن لادن” ،وخلافة قاتل الأطفال اردوغان…،ومازالت الأفلام مستمرة على الشعوب حتى يستيقظ العقل من الوهم.