قال الكاتب الكردي إدريس سالم إن جميع اللاعبين الدوليين والإقليميين يبحثون عن مصالحهم التكتيكية والإستراتيجية في الشرق الأوسط، حتى لو كانت مع إسرائيل ولو بشكل علني، إلا الكورد الذين لا زالوا يبحثون عن حلول تخلّصهم من صنّاع الانشقاقات وحالة الانقسام السياسي وعدم القدرة على تبنّي مشروع ورؤية سياسية كوردية موحّدة.
وأضاف سالم خلال حواره مع “مصر العربية”: “على الكورد أن يبحثوا عن مصالحهم ويعيدوا ترتيب صفوفهم، وإلا فإن النظام السوري سيسيطر عليهم كما في السابق”.
وتابع أن الأسد سيسيطر على مناطق الأكراد إن منحته كل من روسيا وأمريكا الضوء الأخضر، خاصة روسيا التي لا تستطيع أن تقترب من مناطق النفوذ الأمريكي في شرقي الفرات دون تفاهم سياسي أو ضمانات اقتصادية مع شريكه الأمريكي في الكعكة السورية.
وإلى نص الحوار:
بداية.. صف لي تصريحات وزير خارجية النظام السوري وليد المعلم بأن بلاده تهدف إلى إعادة السيطرة على منطقة شرق الفرات، وعلى الأكراد، أن يقرروا ماذا يريدون بالمستقبل؟
هي رسالة إلى تركيا للاستعجال في حل إدلب، والضغط على المعارضة بأقصى سرعة وتسليمها للنظام، والهدف الأساسي من التحركات السورية التركية على الإعلام هو ضرب المشروع الكوردي، ولعل سؤال المحلل السياسي الكوردي محمود عباس كان جوهرياً ومهماً عندما سأل أن مهاجمة النظام السوري لشرقي الفرات إهداء لأردوغان لتقديمه (شرقي الفرات) على عفرين.
وهل من الممكن أن يسعى الأسد لفرض سيطرته على مناطق الأكراد بالقوة؟
الأسد سيصل إلى هذه السيطرة إن منحته كل من روسيا وأمريكا الضوء الأخضر، خاصة روسيا التي لا تستطيع أن تقترب من مناطق النفوذ الأمريكي في شرقي الفرات دون تفاهم سياسي أو ضمانات اقتصادية مع شريكه الأمريكي في الكعكة السورية.
وكيف سيرد كورد سوريا؟
الكورد سيردّون على ذلك من خلال حالتين، الأولى بالتصدي العسكري، إن كانت أمريكا تقف إلى جانبهم وهذا مُحال، فالأمريكان يهمّهم تأمين مصالحهم، والكورد غير مستعدين ولا إمكانيات لديهم في تأمين المصالح الأمريكية وربط مصالحهم معها..
والحالة الثانية تكون بتخلي الأمريكان عنهم، ما سيجبرهم على التفاوض مع النظام السوري أو تقديم التنازلات، والأهم أن الإدارة الذاتية هي المعنية بتطبيق الحالتين.
هل تتوقع قبول نظام الأسد بفيدرالية الأكراد؟
لن يقبل الأسد بذلك، فهو في فترة ضعفه السياسي والعسكري والاقتصادي لم يصرّح بأية حقوق شرعية للكورد، فكيف له أن يعترف بها وهو يستعيد قوته وجبروته؟
أيضا، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن عزم بلاده تطهير شرقي الفرات في سوريا من “الإرهابيين”، على غرار عمليتي “درع الفرات” و”غصن الزيتون”.. ماذا يقصد أردوغان بتلك التصريحات؟
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عازم على مشروعه وخطابه الإعلامي، وأرى أن السيناريو الذي حدث في مدينة كركوك بإقليم كوردستان بإدارة وتوجيهات أمريكا سياسياً ودبلوماسياً وبقيادة الحشد الشعبي الشيعي العراقي عسكرياً تكراره في شرقي الفرات من غربي كوردستان متوقع وحتمي، لو أمّنت أمريكا مصالحها إستراتيجياً.
وهل تسمح له أمريكا بذلك؟
لو أمّنت أمريكا مصالحها إستراتيجياً ستسمح بذلك.
وهل ينجح الجيش التركي في حملاته العسكرية شمالي سوريا؟
الدول المحتلة لكوردستان، والتي قسّمتها فيما بينها وفق سايكس – بيكو وسيفر تتحرك معاً ويصبحون أصدقاء حقيقيين عندما يتعلق الأمر بالقضية الكوردية واستقلال كوردستان، وهم سيستخدمون جميع أوراقهم السياسية والاقتصادية والعسكرية في سبيل تقسيم المقسّم من أجزاء كوردستان، بحيث يصبح ثمانية أجزاء.
وزير خارجية روسيا “سيرجي لافروف” قال إن بلاده لن تصمت تجاه التحركات الأمريكية التي تجري شرق الفرات، عبر استهداف المكون الكردي في البلاد لخدمة المصلحة الأمريكية.. ماذا يمكن أن تفعل روسيا للكورد؟
روسيا التي لا تتخلى عن حلفائها وشركائها كما تفعل أمريكا، وهي التي كانت تدير معارك النظام السوري ضد المعارضة، وإمكانية أن تفعل شيئاً مرتبط بمدى تفاهمها مع أمريكا.
وماذا عن الشعب الكوردي في المنطقة ومعاناته تجاه ما يحاك به (أمريكان وأتراك وروس والنظام السوري)؟
جميع اللاعبين الدوليين والإقليميين يبحثون عن مصالحهم التكتيكية والإستراتيجية في الشرق الأوسط، حتى لو كانت مع إسرائيل ولو بشكل علني، إلا الكورد الذين لا زالوا يبحثون عن حلول تخلّصهم من صنّاع الانشقاقات وحالة الانقسام السياسي وعدم القدرة على تبنّي مشروع ورؤية سياسية كوردية موحّدة، إذ على الكورد أن يبحثوا عن مصالحهم ويعيدوا ترتيب صفوفهم، وإلا فإن النظام السوري سيسيطر عليهم كما في السابق.