الأمازيغي: يوسف بويحيى
أولا و قبل كل شيء اعتذر بشدة للشعب الكوردي على هذا العنوان الذي لا يليق أبدا بمنزلة الإنسان العظيم “مسعود البارزاني” ،لكن هذا مجرد تساؤل سأوضح من خلاله العديد من النقاط الرئيسية و المفصلية كي أفرق بين العقلاء و المرضى النفسيين من أتباع فلسفة “أوجلان” و “صالح مسلم” و “شيخ ألي” الوهمية العمياء و العرجاء.
حشا لله أن يكون “البارزاني” أردوغاني كما يدعيه دعاة فلسفة الأمة الديموقراطية لأسباب عدة ،وأبرزها أن “مسعود البارزاني” عبر سلالة زعماء عائلته المناضلة لم تكن أبدا ماسونية شيطانية ،إثر ذلك رفض “البارزاني” رفضا قاطعا الإنضمام إلى المحفل الماسوني الدولي ،الشيء الذي رحب به كل من “أردوغان” و ملوك السعودية “أل سعود” و “حافظ الأسد” و إبنه “بشار الأسد” و “الخميني” و اللائحة طويلة و تطول ،بينما الذين رفضوا الخضوع للقوى الخفية الماسونية هم “فيدل كاسترو” و “كيفارا” و “غاندي” و “مانديلا” و “هوغو تشافيز” و “جمال عبد الناصر” و “معمر القذافي” و “صدام حسين” و “العائلة البارزانية”…،لهذا فبأي منطق سيقارن “البارزاني” الطاهر الأمين بأحد عملاء و خدام الشيطان أمثال “أردوغان”؟! ،ولمن مازال يشك في حقيقة خليفة الجهلاء فليبحث جيدا على إسمه في قائمة الماسونية العالمية.
على غرار ما يقال في الحقل السياسي ،أني أكدت في العديد من المناسبات أن الإستخبارات التركية بقيادة أردوغان هي التي تخشى “البارزاني” و تحسب له ألف حساب ،كونه الحامل الحق لمشروع التحرر الكوردي الذي سيقسم ظهر تركيا إلى شظايا ،كما أؤكد مجددا أن أكبر عدو تراه تركيا على الساحة الإقليمية ليست إيران و النظام السوري و العمال الكوردستاني بل هو “البارزاني” و مشروعه الكوردي الحقيقي ،علما أن تاريخ ثورة الشيخ “سعيد بيران” مع “مصطفى البارزاني” مازالت في أذهان و عقول الأتراك إلى حد الساعة ،وما “مسعود بارزاني” إلا شبل من زمرة تلك الأسود الكوردية التي قلبت الطاولة على الأتراك لسنين من القتال و النضال.
لا يعلم أغلبية الشعب الكوردي أن الإستخبارات التركية حاولت ألاف المرات إغتيال “مصطفى البارزاني” و “مسعود بارزاني” ،وإلى اليوم مازالت تحاول جاهدة بدون يأس و ملل في بلوغ مسعاها الخبيث ،لكن تبقى قدرة الله و دعوات شعب كوردستان الصادقة و جبالها الأمينة أقوى من كل المكائد و المؤامرات ،كما لم يكن بعلم هؤلاء الكورد المغرر بهم أن القضاء التركي قبل أعوام أصدر مذكرة إعتقال في حق “نيجرفان البارزاني” و “مسعود البارزاني”و غيرهم سريا في حالة دخولهم الأراضي التركية ،لكن السؤال المطروح هل حاولت تركيا أن تغتال “أوجلان” على الأراضي التركية و السورية؟! ،وهل قيل ذات يوم أن “أوجلان” نجا من محاولة قتل و إغتيال؟! ،بإستثناء التهديد الذي تلقاه من طرف “جميل بايق” والذي من خلاله قرر قلب الوجهة إلى “كينيا” عوض جبال “قنديل”.
نقطة لم أسمع أحدا من ذوي الفلسفة الطوباوية يذكرها أو يشير لها ،مفادها كم قتلت الإستخبارات التركية من عائلة “أوجلان” كرد فعل على نضاله ضدها على سبيل المثال؟! ،بينما هل يظن الكورد أن “البارزاني” نسي فعلة الأتراك بإعدام “عبد السلام البارزاني” في منطقة “الموصل” ،وسجن جدته مع أبيه “مصطفى البارزاني” بعمر يناهز ثلاث سنوات ،إلى هنا من تضرر من الإجرام التركي سواء المادي و النفسي هل “البارزاني” أم “أوجلان”؟! ،أتمنى أن تخجلوا خير لكم.
إستراتيجيا و أمنيا و إقتصاديا فكل المختصين و الأكاديميين و الخبراء الدوليين سواء أتراك و أجانب أكدوا علميا بالمسطرة و الرقم و القلم أن مستقبل و أمان و إقتصاد و إستقرار تركيا مرتبط بإقليم كوردستان خصوصا بيد العائلة البارزانية ،كون لا بوابة و منفذ لتركيا إلى بلدان الشرق الأوسط سوى كوردستان ،بالإضافة أن البارزاني بشخصيته الكارزيمية و القوية و موقفه الثابت على الأرض الوحيد من يستطيع إغلاق ثغرات للإرهاب الذي يستهدف تركيا من الأراضي الكوردستانية (التمدد الشيعي و الهلال الإيراني الشيعي) ،وهذا ليس عمالة بل واجب وطني كوردستاني على البارزاني حماية أرض كوردستان و شعبها ،وقوة كوردستان تعني إستقرار و حماية مصالح بعض الدول الأروبية مثل ألمانيا و فرنسا كون تركيا هي بوابة أروبا الأولى ،لهذا نرى أن ألمانيا في كل مرة تتودد للبارزانيين في مبادلات الزيارات و الدعوات و العلاقات الإقتصادية و السياسية و الديبلوماسية.
لقد أكد وزير الخارجية التركي السابق “داوود أغلو” على مدى أهمية و إحتياج تركيا لكوردستان و عقد إتفاقات جادة رسمية مع “البارزاني” ،ولكون “أوغلو” من كبار رجال الدولة و أحد أعمدة السياسية التركية إقترح التنازل على “كركوك” مشبها موقف “أردوغان” منها بالسخرية ،معللا ذلك بأن مصالح تركيا الكبرى الإقتصادية و الأمنية تكمن في “هولير” و ليس “كركوك” و كان الرجل يعي جيدا ما يقول ،وهذا كان واضحا بشكل ملموس عندما سقطت “كركوك” بيد الحشد الشعبي مما أثر أمنيا و إقتصاديا على تركيا أكثر من أي دولة إقليمية أخرى.
هنا أود أن أشرح بعض الرسائل الغير المباشرة المتبادلة بين كل من “البارزاني” و تركيا في العديد من المناسبات ،والتي تؤكد و تعني إنتصار إرادة “البارزاني” نتيجة مكانته و شخصيته القوية و ما يملك في جعبته السياسية ،كان أولها عندما رفعت تركيا الأعلام الكوردية في المطار التركي و القصر الجمهوري في إستقبال رئاسي كبير للزعيم “مسعود بارزاني” ،هذا الذي لم يكن أبدا متوقعا بسبب التصريحات التي كان يداولها ساسة تركيا الكبار على الكورد و “البارزاني” منذ بداية تأسيس الفيدرالية إلى الآن ،والرسالة الثانية تكمن في تعمد البارزاني أن يذهب للزيارة تلك مرتديا الزي الكوردي الأصيل عوض اللباس الرئاسي العصري مفتخرا بكورديته ،وكذلك ردا لجميل النائب الكوردي الذي تم إغتياله بسبب ذهابه للبرلمان التركي باللباس الكوردي ،وهذا كله لم يستطع أحد من الأبواق أن يحلله بهكذا رؤى و رسائل تاريخية حاضرة مستقبلية.
لقد هدد “البارزاني” في مناسبة مسجلة و حصرية بأن يتدخل في قضية ثلاثون مليون كوردي في كوردستان باكور إذا تدخلت تركيا في مسألة “كركوك” و غيرها ،مؤكدا أنه مستعد أن يدعم حقوق شعب كوردستان في تركيا ،ومبررا أنه لا يحق لتركيا أن تقف أمام حقوق شعب له تاريخه و جغرافيته و ثقافته ،وثم ينسى أي إنسان عاقل موقف “البارزاني” إبان الإستفتاء رافضا الإستشارة مع أي نظام إقليمي بذريعة أن هذا حق مشروع و شأن داخلي كوردي ليس من حق أي طرف التدخل و الإستشارة معه ،وخلاصة القول أجمعها “البارزاني” في كلماته التاريخية التي أثبتها واقعا مع الوقت كالتالي “سنختار الموت ولن نركع لأحد” و أيضا “والله إن لم يكتب لنا أن نعيش بسلام والله لن نترك أحدا يعيش بسلام و هذا قرار”.
إن ما لا يعرفه الكورد على “البارزاني” هو أنه الزعيم الكوردي و السياسي الوحيد الذي ليس لديه أي حليف إستراتيجي على الأرض ،وإلى حد الآن مازال وحيدا و معزول كورديا و إقليميا و دوليا ،لكنه أوصل نفسه إلى ما هو عليه بصلابته و قوته و ذكائه و إيمانه بالموت قبل الحياة على القضية الكوردية و شعبها ،أما ” أوجلان” و “جلال طالباني” و باقي الذيول فلهم حلفاء إسترتيجيين إقليميين مثل نظام إيران و سوريا و تركيا و العراق و دوليين كبريطانيا و فرنسا و أمريكا و إسرائيل…
إن “البارزاني” لا يقارن بأحد لأن الصالح الأمين حرام أن يقارن بالمنافق الخائن.