وتتوالى إنتصارات «البارزاني»؟!

الأمازيغي: يوسف بويحيى
بعد أن راهن الجميع على سقوط كوردستان و نهاية الكورد في هجوم داعش و ما بعد الإستفتاء عسكريا و إقتصاديا و سياسيا ،لكن إتضح بعد ذلك أن الأمر ليس بتلك السهولة و التي كان يتوهمها قادة بغداد و الأنظمة الغاصبة الداعمة لداعش و الحشد الشعبي.
– إنتصر “البارزاني” دوليا
إستطاع قادة كوردستان الشرفاء بقيادة “مسعود بارزاني” و البيشمرگة الأبطال ان يخرجوا كوردستان من عنق زجاجة مؤامرة دولية خبيثة تورط فيها الحلفاء و الأعداء ،فكانت هزيمة داعش على أيدي البيشمرگة أول الضربات القوية كرسائل للعراق و دول العالم المتقدم ،بعدها تلاها تدويل القضية الكوردية و إيصالها إلى المحافل الدولية من أبوابها الواسعة ،ثم تثبيت المشروع التحرري بإستفتاء تاريخي ناجح مع الحفاظ و التشبت بنتائجه كمسكب ثم كوثيقة إثبات كوردية المناطق المحتلة المسماة دستوريا بالمتنازع عنها.
– إنتصر “البارزاني” قانونيا
لم يتوقف مشوار الإنتصارات الكوردية في نكسة أحداث خيانة “كركوك” ،بل حسب القانونيين الدوليين أصحاب الإختصاص يرون أن “مسعود بارزاني” ورط رئيس حكومة العراق في أكثر من جريمة حرب و خرق الدستور الإتحادي ،علما أن الدستور يجرم من يستعمل السلاح و الجيش ضد الشعب العراقي حيث أن الكورد جزء من المنظومة العراقية حسب الدستور الإتحادي ،خلاله لعب “البارزاني” بورقته الرابحة كحق الدفاع على النفس و ليس مهاجما أو محرضا ،ما جعل “البارزاني” ينتصر على قادة بغداد دستوريا.
– إنتصر “البارزاني” أخلاقيا
بعد هجوم الحشد الشعبي و الجيش العراقي على كوردستان ،والذي نتج عنه سقوط “كركوك” نتيجة خيانة الشلة الكوردية المعروفة ،إستطاع “البارزاني” أن يلعب دور تكتيكي سريع في سحب قوات البيشمركة قصد حماية الإقليم من زحف الحشد الشعبي الذي كان يرى “هولير” الوجهة الثانية بعد “كركوك” ،حيث أن إنسحاب البيشمركة تم إعتباره إنتصارا أخلاقيا من زاوية أخرى من وجهة نظر القانونيين رغم أنها في الحقيقة بمثابة ضرب عصفورين بحجر واحد ،بالإضافة إلى معركة “بوردي” و “مخمور” و “زمار” التي تدخل فيها “البارزاني” بأمر منه في إطلاق سراح أسرى الحشد الشعبي و الجيش العراقي كضربة أخلاقية للعالم و لقادة بغداد ،بالمقابل الحشد الشعبي إرتكب جرائم بشعة موثقة في حق أسرى البيشمركة و الشعب الكوردي ،لهذا إنتصر “البارزاني” أخلاقيا على قادة بغداد.
– إنتصر “البارزاني” ديبلوماسيا
إستطاع “البارزاني” ان يلعب كل لعبه السياسية و العسكرية بوجه مكشوف إبان حرب داعش و بعد داعش كرسالة واضحة أن الكورد ضد الإرهاب مهما كان لونه و عرقه ،بالمقابل كل علامات الإستفهام تتجه صوب حكومة العراق و تركيا و إيران و سوريا بخصوص تواطئهم مع داعش ،على إثرها إستطاع “البارزاني” أن يوصل رسالته المنشودة إلى مجلس الأمن و المجتمع الدولي و الإتحاد الأروبي و الأمم المتحدة و البرلمان الأروبي…بتلميع صورة الكورد و حسن نيتهم تجاه العالم بأسره ،خلالها أنتصر “البارزاني” ديبلوماسيا على قادة بغداد و باقي الأنظمة الغاصبة الإقليمية.
– إنتصر “البارزاني” إستراتيجيا
بعد حرب داعش و هزيمتها على يد البيشمرگة الأبطال رغم قلة الأسلحة المتطورة و الدعم الدولي ،قفز الكورد خطوة كبيرة صوب تثبيت الوجود الإستراتيجي على الخريطة الدولية و الإعتماد عليه كحليف إستراتيجي مستقبلي من طرف الدول العظمى ،حيث كان لسياسة و حنكة الوطنيين الكورد في تخطي مؤامرة داعش و الحشد الشعبي وقع كبير في تغيير أراء بعض الدول الأروبية العظمى في دعم مشروع كوردستان التحرري بزعامة “مسعود البارزاني” ،وذلك بعد أن إتضح ان العراق في تلاشي ملحوظ و ضرورة إيجاد البديل القوي ذا سيادة و تجديد الدماء و بسط الإستقرار في المنطقة ،لهذا فالبارزاني إنتصر إستراتيجيا على قادة بغداد و التغيرات الدولية الملحوظة تثبت ذلك بالملموس.
– إنتصر “البارزاني” عسكريا
إستطاع البارزاني أن يمرر مشروعه العسكري التحرري بإستغلال حرب داعش للزحف صوب تحرير المناطق الكوردستانية ،ومساعدة الجيش العراقي المتخاذل في تحرير بعض مناطق نفوذه كذلك ،بالمقابل حررت البيشمرگة “شنگال” بإشراف شخصي من “البارزاني” و التي كانت نقطة غموض في نظر الرأي الدولي و العراقي ،حيث كشف البيشمرگة قناع الحكومة العراقية التي تآمرت مع داعش ضد أهالي “شنگال” الأبرياء ليظهر من خلال ذلك الوطني الحقيقي من المزيف ،لقد إستطاع “البارزاني” أن يفوز عسكريا على الخريطة ما جعله يضرب بالإستفتاء التاريخي كخطوة مصيرية صوب الإستقلال.
– إنتصر البارزاني إنسانيا
في ظل حصار حكومة بغداد لكوردستان جوا و برا نتيجة الإستفتاء كذريعة جاهزة من طرف قادة بغداد ،إضافة إلى الهجوم العسكري على شعب كوردستان ،ثم قطع الموازنة و أرزاق الشعب الكوردي قصد نهج سياسة التجويع و التهميش المعهودة ،ومع كل هذا إلا أن “البارزاني” فتح أبواب كوردستان لكل العراقيين الهاربين من داعش ،وقبلها ضد ديكتاتورية نظام البعث مهما كانت قومية و ديانة و لون و لكنة المضطهد ،إضافة إلى إرسال مساعدات مالية و غذائية إلى العراق عن طريق “جمعية البارزاني الخيرية” و آخرها “البصرة” التي إرتوت من ماء كوردستان ،والكثير من الأمثلة الحية التي من خلالها أثبت البارزاني إنسانيته و إنتصاره لها (الإنسانية) على حساب الأنظمة الإقليمية عامة و قادة بغداد خاصة.
– إنتصر “البارزاني” عراقيا
من كل النواحي المذكورة إستطاع “البارزاني” أن يثبت رقيه و علو كعبه و أصالة معدنه و حنكته و جرأته و موقفه و مشروعه ،ما جعله يفوز بسمعة الشخصية الأولى عراقيا بدون منافس في جميع المجالات الإجتماعية و الإنسانية و الإقتصادية و السياسية.
– إنتصر “البارزاني” إقليميا
بعد أن إستطاع “البارزاني” بناء و تطوير الإقليم إلى دولة كاملة المرافق ،أصبح له مكانة قوية بين رؤساء و ملوك الدول العظمى بلغة السياسة و الديبلوماسية (رغم أنه أشرف من الشرف و جريمة أن يقارن بأحد من الناحية الأخلاقية و الإنسانية و المبدئية) ،إذ بذلك أصبح الإقليم يضاهي الدول و منها بينها الإقليمية ،ما جعل “البارزاني” ركن إقليمي لا تغيير إلا بإستشارته.
– إنتصر “البارزاني” عالميا
على الرغم من مخلفات حرب داعش و خيانة “كركوك” على كوردستان إلا ان “البارزاني” أثبت قوته و صموده و كفاءته في إثبات وجوده و مشروعه و موقفه للعالم ،الشيء الذي فرض على أغلب دول العالم مراجعة مواقفهم و تغييرها بعد أن فرض “البارزاني” وجوده و حقوق شعبه و قضيته على العالم ،لهذا أصبح الركن الأول عراقيا و كورديا في نظر دول العالم.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إياد أبو شقرا عودة إلى الموضوع السوري، لا بد من القول، إن قلة منا كانت تتوقّع قبل شهر ما نحن فيه اليوم. إذ إن طيّ صفحة 54 سنة خلال أقل من أسبوعين إنجازٌ ضخم بكل ما في الكلمة من معنى. سهولة إسقاط نظام الأسد، وسرعة تداعيه، أدهشتا حتماً حتى أكثر المتفائلين بالتغيير المرجوّ. إلا أنني أزعم، بعدما تولّت قيادة العمليات…

طارق الحميد منذ فرار بشار الأسد، في 8 ديسمبر (كانون الأول)، إلى روسيا، وهناك سيل من النقد والمطالبات للحكام الجدد، وتحديداً أحمد الشرع. والقصة ليست بجدوى ذلك من عدمه، بل إن جل تلك الانتقادات لا تستند إلى حقائق. وسأناقش بعضاً منها هنا، وهي «غيض من فيض». مثلاً، كان يقال إن لا حل عسكرياً بسوريا، بينما سقط الأسد في 12 يوماً…

خليل مصطفى مِنْ أقوال الشيخ الدكتور أحمد عبده عوض (أُستاذ جامعي وداعية إسلامي): ( الطَّلَبُ يحتاجُ إلى طَالِب ، والطَّالِبُ يحتاجُ إلى إرادة قادرة على تحقيق حاجات كثيرة ). مقدمة: 1 ــ لا يختلف عاقلان على أن شعوب الأُمَّة السُّورية قد لاقت من حكام دولتهم (طيلة 70 عاماً الماضية) من مرارات الظلم والجور والتَّعسف والحرمان، ما لم تتلقاه شعوب أية…

أحمد خليف الشباب السوري اليوم يحمل على عاتقه مسؤولية بناء المستقبل، بعد أن أصبح الوطن على أعتاب مرحلة جديدة من التغيير والإصلاح. جيل الثورة، الذي واجه تحديات الحرب وتحمل أعباءها، ليس مجرد شاهد على الأحداث، بل هو شريك أساسي في صنع هذا المستقبل، سواء في السياسة أو في الاقتصاد. الحكومة الجديدة، التي تسعى جاهدة لفتح أبواب التغيير وإعادة بناء الوطن…