الأمازيغي: يوسف بويحيى
لقد أكدت قبلا في أكثر من مناسبة أن تنظيم العمال الكوردستاني و فروعه كالإتحاد الديموقراطي قد وصلوا للطريق المسدود ،كما أكدت على أن جميع المؤشرات بعد حرب داعش سترمي بالثقل الدولي على محاربة العمال الكوردستاني في المنطقة بقيادة أمريكا و دول الإتحاد الأروبي ،علما أن بوادر الخناق الأمريكي على منظومة pkk بدأت تظهر على الساحة السورية و العراقية بشكل واضح و ملموس.
عندما وصل الإتفاق الامريكي و الروسي إلى مستوى إيجابي ثنائي بدأت تظهر النية الدولية في إبعاد و تقزيم دور pkk و pyd في سوريا ،اي أن كل من أمريكا و روسيا لا ترغب بتواجد منظومة pkk و pyd متسلطة في المنطقة لإرتباطها بإيران (فكريا و اديولوجيا كذلك) ،مع العلم أن التفاهم الأمريكي_الروسي يطمح لإخراج إيران و تجميدها في سوريا ،نفس الشيء يلاحظ في العراق بخصوص موقف أمريكا الجاد من المليشيات التابعة لإيران كالحشد الشعبي و العمال الكوردستاني…
إن معركة “أدلب” المرتقبة لهي حرب مصطنعة بإتفاق أمريكي_روسي اللتين ستلعب دور المتفرج ،بينما الغرض من هذه الحرب هي إقتتال قوات سوريا الديموقراطية ذات الأغلبية الكوردية الساحقة pkk و pyd ضد مليشيات المعارضة الإسلامية الإرهابية قصد إنهاء بعضهم البعض كونهما قوات غير مرغوب فيها دوليا من طرف أمريكا و روسيا ،بينما الحبل على الجرار في الوقت المناسب تجاه “عفرين” بنفس الخطة و التكتيك مع فرض الحظر الجوي التركي على المنطقة.
لا يمكن الجزم على أن أمريكا تريد التخلص من pkk نهائيا إلا أنها تسعى لإضعافها و تجميدها و عزلها على مناطق النفوذ الأمريكي مستقبلا ،إذ من المرتقب ان يتم طرد pkk من جبال قتديل و شنگال عاجلا ام آجلا بإتفاق أمريكي_تركي_عراقي في ظل العقوبات على إيران و تهديد كل من يتعامل معها ،من جهة أخرى تركيا تلعب على وتر حفظ أمنها القومي رغم العقوبات الأمريكية في محاولة لكسب موافقة الحكومة العراقية في قصف مناطق pkk على الأراضي العراقية (شنگال مثالا) ،إذ ليس بالغريب أن تكون شروط تركيا الأساسية على طاولة المفاوضات الأمريكية هي حل منظومة pkk و إبعادها على المناطق الحدودية التركية.
للتوضيح فقط فإن منظومة pkk بعد إتفاقية “أضنة” و تسليم “عبد الله اوجلان” إستطاعت إيران ان تسحب البساط من تحت تركيا و الإنفراد بتنظيم pkk بنسبة 99% ،حيث أصبح التنظيم و فروعه يعمل لصالح إيران بشكل واضح و ملموس ،حيث أن أبرز جهوده المكشوفة محاولة إكمال الهلال الشيعي الإيراني في المنطقة عامة و الحزام العربي (الشيعي حاليا) في سوريا خاصة كإقتراح سابق ل”جمال عبد الناصر” إلى “حافظ الأسد” ،فعمليا لا فرق بين خطوات الحشد الشعبي و العمال الكوردستاني و حزب الله…،لهذا منظومة pkk ورقة ضغط حقيقية بيد إيران على تركيا في كل صراع و تصعيد بينهما ،ما جعل سحر تركيا الأول ضد الشعب الكوردي ينقلب عليها في الأخير ،مع العلم أن العمال الكوردستاني سواء من بداية تأسيسه إلى الآن لم يكن مشروعه حقوق الشعب الكوردي و لا الدولة الكوردية ،بل فقط جنود تحت طلب لكل من يدفع المال أكثر.
إن الشيء الملموس الذي أكدناه إبان الإنسحاب الأمريكي من الإتفاق النووي (المزعوم) مع إيران هو عودة الصراع الإيراني و التركي إلى أوجه ،أي أن هذا الصراع الإقليمي هو الذي كان سببا في صناعة منظومة pkk المزيفة بقيادة “أوجلان” بعد تصفية الطبقة الكوردية المثقفة الوطنية الأولى على يد الميت التركي بتواطؤ مع الجاسوس “أوجلان” ،فما نراه بعد فرض العقوبات على كل من إيران و تركيا أبدى لنا صراع غير مباشر بينهما ،خصوصا بعدما تم قصف مواقع pkk في “شنگال” بضوء أخضر الحكومة العراقية كبداية لتصعيد الصراع التركي_الإيراني ،أي ما يفهم على أن تنظيم pkk بيع بثمن رخيص من طرف “العبادي” لتركيا من أجل صفقة الماء و المصالح العراقية و التركية ،كما أن إيران بدورها ستنهج نفس طريق “العبادي” و تتخلى على pkk عندما يصل وقت الحسم الدولي ضد إيران و ذيولها.
لقد فشل العمال الكوردستاني سياسيا و عسكريا و ديبلوماسيا في إعادة نفسه إلى السكة الصحيحة ،ما جعله يجني الخسائر و النكسات و النفور من طرف الشعب الكوردي الحي ،إذ من الملحوظ أن pkk إستفاد منها الجميع في المنطقة إلا الشعب الكوردي ،فعمليا لو تم التدقيق جيدا للوحظ أن تنظيم pkk هو الأخطر على الشعب الكوردي لأنه موجود في كل بيت كوردي.