شكوى النظام الإيراني من معارضته لمجلس الأمن الدولي

بقلم: المحامي عبد المجيد محمد 
أفادت وسائل الإعلام الإيرانية يوم الثلاثاء ٢٤ يوليو بأن الممثل الدائم لهذا النظام في منظمة الأمم المتحدة قد بعث برسالة إلى مجلس الأمن الدولي يطالب فيها بوقف السياسات الأمريكية الداعمة لمنظمة مجاهدي خلق وطالب بتسجيل رسالة احتجاجية كوثيقة في مجلس الأمن.
نظرا إلى مسؤوليات مجلس الأمن الدولي ماذا تحمل هذه الشكوى من معنى وما الهدف أو الغرض منها؟ 
الجواب هو أن مجلس الأمن الدولي أحد أهم أجهزة منظمة الأمم المتحدة حيث يحمل على عاتقه مسؤولية حفظ الأمن والسلام الدوليين وفقا لما جاء في ميثاقه.
وفقا للفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة يستطيع مجلس الأمن الدولي عندما يواجه السلام العالمي تهديدا استخدام القوات العسكرية المسلحة من أجل حفظ أو إعادة السلام والأمن الدوليين. 
كما أن موضوع إحالة ملف المغامرات النووية لهذا النظام في ٩ مارس ٢٠٠٦ إلى مجلس الأمن الدولي من قبل مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد حظي أيضا بمناقشات جدلية واسعة ويستمر موضوعه حتى الآن.
إحالة الملف النووي للنظام الإيراني إلى مجلس الأمن الدولي قد تم إنجازه على الشكل التالي: 
اذا لم يتم وضع حد لطموحات ومغامرات النظام الإيراني التي كانت تهديدا للأمن والسلام الدوليين سيتم شملها تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.
مع هذا التوضيح وهذا المثال هناك سؤال يتبادر للذهن وهو لماذا يعمل النظام الإيراني ضد معارضته وذلك بعد مدة قصيرة بعد التجمع الحاشد ليوم ٣٠ حزيران /يونيو وحضور مئة ألف إيراني ومئات الشخصيات السياسية الهامة والبرلمانية والمتحدثين البارزين من قارات العالم الخمس في فيلبنت بباريس وفضح المؤامرة الإرهابية والاعتقال القانوني للدبلماسي الإرهابي التابع لهذا النظام بسبب مؤامرة التفجير في هذا التجمع؟؟
والحقيقة هي أن شكوى النظام الإيراني ضد مجاهدي خلق إلى مجلس الأمن وطلبه تسجيلها كوثيقة رسمية لهذا المجلس تفتقر إلى أي اعتماد قانوني وحقوقي. ولكن كتابة نفس هذه الرسالة العديمة القيمة والجدوى يبين مدى عجز وتعري هذا النظام مقابل المقاومة الإيرانية والمجاهدين وهذا البديل القوي والقادر وكما يبين حاجة النظام لإثبات مثل هذه الأعمال الخرقاء. 
لاسيما أن عمل نظام الخامنئي هذا قد أتى بعد فضح وتسريب مجريات العملية الإرهابية لدبلماسي النظام في قلب أوروبا وهذا النظام على حد زعمه يريد أن يتظاهر بالمظلومية من خلال هذه الشكوى وتمييع قضيته الجنائية. بالطبع هذا أمر لا يخدع أي طفل والأهم من ذلك كله يكشف طبيعة هذا النظام الداعم للإرهاب للعالم أجمع. لأنه تبين وتثبت لمعظم دول العالم بأن نظام طهران هو الأب الروحي للإرهاب الدولي والتدخل والتوسع والمغامرة في الدول الأخرى ولاسيما في الدول العربية مثل العراق وسورية ولبنان واليمن. وكما أن سجن الدبلماسي الإرهابي لهذا النظام المدعو أسد الله أسدي بجرم عمل إرهابي هو أفضل دليل على هذا الادعاء.
النتيجة هي: نظام خامنئي بهذه الشكوى عرف للعالم أجمع مرة أخرى و بنحو واضح وغير قابل للإنكار من هو بديله الديمقراطي القوي وذلك من خلال وثيقة ممضاة بقلم ممثله في منظمة الأمم المتحدة. من أجل فهم حاجة نظام ولاية الفقيه وحرصه على الإقدام على مثل هذه الأعمال فإن حديث أحد أعضاء هيئة رئاسة برلمان النظام يغنينا عن أي حجة او استدال وبرهان. حيث قال في تاريخ ٢٣ يوليو الجاري:
“في المجتمع الإيراني الحالي اليوم نتفق جميعنا على موضوع واحد وهذا الموضوع هو أن وضع البلد الحالي سيء. نحن بحاجة إلى اتخاذ قرار صادم في الوضع الحالي، مع الوضع الذي تورطنا فيه الآن. أي وصفات في الحكومة، خاصة في تلك اللجنة التي تم تشكيلها بتوجيه وقيادة المرشد الأعلى ….. حتى على هذا المستوى، لا تعمل الوصفات الحكومية أيضا لأن ظروفنا قد اجتازت هذه المسائل ودخلت مرحلة عميقة من الأزمة “.
لذالك يجب أن نبتعد قليلا عن قضية شكوى النظام الإيراني لمجلس الأمن الدولي ضد المجاهدين لنشهد بأم أعيننا مدى ندم هذا النظام على مثل هذه الأعمال الخرقاء وذلك بسبب الالتزامات الناجمة عن غرقه في الأزمات المرعبة والمميتة. الحقيقة هي أن ندّ نظام ولاية الفقيه أي المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بقيادة السيدة مريم رجوي قد سحب هذا النظام إلى زاوية حلبة السقوط وهذا النظام محكوم عليه بتسليم السيادة والحكم لخصمه ومعارضيه وللشعب الإيراني المنتفض. 
@MajeedAbl

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest


0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

اكرم حسين   في السنوات الأخيرة، يتصاعد خطاب في أوساط بعض المثقفين والنشطاء الكرد في سوريا يدعو إلى تجاوز الأحزاب الكردية التقليدية، بل والمطالبة بإنهاء دورها نهائياً، وفسح المجال لمنظمات المجتمع المدني لإدارة المجتمع وتمثيله. قد تبدو هذه الدعوات جذابة في ظاهرها، خاصة في ظل التراجع الواضح في أداء معظم الأحزاب، والانقسامات التي أنهكت الحركة الكردية، لكنها في عمقها…

عدنان بدرالدين   بينما تتجه الأنظار اليوم نحو أنطاليا لمتابعة مجريات المنتدى الدبلوماسي السنوي الذي تنظمه تركيا، حيث يجتمع قادة دول ووزراء خارجية وخبراء وأكاديميون تحت شعار ” التمسك بالدبلوماسية في عالم منقسم”، يتبادر إلى الذهن تساؤل أساسي: ما الذي تسعى إليه أنقرة من تنظيم هذا اللقاء، وهي ذاتها طرف فاعل في العديد من التوترات الإقليمية والصراعات الجيوسياسية، خصوصًا…

جليل إبراهيم المندلاوي   في عالمنا المليء بالتحديات الجيوسياسية والأزمات التي تتسارع كالأمواج، هناك قضية كبرى قد تكون أكثر إلهاما من مسرحية هزلية، وهي “ضياع السيادة”، حيث يمكن تلخيص الأخبار اليومية لهذا العالم بجملة واحدة “حدث ما لم نتوقعه، ولكنه تكرّر”، ليقف مفهوم السيادة كضحية مدهوشة في مسرح جريمة لا أحد يريد التحقيق فيه، فهل نحن أمام قضية سياسية؟ أم…

أمجد عثمان   التقيت بالعديد من أبناء الطائفة العلوية خلال عملي السياسي، فعرفتهم عن قرب، اتفقت معهم كما اختلفت، وكان ما يجمع بينهم قناعة راسخة بوحدة سوريا، وحدة لا تقبل الفدرلة، في خيالهم السياسي، فكانت الفدرالية تبدو لبعضهم فكرة دخيلة، واللامركزية خيانة خفية، كان إيمانهم العميق بمركزية الدولة وتماهيها مع السيادة، وفاءً لما نتصوره وطنًا متماسكًا، مكتمل السيادة، لا يقبل…