مؤتمر الإيرانيين في أمريكا وفزع النظام الإيراني

بقلم: المحامي عبد المجيد محمد
Abl.majeed.m@gmail.com
في يوم السبت ٥ مايو /2018 تم عقد مؤتمر للإيرانيين المقيمين في امريكا في واشنطن تحت عنوان «حقوق الإنسان والديمقراطية من اجل إيران». وقد شاركت في هذا المؤتمر الهيئات والوفود الممثلة للمجتمعات الإيرانية من ٤٠ ولاية امريكية مختلفة.
وكان لهذا المؤتمر صدى وانعكاس واسع وكبير في جميع وسائل الاعلام ولاسيما العربية منها. 
وسائل الاعلام الحكومية التابعة للنظام الإيراني لم تستطع بسبب حالة البأس وبسبب اهمية وابعاد هذا الموضوع اخفاء هذا الأمر حيث قامت بنقل اخبار وتقارير هذا المؤتمر على حسب رؤيتها وثقافتها الخاصة. 
صحيفة كيهان المعروفة بانها الصحيفة التابعة لخامنئي بين اوساط الشعب الإيراني كتبت حول هذا المؤتمر حيث قالت: 
أكد رودي جولياني عمدة نيويورك سابقا خلال حديثه في مؤتمر مجاهدي خلق في واشنطن على لزوم تغيير الحكومة في إيران وقال لقد تعهد رئيس جمهوريتنا بتغيير النظام الإيراني. 
وكتبت أيضا وكالات الانباء المرتبطة بإذاعة وتلفزيون النظام الإيراني بعد يوم واحد من هذا المؤتمر تقريرا بأن رودي جولياني كان قد ألقى خطابا خلال جلسة المجاهدين في واشنطن وقال: يلتزم الرئيس الامريكي بتغيير النظام الإيراني بقدر ما نلتزم به نحن. 
الصحيفة الحكومية (جمهوري اسلامي) ايضا في يوم ٧ مايو تطرقت في مقالاتها إلى هذا الموضوع وكتبت: عشية قرار ترامب حول بقاء أو عدم بقاء امريكا في الاتفاق النووي الإيراني قام مجاهدو خلق بالترتيب لاستعراض سياسي في واشنطن والشئ اللافت للانتباه أن رودي جولياني قال خلال حديثه: “يلتزم الرئيس الامريكي بقدر ما نلتزم به نحن بتغيير النظام الإيراني ولاسيما مع حضور مايك بومبيو وزير الخارجية على يمينه وحضور جون بولتون مستشار الامن القومي على يساره “. 
نادي المراسلين التابع لقوات التعبئة (البسيج) للنظام بعد يوم واحد من عقد هذا المؤتمر قال أيضا: “رودي جولياني عمدة نيويورك سابقا والذي على حسب قوله يملك علاقة صداقة مع ترامب لمدة ٣٠ عاما طالب في قسم من حديثه بتغيير الحكومة في إيران. 
وكالة أنباء ايسنا الحكومية كتبت في نفس هذا التاريخ: رودي جولياني أحد اعضاء الفريق القانوني لرئيس الجمهورية خلال الجلسة التي تم عقدها في واشنطن قال: رئيس جمهوريتنا مثلنا تماما متعهد بتغيير النظام في إيران. 
في مؤتمر الإيرانيين الذي أجبر وسائل اعلام النظام على مثل ردة الفعل هذه حضره عدد من الشخصيات الامريكية المشهورة حيث ألقى عدد منهم كلمة خلال هذا المؤتمر. 
أحد المتحدثين في هذه الجلسة المجيدة كان رودي جولياني عمدة نيويورك سابقا والذي قال في أجزاء من حديثه: “أنا كنت داعما لتغيير النظام الإيراني. لقد كنت أيضا داعما لتغيير النظام الإيراني لمدة ١٠ أعوام. أعتقد أن هذا هو الطريق الوحيد لاحلال السلام في الشرق الاوسط وانا أؤمن بانه يمكن تحقيق هذا الامر. وقال في جزء اخر من حديثه: نحن لم نأت هنا تحت عنوان جمهوريين وديمقراطيين بل أتينا إلى هنا لاننا نعشق ونتوق للحرية ليس هناك شئ أهم من تحقيق الحرية وتحرير الشعوب الطيبة مثل الأمة الإيرانية “.  
بالإضافة إلى المتحدثين، أرسل عدد من الشخصيات الأمريكية البارزة رسالة خلال هذا الاجتماع.
تحدث القاضي تيد بو رئيس اللجنة الفرعية لمكافحة الإرهاب في الكونغرس الأمريكي عن أن هناك تحولات كبيرة على وشك الحدوث في إيران. كما رأينا في وقت سابق من اوائل هذا العام، خرج آلاف الأشخاص إلى الشوارع في مدن مختلفة في إيران، وطالبوا بسماع صوت احتجاجهم. وأقول للمتظاهرين والمحتجين إننا تلقينا رسالتكم في الكونغرس الأمريكي ونؤيد وندعم رسالتكم التحررية لكل الإيرانيين.
السيدة جودي تشو نائبة ديمقراطية اخرى عن ولاية كالفورنيا في الكونغرس الامريكي خلال رسالتها قالت: أبارك وأهنأ الإيرانيين بعقد مؤتمر إيران الحرة لحقوق الإنسان والديمقراطية. إنني معجبة بالشجاعة الكبيرة للإيرانيين الوطنيين الذين جاءوا بجرأة إلى الشوارع للنضال من أجل حقوق الإنسان والديمقراطية.
السيدة مريم رجوي خلال رسالة مصورة مكونة من ٧ مواد مخاطبة المشاركين في هذا المؤتمر أشارت إلى النقاط والنصائح حول السياسة الصحيحة اتجاه إيران ومن جملتها قالت: الشعب الإيراني الذي بادر للقيام بمئات الانتفاضات والثورات في يناير الماضي يطالب باسقاط نظام ولاية الفقيه بشكل تام وكما يطالبون من المجتمع الدولي وخاصة الدول الغربية دعم الانتفاضة الإيرانية من أجل الاطاحة بالنظام الإيراني. وأيضا يطالبون بالاعتراف رسميا بالمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية تحت عنوان البديل الديمقراطي لنظام الملالي كخطوة ضرورية وملحة.
نرى أن الأرضية المشتركة لجميع هذه الخطابات والرسائل هي الاجماع على اسقاط نظام ولاية الفقيه الحاكم في إيران وضرورته. الشعب الإيراني قرابة ٤٠ عاما قد ذاق جميع أنواع المرارات الناجمة عن حكم هذا النظام المتخلف والعائد للقرون الوسطى. كما أن شعوب ودول المنطقة ولاسيما الشعب السوري المشرد المقتول والمذبوح قد تضررت بشده من تدخلات وجرائم هذا النظام وذاق مراراته. وبناء على هذا فقد حان الوقت لانهاء ووضع خاتمة لهذه الازمات والفوضى. لقد حان وقت التغيير وكما يجب انقاذ إيران والإيرانيين والمنطقة من شرور هذا النظام القمعي والداعم للإرهاب. 
خروج الولايات المتحدة الامريكية رسميا من هذا الاتفاق النووي خطوة اخرى في اثبات ضرورة إسقاط هذا النظام المعتدي والمتمرد وكما يجب أن يتم أخذ هذا الأمر في المنحى الجيد والحظ السعيد. 

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest


0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف يبدو التدوين، في زمن باتت الضوضاء تتكاثر فيه، وتتراكم الأقنعة فوق الوجوه- لا كحرفة أو هواية- بل كحالة أخلاقية، كصرخة كائن حرّ قرّر أن يكون شاهداً لا شريكاً في المذبحة. التدوين هنا ليس مجرد حبرٍ يسيل، بل ضمير يوجّه نفسه ضد القبح، حتى وإن كان القبح قريباً، حميماً، أو نابعاً من ذات يُفترض أنها شقيقة. لقد كنتُ- وما…

عبد الجابر حبيب ـ ذاكرة التهميش ومسار التغيير بعد عقدين من اندلاع الأزمة السورية، وتحوّلها من انتفاضة مطلبية إلى صراع إقليمي ودولي، ما زال السوريون يتأرجحون بين الحلم بوطن حر تعددي عادل، وبين واقع تمزقه الانقسامات، وتثقله التدخلات الأجنبية والمصالح المتضاربة. سوريا اليوم لم تعد كما كانت، لكن السؤال يبقى: إلى أين تسير؟ وهل ثمة أمل في التحول نحو…

حوران حم في زوايا الحديث السوري اليومي، في المنشورات السريعة على مواقع التواصل، في تصريحات بعض “القيادات” ومواقف فصائل تدّعي تمثيل الثورة أو الدولة، يتسلل الخطاب الطائفي كسمّ بطيء، يتغلغل في الروح قبل أن يظهر في العلن. لم تعد العبارات الجارحة التي تطال الطوائف والأقليات، والمناطق، والمذاهب، تُقال همساً أو تُلقى في لحظة غضب، بل باتت تُصرّح جهاراً، وتُرفع على…

إبراهيم اليوسف لم يكن، في لحظة وطنية بلغت ذروة الانسداد، وتحت وطأة أفق سياسي وأخلاقي مغلق، أمام الشيخ حكمت الهجري، شيخ عقل الطائفة الدرزية في السويداء، كما يبدو الأمر، سوى أن يطلق مكرهاً صرخة تهديد أو يدق طبول حرب، حين ألمح- بمسؤوليته التاريخية والدينية- إلى احتمال طلب الحماية الدولية. بل كان يعبّر عن واحدة من أكثر المعضلات إلحاحاً في واقعنا…