الأمازيغي: يوسف بويحيى
عفرين جرح غائر لم يحرك ساكنا إلا لدى الشعب الكوردي ،بينما بقي القادة متفرجين في سكون كأن شيئا لم يحدث ،هل أصبحت السياسة الكوردية تلزم نضال الصمت و التغاضي أكثر من الكلام و الصراخ في وجه الديكتاتورية لٱنتزاع الحق المشروع ،إلى أي هاوية يقود القادة شعبا مغلوبا على أمره تلقى كل أنواع العذاب بدون أدنى ذنب ،هل حقا قادة روجاڤا على قدر مسؤولية القضية الكوردية أم أن شعاراتهم أقوى من إيمانهم بها ،ماذا فعل الشعب الكوردي كي يبتلى بهذه العاهات السياسية التي تأخده إلى نفق مجهول و مظلم.
لن يختلف أحد على أن “عفرين” بيعت كما قبلها “كركوك” ،إنكشف هذا للعيان قبل بداية معركتها الخاسرة كقناع للتغطية على الصفقة ،الفرق بينها و كركوك ان عفرين تمت بطريقة مموهة بنفس عقلية تدبير صفقة “كوباني” و “عامودا”…،كل المسؤولية يتحملها قادة حركة المجتمع الديموقراطي فيما آلت إليه الأوضاع في روجاڤا بشكل عام ،لكن ماذا عن قادة المجلس الوطني الكوردي الذين بدورهم لزموا الصمت فيما يحدث أمام أعينهم في عفرين ،شعب مشرذ يباد و تغيير ديموغرافي و نساء تغتصب و شباب يجندون و أطفال تموت جوعا و بردا في العراء ،أليس لدى المجلس إمكانية العمل لصالح هؤلاء بعيدا عن السياسة و الصراع الحزبي بحكم أن لديه علاقات جيدة مع العالم الأروبي و الدولي.
بما يمكننا أن نقنع أهل عفرين بأن “تف دم” و “الأنكسة” يعملون لصالحهم ،لن نتفوق في ذلك إلا إذا كنا كاذبين و منافقين و مزورين للحقيقة ،بل حقهم عليكم عظيم و على كل متخاذل و خائن و متهاون في خدمة القضية و الوطن و الإنسانية ،أليس من المنطق ألا يقف قادة “تف دم” و جماعة “الشيخ ألي” عقبة أمام عودة أهالي عفرين إلى بيوتهم ،كما يستوجب على الأنكسة العمل بشكل جدي و فعال للعمل على لفت إنتباه الرأي الدولي بالقيام بجولات خارجية على حسابهم الخاص إن إقتضى الأمر ذلك ،مناشدة المجتمع الدولي و الإتحاد الأروبي و البرلمان الأروبي و رفع دعوة جرائم حرب قضائية إلى المحكمة الدولية في حق النظام التركي…
ماذا ينتظر قادة “تف دم” و “الأنكسة” من عقد إجتماع طارئ بعيدا عن الشكليات و المراهقة السياسة لٱتخاد موقف جاد رجولي بخصوص إيقاف التغيير الديموغرافي و إعادة الأهالي إلى مناطقها الأم ،ألم يفهم الإثنين بعد أنه عندما تنتفض الشعوب تلغى الإديولوجيات ،ما دور اللعب على أوتار الفكر و الإديولوجية في ظل خسارة الإنسان و الأرض ،حقا كلاهما بعيدان كل البعد عن الماركسية و النهج القومي لا للتعميم لكن الأغلبية الكاسحة ،في ظل هذا الخمول الكوردي أؤكد للقادة جميعا أن الماركسية بكل فروعها التي تجهلونها و وعي القومية بكل إسقاطاتها العلمية التي إنحرفتم عنها لا تساوي صرخة طفل عفريني يموت جوعا و بردا و قتلا و خوفا في براري كوردستان.
في أي مصب يصب نضال قادة روجاڤا إلى الآن ،ماذا جنى الشعب الكوردي من ولائهم إلى الأنكسة و “تف دم” ،تساؤلات تتطلب منا إجابات من الواقع الملموس في ظل تهرب القادة من الإجابة لأسباب مازلنا نجهلها منهم ،هل هي بفعل الخوف أو الخجل أو الفشل أو الضعف أو الإستفادة…أم جميعها ،لم نرى سوى أن محوري “تف دم” و “الأنكسة”””””””” يركضون بعيدا عن مجرى القضية الكوردية عكس ما كان متوقعا منهما ،حيث أن قادة “تف دم” من الوهلة الأولى يعملون لصالح النظام السوري العلوي الشيعي (الإيراني) ،بينما تواجد قادة “الأنكسة” ضمن الإئتلاف السوري لم نرى سوى إستفادة و هيمنة المعارضة العربية السورية على حساب الكورد و مناطق روجاڤا ،هنا يريد الشعب الكوردي معرفة محله من الإعراب و أية آفاق تحملونه له يا معشر قادة الكورد الكرام ،أم أن مسلسل الكوارث الإنسانية ستمتد على كل مناطق روجاڤا لا قدر الله ،ألم تمتعظوا من كل هذه النكسات و الكوارث و الآفات التي حلت بالشعب البريء.
صحيح أن قادة “تف دم” و “الأنكسة” فشلوا في إدارة المنطقة و الواقع و الثورة ،كما أن الحق يقال أن pyd إحتكرت الساحة بلغة السلاح و القوة و العنف لم تترك مجالا لأي صوت يعلو إلا قطعت لسانه ،بهذا هي من تتحمل المسؤولية الكبرى فيما يجري ،كما لا أؤيد إنسحاب الأنكسة من الإئتلاف بٱعتباره البوابة الوحيدة المتبقية لإيصال و تمثيل الصوت الكوردي في المحافل الدولية رغم العجز و الإفلاس المعنوي ،وليس حبا في تركيا الأردوغانية الإرهابية المحتلة لعنة الله عليها.
إلى هنا هل يملك بعض قادة “تف دم” و “الأنكسة” الجرأة للإعتراف بأخطائهم و الإعتذار للشعب و بعدها يقدمون الإستقالة حفظا لماء وجوههم و المنطقة و ما تبقى من أرواح العباد ،أليس من أبناء الشعب المثقف من هم أولى و أهلا لتولي مسؤولية القضية و العمل لإيجاد حلول تليق بالمنطقة و الشعب و تتماشى مع حركة التاريخ لإيصال الأمانة إلى بر الأمان.
إني أخاطب من له عقل سديد و منطق مريب من خلاله أنوه و أذكر قادة “تف دم” أنهم لم يفهموا في الماركسية إلا ما فهمه الفخار في تجارة الحرير ،كما أذكر قادة “الأنكسة” أن نهج البارزاني الخالد أفق لم يصلوه بعد ،سأكون أردوغاني في نظر الأول و أبوجي في نظر الثاني ،هذا لا يهمني مادمت أملك و أسكن وجدان و قلب الشعب الكوردي البسيط.