القبض على الشباب الكورد في «جمهورية الشهباء» وسوقهم الى العسكريّة.!

عنايت ديكو 
• سبع سنوات … والكوردي يرفض أن يُقاتل مع النظام البعثي ضد أخيه السوري الآخر .!
• سبع سنوات … والكوردي يتعرّض لشتى أنواع الابتزاز والضغط والاكراه والانكار والحصار والتنكيل، وأخيراً التهجير  … وبقي هذا الكوردي ناصعاً وآزادياً وشامخاً وجبلياً صلباً، ولم يستسلم للانحراف بالرغم من وجود كم هائل من الانهيارات والتعرجات البينية وفقدان البوصلة ، وبقي هذا الكوردي وفياً لقيم للثورة السورية بعكس الجيران والأصدقاء .!
• سبع سنوات … والكوردي بقي رافضاً لكلّ الوعود المعسولة التي أتت من جانب النظام، ورفض رفضاً كلّياً المشاركة في الآلة العسكرية البعثية اللاوطنية التي تفتك وتقتل السوريين كل يوم.!
• لكن اليوم …. ومن خلال سياسة الترحيل الممنهج والتهجير والمشاريع العنصرية المرسومة لنا بدقة، يُجبَِر هذا الكوردي الناصع علىٰ ترك عمقهِ العميق والنزوح الاجباري عن منطقتهِ وقريته وأهله وأرضه وزيتونه وتاريخه، ويُطلب منه ضرورة نسيان هذه الذاكرة… ويُدفَع به مُجبراً الى الكهوف والسراديب والوديان والبراري والصحارىٰ، والنوم في العراء الشهبائي العروبوي البارد … ويحاصرونه من كل الجهات وفي بوتقة جغرافية شيعية وصغيرة … وفي الأخير يُطلب منه، الامضاء على صكوك الموت الكوردي والاستسلام للقدر  والواقع الجديد.!
• ففي أخبارٍ ومشاهد جد حزينة … ومحزنة … ومقلقة … وقاتلة … ومعتصرة للقلب والرّوح والوجدان ، تكلمت البارحة مع بعضٍ من أقربائنا ومعارفنا وأهلنا هناك، الذين لا زالوا يفترشون الشوارع والبراري في النبل والزهراء وغيرها … فأكثرهم، يطلبون من الله الموت المفاجئ والسريع لأنفسهم ولعوائلهم، ويفضلون الموت الأسود على ذاك الوضع المزري واللا انساني والقبيح، فهناك عوائل كورداغية كثيرة وكثيرة وبعشرات الآلاف، تنتظر فتح المعابر والحواجز ونقاط التفتيش التي تتحكم بها الأمة الديمقراطية ، فكل العائلات تريد الرجوع الى مواطنها وقراها وأرضها وجبالها وزيتونها، لكنها تصطدم بوابل الرصاص والأبواق والتهديدات … ويقال أيضاً بأن الكثيرون منهم، ينامون في العراء البارد والماطر وينتظرون شفقة الرفيق الايكولوجي، ليُسمح لهم في الأخير بالعبور الى عفرين . لكن هيهٰات … لا حياة لمن تنادي .!
• ولدىٰ سؤالي عنهم وعن مستقبلهم ومستقبل أولادهم وبقائهم هناك … وماذا سيحلّ بهم وبأولادهم وبحياتهم، خاصة إذا أغلق كانتون الشهباء أبوابه وطلب منهم الرحيل الى الرّقة أو الجزيرة أو أي منطقة أخرىٰ من سوريا.؟ فخرجت سيدة من سيدات القوم من بينهم وتكلمت بنبرة ملؤها الحنين والشوق الكورداغي الواسع، وقالت لي : اسمع يا بني، فليسمعني كلّ الناس غرباً وشرقاً … وأريد منك أن توزع وتنشر هاتين النقطتين على وجه الخصوص ….!
• النقطة الأولىٰ : نحن نعيش هنا مع أدوات الرعب وعوالمه الغريبة، الى جانب وجود العصابات الاستخباراتية البعثية الخاصة بيننا والتي تعمل كالجراد، وتراقبنا بشكلٍ مستمر ودائم، من صغيرنا الى كبيرنا، وكل أسماء النازحين موجودة عندهم وفي سجلاتهم. فمنذ اسبوع مثلاً والى اليوم، القت المخابرات البعثية وبالتعاون مع الايكولوجيين، القبض على عدد كبير من شبابنا ورحلوهم الى معسكرات التدريب في مدينة حلب … وتراوح عدد هؤلاء الشباب بين 50 – 60 شاباً، للزج بهم في القتال ضد السوريين ، أما على الطرف الآخر وبالنسبة لنا ، فلا يسمحون لنا أبداً بالهروب أو الرحيل من هنا وكل الطرق مُغلقة، لكن اللافت وبشكل كبير، هو انهم يبحثون عن الشباب بشكل أكبر ليزجوا بهم في آتون الحروب هنا وهناك .!
 – النقطة الثانية : فكل ما نريده اليوم من رب العالمين، هو أن نصل نحن وأولادنا وأحفادنا الى أقرب مقبرة كورداغية … أو أقرب شجرة زيتونٍ في كورداغ … وبعدها لنموت كلنا سوياً هناك وتحت ظلالها … وفي الأخير ليأخذ ربّ العالمين أمانته !
• وعندما سألتها عن الأمة الديمقراطية والنظام الآيكولوجي العالمي وفلسفة البراديغما العابرة للقارات … و قيام الحكمدارية بواجباتها القومية والاخلاقية والانسانية، والدفاع عنكم وعن كراماتكم وكرامة أولادكم وعوائلكم كما تدعي .؟
• فقالت لي : اسمع يا بُني … فالأمة الديمقراطية … بح ح ح ح ح ح ح بحح ح بحح بح … خلاااااص … وطارت .!

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

خليل مصطفى مِنْ أقوال الشيخ الدكتور أحمد عبده عوض (أُستاذ جامعي وداعية إسلامي): ( الطَّلَبُ يحتاجُ إلى طَالِب ، والطَّالِبُ يحتاجُ إلى إرادة قادرة على تحقيق حاجات كثيرة ). مقدمة: 1 ــ لا يختلف عاقلان على أن شعوب الأُمَّة السُّورية قد لاقت من حكام دولتهم (طيلة 70 عاماً الماضية) من مرارات الظلم والجور والتَّعسف والحرمان، ما لم تتلقاه شعوب أية…

أحمد خليف الشباب السوري اليوم يحمل على عاتقه مسؤولية بناء المستقبل، بعد أن أصبح الوطن على أعتاب مرحلة جديدة من التغيير والإصلاح. جيل الثورة، الذي واجه تحديات الحرب وتحمل أعباءها، ليس مجرد شاهد على الأحداث، بل هو شريك أساسي في صنع هذا المستقبل، سواء في السياسة أو في الاقتصاد. الحكومة الجديدة، التي تسعى جاهدة لفتح أبواب التغيير وإعادة بناء الوطن…

إبراهيم اليوسف إنَّ إشكالية العقل الأحادي تكمن في تجزئته للحقائق، وتعامله بانتقائية تخدم مصالحه الضيقة، متجاهلاً التعقيدات التي تصوغ واقع الشعوب. هذه الإشكالية تطفو على السطح بجلاء في الموقف من الكرد، حيث يُطلب من الكرد السوريين إدانة حزب العمال الكردستاني (ب ك ك) وكأنهم هم من جاؤوا به، أو أنهم هم من تبنوه بإجماع مطلق. الحقيقة أن “ب ك ك”…

شيروان شاهين سوريا، الدولة ذات ال 104 أعوام البلد الذي كان يومًا حلمًا للفكر العلماني والليبرالي، أصبح اليوم ملعبًا للمحتلين من كل حدب وصوب، من إيران إلى تركيا، مرورًا بكل تنظيم إرهابي يمكن أن يخطر على البال. فبشار الأسد، الذي صدع رؤوسنا بعروبته الزائفة، لم يكتفِ بتحويل بلاده إلى جسر عبور للنفوذ الإيراني، بل سلمها بكل طيبة خاطر…