نص رسالة البارزاني بمناسبة أعياد نوروز:

بمناسبة عيد نوروز ورأس السنة الكوردية الجديدة، أهنىء شعب كوردستان وأتمنى لهم عاماً سعيداً مليئاً بالخير للجميع.
نوروز تحمل معها دوماً معاني الحرية وبدايات جديدة لشعب كوردستان.
ليس بجديد أن نضال شعب كوردستان في سبيل الحرية مستمر منذ القدم، ولم يختار شعبنا أبداً اللجوء الى القتال، في نضاله، إلا من أجل الدفاع عن الذات، وهذا حق مشروع. وفي كل الأوقات والمراحل عبر شعبنا عن رغبته في حل المشكلات بالسلم بعيداً عن العنف، كما جنح الى السلم في كافة الفرص.
وبخصوص الإستفتاء، وقبله ومابعده، أكدنا مراراً على أن الهدف هو السلام والحل الجذري للمشكلات، وهذا حق مشروع لشعب كوردستان ولا أحد يستطيع أن يسلبه، ويجب أن يدور الحديث حول تحقيقه.
في الداخل الكوردستاني، مع الأسف، تنصلت بعض الأطراف التي كانت حريصة على إجراء الإستفتاء، من المسؤوليات والنتائج والتداعيات، علماً أن تصويت شعب كوردستان لم تكن جريمةً أو خطأً مرتكباً، بل كانت نتيجة للظلم وإنهاء الشراكة. وبالتأكيد لو تم إحترام الشراكة والدستور لكان الوضع العراقي أحسن من الآن بكثير، ولكانت المشكلات أقل أيضاً.
الأطراف العراقية كانت في البداية منفتحة جداً تجاه الحقوق المشروعة لشعب كوردستان، ومتفهمة للنوايا الحسنة والسلمية لشعب كوردستان، ولكن للأسف، إستغلت بعضها معاداة حقوق شعب كوردستان لغايات سياسية، وردت على صوت الشعب الكوردستاني بالحصار والضغوطات والقوة، وتبينت مرة أخرى أن المشكلات لا تحل بالحرب، لذلك نتمنى أن تضاف هذه التجربة الى الدروس والعبر السابقة لتدفع الجميع نحو الحوار والسلام والتفاهم من أجل معالجة كافة المشكلات، وقضية الشعب الكوردي في المنطقة.
ان الوضع الحالي في كركوك وبقية المناطق، الناتج جراء الخيانة وفرض القوة، لا يمكن أن يستمر ويصبح أمراً للواقع، بل يجب أن يتم معالجته وتطبيعه حسب الدستور والمادة 140، كما يجب أن تتخذ الإجراءات الضرورية تجاه القتل والتجاوزات والتهجير التي حدثت في أكتوبر الماضي في تلك المناطق، وبالذات في طوز خورماتو. كما نعتبر الإنفتاح الحالي بين حكومة الإقليم وحكومة بغداد، أمراً إيجابياً، ونرحب به ونأمل أن يستمر الحوار والتفاهم بينهما بهدف حل المشكلات.
نحن نتفهم قلق دول الجوار وحقهم في التفكير بمصالحهم، ولكن بعد مئة سنة من الكوارث والتضحيات يجب أن يتفهموا أيضاً حق شعب كوردستان عندما يعبر عن رأيه، ويجب أن يتوضح لديهم أن الحرب والقتال لم يكونا أبداً من خيارات شعب كوردستان، ولم ينتفع أحد منهما..
في السنوات السابقة، لجأ البعض في كوردستان الى إضطراب الأوضاع وصنع العراقيل بأشكال مختلفة، وجربوا كل الوسائل، وطرقوا كل الأبواب. ولكنهم لم يحققوا شيئاً، وبالتأكيد لو إستمروا على ذلك النهج لايحققون شيئاً، أيضاً، في المستقبل.
نأمل توصل الجميع في الداخل الكوردستاني الى قناعة مفادها، أن الضمان الرئيسي لحقوق شعبنا، يتحقق بوحدة الصف والإجتماع تحت مظلة المصالح العليا والمشتركة لشعبنا، والحل الوحيد هو العودة الطوعية لكل الأطراف في الداخل الكوردستاني، الى رغبة الشعب والتي هي الوحدة والتآخي والنضال المشترك.
كما نعبر عن أسفنا تجاه ماحصل في عفرين من قتال وأحداث مؤلمة أدت الى تعرض حياة وإستقرار الأهالي للخطر. والمشاهد التي نراها في عفرين مؤسفة، لأن القتال بين القوات المسلحة، شىء، والتصرفات غير الإنسانية، كإهانة الأطفال والنساء ورموز الشعب، وقتل وإصابة المواطنينن دون ذنب، شىء آخر، ويجب أن يتم إيقاف تلك التصرفات غير الإنسانية. نأمل أن تنهي أحداث القتل والتشريد، ونؤكد على أن الحل الوحيد هو معالجة المشكلات بالسلام والسبل السياسية. كما نأمل أن توحد الأطراف الكوردية السورية صفوفها لكي تسطيع أن تضمن حقوقها السياسية والقومية بالطرق السلمية، وأن تحترم كافة الأطراف حقوق الشعب الكوردي في سوريا.
في الختام أتمنى في هذه المناسبة الوطنية والقومية، فتح صفحة جديدة بين الأطراف الكوردستانية لوحدة الصف والتفاهم، كما أتمنى الخير للمواطنين الكوردستانيين، فرداً فردا.
كما أحيي بشكل خاص عوائل الشهداء الكرام والبيشمركة البواسل، ومبارك نوروز الجميع.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

اكرم حسين في خطوة جديدة أثارت استياءً واسعاً في اوساط السكان ، تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي قراراً منسوباً لهيئة الاقتصاد التابعة “للإدارة الذاتية” برفع سعر ربطة الخبز من 1500 ليرة سورية إلى 2000 ليرة سورية ، وقد جاء هذا القرار، في وقت يعاني فيه اهالي المنطقة من تهديدات تركية ، وضغوط اقتصادية ، وارتفاع غير مسبوق في تكاليف المعيشة….

عبدالله ىكدو مصطلح ” الخط الأحمر” غالبا ما كان – ولا يزال – يستخدم للتعبير عن الحدود المرسومة، من لدن الحكومات القمعية لتحذير مواطنيها السياسيين والحقوقيين والإعلاميين، وغيرهم من المعارضين السلميين، مما تراها تمادياً في التقريع ضد استبدادها، الحالة السورية مثالا. وهنا نجد كثيرين، من النخب وغيرهم، يتّجهون صوب المجالات غير التصّادمية مع السلطات القمعية المتسلطة، كمجال الأدب والفن أو…

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…