إلى المتشيع.. الدكتور محمد تقي جون

محمد مندلاوي
وجدت البارحة في مَوقعَين الكترونيين على الانترنيت وهما موقع “النور” وموقع “صحيفة المثقف” مقالاً طويلاً تحت عنوان:” الفيليون العراقيون على الخارطة الكردية” للأستاذ الدكتور محمد تقي جون الأستاذ في جامعة واسط. وأصل المقال كان فصلاً من كتاب بعنوان “قصة الكرد الفيليين” من تأليف الكاتب المشار إليه وصدر عن بيت الحكمة في بغداد، ويقع في 319 صفحة من القطع المتوسط.  تناول فيه ماضي وحاضر الكورد الفيلية في جنوبي وشرقي كوردستان، لكن الدكتور الأكاديمي لم يطلق على جزئي هذا الوطن الأصيل اسمه الصحيح والسليم إلا وهما جنوب وشرق كوردستان، بل اعترف بشكل سافر بالحدود المصطنعة التي خطها حراب بنادق الغرب (الكافر) وقال: الفيلية في العراق وإيران!. 
وهو يعلم جيداً إن العراق وإيران بحدوديهما الحالية كيانان مصطنعان أحدثهما الاحتلال البريطاني الأمريكي خدمة لمصلحتيهما ومن ثم أوكلتا إلى هذين الكيانين المذكورين إدامة احتلال الجزأين المذكورين أعلاه من الوطن الكوردي السليب. بمعنى أوضح، أن العراق بعد تحريره على أيدي الجيش الأمريكي عام 2003 لم ينسحب من كامل التراب الكوردي ولا يزال يحتل نصف مساحة جنوب كوردستان بدءاً من بدرة وجصان ومروراً بمندلي وورازرو (بلدروز) وخانقين وشهربان وجلولاء وخورماتو وكركوك ومخمور وانتهاءاً بشنگاڵ (سنجار). من الذين مروا على مقال الدكتور محمد تقي جون وأبدوا رأيهم فيه الدكتور الكاتب (عبد الستار نور علي) لقد كتب تعليقاً مقتضباً عنه لمح في سياقه:” إن كاتب المقال الدكتور محمد تقي جون مواطن كوردي”. لكن أنا كمحمد مندلاوي أشك أن يكون كوردياً في الغالب تقي وجون من الأسماء الفارسية أو من الفرس الناطقون بالعربية في العراق. لنفترض جدلاً أنه من الكورد بلا شك أنه من الكورد الذين ليس لهم أي شعور أو انتماء قومي أو وطني لا لشعبهم الكوردي ولا لوطنهم كوردستان وهذا ما سنراه من خلال مقاله.. الذي يتضح من بين سطوره وخلفها أن الانتماء المذهبي الطائفي (الشيعي) مسخ عقله وأصبح أداة طيعة بيد مراجع كربلاء والنجف التابعين لقم والمشهد الذين يصفون الشعب الكوردي بكل شرائحها دون استثناء بأقذع الأوصاف. 
عزيزي المتابع، بعد سقوط نظام حزب البعث المجرم وإعدام رئيسه اللعين صدام حسين ارتفعت على الساحة العراقية نعرات العداء تارة عنصرية مقيتة وتارة مذهبية طائفية من أفواه الشخصيات والأحزاب الشيعية الحاكمة في بغداد تصاحبها جماعة من السنة المعرفون على الساحة العراقية بسنة المالكي تدعو علنية ودون استحياء إلى سلخ الشريحة الفيلية من جسد الأمة الكوردية تارة تدعو إلى تعجيمهم  وهناك من يدعو إلى تعريبهم وفي كلتا الحالتين ما هي إلا محاولة دنيئة لقلعهم من جذورهم الكوردية الأصيلة وإعطائهم هوية مزورة غير هويتهم الكوردية الكوردستانية التي يحملونها منذ آلاف السنين، والدكتور الأكاديمي المدعو محمد تقي جون ما هو إلا أداة من هذه الأدوات.. التي تتحرك في هذا المضمار ضد شريحتي الأمة الكوردية إلا وهما  شريحة الكورد الفيلية وشريحة الكورد الشيعة؟. خلال بحثي عن اسم الكاتب لإلقاء نظرة على نتاجاته الفكرية وجدت في صفحات الانترنيت وتحديداً في موقع النور الغراء نشر عدة مقالات مطولة عن الكورد الفيلية، وأيضاً وجدت أنه ألف كتاباً كما ذكرنا أعلاه بعنوان:” قصة الكرد الفيليين” إلا أني لم أطلع عليه، لكني سأتناول في هذه الوريقات مقاله الذي هو فصل من فصول الكتاب الذي أشرت له أعلاه، لأنه تطرق فيه إلى اسمي بشيء من التهكم فهذا ما استفزني لذا كالعادة سأضع مقاله على بساط البحث وسأناقشه فقرة بعد أخرى لكي أوضح  للقارئ الكريم تلاعب الدكتور محمد تقي جون بالكلمات من أجل زرع الشك والريبة في داخل الإنسان الكوردي الفيلي والكوردي الشيعي، وكذلك سأشير إلى الهفوات والأخطاء القاتلة التي وقع فيها الكاتب الأكاديمي. 
يقول الدكتور في الجزئية التالية:” الفيليون العراقيون مكون كردي امتلك التاريخ الحاكم والثائر والمؤثر في أطواره المختلفة، وقاد حضارة وثقافة إنسانية ضخمة، وساكن أقواماً عراقية مختلفة قبل الإسلام مثل السريان والنبط والدريَّين واليهود وغيرهم، وبعد الاسلام وأهمهم العرب الذين ارتبطوا بهم مصيرياً، وسكن العراق بمواطنة صالحة وإخلاص راسخ، وكانت المسالمة أبرز سماته”.
ردنا على الجزئية أعلاه: أتلاحظ عزيزي القارئ أنه في أول سطر في مقاله يعترف أن الفيلية شريحة كوردية، لكنه كمن يدس السم بالعسل يزعم أنه مكون.. . ومصطلح المكون عادة يطلق على شعب قائم بذاته؟. إن هذه الشريحة لا تعرف في الماضي والحاضر بدون سابقة اسم الكورد “الكورد الفيلية” وهذه ميزة تفضله على بقية الشرائح الكوردية الأخرى كالسوران والبهدينان والهورمان والإيزيديين والكاكائيين والشبك الخ أن جميع هؤلاء يعرفوا باسمهم القبلي فقط بدون سابقة الكورد سوى الكورد الفيلية وذلك بسبب أصالتهم العريقة داخل الأمة الكوردية. أي نعم  دكتور ليس الكورد الفيليين فقط بل عموم  الكورد كانوا عراقيون لكن هذا عندما كان العراق وعموم كوردستان وأفغانستان وطاجيكستان الخ جزءاً من إيران أرض الآريين التي كانت تسمى آريان؟ بدءاً من سومر على نهر الفرات في أقصى الجنوب وانتهاءاً في روسيا هذه كانت أرض آريان. إن الكورد ومنهم الكورد الفيلية لم يساكنوا أحدا، أنهم أحفاد السومريين هل أن السومريين ساكنوا أحد؟ أم أن الآخرين جاءوا فيما بعد من شمال الجزيرة العربية وساكنوهم؟ واسم الـ “پيلي = Pili” في اللغة السومرية كان يعني الشجاع، الباسل.  ونرى استمرار هذه الكلمة الكوردية الأصيلة إلى اليوم في جلالة اللغة الكوردية الحديثة بصيغة الـ”پهلوان= Pehlewan” أي: البطل، “پهل” الاسم، و”وان” لاحقة. من المرجح أن اسم الـ”فيلي” مشتق من اسم (پيلي) السومري. والسومريون تاريخهم يعود إلى الألف الرابع قبل الميلاد. وبعد أن أفل نجم الدولة السومرية بقرون عديدة ظهر الميديون الكورد (678- 550 ق.م) على مسرح الأحداث وأسسوا إمبراطورية مترامية الأطراف وعُرف هؤلاء في التاريخ بـ” پهلوي ماد = Pehlewi mad ”  أن تسمية الميديين بـ” پهلوي ماد = Pehlewi mad ” ربما جاءت بسبب وجود الپهلويون (الفيليون)  كإحدى القبائل الست (6) الذين شكلوا اتحاد ميديا القبلي. لكن لكي أكون دقيقاً فيما أقول أن المؤرخ اليوناني (هيرودوت= Herodotos) حين ذكر القبائل الست لم يذكر اسم الفيلي من ضمنهم وهم كالآتي:1- بوزا 2- باريتاك – ربما الاسم الثاني “باريتاك” هو “پیلی   = فيلي” لكن بالصيغة اليونانية- 3- ستروخات 4- آريا – 5- بودي 6- موغي. وجاءت في دائرة المعارف الإيرانية ج(4) ص (5849):”إن اليونانيين كانوا يطلقوا على شمال غرب إيران اسم ميديا. وجاء في ذات الجزء وذات الصفحة المذكورة أعلاه: إن “پهلە= Pehle” ناحية تابعة لمحافظة إيلام. إذاً أن الكورد يسبقون الجميع في بلاد بين النهرين، لكن بعد أن زحفت جحافل الأعراب من شبه الجزيرة العربية باسم الدين واحتلت العراق بحد السيف احتلالاً استيطانياً أرغمت غالبية الكورد على ترك الأراضي المنبسطة ولجئوا إلى معاقلهم في الأراضي المرتفعة والجبال الشاهقة التي عرفت منذ القدم بصيغ مختلفة لكن جميعها تعني كوردستان، كأرض الأكرد، وكوردوئن، وكورديين، وكوردوس، وأرض الجبال الخ. ومن بقي من الكورد في الأراضي المنبسطة أما قُتل دون رحمة أو استسلم ومن ثم استعرب كرهاً أو طوعاً. ثم ذكر الدكتور على استحياء اسم “الدريَّين” أنه يعرف أن العراقيين لا يستسيغون اسم الفرس فلذا لجأ إلى المراوغة واللعب بالكلمات فعليه ذكرهم باسمهم الآخر “الدريَّين” أنا هكذا فهمت هذه الكلمة، إذا هناك مفهوم آخر لها فليتفضل ويزودنا به الكاتب. ثم زعم أن الكورد الفيلية ارتبطوا بالعرب مصيرياً!!. لا يا هذا، الكورد الفيلية والكورد الشيعة لن ولم يرتبطوا بالعرب الغزاة مصيرياً قط، هم ساميون والكورد آريون، هم عرب وهؤلاء كورد، هم غزاة جاءوا من الصحراء القاحلة احتلوا هذه الأرض احتلالاً استيطانياً بينما الكورد أهل هذه البلاد التي سلبت منهم عنوة، هم أناس حياتهم مبني على القتل والنهب والسلب كما يقول شاعرهم: وأحياناً على بكر أخينا… إذا ما لم نجد إلا أخانا. بينما الكورد أناس مسالمون موطنهم مأوى لكل من لم يجد له موطناً يأويه ويؤمنه من شر الأشرار وخير دليل على ما نقول ما يراه العالم اليوم حيث توجد في إقليم كوردستان مليونان من العرب وغيرهم لجئوا إليه خوفاً من القتل والسبي على أيدي ميليشيات الأشياع.
ثم يقول الدكتور محمد تقي جون:”عرفوا أولاً باسم (الميديين) وهم أنبه الأصول الكردية كما ظهروا في التاريخ، وشكلوا الامة الكردية مع الأصول الأخرى: الكوتيين، والعيلاميين، والكاشيين، والميتانيين، والخالديين، واللولويين، والسوباريين، والنايريين، والحيثيين، والكردوخيين. والفيليون. وعرف عموم الكرد بالبداوة؛ فكلمة (كردي) كانت تعني البدوي ساكن الخيام ومربي الماشية(1). ولبداوتهم لم يهتموا بتدوين لغتهم بعكس الفرس وغيرهم من الأمم، لذا ضاعت لغتهم الأولى”.
توضيحي على ماجاء أعلاه: عزيزي الدكتور جون، كما ذكرت لك أعلاه عرفوا أولاً بـ پهلوي ماد =   Pehlewi mad” ثم غرفوا فيما بعد بـ”ماد” فقط وعند الساسانيين عرفوا بـ”ماي” لذا ترى اليوم عند الكورد أشخاصاً يحملون اسم “مايخان” أي: الخان الميدي، وتغير اسم ماي عند العرب إلى “ماه” لذا بعد احتلال نهاوند ودينور في شرقي كوردستان أرسلوا خراجهما والاتاوات التي أخذوها من المدينتين وبعثوها إلى الكوفة التي سموها  بـ”ماه الكوفة”. وخراج مدينة “دينور” التي تقع قرب مدينة كرمانشاه ذهبت إلى البصرة فلذا سميت بـ”ماه البصرة”. ثم أن الأسماء التي زعمت أنها انضمت إلى الميديين غير صحيحة لم تذكر كتب التاريخ هذه الأسماء ضمن الميديين؟ راجع بواطن كتب التاريخ جيداً تقول لك أن الميديين كانوا ست قبائل فقط بعض الكتب يذكر الفيلية من ضمن هذه الستة وقسم آخر لم يذكرها من ضمنهم. لا عزيزي كلمة الكوردي كان عند الآشوريين تعني الشجاع المحارب، وهكذا عند الفرس والشعوب الأخرى كانت تعني الشجاع لا شك أن من حيثيات الإنسان الشجاع في ذلك التاريخ أن يكون خشناً وجافياً. للعلم أن حماية ملوك الآشوريين كانوا من الكورد؟. لا عزيزي لغتهم كانت مدونة إلا أن الأعراب.. قضوا عليها، أدعوك أن تقلب صفحات التاريخ جيداً حتى تعرف من هم الكورد وما هو تاريخهم لا تطلق العنان للسانك يقول ما يشاء دون تفكير بحيثياته. يا حبذا تقول لنا ما هو تاريخ الفرس المدون قبل الإسلام؟.هل يوجد غير صخرة بيستون وهذه من بقايا الهخامنشيين كتبت بثلاث لغات الفارسية القديمة والإيلامية (عيلامية) والبابلية.. أي أنها كتبت باللغات التالية: الفارسية والكوردية الإيلامية والبابلية السامية. إذا يوجد غير هذا كتبت بلغة الفرس وليس بلغة أخرى كالپهلوية وغيرها خبرنا به؟. 
وفي ذات الجزئية يقول الكاتب:”أقاموا دولة (ميديا) وشاركهم فيها فروع كردية أخرى، وشملت ميديا شمالي وغربي إيران، وشرقي وشمالي العراق وتوسعت إلى أنقرة في تركيا، واستمرت زهاء (500) سنة حتى سقطت على يد الفرس الاخمينيين سنة (550 ق.م). وكانت لغتهم تسمى (الفهلوية)(2) التي اتخذت لغة رسمية عند أحفاد كورش الاخميني(3)، وتطورت هذه اللغة في الدولتين التاليتين لهما: الاشكانية وسميت لغتها (الفهلوية الاشكانية)(4)، والساسانية وسميت (الفهلوية الساسانية) بوصفها لغة الدين والدولة. وكانت الفهلوية أخذت طابعا دينيا عندما كتب بها النبي زرادشت الكردي كتابه المقدس (الأﭭستا)، وأصبحت كتاب المجوس دين الساسانيين الرسمي”.
ردنا على كلامه أعلاه: لا أدري من أين جاء الدكتور بأن دولة ميديا عاشت زهاء (500) سنة! هذا هو العلامة الإيراني (علي أكبر دهخدا) يقول في دائرة معارفه المعروفة بـ”لغت نامەی دهخُدا” التي تحتوي على  (27000) صفحة من القطع الكبير جاء في جزئه الثالث عشر  ص 19925: ماد اسم قوم آري إيراني الأصل في بداية القرن السابع أو أواخر القرن الثامن قبل الميلاد أسسوا دولة ميديا وأول ملك في هذه الدولة كان اسمه “ديوكس” (708-655ق.م) وأخير ملك في هذه الدولة  هو “آستياگس” (584- 550ق.م) لقد انقرضت هذه السلسلة على يد كورش الهخامنشي. الميديون كانوا شعبٌ آري مقيمون في جنوب آذربايجان وأطراف همدان. ثم يضيف دهخدا: إن هؤلاء القوم في أواخر القرن الثامن قبل الميلاد أو أوائل القرن السابع قبل الميلاد أسسوا دولة ميديا. انتهى كلام العلامة (علي أكبر دهخدا). لنفترض الرقم الأعلى هو الأصح بأنهم أسسوا الدولة في القرن الثامن قبل الميلاد وانقرضت عام (550ق.م) وهذا يعني أن الدولة دامت (150) سنة وليست (500) سنة كما ادعى الدكتور جون؟. لزيادة المعلومات يستطيع الكاتب أن يراجع  كتاب العلامة الروسي (ا.م. دياكونوف) بعنوان:” تاريخ ماد” باللغة الفارسية. إن اللغة البهلوية في إيران كانت بلهجتين، اللهجة الشمالية كانت لغة الشعب البارتي (Party) واللهجة الثانية هي الجنوبية أو الجنوبية الغربية. في ذات الجزئية يحاول الكاتب بطريقة فنية أن يستحوذ على عقل القارئ كي يحتويه ويسلب منه إرادته ثم يقول له بأن هؤلاء الكورد جذورهم مجوسية، وهذا المصطلح أشيع شعبياً بمدلول سلبي ليس كما هو مدلوله الصحيح. في هذا المضمار يقول العلامة (مسعود محمد) عن كلمة المجوس في كتابه (لسان الكُرد) ص (19):” أما تسمية أتباع زرادشت بالمجوس فلها قصة قصيرة نوضحها. كان تابع زردشت والمؤمن بدينه يسمى (مُغْ بضم الميم وسكون الغين) وقد قلبها اليونانيون حسب تهجئتهم للألفاظ الشرقية وحسب أقيستهم الصرفية إلى (ماگیوس = Maguos) فتحولت بدورها إلى (مجوس). ولأتباع زرادشت عامة تسمية أخرى تشمل عمومهم ولا تطلق على آحادهم إلا إذا حولت للمفرد فهم كانوا يسمون أنفسهم (بِهْدینان – بكسر الباء وسكون الهاء) ويعني أصحاب الدين القويم. الألف والنون في (دينان) علامة الجمع. – ومن بقايا الـ” بِهْدينان” اليوم توجد شريحة كوردية في إقليم كوردستان بهذا الاسم- ولهم كذلك اسم آخر أدل في نظرهم على هويتهم وهو (مَزْدَيَسْنَهْ – بفتح الميم وسكون الزاي وفتح الدال وفتح الياء وسكون السين وفتح النون وسكون الهاء والكلمة مركبة تعني (عابد مزد) يقابلون بها (ديويسنه) أي: (عابد الشيطان). ويقول: كان ذلك موجزاً لابد منه لإخراج موضوعه من الظلام المطلق. انتهى كلام العلامة (مسعود محمد). ونحن هنا ندعم كلام العلامة بآية من القرآن في سورة الحج آية 17حيث يضع المجوس مع أهل الكتاب من اليهود والنصارى قائلاً:” إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس.. . استناداً على الآية القرآنية أن الخليفة الثاني (عمر بن الخطاب) قال عن المجوس: سنوا بهم سنة أهل الكتاب. نقله لنا العلامة (محمد ناصر الدين الألباني) في (إرواء الغليل) حديث (1248) ورواه الشافعي ص (298). وأخرجه مالك في الموطأ وذكر هذا الحديث آخرون أيضاً.   
ويقول الكاتب في الجزئية التالية:”أكد الدكتور كمال مظهر كردية الدولة الأشكانية التي تسمى الوسطى، وأكد كردية الدولة الساسانية الطبري بنص نقله من كتاب إيراني قديم(5). ودعمه ابن النديم بقوله ان الدولة الساسانية كانت تتكلم بخمس لغات: الفهلوية والدريَّة والفارسية والخوزية والسريانية. وقال الفهلوية كان يجري بها كلام الملوك في مجالسهم، والفارسية كان يجري بها كلام الموابذة (علماء الدين المجوس)(6). وهذا يدحض وهم فارسية الدولة الساسانية الكسروية”.
ردي على ما قاله الكاتب أعلاه: لقد ذكر الكاتب في مقاله الذي نناقشه الآن (39) مصدراً لكنه لم يذكر للقارئ اسم المصدر الذي تكلم الدكتور (كمال مظهر) فيه عن كردية الدولة الأشكانية!. إن الأشكانيين أخذوا اسمهم من أشك مؤسس وأول ملك لهذه السلالة، ولهم أسماء أخرى لسنا بصدد ذكرها الآن. ثم أن الأشكانيين حكموا في أربع مناطق مختلفة كل لها ملكها؟ 1- أشكانيوا إيران 2- أشكانيوا أرمينيا 3- أشكانيوا الغرب – بلاد الكورد في (جزئه الإيراني)- الذين حكموا من الغرب حتى الهند وكانوا تابعين لأشكانيوا إيران؟.4- أشكانيوا الشمال الذين حكموا بعد انقراض الدولة الأشكانية في إيران فيما وراء نهري جيحون وسيحون. بما أن الكاتب ذكر الأشكانيين، وفي جزئية أخرى ذكر الكلام التهكمي الذي قاله أردوان الخامس وبهرام چوبين عن الكورد حين واجها ملكين من ملوك بني ساسان، سأعيد للكاتب وللقارئ العزيز نشر جزئية من مقال طويل بعدة حلقات كنت قد كتبته في إحدى ردودي على أحد مبغضي الكورد. جاء في تاريخ الطبري طبع مصر ص (57) المجلد الثاني، وأيضاً في الكامل في التاريخ لابن الأثير المجلد الأول ص (133) لقد جاء في هذين المصدرين رسالة موجهة من الملك الأشكاني الأخير وهو (أردوان الخامس) إلى (أردشير بن ساسان بن بابك) يقول فيها:” أنك قد عدوت طورك واجتلبت حتفك أيها الكوردي المربى في خيام الأكراد من أذن لك في التاج الذي لبسته” الطعن في أصل وانتماء الساسانيين للأمة الكوردية لم يأتي فقط على لسان (أردوان الخامس الأشكاني) بل جاء هذا الطعن على لسان (بهرام چوبین) أيضاً وهو سليل السلالة الأشكانية التي حكمت إيران قبل الساسانيين عندما حدثت بينه وبين الملك الساساني ( خسرو الثاني – پرويز) مواجهة حاول فيها (بهرام چوبین) اغتصاب الحكم من الملك (خسرو الثاني – پرويز) حيث قال له: “يا ابن … المربى في خيام الأكراد” ذكر هذا (دهخدا) في موسوعته الشهيرة  (لغتنامه) نقلاً عن كتاب (الطبري) المجلد الثاني ص  138 طبع مصر. ذكر (ابن منظور) أيضاً في قاموسه (لسان العرب) أن (ساسان كسرى) لم يشحذ وإنما رعى الغنم وقيل له (ساسان الكُردي) وكان ممن يعره برعي الغنم الشاعر (امرؤ قيس) قال فيه شعراً: لستُ براعي اِبلِ ولا غنم … ولا بجَزارِ على ظهري وَضَم. جاءت في أهم معاجم اللغة العربية، قديمها وحديثها إلا وهو معجم (تاج العروس) شرح القاموس في مادة (س و س) لمرتضى الزبيدي الولادة (1144) هجرية الوفاة (1204) هجرية المجلد الأول صفحة 134: إن لقب ساسان الأكبر أعطاه كتاب المعاجم والمؤرخون المسلمون (لساسان بن يهمن) ساسان الأول. وجاءت أيضاً في دائرة المعارف الإيرانية للعلامة (علي أكبر دهخدا) المجلد التاسع صفحة  13287 : ساسان الأصغر لقب ساسان والد بابك والد أردشير بن بابك. ساسان الأصغر بن بابك بن مهرمس بن ساسان الأكبر ” أبو الأكاسرة ” وهو حفيد ساسان الأكبر بن يهمن بن أسفنديار، الرجوع إلى (تاج العروس) و(منتهى الأرب) و(الطبري) طبع ليدن المجلد الثاني صفحة  813 و(حبيب السير) طبع الخيام المجلد الأول صفحة ( 222) و(مجمل التواريخ والقصص) ص (33). الرجوع إلى (ساسان الرابع) في لغتنامه دهخدا (دائرة المعارف الإيرانية- الفارسية) لـ(علي أكبر دهخدا) المجلد التاسع  ص ( 13286) وأيضاً المجلد التاسع ص ( 13248): أن والد (أردشير) هو الراعي (بابك الكردي). وجاء في (المطرزي) شرح مقامات الحريري الطبع الحجري (إيران) (1273) هجرية ص  39 وفي لغتنامه دهخدا المجلد التاسع ص  13282: إن ساسان جد الساسانيين كان يقال له: ساسان الكوردي. وجاء في شرح مقامات الحريري مطرزي طبع سنة  (1273) هجرية صفحة  39 وفي لغتنامه دهخدا المجلد التاسع صفحة  13287: إن “ساسان كورد” هو لقب (ساسان بن يهمن)، بهذا الصدد يقول العلامة (دهخدا) في موسوعته المذكورة في مادة الباء المجلد الثالث ص 3843: أن والد (أَرْدَشير= هَرْدَشير) هو الراعي (بابك الكردي). أعتقد الآن أصبحت الصورة واضحة لا لبس فيها أن هؤلاء الساسانيون ينتمون إلى عائلة كوردية أصيلة أسست الإمبراطورية الساسانية التي حكمت بين سنة (224- 652) ميلادية وسماها مؤسسها (هَرْدَشير بن بابك بن ساسان) بهذا الاسم نسبة لجده ساسان الكوردي.
ويضيف الكاتب:” وفي عهد هاتين الدولتين نالوا اسمهم الثاني بعد اسم الميديين، وهو (شعب فهلة). وفهلة هي المنطقة التي صارت تضمهم بعد انحسارهم بسقوط دولتهم ميديا. وهي رقعة واسعة تشمل الجنوب الغربي من إيران، وتستمر غرباً إلى الضفاف الشرقية لدجلة كما أكد ذلك المرحوم الزعيم عبد الكريم قاسم بقوله للوفد الفيلي الذي زاره مهنئأً: “إن المناطق التي تبدأ من الضفاف الشرقية لنهر دجلة هي موطن الكرد الفيلية منذ القدم”(7). وممن ذكر فهلة وبلدانها ابن النديم(8) والزَّبيدي(9). و(حميد ايزد) بقوله: إن لقب فيلي مأخوذ من (فهلة) أو (ﭙـهلة) وقد أطلقت هذه الكلمة على أراضي الفيليين(10)” . 
ردي على كلام الكاتب أعلاه: كيف يزعم الكاتب أنهم نالوا اسمهم الثاني بعد اسم الميديين والميديون كما ذكرت في سياق مقالي هذا أنهم عرفوا بـ”پهلوي ماد؟” والميديون سبقوا الأشكانيين والساسانيين في حكم المنطقة بقرون عديدة؟. المناطق التي ذكرها الكاتب في شرقي دجلة قبل الميديين بل منذ أيام سومر كان نهر دجلة الحد الفاصل بين دولتي سومر وإيلام (عيلام)؟. الاسم الصحيح “پَهلە” بما أن اللغة العربية تفتقد إلى حرف الـ”پ= P” لذا يقلبوه إلى حرف الفاء”ف” وهذه طريقة متبعة عند العرب منذ القدم، لقد استعاروا كلماتً وحروفاً كثيرة من اللغة الكوردية ومن ثم قاموا بتغييرها بالطريقة التي تناسب اللفظ العربي كحروف الـ” چ، گ، ژ،ڤ. وهكذا على مستوى الكلمات، على سبيل المثال وليس الحصر كلمة بوسان أو بوستان حوروها إلى بستان، خونگر غيروها إلى خنجر، سوار إلى أسوار، لنگر إلى أنجر، بەغداد اسم عاصمة العراق بمعنى عطية الإله بَغ الذي تحول بعد أن أفل نجم الدين الكوردي القديم إلى “بگ = Beg” عند الكورد بمعنى السيد، كبير القوم فعربوا بەغداد إلى بغداد، وبَنفشه إلى بنفسج، تندور إلى تنور الخ الخ الخ. أما بلاد الپَهلويين التي جاءت في المصادر فهي:1- ماسبذان وهي منطقة تقع على الساحل الأيمن من نهر سَيمرة في “پێشکو= Peshko” أي: أمام الجبل؟. 2- مهرجانقذق وهي سيمرة (صيمرة) وهو اسم نهر ومنطقة تتاخم ماسبذان. 3- مدينة قم التي فيها مرقد فاطمة بنت موسى الكاظم وفيها أيضاً حوزة علمية شهيرة للشيعة الإمامية. 4- نَهاوند مدينة كوردية تابعة اليوم لمحافظة (همدان) التي كانت قديماً عاصمة الإمبراطورية الميدية. 5- دَينور،خرج منها عدد كبير من العلماء كأبو حنيفة الدينوري، وابن قتيبة الدينوري، ابن جعفر الدينوري الخ. 6- كرمانشاه وهي أكبر مدينة كوردية في شرقي كوردستان. لكن هناك تباين في المصادر بعضها تذكر هذه المناطق وبعضها تضيف وتنقص منها والعهدة عليهم.   
يقول الكاتب عن الساسانيين:” في زمن الدولة الساسانية استوطنوا مناطق شمال طيسفون وأهمها جلولاء وما حولها، وخانقين التي كان فيها سجن للاكاسرة كما يدل اسمها (خان- قين: بيت الحزن). وكانوا غالبية سكان طيسفون. وسكنوا في الحيرة (التي يقيم فيها مرزبان كسرى) وما حولها. وما بين الحيرة و(باغ داد = بغداد) في مدن وقصبات وقرى مختلفة مثل: شاهي وحمام أعين (نسبة الى احد الكرد (الموالي)(11). وكانت منطقة جنوب الكوفة وحدة إدارية مهمة لهم، وقد أبقاها العرب على حالها واستمرت بعملها (سك العملة)(12). وسكنوا في روذمستان وهرمزجرد. كما سكنوا ما بين الكوفة والقادسية وجنوب الفرات في مناطق مثل: نستر، وسورا، وبهرسير، وبانقيا، ووباروسما، وألّيس التي صالح أهلها الجيش الإسلامي الفاتح. وسكنوا في منطقة الوسط كبابل وامتداداتها، والجنوب وهو ما عرف بسواد البصرة. وتركزوا في منطقة واسط (لاهميتها العسكرية) كما سكنوا طساسيجها والطساسيج إلى أقصى الجنوب. وكانت قصبة كسكر القديمة تسمى (خسرو سابور)، ومنطقة واسط في عهد دارا بن دارا سميت (أفرونيه)(13). ويلاحظ من مراجعة كتب البلدانيين استحواذ الأسماء الفيلية على المدن والقصبات والنواحي والقرى، فضلا عن التسميات الإدارية التي استمرت في الأزمان الإسلامية: مثل الاستان (ينصب عليه وال)، والطسوج ويعني الناحية (ينصب عليه دهقان)، والرستاق ويعني السواد، والدسكرة ويعني القرية. وكان للساسانيين عاصمتان عراقية هي طيسفون (المدائن) وغالبيتها فيليون، وإيرانية هي (نهاوند) وغالبيتها فيليون إلى اليوم”. 
توضيحي على الجزئية أعلاه: إن الكورد موجودون في بلاد بين النهرين وكوردستان قبل الدولة الساسانية بآلاف السنين، لقد ذكرت في سياق هذا المقال أنهم وجدوا على ثراها منذ أيام سومر لا بل قبل سومر أيضاً بشهادة علامة مختص وكلامه حجة إلا وهو العلامة (طه باقر) لقد جاء في كتابه (ملحمة كلگامش) ص (141) طبع وزارة الأعلام العراقية سنة (1975) ينقل عن (بيروسوس)الكاتب البابلي الذي عاش في القرن الثالث قبل الميلاد أن الجبل الذي استقرت عليه سفينة النبي نوح اسمه جبل الكورديين أي جبل الكورد. انتهى كلام طه باقر. وفي طيسفون (المدائن) التي احتوت على سبعة أحياء كان من ضمنها حي باسم “كوردآباد= Kurdabad” أي: الحي الكوردي ذكره (ياقوت الحموي) في كتابه الشهير (معجم البلدان) ج (7) ص (413). وفيما يتعلق باسم خانقين لم يصل أحد إلى معنى اسمها الحقيقي كل الذي قيل تكهنات ليس إلا، أما أنها مدينة كوردية وكوردستانية فلا شك فيها أبداً. ومنطقة الكوفة وما حولها سميت من قبل الساسانيين بـ”سورستان= Surstan” وهناك من يطلق الاسم على منطقة أوسع من الكوفة وما حولها. هذا ليس ادعاءاً بل هي حقيقة موجودة في بواطن كتب التاريخ العربي؟. عزيزي الدكتور محمد تقي، نهاوند ليست إيرانية؟ بل هي مدينة كوردية كوردستانية وإيران دولة محتلة لها؟ وذكرت تاريخياً كمدينة في إقليم الجبال أو عراق العجم وهذا الاسم الأخير جزء من كوردستان استقطعه السلاجقة منها وأطلقوا عليه اسم عراق العجم مقابل اسم عراق العرب الذي كان عبارة عن الكوفة والبصرة. عجبي من إنسان أكاديمي يعتمد في كتاباته على بعض ما ينشر في صفحات الانترنيت دون الرجوع إلى المصادر الأصلية!. يزعم الكاتب أن نهاوند كانت عاصمة الدولة الساسانية! متى وفي أي مصدر ذكرت كعاصمة للساسانيين؟ الذي أنا أعرفه وتحت يدي مصادر عديدة تاريخية إيرانية وغيرها تقول: أن عاصمة الدولة الساسانية قبل انتقالها إلى المدائن كانت (استخر =اصطخر) في جنوب إيران كانت فيها خزائن آل ساسان ومعبد آناهيتا الذي كان يجري فيه تنصيب ملوك الساسانيين. وهكذا كرمانشاه كانت عاصمة لهم ولا يزال تماثيلهم بقربها في منطقة “تاقبستان= Taqbustan”. 
 ويستمر الكاتب في ذات الحقل قائلاً: “في زمن دولتهم الساسانية كانوا أكثر عددا من الشعوب العراقية، وكان وجود العرب محصوراً في مناطق محددة اهمها الحيرة حيث دولة المناذرة التي تأتمر بأمر ملكهم كسرى. وبعد سقوط الدولة الساسانية صار العرب أكثر عدداً منهم ومن غيرهم بسبب تدفقهم للفتوحات. وقام الخليفة عثمان بشراء قسري للاراضي العراقية الزراعية لصالح العرب من النبط وغيرهم. وهذا جعل الفيليين العراقيين أقلية يعيشون في تجمعات محافظين على وجودهم ولغتهم وتراثهم مع اكتسابهم الدين الإسلامي. وأنا اشك بفارسية (سلمان ﭙاك) لان الخليفة عمر عينه والياً على العراق لكونه من قومهم وجنسهم، كما أن كلمة (ﭙاك) كردية تعني الطاهر والنظيف، وهي مستعملة إلى الآن. ومبكراً سرى فيهم التشيع؛ فلم يذكروا ضمن مقاتلة أو قتلة الإمام الحسين فكان ضميرهم التاريخي مستريحاً، كما أنهم انضموا إلى حركة المختار الذي رفع شعار (ثارات الحسين) كما انضموا إلى ثورة ابن الأشعث وغيره للظلم والذلة التي تعرض لها الموالي من قبل الأمويين لاحتقارهم غير العرب”.  
توضيحنا على ها جاء أعلاه: والأصح لم يكن للعرب وجوداً يذكر في العراق إلا بعدد محدود جداً على الشريط المتاخم للصحراء وذلك بموافقة ملك الساساني الكوردي. بهذا الصدد يقول العلامة (جواد على) في كتابه التاريخي الشهير (مفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام): وقع في نفس ربيعة بن نصر ما قالا،فجهز بنيه وأهل بيته إلى العراق بما يصلحهم وكتب لهم إلى ملك من ملوك (فارس) يقال له (سابور بن خرزاد) فأسكنهم (الحيرة) المتاخمة للصحراء لحماية مواشيهم ودوابهم من السرقات، التي كانت تتم على أيدي الأعراب، الذين يأتون من الجزيرة العربية، ليسرقوا، حتى أن اسمهم في التاريخ ليس عرب بل سراقين. كانت عاصمة دولة إيران آنذاك (المدائن)، التي تقع أطلالها اليوم قرب بغداد. واسم حيرة معناه بالآرامي الخيمة أو المخيم؟ كيف تكون الحيرة عربية واسمها آرامي غير عربي؟ أضف أنهم كانوا على الديانة المسيحية بينما العرب كانوا وثنيون؟ إلا ما ندر منهم. إن كتب التاريخ العربي، لا تذكر وجوداً للعرب في العراق، قبل نشر الدعوة الإسلامية، حاول بعض العروبيون، التلاعب بالتاريخ، ليعودوا بتاريخ وجودهم في العراق إلى قبل الإسلام والعصر البابلي الحديث. إن الكتب التاريخ تذكر لنا أن الاستيطان العربي في العراق، بدأ بعد سنة (18) للهجرة المصادف لـ(639) ميلادية. ويقول (البلاذري) في كتابه الشهير (فتوح البلدان) في الجزء الثاني: ثم دخلت العرب أرض العراق وشغلت الأعاجم بالحروب. وهذا يؤكد للجميع أن كل عربي في العراق هو دخيل عليه لأن موطنه الأصلي هو جزيرة العرب التي تحمل اسمهم. و”سلمان پاک= Selman pak  “ليس اسماً لشخص بل تيمنناً بالشخص المذكور سميت بهذا الاسم أي: سلمان الطاهر، لكنه عرف بسلمان الفارسي وسلمان المحمدي وألقاب أخرى. ثم أن الكاتب إذا يزعم أنه ليس فارسيا يخالف حديث النبي محمد عن سلمان التي قال فيها أن سلمان فارسي. جاء في سير أعلام البلاء عن صحابة الرسول حديثاً للنبي محمد يقول فيه:” أنا سابق ولد آدم، وسلمان سابق الفُرس”. عن ابن عباس (رض) قال: حدثني سلمان الفارسي (رض) قال: كنت رجلاً فارسياً من أهل أصبهان.. . نعم دكتور محمد تقي أن الكورد لم يشاركوا في قتل الحسين إلا أن التاريخ يذكر أن الإمامان الحسن والحسين رافقوا والدهم الإمام علي من الجزيرة العربية لمقاتلة الكورد في بلاد بين النهرين وكوردستان، لا تلوموني هذا تاريخ يجب أن يذكر كما هو دون رتوش وتزويق. 
وفي الجزئية التالية يقول الكاتب: بمجيء العباسيين برز الفرس وصارت السلطة لهم وللعرب العباسيين. وقد استحوذوا على المجد والتراث الكردي للفيليين، فزعم السامانيون (وهم فرس) أنهم امتداد للساسانيين، وزعم الأمر نفسه الزياريون والبويهيون (وهم ديلم)، بل لقب عضد الدولة نفسه بلقب كسرى (شاهنشاه). ونحن نرى ان الفيليين في هذه الحقبة قد تأثروا كثيراً، وبدؤوا يفقدون الكثير من وجودهم ولغتهم وخصوصيتهم وصاروا يستعربون لأنهم أصبحوا أقلية، وظاهرة الاستعراب في العصر العباسي معروفة، ولابن الرومي أشعار يسخر بها من المستعربين منها قوله:
أإسماعيلُ من رَجلٍ       تَعرَّب بعد ما شاخا
فأصبح من بني شَيْبانَ ضخــــم الشأن بذَّاخا
وصار أبوه بِسْطاماً         وكان أبوه قَيْبَاخا
وصار يقول قُمْ عَنَّا      وكان يقول قُوهَاخَا
كما أن لغتهم أخذت تضيع بعد أن أسس الفرس لغة فارسية جديدة في دويلاتهم المستقلة، تمهيداً لبناء شعرهم الفارسي. وقد أغنوا وجملوا لغتهم باللغة الفهلوية والعربية ” لأنَّ الفارسية الخالصة كريهة معيبة”(14). واحتذاءً بالفرس أسسوا دويلات مستقلة في شمالي وغربي إيران كالحسنويهية (330- 405هـ) والعنازية أو العنانية (380- 510هـ) والخورشيدية (550- 1006هـ).
توضيحي على كلام الكاتب أعلاه:  نعم أن اللغة الـ”بهلوية= Al pehlewiye” كانت اللغة الرسمية في الدولة الإسلامية منعها الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان. بهذا الصدد يقول الدكتور (جمال نبز) في كتابه (المستضعفون الكورد وإخوانهم المسلمون)ص(15):” لما كانت اللغة العربية وهي لغة البداوة عاجزة عن سد متطلبات وحاجات المعاملات الرسمية في إمبراطورية مترامية الأطراف، فقد اضطر العرب أن يُدخلوا إلى اللغة العربية آلافاً من الكلمات الكردية الأصيلة، فكلمة الدستور والجمهورية والجزية والهندسة والنموذج والساذج والسركال والدَسْت والسلطة والحرف والبريد والعسكر والحَمْلة والقلم والدفتر والتاريخ والوزير وكذلك كلمة الفردوس وجهنم والسراط والمسجد الخ الخ الخ. هذه أمثلة قليلة جداً في هذا المجال. انتهى كلام الدكتور (جمال نبز). صحيح أن سياسة تعريب الكورد أرضاً وشعباً لم تقف منذ أن وطئت حوافر خيولهم الغازية بلاد بين النهرين وكوردستان إلى الآن، بالأمس في ظل حكم القزم حيدر العبادي جاءت مجاميع من الأعراب هددوا الكورد في عدة قرى في محافظة كركوك السليبة لإفراغ بيوتهم وتسليمها إلى الأعراب والسلطة الشيعية الحاكمة في بغداد تدعمهم بفوهة البنادق ضد الكورد أصحاب الأرض الحقيقيين، وهذا يعني أن وضع الكورد المزري الذي كان قائماً قبل عام 2003 لم يتغيير، أن كان صدام حسين السني أو عبادي الشيعي،كأنه ذهب كلب أسود إلى مزبلة التاريخ جاء كلب أبيض ننتظر متى يلحق بمن قبله. إن هؤلاء الأعراب لم يسخروا من المستعربين فقط بلا سخروا من جميع الشعوب حين وصفوهم بالأعاجم. هذا هو شاعرهم العجيني الذي ذكره (ابن الأثير الجزري) في كتابه (الكامل في التاريخ)المجلد السادس ص (218) يهجو الكورد: ما رأى الناس لهذا الدهر مذ كانوا شبيهاً…   ذلت الموصل حتى أمر الأكراد فيها. وشاعر آخر من يعرب يقول: إن أولاد السراري … كثروا يا رب فينا … رب أدخلني بلاداً … لا أرى فيها هجيناً. إن السراري جمع سرية وهي المرأة التي تؤخذ سبيه في الحرب أو تشترى في سوق النخاسة للجماع فقط خارج إطار الزواج. والهجين يعني من يكون والده عربي وأمه أعجميه كما تقول العرب. إن هؤلاء العباسيون العرب، الذين جاء بهم إلى سدة الحكم شخص كوردي، وربما من الكورد الفيلية كان اسمه (بهزاد) وكعادة العرب استعربوا اسمه فيما بعد إلى (أبو مسلم)؟ بما أن هؤلاء العرب يردوا الزين بالشين، قام  الخليفة أبو جعفر المنصور وهو شقيق أبو العباس السفاح بقتله غيلة، وأمر بعد تنفيذ جريمته النكراء شاعره ذلك العبد الأسود النجس الرجس المسمى “أبو دلامة” بهجوه وهجوا شعبه الكوردي شعراً حين اجتر: “أبا مجرم ما غير الله نعمة … على عبده حتى يغيّره العبد … أفي دولة المنصور حاولت غدره … ألا أن أهل الغدر آباؤك الكُرد”. لعدم الإطالة أكتفي بهذا القدر في توضيحي على هذه الجزئية والشتيمة تعود على آباء الشاتم.. .
يقول الدكتور محمد تقي جون: وهنا يفترق الفيليون في إيران عن الفيليين في العراق وان لم يقسموا ادارياً بعد، فالذين في إيران حافظوا على وجودهم الكردي ولغتهم الكردية لذا أسسوا إمارات مستقلة، بينما الذين عاشوا في العراق غرقوا في الشعب العربي وفقدوا بالتدريج وجودهم ولغتهم. وفي هذه الحقبة سمي الفيليون تبعاً لقوتهم في غربي إيران اسمهم الثالث (شعب اللر) و(كرد اللر) ولم ينحصر وجودهم في اللر بل غلبت عليهم تسمية اللر. وقد أوقعت هذه التسمية لهم النسابة  الكرد في خطأ كبير؛ لانهم جعلوا اللر قبيلة فالبدليسي يقسم الكرد على (كرمانج، لر، كلهر، ﮔوران)(15)، فالفروع الثلاثة الأخرى  قبائل عدا اللر اسم لمكان. وهكذا ميزوا عن باقي الكرد باسم اللر ففي رسالة لـ(دقوز خاتون) إلى زوجها هولاكو توصيه بقتل كل اللر والكرد(16)، كما أن البدليسي ذكرهم باللر فقط في كتابه الذي ألفه عام (1005هـ/ 1596م)، وهذا يعني أن مصطلح (فيلي) لم يظهر أو يعرف إلى هذا التاريخ.
ردي على كلام الدكتور محمد تقي في الجزئية أعلاه: يظهر أن الدكتور لا يعلم أن الكورد الشيعة في شرقي كوردستان (إيران) في المحافظات التالية:1- كرمانشاه 2- إيلام 3- خرم آباد 4- چوارمحال و بختياري التي مركزها يسمى شهر كورد أي: مدينة الكورد 5- بوير أحمد وكهكيلويه التي جزء من أراضيها مطلة على بحر الخليج. لا عزيزي ليسوا جميعهم من الكورد الفيلية؟ أن الكورد الفيلية تشكل نسبة ضئيلة من هؤلاء والبقية قبائل كوردية كقبيلة كلهر التي أنتمي لها وهي واحدة من كبريات القبائل الكوردية. حتى أن إيلام ليست كوردية فيلية بل كوردية فقط؟. إن الكورد الفيليين اللور كانوا في (خرم آباد) لكن بعد أن أزاح شاه عباس أتابك اللور الصغير شاه (ويردي خان) من سدة الحكم وسلم مقاليد الحكم إلى (حسين خان) وهو من سلالة الفيلي ومنحه لقب الوالي، لهذا أن معظم عشائر اللور الصغير أصبحوا رعايا الفيلي وصاروا يحملون لقب الفيلي وخاصة تلك التي تعيش في پشتکو. كما يقال: الناس على دين ملوكهم، وهكذا تكون الرعايا على قبيلة ملوكهم. بهذا الصدد راجع كتاب (دراسات حول الأكراد وأسلافهم الخالديين الشماليين) لـ (ب. ليرخ). إن الكاتب يحاول أن يفصل بين أبناء الشعب الواحد على أساس مذهبي طائفي!! وهذا عار على الإنسان الأكاديمي إذا يقوم بمثل هذه البدعة الخبيثة التي تسعى لها السلطة الشيعية الطائفية في بغداد. يزعم الكاتب: أنهم – الكورد الفيلية- غرقوا في الشعب العربي. لا يا هذا أن الكثير منهم استعرب بالقوة ومعهم أرضهم. إن الكاتب يأخذ ببعض الآراء التي تقول أن اسم اللور اقتبست من اسم مكان، لكن تاريخنا الكوردي يذكر اسم “اللولو- لولوبي” كانوا في سرپول زهاب والسليمانية وشهرزور والشاهد في هذا صخرة “نارام سين” الذي دون عليها كتابة قبل 2500 سنة قبل الميلاد يشرح فيها انتصاره على اللولو- لولوبيان وهؤلاء اللولو أجداد اللور لكن لم يعرف من أين جاء اسمهم. ومن آثار هؤلاء اللولو الباقية في سرپول زهاب صخرة “آنوباني ني” فيها آنوبا ني ني يدوس على أعدائه ومعه الآلهة ني ني الخ. لا عزيزي الدكتور الفيليين في هذا التاريخ كانوا كقبيلة  ضمن اللور الصغير لذا لم يشر لهم؟.       
ويستمر الدكتور في ذات الحقل قائلاً:واستمروا يسمون (لريين) إلى نهاية حكم الأسرة الخورشيدية. سقطت الإمارة الخورشيدية سنة (1006هـ/1597م)، وقامت مكانها دولة اقتصرت على إيلام فقط دون منطقة اللر او الالوار هي دولة ولاة پشتکو (1597- 1929). وسميت اللر ﭙيشتكو (قبل الجبل)، وايلام ﭙشتكو (ظهر الجبل) وهو جبل (أناران) فسمي ولاتها (ولاة ﭙشتكو). وظهر لقب فيلي (وهي التسمية الرابعة لهم) لاول مرة على يد اول ولاتها (حسين خان)؛ ففي سنة (1600م) اتخذ لنفسه لقب (فيلي) وأوصى أن ينقش على قبره(17)، ليجعل من نفسه امتداداً للفهلويين الميديين والاشكانيين والساسانيين، فكانت هذه المرة الأولى التي يطرح فيها هذا اللقب بعد ألف سنة تقريباً من الإسلام، ومنذ ذلك التاريخ ظهر اسم فيلي وهو تعديل لـ(فهلي) إذ قلبت الهاء ياءً وهو تغيير حتمي في تطور اللغات الإيرانية(18)، وهذا حتماً أعطى لپشتكو الخصوصية الفيلية. ولم تكن پشتكو تابعة لإيران بل حكمتها الإمارتان الفيليتان بشكل مستقل قرابة (797) سنة. وهذا يصحح الفكرة الخاطئة التي غذاها البعثيون بجعل الفيليين إيرانيين. 
ردنا على الجزئية أعلاه: أولاً إذا هم ولاة وهي جمع والي كيف يكون لهم دولة؟ لأن اسم والي في المفهوم السياسي شخص يولى من قبل الخليفة أو الملك أو الرئيس أو محافظ، أو حاكم إقليم، أو يولى بلد لكنه ليس مستقلاً يكون تابعاً للمركز. الشيء الآخر اسم أمام الجبل هو “پێشکو” وليس “پيشتكو” نعم أن إيلام تقع في پشتکو أي خلف الجبل لكن ليس جبل (أناران) كما زعم الكاتب أعلاه، بل هو جبل (رنو= Rnw) الشهير الذي يقسم المنطقة إلى پێش و پشت، أي: أمام وخلف الجبل. لا يا دكتور لم يتخذ (حسين خان) لقب الفيلي لنفسه بل هو من قبيلة الفيلي العريقة. حتى لو قالوا أنهم إيرانيين وهل في العراق أحد ما عراقي 100% ليس له جذور خارج حدوده؟ أليس العرب جاءوا من جزيرة العربية؟ وغيرهم من شمال الجزيرة العربية، والعراق كما أسلفنا في سياق هذا المقال امتداد لأراضي إيران وكوردستان. 
ويضيف الكاتب الدكتور محمد تقي جون: ويقابل ما حققه الكرد الفيليون في ايران، فقدان الفيليون العراقيون هويتهم الكردية وتحولهم إلى جزء ذائب في فسيفساء المجتمع العراقي. وإذا أشر بقية الكرد (كرديتهم) لسكناهم في مناطقهم الجبلية ككرد كردستان، فان الفيليين عاشوا في دشت المجتمع العربي وصاروا مستعربين. وقد حفظ لنا التاريخ هويات كردية فيلية لأشخاص مشهورين فقط، وهؤلاء لم يتركوا نتاجاً فيلياً، ومن خلال هؤلاء المشهورين تتأكد رغبة الكرد الفيليين في الذوبان في المجتمع العربي. وقد ذابت عشائر كردية ساكنت العرب كعشيرة (جاوان) في الحلة وهي من (اللور)، فهذه العشيرة برزت زمن السلاﭽقة وسكنت الحلة المزيدية وحالفت بني أسد. وقد انجبت قادة ورجالا أفذاذا في الحرب والعلم والأدب. ولا تزال محلتهم في الحلة إلى اليوم تعرف باسمها القديم (محلة الأكراد) (19). ومن رجالهم (ورام بن محمد) وابنه الأمير (أبو الفتح بن ورام الجاواني)، والأمير (أبو النجم بن ورام) و(هندي الجاواني) ومن أمراء جاوان البارزين (أبو الهيج عبد الله بن الحارث بن ورام) ومنهم البطل المغوار الأمير (فخر الدين عنتر بن أبي العسكر) أخو الأمير مهلهل. ومدحهم الشعراء مثل: ابن المعلم وأبو الفرج ابن جيا الحلي وحيص بيص بأشعار كثيرة أوردها صاحب الخريدة. فهذه العشيرة الكردية التي كانت لها صولات وجولات ورجالات بمختلف الاختصاصات، يقول عنها الدكتور مصطفى جواد:”انقطعت إمارة جاوان بانقطاع الخلافة العباسية…ولم يقع اليَّ فيما قرأت من تواريخ اسم أمير ظهر بعد ذلك الزمان، والظاهر انهم استعربوا استعراباً تاماً، واندمجوا في عرب الفرات الأوسط”(20). وجاء في سيرة تاج العارفين الشيخ أبو الوفاء محمد الزاهد المتوفي في القرن السادس الهجري، انه كان نرجسي الأصل، وعشيرة جاوان تتفرع إلى النرجسية والبشيرية، وانه قال: أمسيت عجمياً وأصبحتُ عربياً(21). وبهذا نعدّ الكرد الفيليين العراقيين ابتداء من الفتح الإسلامي والى نهاية العصر القديم مندثرين في المجتمع العراقي وهذا هو (الاندثار الفيلي الأول).
ردي على الافتراءات التي جاءت في الجزئية أعلاه: لا يا هذا لم يذب أية شريحة من شرائح الكورد فيما تسميه بفسيفساء المجتمع العراقي كما زعمت سوى نفر قليل من كورد الجنسية. ثم أين هذه الفسيفساء المجتمعي في العراق حتى تذوب فيه الشريحة الكوردية الفيلية؟ أليس السني انتمائه المذهبي للسنة، وانتمائه والقومي والوطني لخارج حدود العراق السياسية، وهكذا الشيعة حيث أن  جذورهم ليست عربية بل هم ناطقون بالعربية وقلبهم يخفق لإيران وليس للعراق. والكورد السوران والهدينان والفيلية والهورامية والإيزيدية والشبك والكاكائية الخ الخ الخ كلهم قلباً وقالباً مع شعبهم الكوردي ووطنهم كوردستان. هذا هو العراق الحقيقي منذ أن تأسس بعصا الساحر البريطاني عام 1920 إلى الآن لا تجد فيه مجتمعاً متجانساً باسم المجتمع العراقي. لكي يجد الكاتب عذراً لادعاءاته.. ذكر بعض الأسماء الكوردية التي كتبت باللغة العربية وادعى أنهم ذابوا في المجتمع العربي! ألم يرى من خلال بحثه في بواطن كتب التاريخ أن هناك عرباً كتبوا بلغات أخرى وصاروا حتى لا يجيدون اللغة العربية؟ وهكذا عند جميع شعوب العالم هناك من يهجر بني جلدته وينتمي إلى الآخر لكن ليست شريحة بكاملها، يا هذا ربما عشيرة أو عشيرتان لا أكثر. هنا نتساءل، إذا كلهم ذابوا في البوتقة العربية لماذا عند إجراء الاستفتاء في الشهر العاشر عام 2017 هددت الأحزاب ورجالات الشيعة الكورد الفيلية في بغداد والمدن الأخرى التي لا زالت ترزح تحت نير حكمهم البغيض أنهم في حال إعلان الدولة الكوردية سيهجرون إلى كوردستان أو يسبون كما سبي أجدادهم في صدر الإسلام إلى جزيرة العرب. لكن إذا الكاتب ومن على شاكلته يريد أن يذوب في الأعراب فليذهب ويذوب، أن الشعب الكوردي لا يحتاج إلى خانعين.  
يقول الكاتب:الفيليون المعاصرون: يعيش الفيليون اليوم في أرض مفتوحة بين إيران والعراق؛ في إيران يتركزون في منطقة اللور وپشتكو (إيلام) وكرمنشاه، فضلا عن مدن وتجمعات كردية في مناطق فارسية. و(في العراق) يمتدون عرضاً من الحدود إلى ضفاف دجلة، وطولاً في المدن الواقعة أسفل إقليم كردستان وحتى البصرة. وفي إحصائية ذكرها الدكتور خليل إسماعيل محمد مطابقة لإحصائية عملها صدام حسين لهم، نجد عددهم في مجموعهم الكلي لكل محافظة كالأتي: بغداد 60.6، نينوى 21.6، الأنبار 5.6، التأميم 3.4، السليمانية 1.4، ديالى 1.1، المثنى 1.0، البصرة 0.8، صلاح الدين 0.6، أربيل 0.6، دهوك 0.4، ميسان0.03، كربلاء 0.3، النجف 0.3، القادسية 0.2، ذي قار0.2 واسط 2.0، بابل 0.2(22). 
ردي على ما ورد أعلاه: أولاً أن الكورد الفيليين كبقية أبناء جلدتهم لا يعيشون في الكيانين العراق وإيران الشعب الكوردي بكل شرائحه وطوائفه يعيش في وطنه كوردستان إلا أن هذا الوطن محتل ومغتصب من قبل العرب والفرس والأتراك الأوباش، أن حاله كحال بقية الشعوب التواقة للحرية والاستقلال سيأتي يوم سيتحرر فيه من أغلال هؤلاء أشباه البشر. زعم الكاتب أن هناك مدن وتجمعات كوردية فيلية في المدن الفارسية، لكنه لم يذكر ولا واحدة من هذه المدن على سبيل المثال!!. ويزعم الكاتب في سياق مقاله الآتي: وقد أعرض عباس العزاوي عن ذكر عشائرهم في كتابه (عشائر العراق) لعدم انطباق الوضع العشائري عليهم قائلا:” إن قبائل الفيلية وفروعها منتشرة في مختلف الأنحاء العراقية في ألوية: ديالى وبغداد والكوت والعمارة والبصرة.. إلا أنها لم تكن بوضع قبائل متشخصة، وإنما مالت إلى المدن والقرى أفراداً، وفي بعض المواطن تكونت منها كثرة ولم تكن بوضع قبائلي(23).  إلا أن العزاوي ذكر العشائر الكوردية التي يعدها الدكتور محمد تقي جون ضمن الفيلية لكن العزاوي كما أسلفت عدها  ضمن العشائر الكوردية غير الفيلية كالكهور واللك والزنگنة وقره لوس الخ،  
يزعم الكاتب: ونتيجة لذلك اقتصر اسم (الفيلي) على فيليي العراق دون ايران، لان الفيليين الإيرانيين يلقبون بعشائرهم: شوهاني، زرﮔوشي، ملكشاهي وليس باللقب العام (فيلي)(24).. ولاحقاً طلبت الحكومة الإيرانية منهم ذكر ألقاب شخصية بدل العشائرية، وقد اخبرني أحد الراجعين أن ألقاب أخوته الثلاثة لا يشبه أحدها الآخر؛ فقد اتخذ احدهم لقب (أغاي واسطي زاده) والآخر (قربان علي) والثالث (دعاء طلب)، مما جعل اسم فيلي جامعاً لفيليي العراق وكأنهم من عشيرة أو أسرة واحدة.
ردي على ما جاء في الفقرة أعلاه: لا ليس صحيحاً هناك في الكيان الإيراني معروف بالفيلي وهم فخذ من اللور الصغير، لكن العشائر الذين عرفوا بالفيلي إبان حكومة الوالي الفيلي بعد زوال إمارة الفيلي على أيدي اللعين رضا شاه عادوا جميعاً إلى أصلهم الكوردي ولم يبقى من يحمل اسم الكوردي الفيلي إلا الفيليون الحقيقيون كالقيادي في الحزب الديمقراطي الكوردستاني (جليل فيلي) بحق هو فيلي حقيقي، إن والده في السبعينيات وحتى عام ثمانين عام التهجير الكورد إلى إيران كان لديه دكان صغير للخياطة قرب معملي للبلاستك، كان رجلاً كبيراً طاعناً في السن وبعد أن عرفت أنه والد الأستاذ جليل كنت أوصيه بخياطة بعض الأشياء.. صدقني كان الرجل يتحدث اللهجة الفيلية اللورية كنت بالكاد أفهم عليه والتقيته عام 1980 في مدينة إيلام ثم سمعت فيما بعد أنه توفى. أما من حيث التسمية الفيلي أطلقه العرب بعد الإسلام على عموم الشيعة في العراق وهذا هو الخطأ لأننا لسنا كورد فيلية بل كورد فقط وننتمي إلى شعب اسمه الشعب الكوردي وإلى وطن اسمه كوردستان يمتد من البحر إلى البحر، وأعني من بحر الأبيض المتوسط إلى بحر الخليج الفارسي. أما من حيث اختيار الألقاب في إيران هذا هو السائد كل شخص يختار لقبه كيفما يشاء أن كان قبلية عشائرية أو مدنية أو نسبة لعمله حيث أن موظف البنك يلقب نفسه بآغاي بنكي، والمعلم يلقب نفسه بآغاي قراءتي الخ.
يقول الكاتب محمد تقي جون: ولم يحظَ الفيليون عموماً والعراقيون منهم خصوصا من الدراسات إلا بالقليل، فأكثر دراسات المستشرقين عن (الكرد) تتجاهل الفيليين أو تذكرهم باختصار شديد. والدراسات التي تتناول كرد العراق إذا أوردت لفظة (الكرد) قصدت (كرد كردستان) ولا تنصرف اللفظة إلى الفيليين إلا إذا أضيفت إلى (الفيليين)، وكأنهم لا يعترفون بوجود فرعين كرديين في العراق: الكردستانيين والفيليين. وأنكر كرديتهم مستشرقون مثل سي. جي أدمونز فعدّهم مجرد حمالين في بغداد يشبهون ما ورد في ألف ليلة وليلة، ولم يجعل اللر واللك من الكرد(25). واعترف أرشاك بولاديان بكردية الفيليين إلا انه أسماهم تبعاً لدراسته في المصادر العربية (لريين) ولم يذكر الفيلية قط(26). وجزم توماس بوا بأن اللريين والبختياريين لا يعدُّون كرداً أصليين(27). ويردد بعض الباحثين في كردستان أن الفيليين لا ينتمون الى الكرد! ويكفي انصافاً لهم أن الأستاذ الدكتور كمال مظهر يعدهم مع اليزيديين كرداً ظلمتهم الجغرافية(28). ويذهب آخرون مثل محمد مندلاوي الى انه يجب عدم النظر الى الفيليين باستقلال؛ اذ هم جزء بسيط من شغلة منطقة (گرميان) أسفل كردستان. وهو إجحاف وخلط واضح فليس من شك أن الفيليين مكون مستقل عن مكون إقليم كردستان ولا ينتمون لهم البتة.
ردي على ما ورد أعلاه من..؟:  ليس صحيحاً أن جميع المؤرخين الذين كتبوا عن الشعب الكوردي ذكروا جميع شرائحه وطوائفه دون استثناء إلا نفر قليل شذ عن القاعدة وذلك بسبب وظيفته أو عنصريته مثال “سي. جي. أدمونز” الذي كان مستشاراً لوزارة الداخلية العراقية للعلم مستشار بريطاني في ذلك العهد يحكم أكثر من الوزير نفسه. هناك قصة لطيفة عن المستشار، عند نصب الشيخ (محمود الحفيد) حاكماً لجنوبي كوردستان قال له البريطانيون: تعمل كل ما يقوله لك مستشارك البريطاني، فرد عليهم الشيخ بحنكته السياسية: لماذا لا يصبح البريطاني حاكماً وأنا مستشاره. على أية حال دعني عزيزي القارئ أن أضع أمامك ما قاله “أدمونز” نصاً كما جاء في كتابه (كُردٌ وتركٌ وعربٌ) ص (7) يقول عن الوطن الكوردي:” كردستان بالمفهوم الواسع، يقصد بها ديار الكر بوصفهم مجتمعاً ذا وحدة قومية متجانسة: (homogeneous) وهذه الديار مجزأة بين تركيا والعراق وإيران. فضلاً عن نتوآت داخلة في الاتحاد السوفيتي وسوريا.ولذلك لم تدخل تخومها ضمن أية حدود دولية أو أقسام إدارية داخلية, وتخومها الشمالية تتبع تقريباً خطاً يمر بأريفان وأرضروم وأرونجان (أرزنگان) ثم تمر بشكل قوسي متجهة إلى حلب من مرعش (مرش) ومن الجنوب الغربي تمتد على طول سفوح الجبال المنتهية بضفاف دجلة ثم تشرق مجرى النهر ولا تبعد عنه كثيراً ممتدة من خط جبل حمرين حتى تصل نقطة على الحدود العراقية الإيرانية بالقرب من بلدة (مندلي). وإلى الشرق من الجهة الإيرانية تبلغ نهاية أرض الكرد خطاً نازلاً من جنوب شرق (أريفان) لتضم أصقاع (ماكو) وقسماً من (كوى) ورضائية (أورمية) ومهاباد (صاوج بولاق) وسقز وسنه حتى (كرمنشاه). إن الطريق السلطانية العريضة الممتدة من كرمنشاه إلى (كرند) يليها الخط المستقيم المنتهي بمندلي، وهو على وجه التقريب الحد الفاصل بيم بلاد الكرد الأصلية وبين ذي قرباهم (اللر،اللك). الذين يعدون من ضمن الشعب الكردي. هذا نص الذي قاله “أدمونز” في كتابه. هنا نسأل الكاتب ألم يقل أن مندلي وكرمنشاه وضفاف دجلة موطن الكورد الفيلي يا ترى هذه المناطق وضعها “أدمونز” ضمن كوردستان أم لا؟. إن “أدمونز” في هامش الصفحة المذكورة شكك بأن اللور من الكورد. إلا أن المترجم وهو شخص كلداني مسيحي اسمه (جرجيس فتح الله) غني عن التعريف وهو أكثر كوردية من الكاتب محمد تقي جون رد عليه في أسفل الهامش قائلاً: يكاد الباحثون يجمعون أن اللر هم أكراد. ويضيف جرجيس فتح الله: و”أدمونز” هو من القلائل النادرين الذين لا يضعون اللر ضمن القومية الكردية. اللر أنفسهم لا ينكرون عنصرهم الكردي. ليعلم الكاتب ومن يوافقه في آرائه.. أن كل كوردي بدون استثناء هو مواطن كوردستاني وإذا وجدوا خارج كوردستان ما هم إلا جاليات كوردية في تلك البلدان حتى لو في بغداد التي هم من قاموا ببنائها إلا أن الأعراب استوطنوا فيها عنوة وعربوها ولم يبقى من آثار الكورد فيها سوى اسمها. وزعم الكاتب المتشيع قائلاً: ويردد بعض الباحثين في كردستان أن الفيليين لا ينتمون الى الكرد. أنه مطالب أن يقول لنا اسم باحث كوردي واحد قال أن الفيلية ليسوا كورداً. سيبقى هذا السؤال قائماً حتى يجيب عليه الكاتب محمد تقي جون بالنفي أو الإثبات. الآن جئنا إلى البيت القصيد،لقد قال الكاتب بأني كـ”محمد مندلاوي” قلت لا يجوز النظر إلى الفيلية بمعزل عن أمتهم الكوردية وهل هذا خطأ؟ أليس الشعب أو الأمة تتكون من العديد من الشرائح والطوائف والقبائل الخ الخ الخ وهل أن الكورد الفيلية ليسوا جزءاً من الأمة الكوردية؟ ألم يعرفوا عبر التاريخ بالكورد الفيلية؟ أليست لهجتهم ضمن لهجات الكوردية؟ أليست أراضيهم امتداداً لأراضي الوطن الكوردي كوردستان؟ أليس تاريخهم جزء من التاريخ الكوردي؟ أليست أزيائهم نفس الأزياء الكوردية؟ الخ الخ الخ. لماذا إذاً هذه المحاولة الخبيثة التي تقف ورائها أعداء الكورد من أجل تشويه هذه الشريحة الأبية التي أبت إلا أن تبقى كوردية وكوردستانية. بعد كل هذا ودون استحياء يسمي الفيلية بمكون! ويزعم أنهم لا ينتمون إلى كردستان البتة. حقاً إذا لم تستح فاصنع ما شئت. في نهاية هذه الجزئية أطرح على الكاتب سؤالاً استفهامياً أرجو أن يرد عليه وهو كالتالي: يا حبذا يقول لنا هل يوجد شعب على هذا الكوكب الدوار بدون أرض، أي بدو وطن؟ وهل يوجد فئة أو شريحة أو طائفة أو طيف اسمه وتاريخه وواقعه ولغته وكل شيء فيه يقول أنه جزء من شعب يظهر على غرة يحاول سلخ هذه الشريحة من واقعها القومي، يا ترى ماذا يقول له وكيف يرد عليه؟.
ويستمر الكاتب في غيه: والفيليون اليوم جاؤوا نتيجة رحلات جديدة إلى العراق في العصر الحديث وان كانوا على علاقة معينة بالموجات الفيلية المندثرة، ودليلنا على قرب العهد بالجيل الثاني من الفيليين تشابه لهجاتهم مع لهجات فيليي إيران، كما ان عشائر الفيلية في العراق كلها لها أصل في إيران ولا توجد عشيرة فيلية واحدة في العراق بلا مقابل في إيران، وايضاً كل الفيليين العراقيين مسجل في جناسي اجدادهم (ولادة پشتكو).
ردي على ما ورد أعلاه من كلام.. لا ينهضم: للأسف الشديد أن قائل الكلام أعلاه يعلم جيداً أن الوطن الكوردي “كوردستان” كانت وحدة واحدة جغرافياً جرى تقسيمها وتجزئتها بفوهة بندقية المحتل الغاشم. أليس الكاتب هو القائل أن المرحوم الزعيم عبد الكريم قاسم قال للوفد الفيلي الذي زاره مهنئأً: “إن المناطق التي تبدأ من الضفاف الشرقية لنهر دجلة هي موطن الكرد الفيلية منذ القدم” إذا المدن الواقعة على هذه الضفاف هي موطن الكورد الفيلية منذ القدم وهذا ما تقوله مصادر قديمة عديدة، هل الاحتلال يستطيع أن يلغيه في ضمير ووجدان صاحبه؟ هل المبني على الباطل يلغي الحق الناصع أن العكس هو الصحيح؟ أليس كل شيء مبني على الباطل هو باطل؟. وهل نحن الكورد لسنا كبقية الشعوب التي حين تحتل أرضه وتسلب منه لا يعترف بوجود المحتل عليه مهما كلف الأمر؟ لماذا نحن الكورد ننصاع للمحتل الغاصب بعربه وفرسه وتركه ونسميه أخينا وحبيبنا وهو في كل لحظة يقضم مساحات واسعة من أرضنا ويذبح أبناء شعبنا أمام أنظار العالم العاهر؟. يا هذا أن العشائر الكورد الفيلية ليسوا في إيران؟ بل هم في وطنهم المحتل من قبل كيانين غاصبين هما العراق وإيران. لا يا..؟ أنت كذاب ومدلس، أنا وأبناء عشيرتي وعشائر كوردية أخرى من الفيلية والشيعة كما تعدنا أنت منهم لم تكتب في جناسينا لا تبعية إيرانية ولا ولادة پشتكو. المشكلة في الكاتب أنه لا يعرف أي جبل يفصل بين پشتکو و پێشکو!! حتى يعرف أين مضارب العشائر الكوردية جيداً.
يزعم الكاتب..: وظلت هذه الموجات الفيلية من ﭙشتكو إلى المدن الحدودية التابعة لها والمدن العراقية الى عام 1929 حين رسّمت الحدود ومنع الانتقال. وفي هذا العام شطرت اراضي هذه الولاية فأخرجت منها بدرة وزرباطية وعلي الغربي وباكساية وغيرها، وكانت باكسايا من أملاك حاكم ﭙشتكو غلام رضا خان الشخصية! وهذا يؤكد ان هذه المناطق الى حد هذا التاريخ لم تكن ضمن اراضي العراق بل ضمن اراضي ولاية پشتکو. ويزيد في التأكيد ان الحكومة الإيرانية أخذت تبعث مسجلين الى هذه المناطق لمنحهم الجنسية الإيرانية، إلا أن إقرار ترسيم الحدود وضم هذه المدن الحدودية الى العراق أوقف هذا الإجراء. وهذا يعني ان الفيليين عاشوا مستقلين في إيران إلى عام 1929 لذا فعدّهم إيرانيين وتسفيرهم من قبل الطاغية صدام جريمة دولية.
ردي على افتراءات الكاتب أعلاه: لنفترض جدلاً أنهم انتقلوا من شرقي كوردستان إلى جنوبها ما الخطأ في هذا؟ وطن واحد موحد منذ آلاف سنين جاء الاستعمار البريطاني الذي يبعد عن هذا الوطن آلاف الكيلومترات وخط الحدود بحراب البنادق والأستاذ الأكاديمي محمد تقي جون يعترف بها!!! عجبي. ألم يحارب الكورد في مندلي قبل (1000) عام جيوش الأمير بهاء الدولة أبو نصر فيروز بن عضد الدولة (988-1012م) الذي كان أمير البويهيين في العراق؟ وهزموه، ذكر هذا دائرة المعارف الإسلامية. لما لم يشر هذا المصدر المعتبر إلى اسم العرب وغيرهم في هذه المدينة؟ أليس دليلاً على أنهم غير موجودون فيها في ذلك التاريخ؟ باستثناء الكورد. ثم، إذا هم جاءوها بعد عام 1929م يا ترى من سمى هذه المدن وأحيائها بالأسماء الكوردية الأصيلة التي عرب بعضها المجرم اللعين صدام حسين ومن كان قبله ومن جاء بعده، أن قدر العراق محكوم عليه أن تحكمه السرسرية سنة كانوا أم شيعة تارة باسم المليك اللعين فيصل وتارة باسم عبد السلام وتارة بكر وصدام ومروراً بجعفري ومالكي وأخيراً القزم عبادي. 
ويستمر الكاتب في زعمه: وتحصر أسباب تنقل الفيليين من غربي إيران إلى العراق بالاتي:
1- لأسباب سياسية وعسكرية فقد كان الصفويون يجندون الفيليين في اللر وغيرها في معاركهم، وحين احتلوا العراق نزحت عوائل الجنود الفيليين الى العراق. وفي عام (1524م) – انقلب القائد الفيلي (ذو الفقار نخود الكلهري الفيلي) على الصفويين فحكم العراق بمساعدة العثمانيين ست سنوات أي إلى عام (1530م). وقد أتاح ذلك فرصة نادرة للنزوح من لرستان وپشتكو والانتشار في محافظات العراق في الوسط والجنوب. وفي بغداد سكنوا أماكن عدة مثل محلة (عـﮔد الأكراد) في باب الشيخ ومحلة (خان اللاوند)(29). وقد اكتسبت هذه المناطق أسماءها بعد النزوح الفيلي، حيث تشير إلى سكناهم وحالتهم في التجنيد غير النظامي وهو ما تعنيه كلمة (لاوند) التركية، مما يشي بأن العثمانيين كانوا يشرفون على تجنيد وتدريب الفيليين في الحكومة النخودية المسنودة منهم. ودفع إلى الهجرة أيضاً انتقال آخر ولاة ﭙشتكو (غلام رضا) إلى بغداد بعد تهديد الشاه رضا إياه، إذ انتقلت عائلته الكبيرة ومعها الحاشية وكثيرون معهم، ولا يزال أقاربه موجودين في الكوت وغيرها. وسبَّب ترك غلام رضا ﭙشتكو نزوح أعداد غفيرة من الفيليين إلى زرباطية اذ كان لمعظمهم بساتين وأملاك في هذه الناحية(30).  وعندما استحوذ الشاه رضا بهلوي على أراضي الفيليين عام 1929 وجعلها تحت سلطة جباة وعمال فاسدين فأضافوا إلى الضرائب الباهظة الظلم السافر للرعية، دفع الفيليين الى القيام بسلسلة من الثورات ضدهم كثورة قدم خير في لرستان وشامحمد ياري المعروف بـ(شامگه) في پشتكو (إيلام) عام 1929. وقد أعقب هذه الثورات حملة تنكيل وقتل وتشريد وإطلاق يد، ومن ثم هرب الكثيرون إلى أقربائهم في مناطق حوض دجلة.
ردي على مزاعم الكاتب: ردي على ما جاء في صدر الجزئية أعلاه، أن الكاتب يتحدث عن أيام حكم الصفويين (1501-1736م) أي عن تاريخ يسبق ولادته بمئات السنين، السؤال هنا من أين جاء بهذا الكلام..؟ أين مصدره؟؟. ويعيد نفس الأكذوبة مرة أخرى حين يذكر الأمير ذوالفقار الذي حكم العراق ولصق به اسم الفيلي مع أنه لم يعرف في صفحات التاريخ سوى باسم الأمير ذوالفقار من قبيلة كلهر ودولته عرف بدولة كورد العراق. ويستمر الكاتب في غيه زاعماً: وقد أتاح ذلك فرصة نادرة للنزوح من لرستان وپشتكو والانتشار في محافظات العراق في الوسط والجنوب. مرة أخرى نسأله من أين جاء بهذا الكلام..؟؟. عجبي، أليس الكاتب شخص أكاديمي كيف يرتضي لنفسه أن يتكلم عن تاريخ قديم بدون وثيقة تاريخية؟ ألم يعرف لا تاريخ من دون وثيقة؟. هل أن العگد الذي يحمل اسمهم دليل على أنهم سكنوها في هذا التاريخ؟! هناك داخل بغداد أحياء كردية أخرى تحمل أسماءاً كوردية قبل التاريخ الذي حدده الكاتب كعگد المندلاوي أيام العثمانيين و”تپة كورد” قرب منطقة الفضل الخ وحتى اسم بغداد المدينة التي بناها الكورد “الكردوشيين” قبل الميلاد بـ”2000) سىة. راجع (لغت نامه)ج 4 ص 4889 وكذلك (بغداد سيرة ومدينة) تأليف (ناجي جواد) ص 12. وفيما يخص شخص الوالي وحاشيته أنهم أصبحوا لاجئون في العراق لكن لا أعلم بعد الثمانينات ماذا جرى لهم. وفيما يخص الوالي، لم يهدده الشاه؟ أنه هجم على الإمارة وأزالها من الوجود ولم يبق أمام الوالي سوى اللجوء إلى العراق.  ثم يقول نزح أعداد غفيرة إلى زرباطية إذ كان لمعظمهم بساتين وأملاك في هذه الناحية، وذكر قبل قليل بأن بدرة وزرباطية وعلي الغربي وباكساية -باخساي- وغيرها لم تكن ضمن الأراضي العراقية؟؟ من فمه ندينه. ويقول: بعد عدة ثورات هرب الكثير إلى أقربائهم في حوض دجلة. حوض دجلة الذي قال أن عبد الكريم قاسم اعترف للوفد الكورد الذي زاره مهنئاً أنه موطن الكورد الفيلي.
 يقول الكاتب: 2- كان الفقر سمة عامة للشعب الفيلي في ﭙشتكو، وهذا جعلهم يتطلعون باستمرار إلى مناطق حوض دجلة الأكثر دفئاً ورفاهية عيش. وبالفعل كان الفيليون يسمون العراق (گه‌رمسير). و(گه‌رمسير) تعني (گه‌رم) و(سير) (گه‌رم: دفء/ سِير: شبع)(31) أي: أرض الدفء والشبع. وإذ كانت مناطقهم الجبلية محدودة الرزق فبالمقابل كانت المدن العراقية تهيئ فرص رزق كثيرة وكبيرة، ولاسيما أن الدولة العراقية تفتح مشاريع تحتاج إلى عملة كبناء الجسور والسدود والمؤسسات والمعامل وغيرها، والفيليون أقرب إلى مدن العراق منهم إلى مدن إيران الكبيرة ولاسيما طهران العاصمة فضلا عن الاضطرابات الكثيرة فيها.
توضيحي على ما ورد أعلاه: سبق وذكرنا أن المصادر التاريخية ذكرت أن الحد الفاصل بين إيلام وسومر كان نهر دجلة، فلذا قال قاسم للوفد الزائر أن شرق دجلة موطن الكورد لأن قاسماً كان يقرأ ما تنتجه القريحة العراقية وكان لديه ثقافة تاريخية جيدة بتاريخ المنطقة وشعوبها إلا أن السياسة أفسده فيما بعد. حقاً لا أعرف كيف هذا الأكاديمي يفكك الكلمة ويشرحها على هواه دون أدنى معرفة بحيثيات الكلمات واللغة التي تنتمي لها هذه المفردة!! يزعم أن كلمة گەرمسیر والأصح كوردياً “گەرمەسیر= Germesir” گەرم تعني دفء وهذا صحيح. لكن الخطأ أنه يقول عن اللاحقة “سير” تعني شبع!! يا ترى كيف يفسر لنا الدكتور كلمة “سەردسير= “Serdsirأي المنطقة الباردة؟. ألم يسأل نفسه الدكتور الأكاديمي هل أن الأراضي المنبسطة فيها خيرات وفيرة؟ أم الأرض الجبلية التي فيها الأنهار الكبيرة التي ترفد الأرضي المنبسطة؟ يا ترى من أين يأتي أنهار دجلة والفرات وديالى؟ أليست من كوردستان؟ كيف لم يجدوا يأكلوا في إيلام وجبال كوردستان فيها (4000) نوع من النباتات والعديد من الأشجار المثمرة وغير المثمرة وآلاف الأنواع من الحيوانات والطيور المختلفة الخ. أي نعم أن بعض الكورد تحرك داخل حدود وطنه الأم كوردستان لأنه في قرارة نفسه لا يعترف بهذه الحدود الوهمية التي خطها أيادي خبيثة فعليه يتنقل بين مدن وطنه أن كانت في شرقه أو غربه أو شماله أو جنوبه. ألم يفكر الكاتب لماذا لم يذهب الكوردي إلى المدن غير الكوردية داخل غيران ويذهب إلى المدن الكوردية في جنوبي كوردستان؟ لأنه كما أسلفنا هذا وطنه حتى وأن جرى تقسيمه وتجزئته بحراب الاحتلال العربي التركي الفارسي البغيض. للعلم أن اسم “گەرمیان = Germyan” أطلقه الساسانيون الكورد على المنطقة، جاء هذا في كتاب الدكتور (كمال مظهر أحمد) (كركوك وتوابعها حكم التأريخ والضمير) ص 14 وهو ينقل عن موسى الخوريني (موسيس) الذي عاش في القرن الخامس الميلاد: كان الساسانيون أقرباء الميديين، يطلقون على المنطقة اسم “گەرمەکان = Germekan ” التي تقع كركوك في قلبها، والتي تمتد حدودها في الشمال الغربي إلى حد الزاب الصغير، وفي الجنوب الغربي إلى جبل حمرين وفي الجنوب الشرقي إلى نهر ديالى وفي الشمال الشرقي إلى زاگروس. 
 يزعم الكاتب محمد تقي: 3- رغبتهم الشديدة في مجاورة ضريح الإمام علي وأهل البيت (عليهم السلام) أحياءً وأمواتاً، وهم يطلقون على الامام اسم (أۆغـۆ) التي تقابل (آغا) الفارسية وتعني: السيد، إلا أن أۆغـۆ بالإطلاق تعني الإمام علي، وتعني أيضاً (قرب الإمام) و(مقبرة النجف). وقد نقل عن أحدهم قوله (نيلم صخولام بميني ﮋير ﭙردلا.. بچمە لاي أۆغـۆ = لا أترك عظامي تدفن تحت الصخور بل أذهب إلى النجف قرب الإمام علي). ويجب أن يؤخذ بنظر الاعتبار جداً أنهم الاقوى تشيعاً للإمام علي، فهم لا يكتفون بتسمية: (علي)، (عبد علي)، (ولي)، بل يضيفونه إلى كل شيء فعندهم (خير الاسماء ما عُلّي) فيسمون: (سه‌وزه‌لي= أخضر علي)، (گه‌نجلي= شباب علي)، (کچکلي= صغير علي)، (جونلي= روح علي)، (نه‌زر‌لي= نظر علي)، (عينلي = عين علي)… ويضاعفون اسمه، وهذه السمة لا توجد عند غيرهم مثل (سـيـلي = ثلاث مرات علي)، (په‌نجـ‌لي= خمس مرات علي)، (ده‌لي= عشر مرات علي)،  أو (ده علي) وتوجد مئات القرى بهذا الاسم في كرمنشاه ولرستان وأصفهان(32). ويلاحظ في حالة المزج تختصر كلمة (علي) بـ(لي).
ردي على ما جاء أعلاه: كلام غير صحيح، لم يجاور أحد من الكورد أضرحة أئمة الشيعة. إن الفرس قاموا بهذا فلذا تجدهم متواجدين في النجف وكربلاء بينما لا توجد أحياء للكورد في تلك المدينتين. أي نعم أن غالبية الشيعة الكورد يدفنوا موتاهم في مقبرة النجف وهذا خطأ كبير يجب أن يكفوا عنه – ليس لكلامي أية علاقة بالإمام علي-  لكن دفن موتى الكورد في مدينة بعيدة عن موطنهم يلغي مقابرهم في مدنهم في كوردستان لأن المقبرة تاريخ وخاصة تلك المدن الكوردية التي استوطنها شراذم من العرب والتركمان من أجل تغيير ديمغرافيتها والآن  يدعون ظلماً أنهم أهل لهذه المدن!! من أجل هذا أقول لكل كورد يجب أن يقفوا عن دفن موتاهم في غير مدنهم. نعم هم أكثر تشيعاً من الآخرين، لكن ماذا فعل لهم التشيع؟ هذا هو التشيع يحكم الآن في العراق وإيران لم يختلف عن حكم المجرم صدام حسين والشاه اللعين بل أنهم أجرم منهما أنظروا إلى حيدر العبادي ماذا يفعل بالكورد وفوق كل جرائمه بدأ بتعريب المدن والقرى الكوردية وأسلاف عبادي وصفوا الكورد بالجن وبأقذع الأوصاف أدعو كل كوردي له ذرة شرف وكرامة وحب الوطن كوردستان وشعبه الكوردي أن يعيد حساباته وينظر ماذا يفعلوا بهم أولئك الذين يرفعون راية التشيع، حتى لا يفهم كلامي خطأ أن السنة ليسوا أفضل من الشيعة في تعاملهم الإجرامي مع الشعب الكوردي. يتباهى الدكتور جون هناك من الكورد الشيعة من اسمه عبد علي!! ونحن نسأل، يا ترى العبودية لله أم للبشر؟. هذا هو الإمام علي يقول في النهج البلاغة خطبة 216: فإني لستُ بفوق أن أخطئ، ولا آمن ذلك من فعلي، إلاّ أن يكفي الله من نفسي ما هو أملك به منَّي فإنما أنا وأنتم عبيد مملوكون لربّ لا ربّ غيره، يملك منَّا ما لا نملك من أنفسنا وأخرجنا مما كنا فيه إلى ما صلحنا عليه، فأبدلنا بعد الضلالة بالهدى، وأعطانا البصيرة بعد العمى. أعتقد بعد هذا ليس هناك كلام يقال في هذا المضمار. يزعم الكاتب أن اسم (سەوزەلی= أخضر علي) هل يوجد معنى في الاسم؟؟ أن سەوزەلی يعني الخير والبركة لأن الخضار رمز للخير والبهجة والسرور فلذا حتى عيدهم القومي “نوروز” يبدأ بأول أيام الربيع. ولكلمة(سۆزە) بالصيغة الكوردية السورانية تعني غناء، ترنيم، تغريد، نغمة الخ و(سەوزە) تعني أسمر، سمراء، خضار، خضروات. وهكذا “گەنجلی= Gencely” بمعنى الشباب أو الكنز ليس له علاقة بعلي وما كلمة “لي” إلا لاحقة للاسم. وهكذا أيضاً “کچکلی” وأصح  کوچگەلی” ‌أي صغير، يقبله في العربية زغلول بمعنى الطفل، الصغير. الخ. هل يوجد بين الكورد من هو اسمه “دەلی” ويزعم : يوجد في كرمانشاه عشرات القرى بهذا الاسم!! “دەلی” أنا لم أجد في كرمانشاه التي هي موطن قبيلتي كلهر قرية بهذا الاسم.
 يزعم الكاتب: 4- ظلم الولاة في ﭙشتكو وإثقال الفيليين بالضرائب، ولاسيما حسين قلي خان الذي عرف بقسوته وثقل ضرائبه، وقد لقب بألقاب كثيرة تبين ذلك منها: أبو قداره لخشونته، وأمير التومان لجمعه الضرائب العالية من الناس وإرسالها إلى خزينة الحكومة(33). وقد ذكر المرحوم (راضي الطباطبائي) في كتابه المخطوط (تاريخ الكوت وعشائره في الغابر والحاضر)، في أحداث عام 1273هـ/ 1857م: ” نزح عدد غير قليل من جبل ﭙشتكو العائد لحسين قلي خان، وأخص بالذكر عشيرة نوکه‌ر نازر، وكلهر، وكاور، وباوات. ويقال: إن سبب نزوحهم هو فرارهم من حاشية حسين قلي خان. واهم العشائر التي اتخذت الكوت وطناً لها عشيرتا (نوکه‌ر نازر) و(قدبي= قطبي). ويضيف الطباطبائي: ” وقد ازدهرت الكوت بهم في ذلك العصر إذ كانت لهم مهن يحسنونها مثل: الحياكة والحدادة وهما أهم طرق العيش؛ لأن أهل الكوت لا يفهمون طرق الصناعة فأكثرهم في حالة بداوة، فقام الفيليون بنشر مصنوعاتهم وباعوها بأبخس الأثمان. وأهم مصنوعاتهم: صناعة البسط، والعباءات، والأغطية والمنسوجات الأخرى للفرش، كما كانوا يحسنون صنع الآلات الزراعية كالمحراث والمنجل، والمسحاة وغيرها. وبعد مضي مدة من الزمن أصبحوا يزاحمون أهلها في التجارة فكانوا من الوجاهة بمكان(34).
ردي على ما جاء في الجزئية أعلاه: نسي الكاتب أنه قال في سياق المقال أن الولاة الفيليون لم يذعنوا لإيران وكانوا مستقلين عنها، إلا أنه في الجزئية أعلاه يقول: إن الوالي ظلم الناس جمع منهم مبالغ وبعثها إلى خزينة الحكومة. لا شك يقصد هنا الحكومة الإيرانية. من الهفوات الأخرى للكاتب أنه ضن أن لقب أمير التومان الذي لقب به الوالي أطلق عليه لجمعه الضرائب العالية من الناس. يا هذا أن لقب أمير التومان كان منصباً قيادياً في الدولة الإيرانية بمعنى قائد عسكري لعشرة آلاف مقاتل وهو منصب أعلى من منصب “مير پنج= Mirpenc”. ويزعم أن هناك عشائر كوردية هربوا إلى الكوت ووضع ضمنهم قبيلة كلهر!! لا يعرف الطباطبائي ولا الكاتب الأكاديمي أن قبيلة كلهر لم تكن تحت حكم الوالي؟ وأراضي قبيلة كلهر ليست ضمن پشتکو؟ بل هي في پێشکو باتجاه كرمانشاه. ثم يعدد الكاتب المهن والحرف التي كانوا يجيدونها الكورد الفيلية أليس هذا يدل على أنهم شريحة من الشعب الكوردي المتحضر وإلا كيف أجادوا صناعة هذه الأشياء في ذلك التاريخ؟. 
ويضيف الدكتور محمد تقي جون: في البدء كان لهؤلاء القادمين الجدد خصوصية ووجود مستقلة وممارسة للغتهم وتقاليدهم، الا انه مع الوقت صاروا يذوبون ويندثرون كأسلافهم في الشعب العراقي العربي. ويذكر الدكتور سيَّار أن الفيليين العراقيين يكتسبون طابع البيئة المحلية ويندمجون فيه بسرعة، على العكس من اقوام كردية اخرى مثل السوران الذي يعتزون ببيئتهم وخصوصياتهم كونهم الابعد عن أي فضاءات مندمجة(35).
توضيحي على ما ورد أعلاه: نعم في وسط وجنوب العراق ذاب بعض الكورد في البوتقة العربية إلا أن غالبيتهم حافظوا على انتمائهم القومي الكوردي، بدليل أن النظام البعثي المجرم قام عام 1980 بتهجير آلاف العوائل منهم إلى إيران لو ذابوا في الشعب العراقي العربي كما زعم الكاتب لماذا قام النظام بتهجيرهم؟؟. حقاً أن شبيه الشيء منجذب إليه، أن الكاتب محمد تقي جون يستشهد عن الكورد الفيلية بأقوال  شخص عروبي عنصري!! لا يحمل في داخله سوى الحقد والكراهية تجاه الشعب الكوري، في الأعوام الماضية وتحديداً عام 2009 كتبت مقالاً رداً على مقال كتبه ذلك الدكتور المدعو سيَّار لقد شكك فيه بالشعب الكوردي الأبي وبلغته العريقة وكان مقالي تحت عنوان:”الكورد” وليس “الكُرد” ولو كره العنصريون. عزيزي القارئ الكريم، يعلم جون وسيَّار جيداً أن وجود الكورد الفيلية في المنطقة كما بينا في سياق المقال يسبق زمن سومر بقرون طويلة لو أنهم ذابوا واندمجوا بسرعة مع العرب الذين قدموا إلى بين النهرين بعد الإسلام لما بقي منهم ذكراً إلى اليوم بعد مرور زمن طويل على وجودهم على هذه الأرض التي سبقوا الجميع إليها بزمن قديم جداً يصعب تحديده بالأرقام؟؟. 
وفي مقطوعة هزلية أخرى يعزف على وتر شق الصف الكوردي حين يزعم: وتبعاً لذلك صار الفيليون لا يمثلون لوناً قومياً حاداً بل لويناً متدرجاً، لكونهم خُففوا إلى أقصى درجة من القومية الفاصلة بينهما؛ فاللغة الكردية منسية والعادات والتقاليد مشتركة، ولم تبق عادات وتقاليد خاصة بالفيليين حتى عيد النوروز أكبر المناسبات الكردية لا يعدو أن يكون عطلة يستريح فيها، ويعنيه بقدر ما يعني العربي الذي يسميه (عيد الشجرة) فالمناسبة لا تميز فيها عند الاثنين، بينما في إيران وشمالي العراق يكون للنوروز أهمية وقدسية وتقام له احتفالات كبيرة وخاصة، وكذلك بقية العادات والتقاليد. يقول راضي الطباطبائي عن جيل الثلاثينات والأربعينات “واغلب شبابهم قد نسوا اللغة الكردية ولم يفهموها بتاتاً”(36) ولكنهم لم ينكروا أصولهم في ذلك الوقت. ومع مجيء البعثيين ولاسيما زمن الطاغوت صدام حسين، أصبح كثير من الفيليين وبتصاعد مخيف يلغون أصولهم الفيلية وينتسبون إلى قبائل عربية. بل صار غالبيتهم يغير اسم عشيرته الفيلية إلى اسم عشيرة عربية قريبة في التسمية من عشيرته لفظاً أو معنى، كالاتي: (جايرون = الـﭽادر/ گلگلي = الوردي/ بيري=  البدري/ نوروزوند = النوروزي/ الشادلوند = الشادلي/ماسپي، ماسي = الربيعي/ زرﮔوش =الزرﮔاني /كاوري = ماهر خضوري/ قيتول = القاتلي/ نوكر نازر =  الطائي/ ملك شاهي= المالكي/ خزڵ = الخزعلي/ خطاوي = الكناني/ ماموسي = آل موسى/ قيسواني= القيسي/ ﭙاﭙـي روان = البياتي/ ميمي = المياحي/ باكيروان = البكري/ دينوري= العباسي/ سگوه‌ن = الـﭼليباوي. كما ادعوا الانتساب إلى الدوحة العلوية (السيادة)، فيقول بعضهم انه (حسني) و(حسيني) و(عباسي) و(موسوي).
ردي على ما زعم أعلاه: بلا شك أن الكورد الفيلية لا يمثلون لوناً قومياً بمعزل عن لون الأمة الكوردية؟ لأنهم شريحة كوردية مثل الشرائح الكوردية الأخرى كالسوران والبهدينان والهورمان الخ الخ الخ جمعهم معاً يكونون الأمة الكوردية الخالدة. إن الكاتب يريد من هذه الشريحة الأبية التي اعتنقت بحد السيف الصفوي مذهب الشيعة أن تهجر أمتها الكوردية وتصبح جزءاً شيعياً ناطقة بالعربية كما هي حال الشيعة الأعاجم في العراق أولئك الذين من أصول فارسية، وأعني الذين تربعوا على عرش السلطة بعد عام 2003. إن الكاتب محمد تقي جون يلتقي في محاولته البائسة هذه مع النعرات الأعجمية الحاكمة في العراق، التي حاولت وتحاول منذ سقوط نظام حزب البعث المجرم بتعجيم الكورد الفيلية. ويستمر الكاتب في تجنيه على الحقيقة حين يزعم أن اللغة الكوردية عندهم منسية!! لا أدري أين هي منسية في المناطق التي يعدها الكاتب مدناً فيلية كبدرة وزرباطية ومندلي وخانقين وجلولاء وكركوك الخ ألم يشاهد من خلال وسائل الإعلام المرئية أن أهل هذه المدن وتوابعها جميعهم يتكلمون اللغة الكوردية بطلاقة؟ ليس هذا فقط، بل حتى أن غالبية العرب المستوطنون في هذه المدن تعلموا شيئاً من اللغة الكوردية، لقد شاهدت هذا بأم عيني في القنوات الفضائية الكوردية والعربية. لا يا هذا لا تغالط نفسك، أن كل كوردي أينما كان في الوطن أو في بلاد المهجر يعيد بعيده القومي نوروز الخالد. يشهد للكورد الفيلية كل عام احتفالهم القومي بعيد نوروز في “سلمان پاك” في المدائن عاصمة دولتهم الساسانية. للعلم إن عموم الكورد في بلاد المهجر في الغرب الأوروبي يعيدوا كل عام بعيد نوروز الأغر ويوقدون تلك النار الأزلية الكوردية المقدسة التي ستظل توقد كل عام ما بقية الحياة على هذا الكوكب. لمن لا يعلم لدى الكورد ثلاثة أشياء مقدسة لا يجوز المساس بها 1- عيد نوروز القومي 2- العلم الكورد الذي يرفرف منذ عام 1991 في سماء جنوبي كوردستان وتاريخه يعود إلى العقد الثاني في القرن العشرين وعمره يوازي عمر الكيان العراقي 3- النشيد القومي “ئەرەقیب= Eyreqib” الذي ينشد فيه الشعب الكوردي بصوت عالي: كوردستان هي ديننا وأيماننا. إذا العربي يسميه عيد الشجرة أو أي شيء آخر هو حر فيما يسمي، لكنه هذا تزوير لعيد نوروز جاء به السلطات الحاكمة في العراق من أجل مسخ عيد نوروز أن من جاء به ذهب إلى حيث يستحق.. وبقي عيد نوروز خالدا. يا جون، نحن لا نعرف أين يقع شمال العراق. نحن نعرف أن هناك دستوراً صوت عليه 85% من العراقيين يسمي جنوب كوردستان إقليم كوردستان، أما إذا أنت لا تحترم دستورك وتسمي الإقليم خلاف ما سماه الدستور الاتحادي فهذا شأنك، يعود إلى سطحيتك وعدم انتمائك للبلد الذي يحكمه هذا الدستور رغم تجني وتجاوز البعض عليه. ينقل الكاتب عن راضي طباطبائي بأن غالبية الكورد الفيلية نسوا لغتهم لكنهم لا ينكرون أصلهم الكوردي. هذا هو الأهم عندنا أن كان هناك نفر من الكورد نسي لغته الكوردية بسبب التعريب أو السياسة العنصرية التي نفذها الأنظمة الديكتاتورية العربية منذ اللعين فيصل وإلى القرد عبادي أن لا ينسى أنه ينتمي لأمة عريقة اسمها الأمة الكوردية التي ستؤسس دولتها الوطنية في قادم الأيام شاء من شاء وأبى من أبى. وفي نهاية الجزئية أعلاه زعم الكاتب أن هناك من الكورد الفيلية غير اسم انتمائه القبلي إلى عشيرة عربية. ربما هناك شخص ضعيف الشخصية أو انتهازي قام بهذا لكن هذا ليس دليلاً على أن عشائر عديدة من الكورد الفيلية غيرت انتمائها القومي الكوردي إلى عشائر الأعراب.. وإلا لم نرى اليوم عشائر كوردية فيلية في بلاد بين النهرين. لا يا جون لا يوجد كوردي ينتمي إلى حسني وحسيني وعباسي وموسوي الذي تقوله كذب محض وافتراء على الحقيقة والواقع.   
ويستمر الكاتب في سرده..: وقد اختلف الأمر قليلا في المناطق الحدودية كخانقين ومندلي وبدرة وزرباطية، وفي التجمعات الفيلية كما في بغداد بمناطق: (الكفاح) و(باب الشيخ) و(أبو سيفين) وغيرها التي مثلت غالبية فيلية، إذ احتفظوا باللغة وبعض التقاليد. ولكن حتى هذه المناطق لم تستطع أن تحتفظ بالفيلية بشكل كامل. وهم يتندرون بترديد جملة توضح مدى استحواذ العربية على كلامهم وهي (عصفوركا زقزق ئه‌کا‌فوقي شجركا)!! والحقيقة ان الاندماج مع العرب القى ظلاله في اللهجة الفيلية فقد أخذ الفيليون حرف الصاد من العرب، وحرف الصاد غير موجود في لهجات الكرد الصافية (ينظر: قاموس ئه‌ستيره‌گه‌شه‌)، ومن الكلمات التي يدخل فيها الصاد وهي كثيرة: (صو= غداً) (كشص= قُتل) (صـ

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

د. محمود عباس   إن حملة وحماة القومية النيرة والمبنية على المفاهيم الحضارية والتنويرية لا يمكن أن يكونوا دعاة إلغاء الآخر أو كراهيته. على العكس، فإن القومية المتناغمة مع مبادئ التنوير تتجسد في احترام التنوع والتعددية، وفي تبني سياسات تعزز حقوق الإنسان والمساواة. ما أشرت (هذا المقال هو بمثابة حوار ورد على ما أورده القارئ الكريم ‘سجاد تقي كاظم’ من…

لوركا بيراني   صرخة مسؤولية في لحظة فارقة. تمر منطقتنا بمرحلة تاريخية دقيقة ومعقدة يختلط فيها الألم الإنساني بالعجز الجماعي عن توفير حلول حقيقية لمعاناة النازحين والمهجرين قسراً من مناطقهم، وخاصة أهلنا الكورد الذين ذاقوا مرارة النزوح لمرات عدة منذ كارثة عفرين عام 2018 وحتى الأحداث الأخيرة التي طالت مناطق تل رفعت والشهباء والشيخ مقصود وغيرها. إن ما يجري…

المهندس باسل قس نصر الله ونعمٌ .. بأنني لم أقل أن كل شيء ممتاز وأن لا أحداً سيدخل حلب .. فكانوا هم أول من خَرَج ونعم .. بأنني كنتُ مستشاراً لمفتي سورية من ٢٠٠٦ حتى الغاء المنصب في عام ٢٠٢١ واستُبدل ذلك بلجان إفتاء في كل محافظة وهناك رئيس لجان افتاء لسائر المحافظات السورية. ونعم أخرى .. بأنني مسيحي وأكون…

إبراهيم اليوسف بعد الفضائح التي ارتكبها غير الطيب رجب أردوغان في احتلاله لعفرين- من أجل ديمومة كرسيه وليس لأجل مصلحة تركيا- واستعانته بقطاع طرق مرتزقة مجرمين يعيثون قتلاً وفسادًا في عفرين، حاول هذه المرة أن يعدل عن خطته السابقة. يبدو أن هناك ضوءًا أخضر من جهات دولية لتنفيذ المخطط وطرد إيران من سوريا، والإجهاز على حزب الله. لكن، وكل هذا…