الأمازيغي: يوسف بويحيى
اذا ما رجعنا بالذاكرة الى الوراء و تقصي أحداث الثورة السورية سنفهم كثيرا ماذا يجري في كوردستان باشور وبالأخص السليمانية ،الكل مازال يتذكر كيف بدأت شرارة الثورة السورية المنادية إلى تعديل الدستور وضد الفساد وإسقاط الدكتاتورية لكن سرعان ما استغلتها ببشاعة قوى داخلية سورية تابعة إلى قوى خارجية.
تحولت الثورة التي كانت تعتمد في قرارة نفسها على الديمقراطية والحوار والسلم كأسلحة فعالة للوصول إلى مطالبها إلى منزلق إنحرفت على مسارها الديمقراطي لتتخد مسارا مسلحا نتيجة تدخل أيادي قذرة إستغلوا وضع الشعب وركبوا الثورة بٱيدولوجياتهم الدينية مع تواطئ أيران والغرب ،ذهب من خلالها الشعب وكل التيارات الشعبية الغير المسلحة ضحية ذلك التحول المفاجئ على الثورة من السلمية والحوار الى الحل المسلح والعسكري ،بهذا تحولت سوريا و العراق و اليمن إلى ماهو عليه الآن…
اذا دققنا النظر في أحداث السليمانية سنفهم أنها مؤامرة على الشعب الكوردي وكوردستان بنفس ما بدأت به ثورات الربيع العربي (سوريا مثالا) حيث أن الشعب طالب بالرواتب و تحسين المعيشة بمظاهرات مشروعة لا تتنافى أبدا مع أليات الإحتجاج و الأساليب الديموقراطية ،هذا ما ٱستغلته قوى حاقدة داخلية مدعومة خارجيا من إيران و تركيا و العراق من أجل الركوب على مطالب الشعب الكوردي عن طريق تسليح عصابات إجرامية وسط المتظاهرين و التحشدات الشعبية من اجل زرع الفتن و الحرب و الدمار ،نية منهم تحريف مضمون المظاهرة من مطالب شعبية مشروعة للشعب إلى تدمير الشعب و كوردستان و تحويلها إلى ما آلت إليه “كركوك” و سوريا و العراق…
لعبت بعد قادة الأحزاب دور في تهييج و تحريض الشعب على الخروج للتظاهر من أجل أن يمرروا برنامجهم السام في كوردستان ،أكبر دليل تسليح عصابات إجرامية و في نفس الوقت اعطت نفس الأحزاب موقفها و تبرأت من أعمال الشغب و العنف مما يوضح أنهم إستغلوا سذاجة البعض من ابناء الشعب بإغراءات مادية محدودة و مؤقتة.
بعد سقوط “كركوك” تعيش منطقة السليمانية أزمة سياسية و صراع أحزاب بالجملة و تصفيات حسابات قديمة و جديدة ،إتضح لبعض الأحزاب (كوران و الجماعة الإسلامية) أنهم من الصعب أن يجاروا الإنتخابات القادمة لذلك هم بحاجة لٱستعطاف الشعب مما ٱضطروا في التفكير و التخطيط للإنسحاب من الحكومة و إستغلال المظاهرات القائمة من اجل التقرب أكثر إلى الشعب و تقوية حظوظها و شعبيتها ،زيادة إلى تمرير سمومها و مخططات إيران و العراق إلى كوردستان و الشعب.
التناقض الذي وقع فيه “كوران” و “الجماعة الإسلامية” أنهم يناصرون و يطالبون بالرواتب مع الشعب لكن غفلوا أنهم أنفسهم يمثلون الحكومة كونهم مشتركين فيها نتيجة ان الحكومة شكلت بتوافق جميع الأحزاب ،علما أن كل من “كوران” و “الجماعة الإسلامية” مطالبين بإيجاد حلول لمشاكل المواطنين كونهم شركاء حكوميين و ليس أن يتبرؤوا من واجباتهم و يلعبوا دور المواطن البسيط.
نقطة أخرى يجب على الشعب الكوردي أن يلمسها هي قبل سقوط “كركوك” كانت الحكومة تسدد رواتب المواطنين إنطلاقا من عائدات ثروات “كركوك” على الرغم من قطع بغداد حصة الموازنة ،لكن سقوط “كركوك” خسرت كوردستان حصة مهمة من العائدات الإقتصادية مما سبب عجز لميزانية الإقليم زيادة إلى الحصار الإقتصادي المفروض كالحظر الجوي و توقف المعامل و الشركات و السياحة…،الكل يعلم أن سقوط “كركوك” كان بسبب خيانة بعض قادة الإتحاد الوطني الكوردستاني جناح “أل طالباني” و كوران عائلة “عبد الواحد” و الجماعة الإسلامية “بابير” و العمال الكوردستاني…مما يوضح بأن هؤلاء الذين يحرضون على التظاهر ضد رئاسة حكومة الإقليم هم أنفسهم سبب وراء ما يعيشه الشعب الكوردي و كوردستان حاليا ،زيادة أن حصص عائدات “كركوك” تذهب إلى جيوبهم الشخصية ،إذن فلماذا يتهمون حزب الديموقراطي الكوردستاني و ما ذنب “مسعود بارزاني” فيما يعيشه الإقليم؟؟ هل ذنبه أنه لم يشارك في الخيانة و ضد الخيانة!! ،مادام الخونة هم من باعوا “كركوك” و بدؤوا بالتمهيد لبيع “السليمانية” فإن الشعب يجب ان يثور في وجه هؤلاء كونهم من يتحملون المسؤولية و ليس الشرفاء.
أولا إن كانت هذه الأحزاب و القادة يهمهم أمر الشعب الكوردي فلماذا باعوه في “كركوك” مقابل براميل نفط علما و أصلا كانوا يحصلون عليها ،ثانيا لماذا لا يتبرعون للشعب بحصص كركوك التي يتقاضوها بشكل شخصي بعد خيانتهم قصد تخفيف الأزمة و التعاطف مع الشعب مع العلم أنها تحول إلى حساباتهم في البنوك الأروبية ،ثالثا لو كانت لهذه الأحزاب الخائنة قناعة وطنية لرفضت رواتبها الحكومية كونها غنية جدا و تمنحها للموظفين و المواطنين البسطاء كما فعل السيد “مسعود بارزاني” الذي تبرع من ماله الخاص للنازحين في حادثة “كركوك” كما تبرع للبيشمركة بكل الحاجيات في جبهات القتال ليحموا الشعب الكوردي ،مع العلم أن لعائلة “طالباني” و “عبد الواحد” مال و ثروة هائلة للتبرع!! لكن ليس كل الناس مثل “مسعود بارزاني” إنسانيا بغض النظر على السياسة و المنصب…
ايها الشعب الكوردي إن ما تعيشه كوردستان حاليا هو بسبب الأحزاب الخائنة التي ادت إلى هذه الأزمة الإقتصادية و السياسية ،علما أن “مسعود بارزاني” هو من بقي على عهد الشعب و كوردستان ،كما أريد أن أخبركم أن من ينوي بيع “السليمانية” لن يسترجع “كركوك” أبدا ،بطن فارغة في مأوى دافئ خير من بطن فارغة متشردة (العراق و سوريا و اليمن مثالا).