يا قادة الكورد في إقليم كوردستان كفى.. السلطة الثيوقراطية الحاكمة في بغداد لا تفهم سوى لغة القوة

محمد مندلاوي

شاء حظنا التعيس نحن الكورد أن نبتلى بقيادات سياسية ساذجة إلى درجة الغباء المركب، وقصيرة النظر والتفكير، ولا ترى أبعد من أنفها. لكن هذا لا يعفينا نحن كشعب من المسئولية الأخلاقية، لأننا نحن مكنا هؤلاء.. من رقابنا، لم نتعظ، لقد منحناهم أصواتنا في عدة انتخابات متتالية دون أن نراقب أعمالهم وتصرفاتهم اللا مسئولة بهدر المال العام واستنزافه والفساد الذي تفشى على أيديهم في كل مفاصل الإقليم. وكذلك فشلهم التام في إدارة ملف الإقليم مع حكومة بغداد، وتحديداً تلك التي سميت في الدستور الاتحادي بالمناطق المتنازعة عليها. عجبي، هل توجد قيادة في العالم تقبل أن يستفتي على مصير أرضه ذلك المستوطن الذي من سفالة الناس وأراذلهم، الذي جاء به المحتل البغيض لتغيير ديمغرافية وطنها!! 
أي نعم، هذا ما قبلت به القيادات الكوردية.. منهم ما زال على قيد الحياة، ومنهم ما رحل إلى عالم اللا عودة وترك خلفه عائلة تتاجر بالدم الكوردي. وفي خضم هجوم سلطة بغداد العميلة على إقليم كوردستان أمر أحد ولدي الراحل بسحب قوات الـ”پێشمەرگە” (Peshmerge) من الجبهة، و صار دليلاً.. للجيش الفارسي إلى كركوك، بلا شك إنها خيانة أخرى تضاف إلى سجل خياناتهم القديمة والحديثة للشعب الكوردي. 
نحن الكورد في داخل الوطن وخارجه، من أجل إعادة هيبة وقوة الكورد وكوردستان نمنح حكومة الإقليم وأحزابها فرصة أخيرة لكي تتعظ وتكون نداً لبغداد الغاشمة فلذا نطالبها أن ترد على سلطة بغداد.. بنفس اللغة التي تحدثت بها مع الإقليم، أن لم تستطيعوا تنفيذ مطالب الشعب الكوردي استقيلوا من مناصبكم  واخلوا الساحة لغيركم، لمن هو اقدر منكم على مواجهة كلاب الزهراء والرقية. إن مطالبنا هي مطالب العزة والكرامة وهي كالآتي: 1- على غرار ما قامت بها السلطات العراقية بإصدار أوامر إلقاء القبض على المسئولين الكورد، على المحاكم الكوردية في الإقليم أن تقوم بإصدار أوامر إلقاء القبض على أي مسئول عراقي كان له دور سلبي قولاً أو فعلاً ضد الاستفتاء وعلى رأسهم القرد المدعو حيدر العبادي. 2- بما أن سلطة بغداد أغلقت أجواء كوردستان من أمام الطيران وتمنع الوفود من زيارة إقليم كوردستان، تستطيع حكومة الإقليم أن تمنع البضائع و الوفود والأشخاص الذين يأتون من إيران وتركيا إلى العراق وبالعكس. 3- على العراق أن يضع علم كوردستان بجانب العلم العراقي كما يفعل إقليم كوردستان. 4- يجب على حكومة إقليم كوردستان تحرر كركوك وخورماتوا بأي ثمن من براثن الأعاجم كلاب الزهراء. 5- يستطيع الإقليم أن يستخدم المياه كسلاح ضد الأوباش القابعون في بغداد وذلك بقطعه عنهم. 6- إن أصرت بغداد على عنادها تستطيع حكومة الإقليم وأحزابها أن تجعل من كل كوردي أينما كان ودون استثناء أداة فعالة لتدمير الكيان العراقي تدميراً شاملاً وبأية وسيلة كانت.  
وهكذا يجب على الشعب والحكومة والأحزاب السياسية الكوردستانية أن تقول بالآتي:1- يجب تخصيص يوم من كل عام للاحتفال بيوم الاستفتاء، ويسمى بيوم الاستفتاء (ڕێفراندوم). 2- على حكومة إقليم كوردستان وأحزابه والمثقفين أن تنظم أمسيات شعرية وخطابية وغنائية تحت اسم ليلة الاستفتاء، لكي تبقى هذه المناسبة الوطنية حية في وجدان الشعب الكوردي لحين تحقيق أهدافه وذلك بقيام دولة كوردستان رغماً على أنف كل من لم يقبل بها على هذا الكوكب الدوار.3- إطلاق اسم الاستفتاء على بعض الشوارع والساحات والمتنزهات. 4- على الشعب الكوردي أن يرتدي السواد في كل عام كتنديد حضاري بقرارات البرلمان العراقي ضد تطلعات الشعب الكوردي المشروعة، وهكذا استذكاراً بقرار المحكمة الاتحادية المتسيسة برفضها الاستفتاء. 5- ويجب على حكومة الإقليم أن تطالب من الجاليات الكوردية الكبيرة في بلدان الأوروبية وأمريكا وكندا أن تحيي بطريقة حضارية كل عام يوماً لتذكير شعوبها وحكوماتها التي وقفت مع الاحتلال العراقي ضد أمنيات الشعب الكوردي الجريح.
حتى إذا لم تستطع حكومة إقليم كوردستان وأحزابها تنفيذ جميع النقاط التي ذكرناها أعلاه، لكن لمجرد تناولها في وسائل الإعلام هو ردع قوي لحكام بغداد الأوباش أبناء المتعة ومن يوافقهم من كورد الجنسية .
” الوطن هو المكان الذي نحبه، فهو المكان الذي قد تغادره أقدامنا لكن قلوبنا تظل فيه” 
(أوليفر وندل هولمز)
08 12 2017 

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest


0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

مصطفى منيغ / تطوان تأجيل المُنتُظر لا يجُوز، ومِن المُنتَظر التأجيل بالواقع ممزوج، بالتمعن في الجملتين نصل لمدخل معرفة دول تائهة كتلك البلهاء لا تفكر إلا أن يحتَلَّها زوج وإن قارب أعمال يأجوج ومأجوج ، و تلك العالمة لما تقدِّمُه من معقول لكل مَخْرَج لها معه نِعْمَ مَخْرُوج ، المكشوفة رغم تستُّرها وراء سَدٍّ يقِي وجودها دون تقدير إن تردَّ…

د. محمود عباس   يعوّل الشعب الكوردي على المؤتمر الوطني الكوردي في غربي كوردستان بوصفه لحظة مفصلية، لا لمجرد جمع الفاعلين الكورد في قاعة واحدة، بل لتأسيس إرادة سياسية حقيقية تمثّل صوت الأمة الكوردية وتعبّر عن تطلعاتها، لا كفصيل بين فصائل، بل كشعبٍ أصيلٍ في جغرافيا ما تزال حتى اللحظة تُدار من فوق، وتُختزل في الولاءات لا في الحقوق. إننا…

ماهين شيخاني في عالم تُرسم فيه الخرائط بدم الشعوب، لا تأتي التحوّلات العسكرية منفصلة عن الثمن الإنساني والسياسي. انسحاب نصف القوات الأمريكية من شرق الفرات ليس مجرد خطوة تكتيكية ضمن سياسة إعادة التموضع، بل مؤشر على مرحلة غامضة، قد تكون أكثر خطراً مما تبدو عليه. القرار الأميركي، الذي لم يُعلن بوضوح بل تسرب بهدوء كأنّه أمر واقع، يفتح الباب أمام…

لم يعد الثاني والعشرون من نيسان مجرّد يومٍ اعتيادي في الروزنامة الكوردستانية، بل غدا محطةً مفصلية في الذاكرة الجماعية لشعبنا الكردي، حيث يستحضر في هذا اليوم ميلاد أول صحيفة كردية، صحيفة «كردستان»، التي أبصرت النور في مثل هذا اليوم من عام 1898 في المنفى، على يد الرائد المقدام مقداد مدحت بدرخان باشا. تمرّ اليوم الذكرى السابعة والعشرون بعد المئة…