الثالوث المقدس البارزاني والعلم الكوردستاني والبيشمركة

زهرة أحمد
البارزاني، الاسم الأكثر إشراقا في خريطة كوردستان. القائد الأكثر سطوعا في العالم. ارتبطت كوردستان باسمه، ليكتسب الشعب الكوردي هويته ” البارزانية”، وليوقد الجبال بنار ثوراته المتقدة أبداً.
سلك الكثير من الصحفيين من أرجاء العالم طرق المغامرة الجبلية للوصول إلى البارزاني والتشرف بلقائه، ومعرفة ما بين سطور ثوراته على ذرى الجبال، نسجوا من بطولاته أبجديتهم الثورية، فكان مصدر إعجاب وتعجب أصحاب الأقلام الحرة، ليتصدر اسم البارزاني عناوين صحفهم العالمية، وتزين مؤلفاتهم ببطولات القائد الأسطوري، في الوقت الذي كانت دولهم تنسج مؤامرات سرية وأخرى علنية ضد إرادة الشعب الكوردي، مع الدول التي تقتسم خريطة كوردستان وترتكب بحقه ال” جينوسايد” أمام صمت دولي بل بأسلحتهم أيضاً!
البارزاني أسد الجبال، كما أسماه الذين كانوا شهوداً على بطولاته النادرة على ذرى جبال كوردستان والتي أصبحت نبراساً للشعوب المناضلة من أجل حرياتها.
 كتب عنه الصحفي البريطاني ديفيد آدامس في كتابه ” الحرب الكردية ” :
” إن فضائله هي من طراز الشجاعة القديمة، حتى إن الانسان ليعجب بسموها إلى درجة ما، عاش يقود ثورة بعد ثورة بأساليب زعيم محنك، ولكن بلا غاية سوى الكبرياء والاستقلال ” .
البارزاني، البيشمركة القادم من عرين الشموخ، من منطقة بارزان، قلعة الإباء والمقاومة، التي واجهت أعنف أشكال الاستبداد ولم تركع، أنجبت أبطالاً أخذوا على عواتقهم شرف الدفاع عن كوردستان .
حمل البارزاني الخالد راية الثورة في أيلول وكولان، قاد البيشمركة من ثورة إلى ثورة، نحت على صفحات الجبال تاريخ شعب يأبى الظلم ويعشق الحرية، نار ثوراته بقيت متقدة بالرغم من سيل المؤامرات الدولية والإقليمية، ناهيك عن مسلسل الخيانات الداخلية،
حتى حصل على اعتراف قانوني بالحكم الذاتي للشعب الكوردي عام 1970  والذي أصبح أساساً بنيت عليه الفيدرالية وستبنى عليه ركائز دولة كوردستان.
من بارزان إلى مهاباد تاريخ شامخ معطر بدماء الشهداء، لتكون “جارجرا” شاهدة على إعلان جمهورية مهاباد وبسالة الجنرال مصطفى البارزاني وبيشمركة كوردستان للدفاع  عن الجمهورية الفتية، لكن مهاباد لم تقو على الصمود أمام بشاعة المؤامرات الدولية التي تغدر بكل برعمة كوردستانية تحاول أن تعانق إشراقة الحرية، ليستلم البارزاني أقدس أمانة من قاضي محمد ” العلم الكوردستاني ” ليرفعها ثانية على ذرى الجبال ثم على برلمان كوردستان.
العلم الذي تعطر بقداسة الشهداء، زين انتصارات البيشمركة، حضن دم الشهيد وأحلامه، عانق شموخ قلعة هولير، وسيرفع أمام مبنى الأمم المتحدة كرمز لدولة مستقلة، لكن التاريخ يعيد نفسه بكل تفاصيله المؤامراتية ضد إرادة الشعب الكوردي حتى وإن تغير اللاعبون، فالغاية واحدة: كسر إرادة شعب أراد أن يعيش بسلام وفق ما تنادي به مواثيق الدول التي تغدر بها وفق مصالحها وصراعاتها المستديمة.
 لكن ؟؟
 بعد كل مؤامرة كانت هناك ثورة وانتفاضة، لتبقى الجبال الحصن المنيع للبطولة وعنوان الوفاء، والصديق الأزلي الذي لا يعرف الغدر أبداً، ترجم رسالة الثورة وبقي الحضن الآمن لأبنائها كلما عصفت بهم  رياح” الجينوسايد”، ليترجم البيشمركة مسعود بارزاني الأبجدية  البارزانية في ثورة الاستفتاء، بكل قيمه الثورية وأهدافه السامية، كخطوة تاريخية وقانونية استطاع الشعب الكوردي أن يقرر مصيره بنفسه ويقول:”بلي ” للاستقلال” وكان لي شرف المشاركة في الاستفتاء كمراقبة قانونية على الانتخابات، لأكون شاهدة على إرادة الاستقلال المتجذرة في أبجدية شعب حطم أساطير الاستبداد”.
 مشاركة كركوك في ثورة الاستفتاء أعادت نبض الحياة لروح الثورة أمام تجاهل الحكومة الاتحادية للمادة 140 من دستورها .
أمجاد الشعب الكوردي يكتبه البيشمركة بانتصاراتهم، من شنكال وزمار إلى خانقين وكركوك، سطور بطولية خالدة قادتها البيشمركة ضد التنظيمات الارهابية والحشود  الطائفية.
 وفي البيت الأبيض الأمريكي صدى اسم البيشمركة يهز جدرانها، كما كراس البطولة العالمية، بعد أن أثبتت للعالم بأن البيشمركة هي التي دافعت عن الإنسانية وعن العالم الحر ضد أكثر التنظيمات إرهابا :” داعش ” وبعد أن تركت القوات العراقية مواقعها القتالية و كل عتادها وأسلحتها ولاذت بالفرار، وحتى بعد خيانة 16 أكتوبر واستخدام الحكومة الاتحادية لقوات حملت ثقافة الإبادة الجماعية تلك التي هدرت الدم الكوردي، سرقت، نهبت، هجرت المدنيين وأحرقت منازلهم، أثبتت البيشمركة من جديد بأنها أسطورة الفداء وحامية الشرف والوطن .
بارزاني بكل قيمه النضالية والثورية ونهجه القومي  ” مقدس  ;”
كما العلم الكوردستاني  المقدس بشموخه وشمسه المعطرة بدماء الشهداء.
كما البيشمركة حماة الوطن والعلم.
فكيف إذا كان البارزاني هو البيشمركة البطل الذي صان قداسة العلم في ثوراته  ليرفعها البيشمركة الأسطورة مسعود البارزاني في جبهات الانتصار وفي ثورة الاستفتاء .
سيبقى الثالوث المقدس عنواناً قومياً لولادة كوردستانية قادمة
وسينحني التاريخ  إجلالاً وخشوعا

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest


0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

مصطفى منيغ / تطوان تأجيل المُنتُظر لا يجُوز، ومِن المُنتَظر التأجيل بالواقع ممزوج، بالتمعن في الجملتين نصل لمدخل معرفة دول تائهة كتلك البلهاء لا تفكر إلا أن يحتَلَّها زوج وإن قارب أعمال يأجوج ومأجوج ، و تلك العالمة لما تقدِّمُه من معقول لكل مَخْرَج لها معه نِعْمَ مَخْرُوج ، المكشوفة رغم تستُّرها وراء سَدٍّ يقِي وجودها دون تقدير إن تردَّ…

د. محمود عباس   يعوّل الشعب الكوردي على المؤتمر الوطني الكوردي في غربي كوردستان بوصفه لحظة مفصلية، لا لمجرد جمع الفاعلين الكورد في قاعة واحدة، بل لتأسيس إرادة سياسية حقيقية تمثّل صوت الأمة الكوردية وتعبّر عن تطلعاتها، لا كفصيل بين فصائل، بل كشعبٍ أصيلٍ في جغرافيا ما تزال حتى اللحظة تُدار من فوق، وتُختزل في الولاءات لا في الحقوق. إننا…

ماهين شيخاني في عالم تُرسم فيه الخرائط بدم الشعوب، لا تأتي التحوّلات العسكرية منفصلة عن الثمن الإنساني والسياسي. انسحاب نصف القوات الأمريكية من شرق الفرات ليس مجرد خطوة تكتيكية ضمن سياسة إعادة التموضع، بل مؤشر على مرحلة غامضة، قد تكون أكثر خطراً مما تبدو عليه. القرار الأميركي، الذي لم يُعلن بوضوح بل تسرب بهدوء كأنّه أمر واقع، يفتح الباب أمام…

لم يعد الثاني والعشرون من نيسان مجرّد يومٍ اعتيادي في الروزنامة الكوردستانية، بل غدا محطةً مفصلية في الذاكرة الجماعية لشعبنا الكردي، حيث يستحضر في هذا اليوم ميلاد أول صحيفة كردية، صحيفة «كردستان»، التي أبصرت النور في مثل هذا اليوم من عام 1898 في المنفى، على يد الرائد المقدام مقداد مدحت بدرخان باشا. تمرّ اليوم الذكرى السابعة والعشرون بعد المئة…