هل الاستفتاء سبب ازمة اقليم كوردستان

 بهزاد عجمو
منذ بداية التسعينات ونحن نحاول ان نبحث في السياسة الخارجية الامريكية لما لها من انعكاسات على قضيتنا الكوردية ونحاول معرفة ألية اتخاذ القرارات والاتجاهات الفكرية لرؤسائها منذ جورج واشنطن وحتى الرئيس الحالي ترامب فتبين لنا ان هناك اتجاهات متعددة ومتناقضة احياناً واستراتيجيات متباينة فهناك الويلسونية نسبة الى الرئيس الامريكي الاسبق ويلسون الذي كان يدعوا الى دعم الديمقراطيات في العالم وهناك المحافظون الجدد حيث هم من دعاة الهيمنة بالقوة العسكرية على العالم من اجل تحقيق الاجندات الامريكية في العالم وهناك ايضاً الليبراليون والانعزاليون والواقعيون السياسية 
ولكن ما يهمنا الآن هو معرفة السياسة الخارجية الحالية في عهد ادارة ترامب فتبين لنا بعد الدراسة بأنها تنتمي الى المدرسة الجاكسونية نسبة الى الرئيس الامريكي الاسبق اندرو جاكسون تعتبر هذه المدرسة شعبوية بشكل عميق تعبد السلاح وتحترم العلم الامريكي و الجيش ومجردة من اية نوع من انواع الانسانية والاخلاق وهم ليسوا من انصار دعم الديمقراطية في العالم بعكس الويلسونية ويبحثون دائماً عن الثروة الرخيصة واقصد هنا النفط والغاز ونستطيع ان نسمي استراتيجيتهم باستراتيجية ( المافيوية النفطية )
فنحن هنا امام ادارة تبحث عن مصالحها الخاصة ولو على حساب مصالح شعبها ووطنها وهذا ما دفع ترامب الى تعيين تيلرسون مدير شركة اكسون موبيل النفطية وزيراً للخارجية بعد ان عرفنا استراتيجية الإدارة الامريكية اما استراتيجية أيران فالقاصي والداني يعرفها وهي السيطرة على كل المنطقة بما فيها اقليم كوردستان وبما ان ايام داعش اصبحت معدودة بعد التحالف بين الامريكيين والايرانيين في العراق بشكل غير مباشر من اجل القضاء على داعش وكانت هناك مفاوضات سرية بينهم لتقاسم ثروة الشرق الاوسط .
على ان يكون فوق ارض منطقة الشرق الاوسط لإيران وتحت الارض واقصد هنا النفط والغاز للأمريكيين وإلا فما معنى ان يجتاح الحشد الشعبي كركوك ويقول الامريكيين نحن على الحياد وما معنى ان يهدد قاسم سليماني الكورد بأن إذا لم تنسحبوا من كركوك فسنعيدكم الى الجبال جرى كل هذا امام سمع وبصر الامريكيين فهذا السيناريو كان معداً سلفاً بين الامريكيين في مرحلة ما بعد داعش .
وكانت ايران تنتظر الانتهاء من داعش نهائياً لاحتياج اقليم كوردستان فهنا ادرك الرئيس مسعود البارزاني بأن هناك مؤامرة تحاك في الظلام على شعبه ولذا اجرى الاستفتاء ودعا وسائل الاعلام المحلية والاقليمية والعالمية لتغطية الاستفتاء وبعد الاستفتاء وبذلك كسبت القضية الكوردية زخماً اعلامياً عالمياً واصبحت القضية الكوردية القضية المحورية الاولى في منطقة الشرق الاوسط .
وكسبت تعاطفاً شعبياً عالمياً وتوصلوا الى حقيقة مفادها بأن حكوماتهم متخاذلة ومرائية ومنافقة
وتكشفت حقيقة العلاقات الامريكية الايرانية وان التصريحات النارية من الطرفين ما هي الا تصريحات للاستهلاك وكلام في الهواء وان الواقع هو شيء اخر حتى الآن على الاقل لذا فأن هذه الإدارة قد وضعت نفسها في وضع محرج للغاية تجاه حلفائها في منطقة الشرق الاوسط واتجاه وسائل الاعلام الامريكية واتجاه اعضاء الكونغرس وبدأ يوضع اكثر من اشارة استفهام امام اسم ترامب وتيلرسون فهل سيصبح ترامب يرأس تيلرسون لإنقاذ نفسه هذا ما سنراه في الاشهر القادمة لذا فأن اجراء الاستفتاء كانت لعبة ذكية من الرئيس البارزاني لان لولا هذا الاستفتاء وما اجراه من صدى عالمي غطاه كل وسائل الاعلام في العالم لكان القادم اعظم لان المؤامرة كانت خطيرة شبيهة بمؤامرة عام 1975 م ولكن الرئيس البارزاني بحكمته ودرايته وبواسطة هذا الاستفتاء استطاع ان ينقذ ما يمكن انقاذه صحيح اننا خسرنا كركوك وبعض المناطق المتنازع عليها ولكنها ستعود
عاجلاً أم أجلاً فالحرب كر وفر فلا يعني اذا خسرنا معركة خسرنا الحرب لأننا امام حرب طويلة الأمد لان اعدائنا كثر .

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…

إبراهيم اليوسف لا ريب أنه عندما تتحول حقوق الإنسان إلى أولوية نضالية في عالم غارق بالصراعات والانتهاكات، فإن منظمات المجتمع المدني الجادة تبرز كحارس أمين على القيم الإنسانية. في هذا السياق، تحديداً، تأسست منظمة حقوق الإنسان في سوريا- ماف في مدينة قامشلي، عام 2004، كردّ فعل سلمي حضاري على انتهاكات صارخة شهدتها المنطقة، وبخاصة بعد انتفاضة آذار الكردية 2004. ومنذ…

عنايت ديكو   الوجه الأول: – أرى أن صفقة “بهچلي – أوجلان” هي عبارة عن اتفاقية ذات طابع أمني وجيوسياسي بحت، بدأت معالمها تتكشف بشكل واضح لكل من يتابع الوضع عن كثب، ويلاحظ توزيع الأدوار وتأثيراتها على مختلف الأصعدة السياسية، الأمنية، والاجتماعية داخل تركيا وخارجها. الهدف الرئيسي من هذه الصفقة هو ضمان الأمن القومي التركي وتعزيز الجبهة الداخلية بجميع تفاصيلها…

اكرم حسين العلمانيّة هي مبدأ سياسي وفلسفي يهدف إلى فصل الدين عن الدولة والمؤسسات الحكومية ، وتنظيم الشؤون العامة بما يعتمد على المنطق، والعقلانية، والقوانين الوضعية بدون تدخل ديني. يتضمن مبدأ العلمانيّة الحفاظ على حرية الدين والمعتقد للأفراد، وضمان عدم التمييز ضد أي شخص بسبب دينه أو اعتقاده. تاريخياً ظهرت العلمانية مع اندلاع الثورة الفرنسية حيث خرجت الطبقة البرجوازية…