المحامي عبد المجيد محمد
Abl.majeed.m@gmail.com
عقد يوم الأحد 19 نوفمبر اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب في القاهرة لبحث سبل التعامل مع تدخلات النظام الإيراني في المنطقة. وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية في الاجتماع في إشارة إلى إطلاق الصواريخ من قبل الحوثي المدعوم من النظام الإيراني إلى الاراضي السعودية: «إن التهديدات الإيرانية تجاوزت كل حد، وهي تدفع بالمنطقة إلى هاوية خطيرة.. إن البرنامج الإيراني للصواريخ الباليستية يُمثل تهديدًا خطيرًا على الاستقرار في المنطقة… آن الأوان أن تتخلص منطقتنا من مظاهر العنف والطائفية». وأضاف: «ولم تقف التدخلات الإيرانية عند هذا الحد.. وهناك وقائع مثبتة لأعمال تخريبية وإرهابية،… وثمة وقائع مُثبتة لدعم وتمويل الميلشيات المسلحة في أكثر من مكان بالعالم العربي».
السفير حسام زكي، مساعد الأمين العام لجامعة الدول العربية هو الآخر قال وفقا لما نقلته صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية في عددها الصادر يوم 19 نوفمبر إن «الاجتماع الوزاري العربي الذي يحظى بتأييد معظم الدول العربية، سيشكل رسالة حازمة للنظام الإيراني للتراجع عن سياسته الحالية في المنطقة وتدخلاته الواضحة والعدوانية».
بدوره حذّر وزير خارجية جيبوتي الذي ترأس الاجتماع، النظام الإيراني بخصوص تدخلاته في المنطقة واصفا اطلاق ميليشيات الحوثي المدعومة من النظام الإيراني الصاروخ إلى الرياض بأنه تحول خطير يهدد أمن المنطقة والعالم.
وزير الخارجية السعودي عادل الجبير هو الآخر قال: النظام الإيراني ضرب عرض الحائط بكل الأعراف والقوانين الدولية، مشيرا إلى أن ممارسات النظام الإيراني جعلت المجتمع الدولي يصنفها الدولة الأولى في رعاية الإرهاب.
وفي اليوم نفسه أفاد تقرير لاذاعة دويتشه فيله الألمانية أن زعيمي الولايات المتحدة وفرنسا يجمعان على ضرورة التصدي لنشاطات إيران وحزب الله المزعزعة للاستقرار في المنطقة. وأضاف التقرير: أعلن البيت الأبيض مساء السبت 18 نوفمبر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الفرنسي ماكرون أكدا في اتصال هاتفي أنهما متفقان على ضرورة التصدي لنشاطات الجمهورية الإسلامية وحزب الله اللبناني المزعزعة للاستقرار.
من ناحية أخرى ندّدت المعارضة السورية في 23 نوفمبر في البيان الختامي الذي صدر بالرياض دور النظام الإيراني في توسيع الإرهاب الحكومي ودعمه للميليشيات الاجنبية والطائفية وتدخلاته الاقليمية والدولية وسعيه لزعزعة الاستقرار في المنطقة.
كما يلاحظ أن هناك اجماعا قويا عربيا ودوليا على ضرورة مواجهة الأعمال التخريبية للنظام الإيراني.
إن المقاومة الإيرانية رحّبت دائما بالخطوات والقرارات والمواقف المبدئية ضد تدخلات النظام الإيراني ومحاولاته لتأزيم الأوضاع. كما رحّبت بالقرارات المتخذة من قبل وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الطارئ بالقاهرة وأكدت أن قرارات الاجتماع هي خطوة ضرورية لمواجهة سياسة تصدير التطرف والإرهاب من قبل النظام الحاكم في إيران. و من وجهة نظر المقاومة الإيرانية ان تصنيف حزب الشيطان اللبناني كان أهم انجاز لهذا الاجتماع. لأن «تجريده من السلاح» يصب لصالح الشعب الإيراني الذي يدفع النظام على حسابه لهذا الحزب سنويا مبلغ 700 مليون دولار ناهيك عن تكاليف الاستثمار الأولي لتأسيسه البالغ بالمليارات من الدولارات. ان تصنيف حزب الشيطان لا يعد قطع أهم ذراع خامنئي في المنطقة فقط وانما اقتلاع واحد من أهم أعمدة خيمة النظام في عمقه الاستراتيجي في البحر الأبيض المتوسط.
إن المقاومة الإيرانية تخوض تجربة نضال مستمر منذ أربعة عقود ضد حكام إيران الذين ركبوا موجة الاحتجاجات الشعبية بدون دفع الثمن في فبراير 1979 واختطفوا ثورة الشعب الإيراني وفرضوا منذ قرابة 40 عاما نظاما فاشيا باسم الدين على الشعب الإيراني وعلى المنطقة لاسيما في دول مثل سوريا والعراق ولبنان واليمن. لذلك آن الأوان لاتخاذ خطوة جريئة ضد الملالي الحاكمين في إيران. صدور بيان لادانة نظام الملالي خطوة ضرورية ولكنه ليس كافيا. الملالي الحاكمون في إيران لا يفهمون لغة سوى لغة القوة. لذلك يجب أن تكتمل هذه الخطوة باجراءات عملية مثل طرد قوات الحرس والميليشيات الموالية لها من دول المنطقة، وادانة الانتهاك الممنهج لحقوق الانسان لاسيما مجزرة العام 1988 وقطع كامل العلاقات الاقتصادية والتجارية مع النظام وطرده من منظمة التعاون الإسلامي وسائر المؤسسات الاقليمية والعربية واحالة كراسي إيران للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية باعتباره البديل لهذا النظام.
إن الملالي الحاكمين في إيران يعيشون حالة واهنة جدا بسبب فوران الانتفاضات الشعبية، لذلك لايجوز أن ينتعشوا من جديد. حان الوقت لإسقاط النظام الإيراني وهذا ممكن وفي متناول اليد على يد الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية.