لجنة التنسيق الكوردية توجه رسالة الى رئيس الجمهورية الدكتور بشار الأسد

سيادة رئيس الجمهورية الدكتور بشار الأسد الموقر

الشعب الكوردي لم يكن يوما ما مهاجرا أو طارئ الوجود على الأراضي السورية بل هو شعب أصيل مرتبط بأرضه التاريخية التي ورثها عن أبائه وأجداده منذ مئات السنين ويؤكد على ذلك حقائق التاريخ والجغرافية
ولقد كان هذا الشعب شانه شان غيره من شعوب المنطقة ضحية الجغرافيا السياسية التي أوجدتها الاتفاقيات الدولية الظالمة في أوائل القرن الماضي , لتبقي هذه الدول الناشئة عرضة لشتى أنواع الصراعات لتسهل السيطرة عليها وإخضاعها .

وقد اثبت الشعب الكوردي بوعيه الرفيع وفي مختلف مراحل تطور الدولة السورية على أصالة انتمائه لهذه الأرض وللدولة بمقاومته المستمرة للانتداب الفرنسي من خلال العديد من الانتفاضات والثورات التي شهدتها المنطقة الكوردية من عفرين وكوباني إلى الجزيرة , لكن الذي حدث ومن منذ نهاية الخمسينيات من القرن الماضي وعلى وقع انتعاش الفكر القومي العربي برزت اتجاهات فكرية قومية بنزوع شوفيني أنكرت التعدد القومي في سورية , وبدلا من معالجة قضيته القومية عملت على تغييبه عن التركيبة الديموغرافية السورية  , وإضفاء الطابع العروبي قسرا على مناطقه , عبر مشاريع الصهر القومي , نفذت بقسوة بدءا بمشروع الإحصاء الاستثنائي عام1962  , ومرورا بمشروع الحزام العربي الاستيطاني 1974 على طول حدود محافظة الحسكة مع الدولة التركية , وانتهاء بعشرات القرارات والقوانين الاستثنائية التي استهدفت إفراغ المنطقة الكوردية من سكانها الكورد الأصليين وتعريبها ,  والامعان في حرمان الشعب الكوردي من ممارسة حقوقه القومية في مناطقه
سيادة الرئيس :
في الوقت الذي كان شعبنا ينتظر في عهدكم انفراجا سياسيا تجاه القضية الكوردية , وقد أكدتم خلال زيارتكم إلى محافظة الحسكة 2002  , وكذلك من خلال تصريحاتكم لوسائل الإعلام 2004 على الوجود الأصيل للقومية الكوردية , ومعالجة الآثار الخطيرة التي تركتها سياسة الاضطهاد القومي  , ومشاريع التعريب القسرية ,  وكل مظاهر المعاملة الخاصة في هذه المحافظة , وغيرها من المناطق الكوردية , نفاجئ اليوم بحلقة جديدة من حلقات الصهر القومي , عبر استكمال حلقات مشروع الحزام العربي بنقل مائة وخمسين عائلة من جنوب المحافظة من منطقة الشدادة النفطية إلى خمسة قرى في منطقة ديريك ( المالكية ) دون أية مسوغات أو مبررات قانونية أو منطقية ,  علما إن هؤلاء حصلوا على تعويضات مجزية نتيجة تضررهم من غمر أراضيهم بمياه سد الخابور الشرقي , الأمر الذي سيدفع هذه المحافظة نحو المزيد من الاحتقان ومزيد من الإحساس بالغبن والتمييز , وخاصة إن ما حدث في آذار 2004 قد كشف عن مستويات خطيرة لهذا الاحتقان ,  وفي الوقت الذي يلاحق شبح الفقر والجوع سكان هذه القرى نتيجة حرمانهم من حق الانتفاع بأراضيهم الزراعية , التي انتزعت منهم تحت يافطة مزارع الدولة وتم استثمارها من قبل الدولة مع حرمان أصحابها الحقيقيين من دون وجه حق .
سيادة الرئيس :
إن منطق الحق والعدل يقتضي أن يكون فلاحو المنطقة المحرومون نهائيا من الأرض الزراعية أولى بالانتفاع بهذه الأرض من غيرهم , وقد سبق وان طالبنا مرارا أن توزع مزارع الدولة على الفلاحين المحرومين كل في منطقته , لذلك فان مصلحة الوطن ومصلحة حماية السلم الأهلي تقتضي إلغاء و وقف هذه المشاريع الخطيرة بل الأمر يحتاج وبإلحاح إلى معالجة أثار المشاريع التي سبق تنفيذها في المنطقة الكوردية , وخاصة مشروع الحزام العربي , والاحتكام الى المعالجات الموضوعية الصحيحة , لقضايا الوطن ككل , وفي المقدمة القضية الكوردية وفي ظل استمرار وضع شعبنا على ما هو عليه من الظلم والاضطهاد والبؤس , فانه سيواصل نضاله في الدفاع عن حقه في الحياة وفي احترام وجوده القومي , في أن يعامل كشريك في هذا البلد وكقومية رئيسية ثانية .
اننا نأمل منكم يا سيادة الرئيس الإيعاز بإلغاء مثل هذه المشاريع والقرارات ذات الطابع العنصري الشوفيني والخطيرة بتداعياتها ولجم أولئك الذين يسعون إلى إرباك الوضع الداخلي عبر قرارات وتدابير على شاكلة هذا القرار الجديد .

مع فائق الاحترام
15-7-2007

لجنة التنسيق الكوردية في سوريا   

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest


0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

عنايت ديكو سوريا وطن محكوم بالشروط لا بالأحلام. سوريا لن تبقى كما يريدها العرب في الوحدة والحرية والاشتراكية وحتى هذا النموذج من الإسلاموية، ولن تصبح دولة كما يحلم بها الكورد، من تحريرٍ وتوحيد للكورد وكوردستان. هذا ليس موقفاً عدمياً، بل قراءة موضوعية في ميزان القوى، ومصارحة مؤلمة للذات الجماعية السورية. فمنذ اندلاع شرارة النزاع السوري، دخلت البلاد في مرحلة إعادة…

محمود برو حين يتحدث البعض عن كوردستان على أنها أربعة أجزاء، ثم يغضون الطرف عن وجود كوردستان الغربية، ويحاولون النقص من حقوق شعبها تحت ذرائع مبرمجة ومرضية للمحتلين ،فهم لا ينكرون الجغرافيا فقط، بل يقصون نضالاً حقيقياً ووجوداً تاريخيا و سياسياً للكورد على أرضهم. إنهم يناقضون انفسهم ويدفعون شعبهم إلى متاهات صعبة الخروج كل ذلك بسبب سيطرة الادلجة السياسية…

حوران حم واقع يصرخ بالفوضى في مشهد يعكس عمق الأزمة البنيوية التي تعيشها الحركة الكوردية في سوريا، تتوالى المبادرات التي تُعلن عن تشكيل وفود تفاوضية موسعة، تضم عشرات الأحزاب والتنظيمات، تحت مسمى التمثيل القومي. غير أن هذا التضخم في عدد المكونات لا يعكس بالضرورة تعددية سياسية صحية، بل يكشف عن حالة من التشتت والعجز عن إنتاج رؤية موحدة وفاعلة….

مصطفى منيغ/تطوان باقة ورد مهداة من بساتين تطوان ، إلى عراقية كردية ملهمة كل فنان ، مُلحِّناً ما يطرب على نهج زرياب قلب كل مخلص لتخليص ما يترقب تخليصه من تطاول أي شيطان ، على أرض الخير العميم وزرع نَضِر على الدوام وجنس لطيف من أشرف حسان ، بنظرة حلال تداوى أرواحا من داء وحدة كل عاشق للحياة العائلية المتماسكة…