عمر كوجري
صباح الخير، صديقي وأخي عبدالرحمن وأنت قابع في معتقلات الـ ب ي د الذي عاهد النّظام البعثي أن يكون أكثر قسوة منهم، وحمل على عاتقه أداء دور مخابراتهم بأمانة وإخلاص. مناضلون وقياديون وكوادر كثر دخلوا زنزاناتهم.. وخرجوا منها أكثر همة واندفاعة في البذل والتضحية في سبيل نهجنا الكوردايتي القويم..
وها أنت تواجه ظلام تاريخهم بإشراقة وعطر نضالك ومن عقود .. لم يهدأ لك بال وعانيت الملاحقة والقمع ومحاربة اللقمة من النظام السوري واستخباراته.. وها أزلام ومخابرات من يدعون أنهم كرد – زورا- تحاول النيل من عزيمتك ولكن .. هيهات.. هيهات .
أعرف السياسي القدير .. عبدالرحمن ملا قاسم منذ العام 1985 كان حينها كادرا حزبيا .. وأنا في أول سن الجامعة .. وتوطدت علاقتنا .. واقمنا سوية في منزل واحد .. واحيانا كنا كطلبة جامعة فقراء نقيم في غرفة واحدة.. عبدالرحمن.. صبري رسول.. ابراهيم ملا قاسم.. سليمان سليمان .. ومحمد أمين سعدون وأصدقاء كثر ..
وكان عبدالرحمن .. الدارس المجتهد في كلية العلوم .. قسم الرياضيات البحتة .. يوزع جل وقته في النضال السياسي، ويهمل مثلنا محاضرات الجامعة.. وأجواءها، ويضع نشراته الحزبية في كيس، وينشر معارف السياسة ومواقف الكرد وأهمية القضية الكردية بين الطلبة والعمال في حارات ركن الدين وزورافا والمزة والقدم.. وحي قاسيون وو كل حي يتواجد فيه الكرد بدمشق العاصمة..
كان من أنشط الطلبة الجامعيين الكرد بحق، رغم نشاطه المتميز كان مجتهداً في الجامعة، وفي النهم على قراءة الكتب.
حتى في مغتربه الخليجي لم ينقطع يوما عن ميدان العمل السياسي. وكان من الطبيعي ان يتبوأ منصب اللجنة المركزية في حزبه ال PDK-S ..
الحديث عن مواقف الصديق عبدالرحمن يطول.. ويحتاج وقفات أكثر ..
لكني أطمْئِنُ الإدارة «اللاذاتية» القمعية أن عبدالرحمن ملا قاسم، لن يرضخ لاستفزازاتهم وعنجهيتهم كما كان صلباً في وجه النظام، وسيخرج من معتقلكم .. وهو أكثر حرية.. وأنتم أكثر اعتقالا في ظلام قلوبكم.. وأفكاركم السوداء. عبدالرحمن قاسم ليس من المعدن الرديء الذي تتصورونه، لأنه أقوى من جدران زنازينكم.