الفرح الكوردي لايدوم طويلا

امين عثمان
 عرس كوردي لايتصور حيث الفرح والابتسامة وكأن الحلم الكوردي قاب قوسين وأدنى حيث نشوة النصر بالاستفتاء ونعم للاستقلال الكوردي ..هنا في اقصى زاوية من العالم تستطيع ان تعبر عن فرحك ورأيك مثلما تريد وباي شكل من الاشكال ..كان كل كوردي في الغربة يرسم له حلما بان يزور كوردستان وذكريات والاهل ويرى كوردستان حرا وديمقراطيا بلاخوف ولاقيود ….؟؟ ولان الفرح الكوردي لايدوم طويلا ..حسب التجارب الكوردية على مر التاريخ . كانت النكسة والهزيمة والانكسار احبط نفسية الكورد في كل مكان وكل زاوية في العالم . 
كان هول الصدمة كبيرا  وخاصة بعد نكسة كركوك وانسحاب البيشمركة والغموض يكتنف كل شيء والشعور بالخطر على المكتسبات وحتى على الوجود الكوردي  يتذكر التاريخ المأسوي من مهاباد الى الانفال وحلبجة ..وتأثير الحرب الاعلامية والنفسية للاعلام العربي وتصريحات الجوار كل من تركيا وايران وتخاذل امريكي  زاد المشهد اكثر تعقيدا وسوادوية . كان التحرك الكوردي بطيئا حتى نداء الرئيس البرزاني  لذا كان لابد من مبادرة وتحرك لوقف الصمت والحزن الكوردي ..؟ اجتماع الجالية الكوردية في فانكوفر في قاعة موزايك الذي ضمت احزاب ومؤسسات وشخصيات حقوقية وثقافية ..كان الجو حزينا وغاضبا وحاول كل حزب ان يستغل الوضع لصالحه وبدا النقاش حادا وعاطفيا واحيانا يرتفع الاصوات ويزداد الجدال بين الاسباب والنتائج والنقد والهجوم  . وزاد حدة الصراع بين الاحزاب  خاصة بعد كل فشل والهروب من المسؤولية  مما كاد ان يعصف بالاجتماع وانتهاءه بشكل دراماتيكي رغم المداخلات العقلانية من بعض الشخصيات وتدخل المراة الكوردية التي كانت لها حضور واصرارها الى الوصول الى الحلول والنتائج الايجابية وهذا يدل على دور المراة الكوردية وقوتها في حل المشاكل الذي لايستطيع الرجال حلها …؟؟ جلس الجميع وساد صمت هادئء واستمر الحديث هادئا وحزينا ..الى ان وصل الدور لرجل وصل حديثا الى كندا واهله في قلب الحدث في المدنية الذي يغزوها الحشد الشعبي  ..حيث تطرق الى ان هناك انفال جديدة الا ان الدموع حال ان يستطيع ان يكمل حديثه لان اكثر عائلته كانت ضحية الانفال ولانه رجل مثقف وقانوني وراى حال الجالية الكوردية والنقاشات السفسطائية بين الاحزاب وثقافة التخوين والاتهام والعصبية كان احباطا شديدا والشعور بالخيبة والخطر على الوجود الكوردي وكرامته واجهش بالبكاء وشارك النساء بالدموع وبكت اغلب من في القاعة ..؟؟ هذا هو الواقع الكوردي  ..العاطفة والحزن والبكاء .. حلا لازمة عصفت بكوردستان  . الكل يعاتب وينقد ويخون ويشتم . العاطفة تحكم على المسار ولم يتحمل البعض المشهد وهرب بعيدا خارج الفاعة  . 
لندرك كم ان المصيبة كبيرة وكثيرون فقدوا نوازنهم من هول الصدمة .كثيرون لاينامون يتابعون كل نشرات الاخبار من قناة الى اخرى واتصالات فيسبوكية . تمر الايام بصعوبة كبيرة على الشعب الكوردي في كل مكان والصمت الكوردي الذي انفجر امام مقر القنصلية الامريكية الذي عبر عن غضبه وحقه باسلوب ديمقراطي وسلمي ورفع اعلام كوردية . هذا هو حال الكوردي في الشمال الغربي من كندا في اقصى زاوية من العالم  رجع الى اعتصامات ومظاهرات كوردية تعود سكان فانكوفر ان يسمع دائما صوت الكوردي المظلوم طوال سنوات ..؟ في المحن يمتحن المرء كثيرون من المناضلون الفيسبوكيين الذين كان برزانيا اكثر من البرزاني غابوا عن الساحة في الاستفتاء ولم يسمعوا ويلبوا  نداء الرئيس البرزاني ويستمر الخلاف الكوردي .  بعد الفرح والعرس الكوردي تحت المطر الذي لم يدوم طويلا ..هل سيزول الغيوم وتشرق الشمس من جديد في وطن الشمس .. هل نشهد ربيع كوردي وفرح كوردي وعرس جديد .

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest


0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

د. محمود عباس   يعوّل الشعب الكوردي على المؤتمر الوطني الكوردي في غربي كوردستان بوصفه لحظة مفصلية، لا لمجرد جمع الفاعلين الكورد في قاعة واحدة، بل لتأسيس إرادة سياسية حقيقية تمثّل صوت الأمة الكوردية وتعبّر عن تطلعاتها، لا كفصيل بين فصائل، بل كشعبٍ أصيلٍ في جغرافيا ما تزال حتى اللحظة تُدار من فوق، وتُختزل في الولاءات لا في الحقوق. إننا…

ماهين شيخاني في عالم تُرسم فيه الخرائط بدم الشعوب، لا تأتي التحوّلات العسكرية منفصلة عن الثمن الإنساني والسياسي. انسحاب نصف القوات الأمريكية من شرق الفرات ليس مجرد خطوة تكتيكية ضمن سياسة إعادة التموضع، بل مؤشر على مرحلة غامضة، قد تكون أكثر خطراً مما تبدو عليه. القرار الأميركي، الذي لم يُعلن بوضوح بل تسرب بهدوء كأنّه أمر واقع، يفتح الباب أمام…

لم يعد الثاني والعشرون من نيسان مجرّد يومٍ اعتيادي في الروزنامة الكوردستانية، بل غدا محطةً مفصلية في الذاكرة الجماعية لشعبنا الكردي، حيث يستحضر في هذا اليوم ميلاد أول صحيفة كردية، صحيفة «كردستان»، التي أبصرت النور في مثل هذا اليوم من عام 1898 في المنفى، على يد الرائد المقدام مقداد مدحت بدرخان باشا. تمرّ اليوم الذكرى السابعة والعشرون بعد المئة…

د. محمود عباس قُتل محمد سعيد رمضان البوطي لأنه لم ينتمِ إلى أحد، ولأن عقله كان عصيًا على الاصطفاف، ولأن كلمته كانت أعمق من أن تُحتمل. ولذلك، فإنني لا أستعيد البوطي اليوم بوصفه شيخًا أو عالمًا فقط، بل شاهدًا شهيدًا، ضميرًا نادرًا قُطع صوته في لحظة كانت البلاد أحوج ما تكون إلى صوت عقلٍ يعلو فوق الضجيج، مع…