انتصار الكُرد

 اسماعيل بيشكجي
” 19-10/ 2017 
حول الاستفتاء :
ماذا تعني كلمات ” أجَّلوا الاستفتاء- ألغوا الاستفتاء ” ؟ إن رسالة الكلمات التي كانت تتكرر بعد السابع من حزيران 2017، والموجهة إلى الكرد كانت” أيها الكرد لستم أهلاً لذلك الحق الذي يسمح لكم بتقرير مصيركم، لأنكم مجتمع متخلف وبدائي، حيث إنكم لا تحسنون الكلام، ومعرفة ما يكونه صواباً، وما يكونه خطأ، ما يكون مفيداً، وما يكون ضاراً، لأنكم تعيشون حياة غير عصرية، رجعية. ونحن كإداريين من يمكننا معرفة ما يكون وما لا يكون، لهذا السبب، لا تمتلكون حقاً في تقرير مصيركم. إنما نحن من سيقرر مصيركم، نحن، كوننا المسئولين عنكم، نقول عن أن الاستفتاء بالنسبة إلى الكرد غير مجد ٍ إنما مضرُّ. وعليكم أن تأخذوا علماً بذلك، وتصرَّفوا أنتم بناء على هذه المواقف…”.
هذه الكلمات عندما تقال، من المقصود بذلك؟ هم هؤلاء: حتى نهاية الحرب العالمية الثانية،  كان هناك بريطانيا العظمى التي احتلت العراق، وفرنسا سوريا، تركيا، إيران، عصبة الأمم، الاتحاد السوفيتي، الولايات المتحدة الأميركية. وبعد الحرب العالمية الثانية، هناك : تركيا، إيران، العراق، سوريا، بريطانيا العظمى، فرنسا، الجامعة العربية، المؤتمر الإسلامي، الاتحاد السوفيتي” روسيا الاتحادية “، الولايات المتحدة الأميركية، الأمم المتحدة، الاتحاد الأوربي.
ولنستعد الأيام العشرة قبل الاستفتاء: تتالت الاتصالات من دول مختلفة ومن مؤسسات دولية بالرئيس مسعود بارزاني بصدد الإدارة الكردية،…كانت مضامين الاتصالات” أجَّلوا الاستفتاء- ألغوا الاستفتاء .”، وبرقيات متواصلة تقول بـ ” ألغوا الاستفتاء- أجّلوا الاستفتاء “…وذلك لم يكن كافياً، إنما تنشَّط وفد تلو آخر وهو يقول بـ” أجّلوا الاستفتاء- ألغوا الاستفتاء “… نعم، كان هناك اتصالات، برقيات، وفود متوعدة…
والقيام بالاستفتاء في ظل هذه الظروف كان انتصاراً. كان الاستفتاء انتصاراً، بالرغم من العراق، تركيا، إيران، وسوريا كذلك، بالرغم من قسم من PKK، كُوران، التجمع، الاتحاد الوطني الكردستاني، آلا طالباني، وبافِل طالباني أيضاً، بالرغم من الولايات المتحدة الأميركية، انكلترا، فرنسا، الاتحاد الأوربي، والأمم المتحدة بالمقابل، بالرغم من الذين كانوا يشدّدون على وحدة العراق، كان انتصاراً كبيراً. بالطريقة هذه، أعلن الكرد عن أنهم يمثّلون قومية صاحبة إرادة وهم يحققونها. إعلان يشير إلى أنها ” أي القومية ” هي من تمتلك الحق في تقرير مصيرها، وقد توجَّه الكرد إلى صناديق الاستفتاء وملؤهم حماس، من أجل إقامة كردستان حرّة، من أجل أطفالهم وأحفادهم. كانت المشاركة اللافتة، وزيادة نسبة عدد أصوات بـ” نعم “، قد رفعت من معنويات الكرد. وتلك قيمة كبيرة والتي تمثَّلت في عدم التنازل، من قبل ساسة الإقليم مثل الرئيس مسعود بارزاني ونائبه كسرت رسول، زادت معنويات الكرد وأصدقائهم.
بخصوص السابع من حزيران 2017، والذي تعلَّق بقرار إجراء الاستفتاء في ” 25 ” أيلول، هناك الكلمات الأكثر تردداً، مثل ” الاستفتاء غير مشروع “، ” الاستفتاء ضد الدستور”، ”  الاستفتاء ضد الحقوق “، ” العدالة “، وأن ” الاستفتاء لن يأتي بالاستقرار، إنما سينسف الاستقرار القائم أيضاً “.
جينوسايد الأنفال :
هذه الكلمات الآنفة الذكر تذكّرنا بالأنفال، بالجينوسايد. ماذا كانت الأنفال؟ إنها حُفَرٌ جرى حفرها بامتداد “20-25 ” متراً طولاً، و” 3-4 ” متراً عرضاً، و” 3 ” أمتار عمقاً. حفر تم حفرها من قبل آلات ضخمة خاصة بذلك مثل ” loder، dozer، kepçe، ekzkavator…الخ “.
كانت القوات الأمنية البعثية العراقية تُغِير كل صباح على القرى، ويبدأون بجمْع القرويين دون استثناء: النساء، الرجال، الصغار، الشباب والعجزة، ثم يركِبونهم سيارات ويتجهون بهم إلى معسكر توبزاواTopzawa . وقبل خروجهم من القرية، كانوا ينهبون البيوت أولاً، ومن ثم يخربونها، ويحرقونها تالياً. أما عن توبزاوا فهي قرية كردية كبيرة، حيث تبعد مسافة ” 11 ” كم عن كركوك. أما عن الكرد الذين يؤتى بهم إلى معسكر توبزاوا كمركز تجمع، حيث يمضون بعض الوقت وهم جوعى، عطشى، فكانوا كأسرى، بأعين معصوبة وأيد مربوطة، ويؤتى بهم إلى تلك الحفر. ، حيث إن كل حفرة خصّصت لـ ” 75 ” كردياً. وهناك يوجد فريق خاص يتكون من أحد عشر فرداً، وفي يد كل منهم مسدس محمول، وثمة  قائد لهذه المجموعة، وفي اللحظة التي يصدر فيها القائد أمراً بإطلاق الرصاص، يبدأ الفريق بإطلاق الرصاص عن قرب إلى معصوبي الأعين ومربوطي الأيدي: أولئك الكرد الذين جيء بهم إلى تلك الحفر، وعندما تملأ حفرة بجثث ” 75 ” شخصاً،تبدأ آلية بردم الحفرة وتسويتها .
وبعد إمطار الـ” 75 ” شخصاً بالرصاص، ربما يكون هناك مصابون دون أن يموتوا. مثال، هناك احتمال وجود أطفال في القماطات، بحيث إن أمهاتهن قد احتضنَّهم، فلم يموتوا. والمؤكَّد أنه بعد ردم الحُفر بالتراب، لا يمكن لأحد من الأحياء أن ينجو من الموت. وعندما كان هناك ارتكاب للمجازر الجماعية، كانت تُتَّخذ كافة الإجراءات قمعيةً، ومتابعة وذلك بغية الحيلولة دون نشر أي خبرعنها مهما كان محدود الأثر في الصحافة، وهذا ظاهر بالتأكيد على أن المرتكَب جينوسايد. إنها المجازر الجماعية الكبرى التي جرت واقعتها في أشهر صيف لعام 1988، أي أشهر: حزيران، تموز وآب. والبداية كانت في ” 20 ” شباط 1988 ولاحقاً، حيث كانت نهاية الحرب العراقية- الإيرانية والتي استمرت ثماني سنوات، وكانت تلك الأكبر والأوسع عنفاً في النتائج… واليوم، في كردستان، في جنوب كردستان، في كل مكان من العراق ثمة مقابر جماعية. وثمة المئات من معسكرات التجمع على شاكلة معسكر توبزاوا… 
من عمران إلى توبزاوا :
من يروي هذه المجازر الجماعية” الجينوسايدات “؟ عربي من عمران  هو من يرويها. وعمران قرية في قضاء الحي ” Hey “، التابع لبلدة الكوت ” Qût “…ومنطقة يعيش فيها العرب. هذا العربي من مواليد 1961، ولديه اثنا عشر ولداً نصفهم ذكور ونصفهم إناث… واسمه عبدالله حسن موهان مراد، حيث أصبح عضواً في حزب البعث وهو شاب، ومن ثم كان ضمن الوحدات الأمنية، وبعد سقوط نظام صدام، تصرف حسن كرجل ومن خلال ما يمليه عليه ضميره، حيث إنه كان يعيش حياته بعد سقوط النظام تحت تأثير هذه الأحداث، الأنفال. إنه إنسان لم يستطع تحمّل وطأة هذه الأحداث، وقد نشر هذه الوقائع المتعلقة بالمخابرات والجيش بعد 2003، أي إثر سقوط نظام صدام حسين، وحظْر حزب البعث. 
لقد أجرى عارف قرباني لقاء مطولاً مع هذا الشخص في كركوك وذلك سنة 2004 . ولقاء عام 2004 هذا، كان قد نشِر في كركوك بالكوردية السورانية، حيث ترجم روشان لزكين هذا اللقاء سنة 2007 من الكوردية السورانية إلى التركية، وكان اللقاء معنوناً بـ” من عمران إلى توبزاوا ” قد أصبح كتاباً…وقبل أن يبصر النور في كتاب كان قد نشِر سنة 2007 بالمقابل في موقع ” رسالة الحرية “. وها هو الجاري وهو من أجل الذين يقولون عن أن الاستفتاء الكردي ” غير مشروع “، والذين يقولون عن أنه ” غير دستوري “، والذين يقولون عن أنه ضد الحقوق والعدالة، والذين يقولون عن أن ” الاستفتاء لن يجلب الاستقرار معه “، والذين يحرصون وهم متوترون على وحدة العراق، العدالة هي ” الأنفال “. وما يعرَف هو أن الأنفال سورة قرآنية، وتبعاً لهذه السورة، نجد أن الجهة التي يفتحها الإسلام، كان يعتبر مال من هو في الجهة هذه، وملكه وعرضه حلالاً .. عدا عن أن صدام حسين وحزب البعث، كانا يعتبران الكرد كفرة .
وعلينا أن نقول شيئاً أيضاً بصدد هذه المحكمة الدستورية في بغداد . فاستناداً إلى البند ” 140 ” من الدستور العراقي الذي أصبح قيد التطبيق سنة 2005، كان يجب أن يكون هناك استفتاء حول مناطق مثل كركوك، شنكال، وخانقين التي اقتطعَت من كردستان حتى سنة 2007.
حيث إن الكرد كثيراً ما توجَّهوا إلى هذه المحكمة حتى راهناً بغية إجراء الاستفتاء اعتماداً على التعليمات الدستورية، سوى أن المحكمة لم تعر اهتماماً لهذا الطلب، وكان البعض أحياناً يتذرع في الرد  بحجج واهية. إن هذه المحكمة التي تعتبر هذه الأنفال مشروعة، والمحكمة التي تعتبر الأنفال متجاوبة مع الدستور، الحقوق والعدالة.  أما بخصوص رفع العلم الكردستاني على المبنى الرئيس لكركوك، في آذار 2017، في موضوع الاستفتاء الذي زارتها الحكومة المركزية، فإنه في زمن قصير أصبح حديث الساعة على أن ” الاستفتاء غير مشروع “، وصدر قرار يعتبر رفع العلم الكردستاني والاستفتاء مخالفين للدستور .
في الحادي عشر من آذار 1970، تم التوقيع على اتفاقية الحكم الذاتي الكردستاني ما بين ملا مصطفى بارزاني الرئيس العام للحزب الديمقراطي الكردستاني ، ونائب رئيس مجلس قيادة الثورة العراقي صدام حسين ” رئيس الحكومة “. وفي تلك الاتفاقية أيضاً وضِع بند خاص حول كركوك ، فحواه أنه خلال سنتين سوف يجري استفتاء، يتعلق بكركوك فيما كانت ستلحق بالإقليم أم بالعراق، إلا أن صدام حسين لم يلتزم بهذا البند، حيث إنه لم يجر استفتاء في كركوك من خلال دعم كل من تركيا، إيران، سوريا، والاتحاد السوفيتي، وحيث إن الحرب اندلعت مرة أخرى سنة 1974 بين الكرد وحكومة البعث. 
وفي صيف عام 1988، كان هناك الأنفال المنفذة بكل أوجه العنف، ولم يُسمَح بتسريب أي معلومة حول هذه الجرائم الكبيرة إلى الخارج، وعلِم عن قرب، عن أن أياً كان يبحث في هذا الموضوع سوف يجري إعدامه. 
جينوسايد الكرد في حلبجه :
وثمة موضوع مهم أيضاً وإلى أبعد الحدود. في حلبجه متى اُرتكب الجينوسايد ضد الكرد؟ في ” 16 ” آذار 1988. لنتذكر تلك الأيام، إذ إنه في ” 16 ” آذار،  قضيَ على أكثر  من ” 6000 ” شخصاً بالغازات السامة في حلبجه ومحيطها. وفي موضوع ارتكاب الجريمة ضد الإنسانية، لم يصدر أي رد فعل في العالم إزاءها. لا في باريس، لا في لندن، لا في روما، لا في برلين، لا في واشنطن، ولا في موسكو، لم يكن هناك من إدانة أو احتجاج، لأن الجميع كانوا يدعمون صدام حسين ، وصدام حسين هذا كان يمارس نضالاً ضد الامبريالية.
لقد ارتكبت المجزرة الجماعية ضد الكرد في حلبجه في ” 16 ” آذار 1988، وفي ” 18 ” آذار من العام نفسه انعقد المؤتمر الإسلامي في الكويت، سوى أنه لم يصدر أي رد فعل من قبل المؤتمر حول هذه الجريمة، ولم يكن من نقد موجَّه إلى نظام صدام حسين، في البيان الختامي للمؤتمر. هكذا هي ” الأخوَّة الإسلامية “، هكذا هي ” الأخوة في أمة الإسلام “، هكذا هي ” أخوة الشعوب ” ..
ولم يكن هناك من وضع حد لاستعمال الغازات السامة في تلك الفترة، وقد برز هذا التأثير أيضاً في مجرى الحياة بعد ذلك، إذ إنه في أعقاب هذا الجينوسايد ولِد أطفال مشوهون، فثمة أطفال ولِدوا وماتوا بعد يومين، وآخرون بعد عدة أيام، أو عدة سنوات، وكان عدد الذين يولدون غير مكتملي الأعضاء في ازدياد، إذ بناء إلى إحصاء منظمة الصحة العالمية للأمم المتحدة، تجاوز هذا العدد بعد مجزرة حلبجه إلى يومنا هذا الـ” 50 ” ألفاً .
احتجاج في تل أبيب:
إزاء هذه الجريمة الكبرى والتي هي ضد الإنسانية، جرى الاحتجاج الوحيد عليها على مستوى العالم أجمع في تل أبيب فقط، إذ إن الكرد اليهود قاموا بتظاهرة كبرى في تل أبيب في ” 17 ” آذار 1988، احتجاجاً على الجينوسايد المطبق في الكرد من قبل نظام صدام حسين، وإعلام العالم بذلك .
هنا، يجب أن يفتَح قوس parantezek للحديث حول أصل اليهود، هؤلاء اليهود، الكرد، من يكونون؟ معروف أن نبوخذ نصر البابلي ” 722 ق. م “، أغار على الكنعانيين في فلسطين، وقتها وجِدت دولة لليهود من قبل النبي سليمان، وإبان الغزو انقسمت دولة اليهود إلى قسمين، وجرّاء السبي البابلي نفى الملك البابلي نبوخذنصر قسماً كبيراً من اليهود إلى بابل وكردستان. 
ولقد وجِد عدد كبير من أصحاب الحرف اليهود بين المنفيين، وفي عام 586 قبل الميلاد، كان هناك السبي الثاني لليهود من قبل الامبراطور الآشوري سرغون جرّاء غزو الكنعانيين  في فلسطين، وليجري مرة أخرى نفي قسم من اليهود باتجاه بابل وكردستان، ولقد حافظ اليهود الذين عاشوا مع الكرد لمئات السنين على هويتهم الاثنية أو الدينية حيث أعجبتهم طريقة حياة الكرد، فبدأوا بتعلم لغتهم والحياة مثلهم، وكان لباسهم ولغتهم على طريقتهم.
وقد عاش أغلب هؤلاء اليهود في كردستان في منطقة بارزان، وكانت منطقة بارزان صغيرة في العهود الأولى، وفيما بعد تشكَّل اتحاد في محيط البارزانيين وفي منطقة موسَّعة، وكان اليهود يعيشون مع الكرد ضمن علاقات صداقة، وبهذا الصدد نجد أن عبدالسلام بارزاني ” توفي سنة 1902 ” مجسّد القيم المثلى، قد خاطب الكرد سنة 1870 هكذا ” لا تقطعوا الشجر في الجبال، لا تقتلوا الحيوانات، كونوا أحبة، أصحّاء النفوس، لا تكذبوا، لا تسيئوا إلى أعراض الناس، لا تزوّجوا بناتكم الصغيرات بالإكراه إلى طاعنين في السن…الخ “. لقد كان الشيخ عبدالسلام بارزاني رجل أخلاق ومرشداً دينياً، وكان يؤكد على التالي: لا تقيموا تمايزات بين الشعوب مثل الأثور- السريان، الكلدان، الأرمن، الكرد الإيزيديين ممن يعيشون في كردستان ممن ليسوا مسلمين، ومما يعرَف هو أن هذه المواقف التي تمثَّلها عبدالسلام بارزاني في مجال الأخلاق كان لها تأثير كبير جداً وسط الكرد، خصوصاً بين البارزانيين، وتجلّت هذه المواقف أيضاً من قبل شيوخ بارازن تالياً.
واليوم أيضاً، يوجد من اليهود من يكون لقبهم البارزاني، وهذا يعني أنهم من مواليد بارزان، وكلمة ” بارزان ” تشير دائماً إلى وجود ” عشيرة بارزان “،  وأنهم من عائلة البارزاني أكثر، وقد ولِدوا في بارزان، وأن بارزان تبقى دالة على اسم مكان بشكل دائم.
إن قسماً من هؤلاء الذين كانوا يعيشون في كردستان هاجروا إلى إسرائيل وقد قامت دولتها وذلك بعد عام 1948، سوى أن حنينهم إلى كردستان يظل قائماً. 
إن الجنرال اسحق موردخاي الذي كان وزير الدفاع الإسرائيلي في سنوات 1996- 1999، ينتمي إلى عائلة يهودية هاجرت من كردستان، ولكَم كان يتحدث في كثير من الأحيان عن حنينه إلى الكرد وكردستان، وثمة من يتحدثون الكردية حتى الآن ضمن عائلته، ولقد زادت هجرة اليهود من كردستان إلى إسرائيل بعد سنوات 1960، عندما وضعت الدكتاتورية أساساً لها في العراق. وحتى اليوم، نجد عائلات يهودية تعيش في كردستان، في مناطق مثل شقلاوة، بارزان، راوندوز، هولير وفي أحياء عين كاوا المسيحية..
ولنرجع إلى موضوعنا بعد هذه المعلومة الميسَّرة حول أصول اليهود الذين يعيشون في كردستان. لقد كانت واقعة جينوسايد حلبجه الكردية في ” 16 ” آذار 1988. وفي صيف عام 1988، وبشكل موسع استمرت الأنفال. وبعد ” 20 ” آب 1988، أي بعد نهاية الحرب الإيرانية- العراقية، زاد نطاق الأنفال بشكل أوسع وأفظع، لقد كان ضحايا جينوسايد الأنفال من الكرد أكثر من مائتي ألف شخصاً . هنا يجب أن يطرَح السؤال الرئيس التالي: تُرى لو كان هناك احتجاج من قبل العالم على الجينوسايد المرتكب في الكرد في ” 16 ” آذار 1988، أي في حلبجه، هل كان في مقدور نظام صدام حسين أن يقوم بعمليات الجينوسايد بامتداد أشهر صيف 1988 ؟
إن كلاً من بريطانيا العظمى وفرنسا قوتان امبرياليتان معاصرتان، كان لهما دور كبير في عام 1920، وإبان نشوء عصبة الأمم، في تجزئة الكرد وكردستان وتقسيمهما وتقاسمهما. بعد ذلك كان الكرد يواجهون الظلم العنيف بصوره المختلفة مباشرة، حيث كانت عمليات الجينوسايد تنفَّذ في الكرد، وأنا هنا كشخص أشك في أن هاتين الدولتين ممثلتي القوتين الامبرياليتين في عام 1920، قد ندمتا على هذا الوضع. لقد دلت عملية الاستفتاء على أن هاتين الدولتين وهما تؤكدان على لزوم بقاء وحدة العراق، في مواجهة مطلب حق تقرير المصير من قبل الكرد ممن تعرضوا لجينوسايد الأنفال، وغضَّهما النظر عن الأنفال والجينوسايد، وتجاوبهما مع هذه العمليات، ليس هناك ما يدل على أنهما استشعرتا ندماً إزاء تصرفاتهما إطلاقاً . 
في بنية العلاقات الدولية، ليس هناك من صداقات- عداوات دائمة، إنما تكون المصالح الدولية- ودائماً- في واجهة العلاقات والخطط، ولا بد أن هذا المبدأ معروف، سوى أن قولة عن أنني أحمي مصالحي الدولية، والانخراط في وسط العلاقات السافرة المعادية للأخلاق، والمعادية للكرد، وفي حبْك المؤامرات، وتجاهل عمليات الأنفال والجينوسايد لا يمكن قبولها بهذا الشكل. إذ عدم الاحتجاج  والتزام الصمت حول هذا الموضوع في مواجهة الجريمة ضد الإنسانية والمرتكبة في حلبجه في ” 16 ” آذار ، دليل على ذلك، وهذا يعني بالتالي، مدى قوة موقف القائمين بالجينوسايد.
كيف بنيَ العراق إبان نشوء عصبة الأمم سنة 1920؟ يجب أن ينظر فيما جرى في أعقاب الحرب العالمية الأولى، بالنسبة إلى بريطانيا العظمى وفرنسا والدول المنتصرة ، وهي تمارس تقسيماً لأرض ميزوبوتاميا ضمن الدولة العثمانية والتي خسِرت في الحرب، حيث كانت بريطانيا العظمى تسيطر على محافظتي بغداد والبصرة، وقد أسست العراق إثر ضم محافظة الموصل إليه. ماذا دعاها إلى ضم محافظة الموصل إليه؟ لأنه اكتشِف النفط حينها في الموصل وكركوك. لقد كان منبع الثراء هذا مهماً لتجهيزات عسكرية كبيرة كهذه.
سوى أن الكرد لم يوافقوا على ذلك أبداً. لقد كانت حياة الشيخ محمود برزنجي معروفة والذي قال” أنا ملك كردستان، فاعرفوني كملك كردستان ” في حربة ضد انكلترا. إن العراق ليس دولة لتشد الكرد إليها، وهي تنسَّب إلى العرب، إنما هي دولة تجري فيها الحرب استناداً إلى ظلم الجيش، ورمي القنابل من الطائرات، كما قال الأستاذ ياشار عبدالسلام اوغلو، وهنا نجد أن تأثير الطائرات الحربية خطير جداً. 
القيم التي يرفعها الغرب :
ثمة قيم معتبَرة يتمثلها الغرب، وهذه القيم تكون كونية: الحرية، المساواة، حرية التعبير، حق القوميات في تقرير مصيرها…تلك قيم كونية. سوى أنه مع عبارة وحدة العراق لا يمكن للغرب أن يحمي هذه القيم الكونية. لأن عبارة وحدة العراق تأتي بمعنى دعم الأنظمة الشمولية، العنصرية، المذهبية، ومرتكبة الجينوسايدات والطغيان. إن هذه القيم الغربية الكونية المعتبَرة، مخترَقة من الغرب. إذ إن الموافقة على الأنفال، الجينوسايد موقف طاعن في الأخلاق.
إلا أن إحياء القيم المعتبَرة من جهة الغرب، يكون تطبيقها بشكل فعال مهماً جداً. والاتحاد الأوربي من جهته أيضاً يتحرك في ركاب دولتين، إذ يقول للكرد” حافظوا على وحدة العراق، أجّلوا الاستفتاء، ألغوه…”، والرئيس مسعود بارزاني حين يقول ” أين هي ديمقراطيتكم، أين حرية التعبير لديكم ؟”، يضع عدم احترام الغرب إزاء القيم الكونية المعتبرة، قيم الغرب في خانة المساءلة .
يجب التذكير بهذه النقطة هنا.إن الاتحاد الأوربي يمنح في كل عام جوائز الحرية، وحرية التعبير باسم أندريه زاخاروف، وأندريه زاخاروف هذا هو صاحب جائزة نوبل للسلام سنة 1975 ” 1921- 1988 “، حيث كان شخصاً يقدّر الآلام التي يعيشها الكرد في قلبه. لقد كان عالماً فيزيائياً يريد أن تعرَض قضية الكرد/ كردستان موضوعاً للتباحث فيه في الأمم المتحدة، وقبل أن يحقق هذه الفكرة، توفي سريعاً، وكانت يلينا بونّر ” 1923- 2011 ” كثيراً ما تأتي على ذكر هذه الواقعة. والاتحاد الأوربي بدوره من خلال مقولة أنا أحمي مصالح بريطانيا وفرنسا، يطعن في الأخلاق بالمقابل، لهذا السبب، لا يليق بهذا الاتحاد أن يمنح جوائز الحرية باسم أندريه زاخاروف، وكذلك جوائز حرية التعبير.
إن الجرائم التي ارتكبتها كل من بريطانيا العظمى وفرنسا سنة 1920، إبان نشوء عصبة الأمم ضد الكرد وكردستان، أصبحت تعرَف على نطاق واسع هذه المرة. حيث إنهما وقعتا على عشرات الاتفاقيات مع دول مثل العراق،إيران، تركيا وسوريا بغية كتم أنفاس الكرد وخنقهم. وتسمى هذه الاتفاقيات بالاتفاقيات الأمنية الحدودية. 
إن على كرد اليوم، والأكاديميين الكرد تناول هذه الأمور بالمفاهيم العلمية والسياسية، إنما قبل الكرد أيضاً، لا بد أن الأوربيين الذين قدَّموا قيماً معتبَرة لأوربا، وهي كونية ويحمونها، على الأكاديميين طرح هذا السؤال حول هذه الأمور في أوربا على دولهم وحكوماتهم، عما إذا كانت احتجت في نطاق الجريمة ضد الإنسانية تلك التي ارتكبها صدام حسين في ” 16 ” آذار 1988، ضد الكرد، وهذه الأنفال المرتبطة بالمجازر الجماعية الكبرى التي ارتكِبت على امتداد  صيف 1988؟ لو تم ذلك هل كان صدام حسين سيمتلك الجرأة في الإقدام على هذا الفعل؟ أو كان في مقدوره أن يكون سبباً على إزهاق أرواح أكثر من مائتي ألف شخصاً من خلال جينوسايد الأنفال؟ لا بد على هذه الأسئلة، وبشكل مؤكد أن تتم من قبل الغربيين الذين يمثّلون القيم الكونية المعتبَرة وهم يحمونها.
تهديدات الحظْر الاقتصادي :
لقد جرى الاستفتاء. وكانت النتيجة مشاركة عالية، أصوات عالية المتمثلة لـ” نعم “. ومعها بدأت التهديدات. سنغلق الحدود، سنغلق معابر الحدود، سنوقف الرحلات الجوية… ولن يمكنكم حتى تأمين الخبز، وسوف تجوعون…إن مطلب الشعب الكردي الذي يدير أموره بنفسه، وكذلك فإن مطلب تنامي إرادة الشعب يواجه تهديدات كهذه. ما منبع هذه التهديدات ؟ في الواجهة، يكون مصدرها البلدان الإسلامية المجاورة لكردستان، من الدول الإسلامية… من الأخوَّة الإسلامية . من الأخوَّة في الأمة، أخوَّة الشعوب. هكذا هو الوضع، كما في فلسطين، إذ إنه بمجرد إسالة نقطة دم من أنف فلسطيني، حتى تبرز تركيا محتجة ومستنكرة ذلك، منتقدة إسرائيل، ومتهمة إياها كما هو معروف. هكذا هو الحال، وهو أن إسرائيل بدءاً من 1948 وتالياً، أي بعد بناء دولة إسرائيل، تكون ” العربية هي اللغة الثانية عند العبريين “، حيث إن ” عرب فلسطين، يتعلمون باللغة العربية بدءاً من رياض الأطفال حتى مرحلة الجامعة “.
لنقل أن هناك تهديدات وحصاراً اقتصادياً. إنما على الكرد ألا يخافوا من ذلك، إذ إن في كردستان توجد الأرض وكذلك الماء، وحيثما وجدت الأرض ومعها الماء تكون الحياة قائمة، وأن الحياة تتقدم في مناطق كهذه. والكرد هم أصحاب القوة التي تمكّنهم من أن يؤمّنوا خبزهم ولحمهم بالتوازي، وفي هذه الموضوعات ليس هناك من عامل أكثر قيمة من الحرية. حتى الأعياد القومية، نجد أن الساسة الأتراك بدورهم، لا يعززون قيمة للحرية؟ سوف تقولون عن أنهم في ذلك ، يعززونها من أجل الأتراك…سوى أن قيماً مثل الحرية، والمساواة، إنما هي قيم كونية، موهوبة للجميع. لكل الناس.
وفي هذا السياق، نجد أن التذكير بالحصار الاقتصادي أخذ مكانه/ موقعه من أجل حكومة جتين جكو،حسن جمال، تنر آكجام، دويو أركَلي.
يجب ألا يخافوا من الحصار الاقتصادي، وحتى عند تطبيقه على المرء التحدث عن الانعكاس الإيجابي لهذا الحصار الاقتصادي، في الفترة المذكورة والطويلة. إذ إن الكرد الذين لم يقولوا حتى الآن ” كردستان، كردستان “، إنما وهم يكررون دائماً ” راتب، راتب …”، ويصرخون ” راتب، راتب …”، فقد حاولوا بذلك إسقاط الحكومة، ليجدوا أنفسهم في إطار هذا التوجه..عليهم أن يؤمّنوا مستقبلهم، قوت يومهم ليس بالراتب، إنما بنضالهم وجهدهم. منذ متى كانت الأمور محققة من خلال شعارات ” راتب، راتب …”، والتأكيد على إسقاط الحكومة ؟  عندما غزا داعش كردستان، وعندما زادت وتائر الحرب، وعندما احتمى مئات الألوف من اللاجئين الكرد، والعرب بكردستان، على الكرد هنا الابتعاد عن نقاط ضعفهم هذه، عليهم بلوغ وعي حركة ماو ماويان تلك التي حققت تقدماً في كينيا في نهاية عام 1940، على الكرد التحرك وتأمين ما يلزمهم بذاتهم كما كانت إسرائيل، وليس أن يكونوا مثل دبي، مثل العرب. على الكرد التصرف وعلى نطاق واسع، وهم يدرسون النضال التحرري القومي والذي حقق نصراً للبنغال في سنوان 1947-1971، ويبلغون وعي حقيقة هذا النضال. وثمة فائدة كبيرة خاصة في تطبيق هذا الوعي التطبيقي من جهة PKK، وHDP.
الدول التي تأسست حديثاً :
انهار الاتحاد السوفيتي سنة 1991. في إثره تشكلت خمس عشرة دولة، وتم تقبَّل انهيار الاتحاد السوفيتي وبناء خمس عشرة دولة بصورة طبيعية، وفي الوقت نفسه كان هناك يوغسلافيا التي انهارت بدورها، فتشكلت بذلك سبع دول، وقد قبِل العالم ذلك بصورة طبيعية جداً، وبدورها فإن تشيكوسلوفاكيا في داخلها قد أوجدت دولتين: التشيك والسلوفاك .
وفي عام 1993، نالت أريتريا استقلالها بعد نضالها في وجه أثيوبيا. وكذلك فإنه في عام 2002، نالت تيمور الشرقية استقلالها حصيلة نضالها في وجه أندونيسيا، وفي عام 2011، نجد أنه نتيجة الاستفتاء، انفصل السودان الجنوبي عن عموم السودان، وبالمقابل، فإن دولة فلسطين أخذت موقعها كعضو مراقب في الأمم المتحدة.. كل ما أتيَ على ذكره قبِل به في العالم أجمع على أنه طبيعي، سوى أنه في موضوع تحديد مستقبل كردستان من خلال الاستفتاء الكردي، وحده هذا الاستفتاء من هز الشرقين الأدنى والأوسط والعالم أجمع . وفي موقع ” بريد كردستان ” الالكتروني، ثمة كتّاب مثل هجار شامل، دورسون علي كوجوك، نورالدين يلدرم، محمد كوبال، قد حلّلوا هذا الزلزال، وفي الواقع، فإن ذلك يشير إلى أنه بالرغم من عدم وجود دولة مثل العراق، ماتزال هناك محاولات تبذَل حتى الآن لإبقاء هذه الدولة، ومازال النظام الدولي على حاله والمعادي للكرد منذ عام 1920، إبان نشوء عصبة الأمم.
بصدد الولايات المتحدة الأميركية :
الولايات المتحدة الأميركية كانت بدورها، إزاء عملية الاستفتاء، في عدَاد الدول التي تحرص على وحدة العراق. والولايات المتحدة، بعد أن ظهر الاستفتاء بمشاركة عالية وأصوات عالية وهي تقول ” نعم ” في النتيجة، بدلاً من أن تهنىء الكرد، كان قولها الآخر” لم تتجاوبوا معي “، مصدرَ همّ للكرد. وماتزال الولايات المتحدة الأميركية حتى الآن تدعم العراق، وهذا الدعم دعم الحشد الشعبي وكذلك دعم إيران.
هكذا هو الحال راهناً، وهو أن سياسة الولايات المتحدة الأميركية قائمة من خلال وضع حد لإيران في الشرقين الأدنى والأوسط كذلك. ومازال هناك انعدام التوافق بالمقابل بين دعم العراق وهذه السياسة، لأن الحكومة العراقية اليوم في عمومها تخضع للسلطة والنفوذ الإيرانيين، حيث إننا نجد أن الجماعة الأكثر محاربة للكرد تتمثل في غزو الحشد الشعبي، هذا الحشد الشعبي الذي يتكون من العرب الشيعة، قد تم إعداده من قبل إيران، ويتم توجيهه من قبل إيران .
لنتذكر هنا ما جرى سنة 2011 حيث انسحبت الولايات المتحدة الأميركية من العراق .لقد أنفقت الولايات المتحدة الأميركية ملايين الدولارات على الجيش العراقي، وكان مخزن الأسلحة والعتاد جميعاً في الموصل، إلى جانب أن ثاني قيادة عسكرية كبرى للجيش العراقي في الموصل. ماذا جرى في حزيان 2014؟ نجد أن الجيش العراقي في مواجهة 1000-1500 عنصراً داعشياً لم يطلق رصاصة واحدة، إنما انسحب. لقد كان هناك على الأقل ستون ألف جندياً عراقياً. لتقع كل أنواع الأسلحة، مثل الدبابات، المدافع المتطورة، وسائط نقل الأفراد والأسلحة في أيدي عناصر داعش، وبهذه الأسلحة الحديثة غزا داعش شنكال، وارتكبوا جينوسايد الإيزيدي. من دعمت الولايات المتحدة الأميركية، من تلقَّى هذا الدعم، وضد من تم؟ على الولايات المتحدة الأميركية أن تظهِر سياستها المتعلقة بدعم العراق، وسياستها القائمة على دعم الحشد الشعبي للعالم. 
المجتمع الكردي، المجتمع الحديث :
في مستهل هذا المقال، وفي إطار حق تقرير المصير للكرد، كان هناك تقييم استناداً إلى الرسالة التي أرادت الدولة تبليغها إلى  الكرد . مثل” أنتم متخلفون، رجعيون “..الخ. ومن المؤكد أن حقيقة المجتمع الكردي ليست تلك التي وردت عن المجتمع الكردي هذا، كما ورد عنه في الرسالة التي وجَّهتها تلك الدول.  إذ إن هذه الدول تعلِم الكرد بالطريقة هذه، والصحيح هو أنها تريدهم أن يفهموها هكذا. إن المجتمع الكردي مجتمع حديث راهناً، وكان حديثاً حتى قبل ذلك أيضاً.
الكرد هم الشعب الوحيد الذي قام بتبليغ رسالة الإسلام، الكرد النقشبنديون في القرن التاسع عشر، حيث أوصلوا الإسلام حتى إلى آراكان، الروهينغا، ماليزيا، أندونيسيا. أما بالنسبة لكل من العرب، الفرس والأتراك، فقد كانوا يصرّفون الإسلام تبعاً لمصالحهم القومية. مثال، نجد أن صدام حسين الذي مارس المجازر الجماعية ضد الكرد، استثمر إحدى سور القرآن” الأنفال، أما بالنسبة للموقف الكردي الرئيس والنقي هو الاستثمار، إذ إن الكورد كانوا يُخدَعون من خلال قصص الأخوة الإسلامية، الأخوة في الأمة الواحدة، وبالمقابل، نجد أن الشعب البنغالي الشرقي وبعد 1949، وفي عام 1950، عندما طالبوا في مسيرة حركة اللغة البنغالية، الإدارة الباكستانية  الشرقية حقوقهم اللغوية، ردت هذه الإدارة بالقول على أننا ” أخوة الإسلام “، ” نحن الأخوة في أمة واحدة “، وأن دعوتكم هي ضد الإسلام . فكان رد الشعب البنغالي الشرقي : نحن لسنا أخوة، فقد احتللتم بلادنا، وحظرتم لغتنا، وتحاولون صهرنا، وكان الرد على ما هو مخالف للأخوة هو عدم الإيمان بها. 
على الكرد الاهتداء بحركة التحرر القومية البنغالية لعام 1947، حركة اللغة البنغالية. ولا بد أن دراسة الباسك، وكذلك العلاقات بين انكلترا- إيرلندا كذلك مهمة، إلا أن الذي يمكن أن يوجّه الكرد يتمثّل في حركة التحرر القومية البنغالية الشرقية، حركة اللغة البنغالية .
الترجمة عن التركية: أحمد كاني
المصدر: Kurd Bi ser ketin – Rojnameya Kurdistan
الترجمة عن الكردية: ابراهيم محمود

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

عبدالرحمن کورکی (مهابادي)* تطورات هامة ومستجدات كبيرة تشكل واقع إيران والمنطقة والعالم. وتشير المواقف المتخذة إلى أن “إيران” في محور هذه التطورات! من هو الرابح ومن هو الخاسر؟ أجريت الانتخابات في ما يقرب من 70 دولة حول العالم، في عام 2024، وكان أهمها الانتخابات الأمريكية. كما فاز الحزب الجمهوري في أمريكا برئاسة الجمهورية، بالإضافة إلى الفوز بأغلبية مقاعد مجلسي…

كفاح محمود منذ تأسيس كثير من دول الشرق الأوسط خاصة تلك التي أُسّست نتيجة اتفاقية سايكس بيكو وخرائطها المفروضة بمبضع بريطاني فرنسي تركي، والأنظمة التي تكوّنت على إثرها عانت وما تزال تعاني من عقدة مركّبة بين هوية الدولة وأزمة نُخَبِها السياسية والثقافية ومفهوم المواطنة والانتماء، ومن أبرز ظواهرها التغييرات الدموية في الأنظمة السياسية التي حكمتها منذ منتصف القرن الماضي وحتى…

بدعوة من لجان تنسيق مشروع حراك ” بزاف ” لاعادة بناء الحركة الكردية السورية ، التامت الندوة الافتراضية الموسعة الثانية ليلة الثالث والعشرين من الشهر الجاري بمشاركة نحو أربعين شخصية وطنية مستقلة ، من بنات وأبناء شعبنا الكردي السوري ، من الداخل وبلدان الشتات ، ومن مختلف الفئات الاجتماعية ، وناشطي المجتمع المدني ، الذين تحاوروا بكل حرية ، وابدوا…

اعتبر الزعيم الكوردي رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني مسعود بارزاني، يوم الجمعة، أن الارضية باتت مهيأة لإجراء عملية سلام شامل في منطقة الشرق الأوسط للقضية الكوردية. جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال انطلاق أعمال منتدى (السلام والأمن في الشرق الأوسط – MEPS 2024) في الجامعة الأمريكية في دهوك. وقال بارزاني، في كلمته إنه “في اقليم كوردستان، جرت الانتخابات رغم التوقعات التي…