التعليم في ظل الثورة السورية

 أحمد حسن
Ahmed.hesen.714@gmail.com
دخلت الثورة السورية عامها السابع ومازالت آلة القمع والتدميروالوحشية تفعل فعلها بدعم ومساندة اقليمية ودولية وتحت أنظار العالم وكافة المنظمات والهيئات التي تدعي حقوق الانسان ومكافحة الارهاب والوحشية لاسيما بعد أن حاولت قوى اقليمية ودولية وبمشاركة من النظام الدكتاتوري سرقة الثورة وجعلت من سوريا حلبة للصراع وتقسيمها الى أماكن لبسط نفوذها كل حسب مصالحه وألحقت الخراب والدمار بسوريا بشرا وشجرا وحجر حيث مئات الآلاف من الشهداء ومثلها من المعتقلين والجرحى وملايين من المهجرين واللاجئين في الشتات فلم يفلح قطاع في الدولة إلا ودمر من الاقتصاد الى البنية التحتية من معامل ومدارس ومستشفيات والمخابز والمؤسسة العسكرية 
وكان لقطاع التعليم النصيب الأكبر والذي يمس بنية المجتمع بل ويمس كل أسرة وكل فرد لأنه لا حياة لمجتمع دون علم فبالعلم ترتقي الشعوب وتستنهض الأمم .فأثناء الحرب العالمية الثانية وخلال قصف الطائرات الألمانية المدن البريطانية سأل وزراء بريطانيون  ومستشاروا رئيس الوزراء ونستون تشرشل  بأن مدنهم تدمر فسأل تشرشل ما أوضاع القضاء والتعليم فقالوا له بأنها بخير فقال سوف ننتصر فانتصروا بالعلم والقضاء العادل النزيه . لكن في حالتنا السورية التعليم دمر وبشكل كامل ( طلبة – معلمون – بناء مدرسي )وفي كافة أرجاء سوريا دون استثناء مما أدى الى هدم وتدمير بنية المجتمع  فالتعليم ضرورة من ضرورات الحياة وهو الركيزة الأساسية لأي  تطور ونماء اجتماعي واقتصادي وهو الجسر الوحيد ووسيلة العبور للمستقبل الزاهر المشرق ومن هنا سأتطرق الى الوضع التعليمي للسوريين في تركيا كونهم يشكلون أكبر نسبة من بين اللاجئين السوريين في الشتات حيث يفوق تعدادهم ثلاثة ملايين ( 3000000  ( وعدد الطلاب يفوق (500000 ) أي نصف المليون وعدد المدرسين حوالي ( 20 ) ألف وتتم العملية التعليمية في مراكز التعليم المؤقتة وبإشراف اليونيسيف وبالتنسيق والترتيب مع التربية التركية ومن هنا قامت منظمة اليونيسيف بالتنسيق مع التربية التركية بإقامة دورات تأهيل تربوية للمدرسين السوريين بغية رفع مستواهم الفكري والمهني وحصولهم على طرائق التدريس الحديثة وكيفية تعاملهم مع الطلبة في حالات الأزمات كحالتنا السورية وتقديم أفضل التعليم للطلبة السوريين وكانت الدورات كالتالي :
منظمة اليونيسيف بالتنسيق مع التربية التركية تجري دورة “تأهيل تربوي” للمدرسين السوريين بغية تقديم مستوى تعليمي عال ومتقدم وٍأفضل للأطفال السوريين اللاجئين والعمل على تحسين أوضاع مراكز التعليم المؤقتة للسوريين 
وبهذا الخصوص أقامت منظمة اليونيسيف وبالتنسيق مع التربية التركية ثلاث دورات وكانت كالتالي :
1) الدورة الأولى : أجريت  لـ 514 مدرسا سوريا في مدينة قونيا وعلى دفعتين وتم تقسيم المدرسين إلى مجموعتين، بدأ ت الدورة للمجموعة الأولى (257 مدرسا)، في 8 أغسطس/آب 2016 واستمر حتى 19 من الشهر نفسه، بينما تبدأ دورة المجموعة الثانية (257 مدرسا) في 22 أغسطس آب/ 2016 واستمرت  حتى 2 أيلول/2016 وقاموا هؤلاء بعدها بنقل ما تعلموه لـ 20 ألف زميل آخر لهم في المحافظات التركية التي تتواجد فيها المدارس السورية وعددها ( 23 ) محافظة مثل( استانبول – مارسين – عنتاب – أورفة – مراش – كلس – هاتاي – أضنة –قيصري – ماردين ……وغيرها )  .وكل دورة الدورة استمرت لأسبوعين، موزعة على 90 ساعة، وكانت بتمويل من منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف”.وأشرفت على الدورة أكادميون ودكاترة ومختصون أتراك، من العديد من الجامعات التركية.
2) الدورة الثانية : أقيمت في مدينة ( انتاليا ) في 1/1/2017 وكانت دورة واحدة لكل المدرسين سويا أي ( 514 ) مدرسا واستمرت حتى 14/1/2017
3) الدورة الثالثة : أيضا كانت على دفعتين الأولى بدأت من 8/8/2017 وحتى 19/8/2017 والثانية نحن الآن نحضرها والتي بدأت من 19/8/2017 ولغاية 30/8/2017 وكان عدد المدرسين في هذه الدورة أكثر من 600 مدرس وكان التواجد الكوردي في جميع هذه الدورات حاضرا ومن كل المحافظات التي تتواجد فيها المدارس السورية في تركيا .
وسنقوم في الفترة من 5/9/2017 الى 15/9/2017 بتدريب 20 ألف مدرس سوري في جميع المحافظات التي ذكرتها سابقا لما تعلمناه في هذه الدورة .
رغم كل ذلك التعليم بالنسبة للسوريين في تركيا هو في متناول اليد لكن لايخلى من بعض العقبات والصعوبات ومنها :
1) موضوع اللغة
2) دمج الطلاب السوريين بالمدارس التركية 
3) صعوبة التسجيل لمن لا يملك هوية لاجئ ( الكيملك )
4) القبول الجامعي ( يخضع الطالب الى تعديل ومن ثم اخضاعه الى امتحان مفتوح لمادتين )
فسوريا المستقبل تحتاج الى أجيال متعلمة وواعية ومثقفة وأكاديمية لبناء مجتمع حضاري وديمقراطي وواعي ومن ثم للبدء ببناء الوطن والارتقاء به الى مصاف الدول المتحضرة وهذا ليس بمستحيل فألمانيا واليابان خرجتا من الحرب العالمية الثانية مدمرتين منهمكتين لكن بالعلم والعزيمة والإرادة القوية والإصرار أوصلوا بلدانهم الى درجات عليا من الرقي والتطور والحضارة وأصبحت من الدول المتطورة اقتصاديا وسياسيا وحضاريا على صعيد العالم فالعلم هو الجسر الوحيد للعبور الى مستقبل مشرق ومزدهر الى وطن يعم فيه السلام والأمان والازهار الاقتصادي والحضاري … فبالعلم تبنى الأوطان .

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

خليل مصطفى مِنْ أقوال الشيخ الدكتور أحمد عبده عوض (أُستاذ جامعي وداعية إسلامي): ( الطَّلَبُ يحتاجُ إلى طَالِب ، والطَّالِبُ يحتاجُ إلى إرادة قادرة على تحقيق حاجات كثيرة ). مقدمة: 1 ــ لا يختلف عاقلان على أن شعوب الأُمَّة السُّورية قد لاقت من حكام دولتهم (طيلة 70 عاماً الماضية) من مرارات الظلم والجور والتَّعسف والحرمان، ما لم تتلقاه شعوب أية…

أحمد خليف الشباب السوري اليوم يحمل على عاتقه مسؤولية بناء المستقبل، بعد أن أصبح الوطن على أعتاب مرحلة جديدة من التغيير والإصلاح. جيل الثورة، الذي واجه تحديات الحرب وتحمل أعباءها، ليس مجرد شاهد على الأحداث، بل هو شريك أساسي في صنع هذا المستقبل، سواء في السياسة أو في الاقتصاد. الحكومة الجديدة، التي تسعى جاهدة لفتح أبواب التغيير وإعادة بناء الوطن…

إبراهيم اليوسف إنَّ إشكالية العقل الأحادي تكمن في تجزئته للحقائق، وتعامله بانتقائية تخدم مصالحه الضيقة، متجاهلاً التعقيدات التي تصوغ واقع الشعوب. هذه الإشكالية تطفو على السطح بجلاء في الموقف من الكرد، حيث يُطلب من الكرد السوريين إدانة حزب العمال الكردستاني (ب ك ك) وكأنهم هم من جاؤوا به، أو أنهم هم من تبنوه بإجماع مطلق. الحقيقة أن “ب ك ك”…

شيروان شاهين سوريا، الدولة ذات ال 104 أعوام البلد الذي كان يومًا حلمًا للفكر العلماني والليبرالي، أصبح اليوم ملعبًا للمحتلين من كل حدب وصوب، من إيران إلى تركيا، مرورًا بكل تنظيم إرهابي يمكن أن يخطر على البال. فبشار الأسد، الذي صدع رؤوسنا بعروبته الزائفة، لم يكتفِ بتحويل بلاده إلى جسر عبور للنفوذ الإيراني، بل سلمها بكل طيبة خاطر…