زهرة أحمد
عفرين عروس كردستان الخضراء، منبع الأصالة والتراث، شامخة بجبالها وزيتونها ونضال أهلها، طبعت جغرافيتها بطابع من شموخها الأزلي ،سجلت أمجاد ذهبية في صفحات النضال لحركة التحرر الكردية .
عقود الاستبداد لم تنل من هويتها القومية، حافظت على كبرياء حضارتها وأصالة فلكلورها من تلوث الاستبداد ومؤامرات العقول البعثية الشوفينية .
عفرين الآن تئن تحت قصف العدوان التركي الذي لم يتوانَ في جعل حياة الأبرباء قرابين سياساتها الطورانية وتوسعاتها مصدرة فشلها السياسي ومشاكلها الى المناطق الكردية،
تدخلها السافر في جغرافية عفرين لم يكن وليد المصادفة بل بدأت بشكلها الممنهج وبمشروعها العدواني من قطع أشجار الزيتون وبناء الجدار التركي الاسمنتي الى حشد قواتها العسكرية وتهديدها بين الحين والآخر باجتياح عسكري كلما أرادت بذلك أن تحقق مآربها بحجج واهية، وبعد كل هدوء مخيف تقصف عفرين، وتهدّد حياة الانسانية في انتهاك صارخ لحقوق الإنسان والمواثيق الدولية لتكون حياة الأبرياء ضحية بازارات سياسية أمام صمت المجتمع الدولي وغض النظر من قبل الدول التي تمركزت بنفوذها في عفرين وأمام تجاهل الحكومة السورية التي تتزعم بالسيادة الوطنية على جغرافيتها المتشتتة ولا تتوانى في التوقيع على اتفاقيات سرية مع دول تتقاسم البقية الباقية من جغرافية سوريا الممزقة.
تركيا ” الدولة الضامنة ” شاركت في رسم مناطق تخفيض التصعيد في سوريا تمهيدا لمباحثات السلام السورية غير أمينة لدورها الضامن بدأت بزرع أشواكها العدوانية في مفاصل الحياة السورية وخاصة في المناطق الكوردية وتصرفت كالوصي عليها لاستخدامها كوسيلة لتحقيق أغراضها اللامشروعة وحصتها من الكعكة السورية .
عفرين تحضن شهداءها وجراح أبنائها نتيجة القصف التركي عليها في الوقت الذي تعاني من ضغوطات أخرى أرهقت الخطاب السياسي الكردي وشتت أركان البيت الكردي، فلا يزال مناضلو عفرين من قيادات المجلس الوطني الكردي وانصاره وقيادات الأحزاب السياسية الكردية في سجون حزب الاتحاد الديمقراطي.
وفاء لعفرين لابدّ من إعادة ترتيب البيت الكردي ومراجعة سياسة التفرد والهيمنة، عفرين بحاجة الى توافق كردي – كردي يحميها من الضياع في براثن البازارات السياسية وغدر الاستبداد بجميع اشكاله .
ستبقى عفرين عصية على العدوان وأسطورة للشموخ والجمال.