يوسف بويحيى (أيت هادي المغرب)
قرأت ل”حسن نصر الله” يقول: يجب قطع الطريق على البارزاني بتغير الدستور العراقي وتعينه رئيسا للعراق وبعدها سيكون العراق دولة قوية وسيمنعه من إعلان الإستقلال!!
لا أدري كيف و مما أبدأ لأفسر معنى هذا التصريح أو الحنكة السياسية الغبية ،لأني لا أجيد فهم حكم الجهلة و بالخصوص الإرهابيين من الشيعة الروافض و الإسلاميين السنة.
الأغلبية لا تعرف رئيس العراق الحالي ،لكن العالم بأسره يعرف من يكون “مسعود البارزاني” ،إذن فلما يرضى الزعيم الكوردي أن يصبح رئيسا مغمورا في حين أنه كقائد عسكري نجمه يلمع في سماء تاريخ المجد و الإنتصارات.
إن البارزاني لا يطمح لأن يكون رئيسا للعراق بل لكوردستان لأنه كوردي الأصل و الهوية و لا يطالب و لا يناضل إلا على حقه التاريخي و الوطني ،فإن كانت كوردستان غرفة فلن يطالب إلا بها ،بكل بساطة لأنه ليس مستبدا و ديكتاتوريا أو الأجدر بالقول أنه ليس عربيا و لا تركيا و لا فارسيا جشعا كما يعتقدون.
الطريق التي تود إيران قطعها على البارزاني ،مستقبلا سينقلب سحرهم على ساحريهم بعد الإستقلال الكوردي و إعلانها رسميا بالتحالف الأمريكي و الأروبي ،الشيء الذي سيكون بمثابة دريعة ثانية بجوار إسرائيل لقطع المد الإيراني و محاصرة إرهابهم الإستعماري ليأكل نفسه شيئا فشيئا.
على ذكر الرئاسة العراقية فإن “البارزاني” لا يرى نفسه بيذقا كما يظن “نصر الله” لأنه ليس وحيدا بل هو صوت شعب حر في شخصه ،تربى على الحرية و صوت البنادق و طقطقات الزناد و الموت في خناذق القتال ،فكيف للعالم أن يقنع شخصا موهوسا بالموت أكثر من الحياة بأن يصبح شيئا آخر غير أن يكون حرا؟؟.
عراق “صدام حسين” اقوى بكثير من العراق الإيرانية اليوم سياسيا و إقتصاديا و عسكريا و حتى ديبلوماسيا ،لكن لماذا لم توقف قوة العراق الصدامية صمود البارزاني و شعبه القومي الجليل؟؟ فكيف لعصابات إرهابية جبانة أن ترهب من صارع جلاذيها من قبل ،وقت كان الإيراني يفزع بمجرد سماع ٱسم “صدام” ،لقد سقط نظام صدام القوي و لم يسقط البارزاني إلى يومنا هذا ،لكن مازال الكثير يجهل أن سر الصمود يكمن في العزيمة و الإصرار و التاريخ زيادة عن الشجاعة و التضحية و الحنكة و العبقرية و الذكاء.
قال الزعيم مسعود البارزاني :”إن الإنسان يعيش لأمرين فقط الشرف و الحياة ،إما تموت لأجل شرفك و إما أن تبيع شرفك من أجل حياتك ،و أنا إخترت الموت من أجل شرفي لأنه باق ،أما الحياة فهي فانية لا محال ،و شرفي هي كوردستان و شعبي.”.
لا يسعني سوى أن أتدرع إلى السماء لشيء مجهول مازلت أجهله على الرغم من معرفته اليقينية بي ،شاكرا للقدر على علمي بهذا الزعيم الكوردي الذي لفث إنتباهي المعرفي بمواقفه البطولية و الإنسانية و الروحية كمثال يحتدى به ،لقد أخطأ في حقي الفيلسوف “توماس كارليل” عندما قال :”العيون الضعيفة وحدها من تنبهر بالأشياء اللامعة” كوني لم أخطئ في الإنبهار بهذا النجم اللامع في سماء كوردستان بالرغم من ضعف عيناي ،لقد كان إنبهاري به حقيقة لا وهم ،لم أتمالك عاطفتي ٱتجاه “نتشه” العظيم عندما أنصف موقف واقعي من “توماس كارليل” قائلا :”إن أجفان العيون الخائفة لا يمكن أن تحدق إلى السماء العالية” ،نعم هنا وجدت أن الأمر يكمن في الجرأة و الشجاعة و ليس الضعف ،لذلك رأيت ذلك النجم في عمق سماء كوردستان.
سأكون فخور بصوت شرف المحبة و الإيمان بالقضية الكوردية يوما في صندوق الإستفثاء بإستقلال كوردستان ،سأقحم نفسي بينكم و سأنافسكم جميعا على حب كوردستان لأني منكم و أنتم مني ،علي ما عليكم و عليكم ما علي ،سأعيشكم لحظة بلحظة و سأموت بين تلك اللحظات ،كل حرف بنقطة دم من جمجمتي أسقي جذورها ،بكل شعاع شمسي الضعيفة أراها تكبر يوما بعد يوم في إيماني الأبدي.
كيف لا أدلي بصوتي من أجل كوردستان حرة ومستقلة و الكل يناديني ب”الكوردستاني” هنا ،لا أرى نفسي صديقكم أيها الكورد بل أمازيغي كوردي بشرف ،لن أنتظر بعض أعداء الكورد الحقيقيين من أشباه الكورد بأن يشخصوني بالسكيزوفرينية الكوردية ،فأنا لا أنفي مرضي بكوردستان ،و إن كانوا يظنون أنها مرض فأنا أول حامليه ،نعم أنا الأمازيغي المجنون بكوردستان.
لنا و لكم و للتاريخ موعد أيها الأشقاء الكورد ،ستشرق شمسكم في سمائكم الصافية ،بأشعتها الدافئة تخترقها أصوات زغاريد أمهات الشهداء و الشهيدات ،فإن قال “إسحاق نيوتن” :”لا شيء كالشمس” ،فأنا أقول :”لا شيء كالكورد و أقسم لكم بذلك”.
لم أكن أعلم أني سأكون كورديا في صغري الأمازيغي ،فهمت أن العالم ليس كأمي ،بالرغم من غضبي منها صباحا تعود لتناديني إلى وجبة العشاء ليلا ،علمت للتو أن العالم سيتركني أموت جوعا و قهرا ،لكن نادتني كوردستان بأعلى صوتها الذي يشبه صوت أمي الحبيبة.