عبدو خليل
كلما دق الكوز بالجرة. كما يقال، يتنطع انصار العمال الكردستاني وجوقة الخائفين من سجونه ومعتقلاته. حتى وإن كانوا في قلب اوربا، يأخذ هؤلاء بالنحيب والعويل. يذرفون الدموع ويلطمون الخدود وهم يرددون. عفرين محاصرة. كيلو السكر وصل للألف، والأدوية مفقودة. القذائف تنهمر من كل حدب وصوب… هؤلاء هم ذات نفسهم الذين هللوا وعقدوا الدبكات عندما اجتاحت قوات صالح مسلم القرى العربية في ريف اعزاز، مثل دير الجمال ومنغ وغيرها من قرى ريف حلب، والسؤال المطلوب الإجابة عنه من قبل هؤلاء الزعبرجية، هل تعلمتم أن تلك الانتصارات لم تكن سوى وبال على شعبنا، هل ايقنتم أن الوجود الروسي والامريكي لم يستطع منع قذائف السلطان أردوغان الذي يتشارك معه صلاح الدين دمرتاش قبة البرلمان التركي والذي يمثل الوجه الأخر للعمال الكردستاني المرخص من المخابرات التركية، أم أن المطلوب منا البكاء كلما أزداد نعيقكم والرقص كلما قرعت طبولكم ؟
لم يعد اكتشافا عظيماً، أنه خلال السنوات الماضية وسلطات الوكالة التابعة لحزب العمال الكردستاني تحتكر الساحة السياسية الكردية، و قامت بتصفية كل القوى العسكرية الرافضة للانضواء تحت مشروعها، وهددت مراراً قوات بيشمركة روج افا بالمواجهة كقوة عدوة فيما لو دخلت المناطق الكردية. هذه التفاصيل والحديث فيه صار مملاً. ومكرراً، الجميع بات يعرف حجم جرائمهم في كل المناطق الكردية وفي عفرين على وجه الخصوص. بدءاً من قتل الدكتور شيرزاد علمداري وكيف قاموا بمسرحة الجريمة بشكل رخيص مع بعض القيادات السياسية في عفرين، ثم ارتكبوا مجزرة عائلة الشيخ حنان، وهاجموا قريتي جلمة وباسوطة وقتلوا العديد من شبابها ، واليوم سجون ومعتقلات صالح لم تعد وقفاً فقط على المخالفين لنهج العمال الكردستاني إنما تزخر أيضاً بالمقاتلين الذين رفضوا التوجه إلى الجبهات البعيدة عن عفرين، وهؤلاء بحد ذاتهم مأساة أخرى تضاف للمآسي التي جلبها العمال الكردستاني لسكان المنطقة.
وما يجري اليوم حول عفرين يتحمل تبعاته العمال الكردستاني الذي قامر بسكان المنطقة ودفع بهم إلى بؤرة الصراع عبر تمدده الذي أثار حفيظة تركيا والقوى التي تتبع لها. أي أنه خلق الحجة والذريعة، هذا ليس تبريراً لظلامية قوى الحرب ولا مخرجاً للسياسات التركية، كما قلنا ذلك في مرات سابقة. لكن وحده العمال الكردستاني يتحمل النتائج وهو مسؤول عن كل ما يلحق بالمدنيين ليس فقط لأنه يحتكر حمل السلاح بل لأنه أعلن مرراً أنه يمتلك لوحده مقومات الدفاع عن المناطق الكردية، وكلنا يتذكر كيف أنه في معارك كوباني رفض دخول البيشمركة إلى أن جاءته الضغوط الأمريكية وأذعن على مضض. وهنا اريد أن أذكر البعض بما هو أهم. الكل يعرف أن حزب الوحدة الذي يتزعمه محي الدين شيخ ألي يدعم بقوة سلطات الوكالة وهو حزب مرخص من تلك السلطات ومدلل كما يقال، وأن الكثير من اعضاء هذا الحزب يحمل السلاح تحت راية العمال الكردستاني بموافقة زعيم الحزب السيد شيخ الي، لكن كل هذا لم يشفع له للحصول ولو على مقعد صغير في بلديات عفرين وقراها عندما جرت انتخابات الإدارة الذاتية قبل أكثر من ثلاث سنوات. مع أن الحزب. أي حزب الوحدة، دفع بالأهالي للمشاركة بعمليات الاقتراع وساهم بفعالية وقتها في تلك المهزلة لكن العمال الكردستاني لم يشفع له ولم يحظى حتى بمقعد في بلدية قرية صغيرة من قرى عفرين. هذا رغم العلاقة الباطنية القوية لزعيم حزب الوحدة مع قادة قنديل. فما بالكم بالرافضين والمختلفين مع تلك السياسات حيث يتم زجهم بالسجون واتهامهم بالحشيش تارة وبالخيانة تارة أخرى.
اخيراً . في خضم موجات اللطم والنحيب التي تجتاح الشارع الكردي بتحريض من العمال الكردستاني ينسى البعض أن مجزرة عامودا التي صادفت ذكراها اليومين الماضيين كانت برصاص هؤلاء المارقين، وكذلك مجزرة ليلة الغدر في كوباني مازالت خيوطها تتفكك لتظهر تخاذل قادة قنديل إزاء تلك المجزرة الفظيعة. وينسى أيضاً هؤلاء النواحين والكثير منهم هرب بالأصل من جور وظلم العمال الكردستاني واتخذوا من اوربا ودول الجوار السوري مكاناً أمناً ينسوا أنين القسوة التي يكابدها أهلهم وأخوتهم الذين لم تسمح ظروفهم بالهرب ليقعوا فريسة بين مخالب مافيات العمال الكردستاني. هؤلاء النواحين يزيدون في معاناة أهلنا، وبدلاً من توجيه اللوم وتحميل سلطات الوكالة تبعات سياساتها المنفرة والعنيفة وتحولهم لمرتزقة تحت الطلب، يقوم هؤلاء بدفن رؤوسهم في الرمال غير ابهين بمؤخراتهم التي تصفر فيها الريح.