ماهو مصدر خوف خامنئي؟

عبدالرحمن مهابادي*
 
منذ فترة أصبح خامنئي المرشد الأعلى للنظام الإيراني المتطرف يحذر في خطاباته سلطات نظامه حول عدم تغيير مكانة” الجلاد بالشهيد“ في إشارة إلى عقد الثمانينات في إيران !
والسؤال الذي يتبادر الى ذهن من يسمع الكلام هو ما هو مصدرخوف خامنئي بعد مضي حوالي ثلاثة عقود من تلك الأحداث؟
بعد ما استغل خميني أحاسيس الناس المذهبية في عام 1979 وفسح المجال من قبل الدول الغربية من سرقة ثورة الشعب بعد الإطاحة بنظام الشاه حل محله نظام دكتاتوري في إيران أسوأ مما كان عليه سابقاً حيث عزم أن ينكّل جميع معارضيه بممارسات قمعية وارتكاب المجازر بمبررات قرآنية استغلالاً من تعابيرالقرآن الحكيم ضد من يعارضه مثل” الكفار“ وعلى مجاهدي خلق ”المنافقين “ باعتباره ألد الخصام لهم إنهم أسوأ من الكفار وما شابه ذلك بلاهوادة… 
حيث ومنذ أول يوم سمح لعملائه وسلطاته بـ ” الرمي الحر“ رافقته فتاوى عدة تبرر ارتكاب المجازر ضد المعارضين عموماً وعلى مجاهدي خلق خصوصاً، لقتل مجاهدي خلق تماماً ومازال هذا النظام يواصل هذا النهج ..
فعلى هذا الأساس لقد بدأ بارتكاب المجازر ضد مجاهدي خلق منذ عام 1981وأبرزها في يوم 20حزيران 1981 بأمر من خميني شخصياً وهذا طبعا يعتبر نقطة عطف في هذا المسار كما سُميت هذه المناسبة من قبل المقاومة الإيرانية ” يوم الشهداء والسجناء السياسيين“حيث يحتفل بها كل عام بإقامة المراسيم في كل مكان ، من داخل سجون إيران والمدن الإيرانية حتى سائر نقاط العالم وفي ذروتها المؤتمر السنوي العام الذي يقام كل سنة في باريس العاصمة الفرنسية وسيقام في هذه السنة في الأول من تموز وبمشاركة الوفود والهيئات السياسية والبرلمانية من جميع أرجاء العالم.
الحقيقة أن بعد 20حزيران 1981تنتهي امكانية جميع أشكال الفعاليات السياسية البحتة داخل إيران ضد هذا النظام حيث أرغم النظام الإيراني حرباً دموية على مجاهدي خلق وقد سبق أن ارتكب خميني مجزرة ضد الشعب الكردي في محافظة كوردستان الإيرانية .
لاشك أن خميني لم يكتف بالإعدامات اليومية وتخوفاً من أن ينزل وينهال مجاهدي خلق في طهران عليه للإطاحة بنظامه، قرر ارتكاب مجزرة ضد جيل مجاهدي خلق وفي أول خطوة بدأ من السجناء السياسيين من مجاهدي خلق حيث شكّل فريق الموت ومن أبرز أعضائه كان إبراهيم رئيسي (المرشح للانتخابات الرئاسية الأخيرة)ومصطفى بورمحمدي (وزير العدل في حكومة روحاني)و…حيث تم تنفيذ حكم خميني خلال أقل من شهرين بإعدام 30ألفاً من السجناء المجاهدين مما يعتبر أكبر مجزرة بعد الحرب العالمية الثانية بالذات.
ومتزامناً مع هذا المدى من ارتكاب المجازر وحتى يومنا هذا استمرهذا النهج في جميع أرجاء إيران من جهة ، وتوسيع نطاق ممارسات الإرهاب في الداخل والخارج من جهة أخرى والمجازر ضد مجاهدي خلق داخل العراق طيلة 8سنوات من ولاية المالكي المنتدبة للملالي المجرمين.
وفيما يخص إصدار خامنئي هذا الأمر من جديد في هذه الظروف وبالتأكيد لسلطات نظامه ، الموضوع يعود إلى أحداث أواسط عام 2016وإيران في محورها بالذات . لقد أعلنت المقاومة الإيرانية ومتزامناً مع النقل الكبير والناجح والتاريخي لأعضائها في العام المنصرم ، حراكاً شعبياً ودولياً لمقاضاة سفاكي دماء السجناء السياسيين في عام 1988حيث اتسع نطاق هذا الحراك بسرعة في العالم وداخل إيران بالذات مما اتخذ هذا الحراك عمقاً جديداً بعد ترشيح إبراهيم رئيسي الجلاد من جناح علي خامنئي لرئاسة الجمهورية حيث أوجد شرخاً كبيراً حتى في أقرب الفئات من خامنئي كما تم الكشف عن أول تسجيل صوتي لمنتظري نائب خميني آنذاك ضد ارتكاب مجزرة عام1988ضد السجناء السياسيين من قبل أحمد منتظري نجل منتظري. الجدير بالذكر أنه تم عزل المنتظري عن منصبه بسبب هذه الخطوة ضد خميني حيث لبث في الحصر البيتي حتى نهاية عمره كما هناك نغمات في استمرار هذا الشروخ في النظام حول ما قام به خميني ضد مجاهدي خلق مما جعل كل النظام تحت علامة استففهام.
وفضلاً عما أسلفنا من عاملين ، هناك الموقع الحالي للمقاومة الإيرانية سواءً داخل إيران أو خارجها وتضيق الخناق على النظام وكسب الدعم العالمي في جميع مستويات السياسية والاجتماعية هناك إرادة صلبة لإقامة المؤتمر السنوي العام لهذه السنة وأفخم من السنوات الماضية تزامناً مع نشاطات أنصار المقاومة داخل إيران في العام الإيراني الجديد مما أغاظ نظام الملالي حيث يعترفون ويقولون بأنهم ”يسمعون وقع أقدام مجاهدي خلق داخل إيران “.
فعليه فإن أول ما نستنتج من تأكيدات خامنئي ، تخوفه من سقوط نظامه على يد الشعب والمقاومة الإيرانية مما يلوح في الأفق المنظورتطورات كبيرة داخل إيران ومنطقة الشرق الأوسط أمام أنظار العالمين.
 *كاتب ومحلل سياسي
@m_abdorrahman

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest


0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

بوتان زيباري   في قلب الأناضول، حيث تلتقي رياح التاريخ بنسمات الحداثة، يقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على مفترق طرق مصيري. ليست هذه المرة الأولى التي يواجه فيها العاصفة، لكنها قد تكون الأخيرة التي يمتلك فيها زمام المبادرة قبل أن تتحول العاصفة إلى إعصار يكتسح ما تبقى من مشروعه السياسي، بل ويهدد استقرار تركيا ككل، ويمتد تأثيره إلى…

تمرُ علينا اليوم، الذكرى السنوية الثانية عشرة لاختطاف الضباط الكورد المنشقين عن نظام الأسد البائد ومرافقهم المدني، من قبل حزب الاتحاد الديمقراطي PYD أثناء توجههم إلى إقليم كوردستان عبر الحدود السورية – العراقية، ولا يزال مصيرهم مجهولاً منذ لحظة اختطافهم إلى تاريخ كتابة هذا البيان. وفي الوقت الذي من المرتقب عقد مؤتمر بُغية توحيد الموقف السياسي الكوردي، نجدد دعوتنا للمؤتمر…

د. محمود عباس   باسم الضمير الكوردي، وبحسّ المسؤولية التاريخية التي لا تتكرر إلا نادرًا، نوجّه نداءنا هذا إلى كافة الأحزاب والقوى والمستقلين المشاركين في المؤتمر الوطني الكوردي المزمع عقده في مدينة قامشلو، أن يكونوا على مستوى اللحظة، وحجم الأمل، وثقل التحدي. إن ترسيخ النظام الفيدرالي اللامركزي في صلب الدستور السوري القادم، ليس مطلبًا سياسيًا عابرًا، بل ركيزة مصيرية لمستقبل…

ماهين شيخاني   تُمثل القضية الكوردية إحدى أقدم وأعمق قضايا الشعوب في منطقة الشرق الأوسط، حيث يرتكز الصراع الكوردي على حق تقرير المصير والحفاظ على الهوية القومية والثقافية. في هذا البحث، نسلط الضوء على العلاقة التاريخية بين الكورد والقبائل العربية الأصيلة، ونناقش محاولات الإنكار والإقصاء، لا سيما في سياق الحرب السورية الحديثة، مع إبراز الدور المركزي للثقافة والأدب الكوردي في…