أحمد حسن
Ahmed.hesen.714@gmail.com
على الرغم من أن دستور العراق الذي تم الاستفتاء عليه في 15 تشرين الأول 2005 ينص في مادته الأولى أن جمهورية العراق دولة اتحادية ( فيدرالية ) واحدة مستقلة ذات سيادة كاملة، نظام الحكم فيها جمهوري نيابي (برلماني) ديمقراطي وهذا الدستور ضامن لوحدة العراق . إلا أن المركز ( بغداد ) لازال يتعامل بعقلية البعث الشوفيني ودكتاتوره صدام حسين البائد ولا يلتزم بالتزاماته اتجاه اقليم كوردستان على كافة الأصعدة ( السياسية – الاقتصادية – الاجتماعية – الثقافية – العسكرية – الدستورية ) كذلك التلكؤ والترهل في تطبيق المادة ( 140 ) من الدستور لضم كركوك والمناطق المنصوص عليها في هذه المادة الى اقليم كوردستان
علما أن الاقليم وبيشمركته الأبطال حاربوا ودافعوا وقاتلوا عن العراق والعالم أشرس قوى الظلام ( داعش ) وقدموا ولا زالوا يقدمون تضحيات جسام في سبيل الشعب والوطن بالتوازي مع العقلية الشوفينية المتسلطة في بغداد التي لا تستطيع تقبل المتغيرات الدولية والاقليمية والداخلية لابل الالتزام بالدستور الفيدرالي الذي أقره واستفتى عليه الشعب العراقي مما حدى بالقيادة الكوردستانية وبالتفاهم بين القوى والأحزاب الكوردية وبدعم وتفاهم وتنسيق دولي واقليمي الى اتخاذ قرار جريء وتاريخي بعد كل التضحيات والويلات التي مرت بها كوردستان ألا وهو اجراء استفتاء لشعب كوردستان من أجل الاستقلال عن العراق وبناء الدولة الكوردية المستقلة الديمقراطية التي تستطيع أن تكون جارة جيدة للعراق العربي وكل دول الجوار وتربطها علاقات حسن الجوار والتعامل وفق القوانين والمواثيق الدولية علما بأنه أجري استفتاء استقلال كوردستان في تشرين الأول 2005 إلى جانب الانتخابات البرلمانية العراقية وانتخابات كردستان العراق لعام 2005 كاستفتاء غير رسمي طالب فيه شعب كردستان العراق إذا كانوا يفضلون البقاء جزءًا من العراق أو يفضلون كوردستان مستقلة. وكانت النتيجة أغلبية ساحقة من 98.8 في المائة لصالح الاستقلال .
ويأتي هذا القرار كإحدى الترجمات والتطبيقات العملية لحق الشعوب في تقرير مصيرها بنفسها الذي ظهر مع بداية القرن العشرين في مبادئ الرئيس الامريكي ويلسون نهاية الحرب العالمية الأولى التي كانت الأساس لـ ( عصبة الأمم ) وتم تثبيت هذا الحق في ميثاق الأمم المتحدة الذي صدر بمدينة سان فرانسيسكو في 26/ حزيران/1945 كإقرار أنه لجميع الشعوب الحق في تقرير مصيره بنفسه والتأسيس للحرية والعدل والمساواة والسلام في العالم. حيث هناك دول كثيرة نالت استقلالها بعد احتدام الحروب والصراعات والوصول الى طرق مسدودة وخلق مناخات لايمكن فيها العيش المشترك نتيجة سياسات التهميش والاقصاء وعدم الاعتراف بالحقوق من طرف للآخر وعدم توزيع الثروات بالعدل بين الأقاليم فيكون الاستقلال أنجع دواء ومن هذه الدول مثلا جنوب السودان التي استقلت عن السودان نتيجة استفتاء 9 يوليو 2011 واستقلال كوسوفو عن صربيا في 17 من فبراير عام 2008
واستقلال جمهورية التشيك وسلوفاكيا في 1 يناير 1993 فبعد الثورة المُخمليّة انتهى حُكم الحزب الواحد الشيوعيّ ثم حدث الطلاق المُخمليّ كذلك استقلال أوسيتيا الجنوبية عن جورجيا في 1990 ….والقائمة تطول استنادا الى القاعدة ( إمساك بالمعروف أو طلاق بالإحسان ) .
وحسب تصريحات القيادات الكوردستانية فإن الاستفتاء سيتم في خريف المقبل كمدخل شرعي وقانوني الى الاستقلال وفقا للقانون الدولي وبناء دولة كوردستان التي تتطلب تحالف وتضامن وتضافر جهود كل القوى والأحزاب من خلال وحدة الصف والكلمة داخل الاقليم في هذه المرحلة التاريخية الدقيقة كما يتطلب من كافة الأحزاب والقوى والمنظمات والشخصيات الوطنية في أجزاء كوردستان الأربعة تقديم الدعم والعون والوقوف الى جانب هذه الخطوة التاريخية كواجب قومي ووطني وانساني لإنجاح المشروع القومي الكوردستاني الذي يقوده المناضل مسعود البرزاني والذي يستمد قوته من شعب كوردستان والقوى الكوردستانية الأصيلة والتحالفات الدولية والاقليمية كما يتطلب من القوى الوطنية والديمقراطية العراقية دعم هذه الخطوة واحترام ارادة الشعب الكوردي في خياره العيش بحرية واستقلالية وبناء دولة كوردستان .