نوري حسن
من خلال إلقاء نظرة على تجارب الشعوب ونضالات حركاتها التحررية يتضح لكل متتبع لمجريات الأمور ، مدى أهمية القوة ودورها الفعّال الناجمة عن عمليات الوحدة التي ترتكز بالدرجة الأولى على لم الشمل ورص الصفوف وترتيب البيت من الداخل .
من خلال إلقاء نظرة على تجارب الشعوب ونضالات حركاتها التحررية يتضح لكل متتبع لمجريات الأمور ، مدى أهمية القوة ودورها الفعّال الناجمة عن عمليات الوحدة التي ترتكز بالدرجة الأولى على لم الشمل ورص الصفوف وترتيب البيت من الداخل .
لذا فأن العديد من القوى والأحزاب تبادر إلى طرح مشاريع وحدوية لتتمكن من خلالها أن تلعب دورها المميز في المسيرة النضالية لشعوبها ، وهذه المشاريع يمكن إنجازها وفق آليا ت عمل متعددة ولكن أهمها يتجسد في النهجين التاليين:
1 – النهج الإتحادي : الذي هو عبارة عن إتحاد طوعي اختياري بين حزبين أو تياريين أو أكثر التي تتفق وعلى ضوء الحوارات والمناقشات المستفيضة على أمور عديدة وفي المقدمة النضال معاً تحت ظل قيادة مشتركة ، يتم الإتفاق عليها بالتوافق وفق المحاصصة النسبية ، وتحت أسم جديد يعبر عن فعالية هذا الإتحاد ومكوناته ، في حين يحافظ كل فصيل على كيانه التنظيمي وأسمه القديم بشكل مؤقت (اي أنه يحافظ على أستقلاليته التنظيمية) ريثما يتم الإتفاق على صيغة مشتركة على ضوء النضال المشترك ، فمن ا لضروري ان تخضع هذه العملية للإختبار للتأكد من حسن النوايا بالدرجة الأولى لجميع اطراف العملية والجدّية في انجازها بالمرتبة الثانية ، حفاظاً على روح الاستمرارية وحمايتها من الفشل ،لأنه ليس من المستبعد ان تتعرض لمؤامرات من هنا وهناك .
وبهذا الصدد يمكننا الإشادة بتجربة الإتحاد الوطني الكوردستاني –العراق التي تكللت بالنجاح لتاريخه ، وما حققت من إنجازات ومكتسبات قومية .
في الوقت نفسه لا بّد من أخذ العبر والدروس من التجربة التي شهدتها الساحة النضالية في كوردستان سورية عام 1992 والتي تمخضت عنها قيادة مشتركة لعدة أحزاب كوردية ، وأعتبرت خطوة ايجابية وجريئة في تلك المرحلة ، ولكن نتيجة لعوامل عديدة بعد قيامها بنشاطات عملية وتوزيعها للملصقات في عدد من المدن السورية وخاصة الكوردية منها تعرض العديد من كوادرها وقياداتها لحملة الإعتقال والملاحقة ، فتسرعت هذه القيادة رغم عدم تمكنها من تصفية الاجواء بين الأطراف المشاركة في العملية الوحدوية ، وعدم توفيرها الارضية اللازمة لاستمراريتها، في عقد مؤتمرها التأسيسي والإعلان عن ولادة حزب اليكيتي الكوردي في سورية عام 1993 ، الذي لم يمض عدة سنوات على تأسيسه حيث تعرض لأزمة داخلية نتيجة تباين الآراء والمواقف السياسية فيه ، مما أدى الى حدوث إنشقاق مؤسف ضمنه عام 1998 ، وأثر ذلك سلباً على الروح المعنوية للجماهير الكوردية في كوردستان سورية ، إلى جانب فقدانه للعديد من كوادره ورفاقه المناضلين الذين غادروا الساحة النضالية نتيجة الشعور بخيبة الأمل وزعزعة الثقة بينها وبين قياداتها .
2 – النهج الاندماجي : وهو عبارة عن اقدام حزبين أو عدة أحزاب على إعلان الوحدة الاندماجية نتيجة ظروف وعوامل قد تكون ذاتية أو موضوعية ، دون الخوض في حوارات ومناقشات كافية ، قد لا تستغرق وقتاً طويلاً في أغلب الأحيان حتى البعض منها تأتي إرتجالية دون الإرتكازعلى أسس واقعية ، أو نتيجة تهرب بعض أطرافها من المسؤؤلية الملقاة على عاتقها ، او حسماً لأزمتها الداخلية والهاءً لرفاقها وجماهيرها لفترة وجيزة ، وأحياناً شهدت الساحة النضالية عمليات وحدوية تحت ضغوط خارجية رغماً عن إرادة الأطراف المشاركة فيها مما أدى إلى تعرضها للفشل منذ البداية وبذلك ولدت ميتة وهي في المهد .
والأمثلة على هذا النهج الوحدوي الاندماجي التي شهدتها الحركة الكوردية في سورية كثيرة ، بدءاً بالعملية الوحدوية القسرية الناجمة عن المؤتمر الوطني الذي انعقد في آب 1970 بين جناحي البارتي وبمشاركة عدد من الشخصيات الوطنية المستقلة ، ومروراً بالعديد من العمليات الوحدوية في أواخر القرن المنصرم بين بعض فصائل الحركة الكوردية ، وانتهاءً بما تشهده الساحة الكوردية في الظرف الراهن منذ بداية الألفية الثالثة ولتاريخه من عمليات وحدوية متكررة وفاشلة بين أطراف الحركة وفي المقدمة الحزب الديمقراطي الكوردي في سورية (البارتي) .
ان واقع الحركة الكوردية التي أحتفلت بيوبيلها الذهبي في الرابع عشر من هذا الشهر ماثلة أمام الأعين ، حيث إنها تعاني من ظاهرة التشرذم والإنشقاق وعدم الإتفاق لتاريخه على ترتيب بيتها وتوحيد كلمتها وبناء مرجعيتها التي غدت مطلباً للجماهير الكوردية الواسعة ، لكون العالم يشهد تغييرات جمة في جميع المجالات ، ولا بدّ أن تؤثر هذه التغييرات ايجاباً على سورية رغم عدم تجاوب النظام البعثي الشمولي مع قررات المجتمع الدولي ، واللجوء الى استخدام شتى الأساليب في سبيل منع الشعب السوري من التفاعل مع هذه التغييرات متناسياً بأن العالم أصبح قرية واحدة ، وقد ولى عهد الأنظمة التوليتارية وغدت الديمقراطية وحقوق الأنسان واحترام الرأي الآخر السمات الأساسية للمرحلة الراهنة .
في ظل هذه المؤشرات والبديهيات فأن الحركة الكوردية في سورية رغم علاّتها تشكل الجزء الرئيسي من جسم المعارضة السورية بأعتبارها قوة منظمة وتتمتع بقاعدة جماهيرية فعند حدوث اي تغيير في سورية ، فأنها ستكون بمثابة نقطة الأرتكاز الأساسية في الساحة الجديدة ولا يمكن تجاهلها أو تهميشها أو القفز عليها ، وسيضطر القاصي والداني الى أخذ مطاليبها بعين الأعتبار والأعتراف بشرعية هذه المطاليب وأحقيتها .
ازاء هذه الحقائق فلا بدّ لفصائل الحركة ولكي تتمكن من اداء دورها المنشود أن توحد طاقاتها ضمن إطار يجسد طموحات الشعب الكوردي
وعليها أيضاً أن تنهج نهجاً واقعياً وتعترف بنواقصها وبالثغرات المتواجدة في جدارها ، وتعمل جاهدة لازالتها والقضاء عليها بشكل جذري من خلال الإقدام على خطوات عملية مجدّية وقابلة للتحقيق ، بدلاً من طرح شعارات عاطفية وثورية وغير قابلة للتحقيق على أرض الواقع لأن الظروف الموضوعية والذاتية غير مؤهلة لتحقيقها ، ففي هذا المجال الكل يعلم بأن الأنشقاقات المتفاقمة في صفوف الحركة لم تأتِ من الفراغ وهي تعود لأسباب عديدة ومن الصعوبة في المرحلة الراهنة ايجاد حلول جذرية لها ، إضافة الى ذلك فأن كل المعطيات والمؤشرات تدّل على وحدة أهداف فصائل الحركة بشكل عام وتقارب مناهجها وبرامجها السياسية ، التي تطالب جميعاً بالحل العادل للقضية القومية للشعب الكوردي في سورية ضمن إطار وحدة البلاد ، وفي ظل نظام يسوده الديمقراطية والعدالة الأجتماعية ، كما إن معظم فصائل الحركة الكوردية تؤمن بالنضال السلمي الأيجابي وبالتداول السلمي الديمقراطي وتنبذ لغة العنف والإحتراب ، لذا من الضروري إتباع نهجٍ جديدٍ في معالجة خلافاتها وذلك من خلال مشاريع تستهدف بالدرجة الأولى لم شملها ضمن إطار موّحد وبصيغة جديدة بدلاً من ممارسة الأسلوب القديم الذي كان ينهجه بعض فصائل الحركة الكوردية في سوريا (والتي تعتبر نفسها الأساسية والشرعية لأعتبارات عديدة ومن أهمها التمتع بعلاقات متميزة مع بعض الأحزاب الكوردستانية) في تعاملها مع بقية الفصائل الكوردية وخاصة التي إنشقت عن بعضها ، ولا تزال تمارس مهامها النضالية بأسماء متشابه ، والتي رضخت البعض منها في الآونة الأخيرة للأمر الواقع ووافقت على الوحدة الاندماجية على مضض ، ولكن تبيّن للجميع عقم هذا الأسلوب وفشله، ومن الصعوبة جداً لم شمل الأطراف المتنازعة والمنشقة عن بعضها ضمن تنظيم واحد ، وفي ظل قيادة واحدة ، لإن معظم القيادات الكوردية وخاصة التي تعتبر نفسها الرئيسية لم تتحرر لحينه من عقلية النزعة الفردية المعشعشة في رؤوسها ، وهي غير مؤهلة لأستيعاب الآخرين وقيادة المرحلة وأحترام الرأي الآخر وافساح المجال للقدرات الشابة للقيام بدورها وفق متطلبات العصر الذي يتسم بالرقي والتحضر ، هذه حقائق واضحة وضوح الشمش ، وهي ليست مغروسة في صفوف الحركة الكوردية في كوردستان سورية لوحدها ، بل إن معظم فصائل حركة التحرر في المنطقة تعاني من هذه الظاهرة الخطيرة وفي المقدمة فصائل الحركة الفلسطينية.
لذا فإن المرحلة الراهنة تتطلب عدم هدر الوقت وتفويت الفرص الذهبية المتاحة في المنطقة على ضوء التغييرات الجديدة بعد أحداث 11 ايلول عام 2001 وسقوط نظام طالبان في أفغانستان ومن ثم النظام الفاشي الصدامي في العراق عام2003 ، ولذلك على فصائل الكوردية في سورية اتباع نهجٍ مغايرٍ لنهجها القديم في التعامل مع بعضها ، من خلال العمل على بذل جهود مكثفة في سبيل اقامة إتحادات اختيارية أو هيئات تمثيلية ذات طابع مؤسساتية وخاصة المتقاربة نهجاً وممارسةً ، والنضال معاً تحت خيمة واحدة وفي ظل شعارات تتسم بالمعقولية ، والعمل من أجل تصفية الأجواء وتعزيز الثقة المتبادلة وترسيخها ، والإتفاق على أسلوب نضالي واحد ، بغية تهيئة الأجواء اللازمة لبناء إتحاد اختياري مؤسساتي أو ما شابه ذلك معتمداً بالدرجة الأولى على التعددية الفكرية والمنابر السياسية المتباينة والعمل المؤسساتي ، بحيث يفسح المجال لتلك المؤسسات القيام بدورها ، وقيادة المجتمع الكوردي بأسلوب حضاري ، مع أحترام الرأي الاخر عوضا عن قمعه.
وبهذا الصدد يمكننا الإشادة بتجربة الإتحاد الوطني الكوردستاني –العراق التي تكللت بالنجاح لتاريخه ، وما حققت من إنجازات ومكتسبات قومية .
في الوقت نفسه لا بّد من أخذ العبر والدروس من التجربة التي شهدتها الساحة النضالية في كوردستان سورية عام 1992 والتي تمخضت عنها قيادة مشتركة لعدة أحزاب كوردية ، وأعتبرت خطوة ايجابية وجريئة في تلك المرحلة ، ولكن نتيجة لعوامل عديدة بعد قيامها بنشاطات عملية وتوزيعها للملصقات في عدد من المدن السورية وخاصة الكوردية منها تعرض العديد من كوادرها وقياداتها لحملة الإعتقال والملاحقة ، فتسرعت هذه القيادة رغم عدم تمكنها من تصفية الاجواء بين الأطراف المشاركة في العملية الوحدوية ، وعدم توفيرها الارضية اللازمة لاستمراريتها، في عقد مؤتمرها التأسيسي والإعلان عن ولادة حزب اليكيتي الكوردي في سورية عام 1993 ، الذي لم يمض عدة سنوات على تأسيسه حيث تعرض لأزمة داخلية نتيجة تباين الآراء والمواقف السياسية فيه ، مما أدى الى حدوث إنشقاق مؤسف ضمنه عام 1998 ، وأثر ذلك سلباً على الروح المعنوية للجماهير الكوردية في كوردستان سورية ، إلى جانب فقدانه للعديد من كوادره ورفاقه المناضلين الذين غادروا الساحة النضالية نتيجة الشعور بخيبة الأمل وزعزعة الثقة بينها وبين قياداتها .
2 – النهج الاندماجي : وهو عبارة عن اقدام حزبين أو عدة أحزاب على إعلان الوحدة الاندماجية نتيجة ظروف وعوامل قد تكون ذاتية أو موضوعية ، دون الخوض في حوارات ومناقشات كافية ، قد لا تستغرق وقتاً طويلاً في أغلب الأحيان حتى البعض منها تأتي إرتجالية دون الإرتكازعلى أسس واقعية ، أو نتيجة تهرب بعض أطرافها من المسؤؤلية الملقاة على عاتقها ، او حسماً لأزمتها الداخلية والهاءً لرفاقها وجماهيرها لفترة وجيزة ، وأحياناً شهدت الساحة النضالية عمليات وحدوية تحت ضغوط خارجية رغماً عن إرادة الأطراف المشاركة فيها مما أدى إلى تعرضها للفشل منذ البداية وبذلك ولدت ميتة وهي في المهد .
والأمثلة على هذا النهج الوحدوي الاندماجي التي شهدتها الحركة الكوردية في سورية كثيرة ، بدءاً بالعملية الوحدوية القسرية الناجمة عن المؤتمر الوطني الذي انعقد في آب 1970 بين جناحي البارتي وبمشاركة عدد من الشخصيات الوطنية المستقلة ، ومروراً بالعديد من العمليات الوحدوية في أواخر القرن المنصرم بين بعض فصائل الحركة الكوردية ، وانتهاءً بما تشهده الساحة الكوردية في الظرف الراهن منذ بداية الألفية الثالثة ولتاريخه من عمليات وحدوية متكررة وفاشلة بين أطراف الحركة وفي المقدمة الحزب الديمقراطي الكوردي في سورية (البارتي) .
ان واقع الحركة الكوردية التي أحتفلت بيوبيلها الذهبي في الرابع عشر من هذا الشهر ماثلة أمام الأعين ، حيث إنها تعاني من ظاهرة التشرذم والإنشقاق وعدم الإتفاق لتاريخه على ترتيب بيتها وتوحيد كلمتها وبناء مرجعيتها التي غدت مطلباً للجماهير الكوردية الواسعة ، لكون العالم يشهد تغييرات جمة في جميع المجالات ، ولا بدّ أن تؤثر هذه التغييرات ايجاباً على سورية رغم عدم تجاوب النظام البعثي الشمولي مع قررات المجتمع الدولي ، واللجوء الى استخدام شتى الأساليب في سبيل منع الشعب السوري من التفاعل مع هذه التغييرات متناسياً بأن العالم أصبح قرية واحدة ، وقد ولى عهد الأنظمة التوليتارية وغدت الديمقراطية وحقوق الأنسان واحترام الرأي الآخر السمات الأساسية للمرحلة الراهنة .
في ظل هذه المؤشرات والبديهيات فأن الحركة الكوردية في سورية رغم علاّتها تشكل الجزء الرئيسي من جسم المعارضة السورية بأعتبارها قوة منظمة وتتمتع بقاعدة جماهيرية فعند حدوث اي تغيير في سورية ، فأنها ستكون بمثابة نقطة الأرتكاز الأساسية في الساحة الجديدة ولا يمكن تجاهلها أو تهميشها أو القفز عليها ، وسيضطر القاصي والداني الى أخذ مطاليبها بعين الأعتبار والأعتراف بشرعية هذه المطاليب وأحقيتها .
ازاء هذه الحقائق فلا بدّ لفصائل الحركة ولكي تتمكن من اداء دورها المنشود أن توحد طاقاتها ضمن إطار يجسد طموحات الشعب الكوردي
وعليها أيضاً أن تنهج نهجاً واقعياً وتعترف بنواقصها وبالثغرات المتواجدة في جدارها ، وتعمل جاهدة لازالتها والقضاء عليها بشكل جذري من خلال الإقدام على خطوات عملية مجدّية وقابلة للتحقيق ، بدلاً من طرح شعارات عاطفية وثورية وغير قابلة للتحقيق على أرض الواقع لأن الظروف الموضوعية والذاتية غير مؤهلة لتحقيقها ، ففي هذا المجال الكل يعلم بأن الأنشقاقات المتفاقمة في صفوف الحركة لم تأتِ من الفراغ وهي تعود لأسباب عديدة ومن الصعوبة في المرحلة الراهنة ايجاد حلول جذرية لها ، إضافة الى ذلك فأن كل المعطيات والمؤشرات تدّل على وحدة أهداف فصائل الحركة بشكل عام وتقارب مناهجها وبرامجها السياسية ، التي تطالب جميعاً بالحل العادل للقضية القومية للشعب الكوردي في سورية ضمن إطار وحدة البلاد ، وفي ظل نظام يسوده الديمقراطية والعدالة الأجتماعية ، كما إن معظم فصائل الحركة الكوردية تؤمن بالنضال السلمي الأيجابي وبالتداول السلمي الديمقراطي وتنبذ لغة العنف والإحتراب ، لذا من الضروري إتباع نهجٍ جديدٍ في معالجة خلافاتها وذلك من خلال مشاريع تستهدف بالدرجة الأولى لم شملها ضمن إطار موّحد وبصيغة جديدة بدلاً من ممارسة الأسلوب القديم الذي كان ينهجه بعض فصائل الحركة الكوردية في سوريا (والتي تعتبر نفسها الأساسية والشرعية لأعتبارات عديدة ومن أهمها التمتع بعلاقات متميزة مع بعض الأحزاب الكوردستانية) في تعاملها مع بقية الفصائل الكوردية وخاصة التي إنشقت عن بعضها ، ولا تزال تمارس مهامها النضالية بأسماء متشابه ، والتي رضخت البعض منها في الآونة الأخيرة للأمر الواقع ووافقت على الوحدة الاندماجية على مضض ، ولكن تبيّن للجميع عقم هذا الأسلوب وفشله، ومن الصعوبة جداً لم شمل الأطراف المتنازعة والمنشقة عن بعضها ضمن تنظيم واحد ، وفي ظل قيادة واحدة ، لإن معظم القيادات الكوردية وخاصة التي تعتبر نفسها الرئيسية لم تتحرر لحينه من عقلية النزعة الفردية المعشعشة في رؤوسها ، وهي غير مؤهلة لأستيعاب الآخرين وقيادة المرحلة وأحترام الرأي الآخر وافساح المجال للقدرات الشابة للقيام بدورها وفق متطلبات العصر الذي يتسم بالرقي والتحضر ، هذه حقائق واضحة وضوح الشمش ، وهي ليست مغروسة في صفوف الحركة الكوردية في كوردستان سورية لوحدها ، بل إن معظم فصائل حركة التحرر في المنطقة تعاني من هذه الظاهرة الخطيرة وفي المقدمة فصائل الحركة الفلسطينية.
لذا فإن المرحلة الراهنة تتطلب عدم هدر الوقت وتفويت الفرص الذهبية المتاحة في المنطقة على ضوء التغييرات الجديدة بعد أحداث 11 ايلول عام 2001 وسقوط نظام طالبان في أفغانستان ومن ثم النظام الفاشي الصدامي في العراق عام2003 ، ولذلك على فصائل الكوردية في سورية اتباع نهجٍ مغايرٍ لنهجها القديم في التعامل مع بعضها ، من خلال العمل على بذل جهود مكثفة في سبيل اقامة إتحادات اختيارية أو هيئات تمثيلية ذات طابع مؤسساتية وخاصة المتقاربة نهجاً وممارسةً ، والنضال معاً تحت خيمة واحدة وفي ظل شعارات تتسم بالمعقولية ، والعمل من أجل تصفية الأجواء وتعزيز الثقة المتبادلة وترسيخها ، والإتفاق على أسلوب نضالي واحد ، بغية تهيئة الأجواء اللازمة لبناء إتحاد اختياري مؤسساتي أو ما شابه ذلك معتمداً بالدرجة الأولى على التعددية الفكرية والمنابر السياسية المتباينة والعمل المؤسساتي ، بحيث يفسح المجال لتلك المؤسسات القيام بدورها ، وقيادة المجتمع الكوردي بأسلوب حضاري ، مع أحترام الرأي الاخر عوضا عن قمعه.
لذا فأن المرحلة تحتم على فصائل الحركة بشكل عام ، بدلاً من بذل مزيد من الجهود من أجل مشاريع طوباوية والتي في حقيقتها تكرس العداوات بين رفاق الأمس وتعمق الخلافات بين صفوف فصائل الحركة ، اي بمعنى آخر فانها تزيد الطينة بلة ، أن تعمل من أجل ترسيخ مبادئ الديمقراطية في صفوفها والإستفادة من الظرف المناسب والفرص الذهبية المتاحة وتحقيق الممكن عوضا عن الركض وراء السراب لإنها في الحقيقة جعجعة من دون طحنة.
,
,