البلاغ الختامي عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكردستاني – سوريا PDK-S

عقدت اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكردستاني – سوريا اجتماعها الاعتيادي في هولير عاصمة إقليم كردستان العراق في الفترة من 10 إلى 13 / 4 / 2017 ، وقد بدأ الاجتماع بالوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء الثورة السورية وشهداء شعبنا الكردي وفي المقدمة منهم البارزاني الخالد ، وبعد تفقد الرفاق ، انتقل الاجتماع إلى تناول القضايا المدرجة على جدول الأعمال ، حيث بدأ الرفيق سكرتير الحزب باستعراض الوضع السياسي بشكل عام ، وأفسح المجال لمداخلات الرفاق وتم التركيز على العديد من القضايا الأساسية وفي المقدمة منها الأزمة السورية وآفاق الحل السياسي عبر الوقوف على نشاطات الرفاق سواء في الحزب أو في المجلس الوطني أوالإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أو من خلال جولات لجنة العلاقات الخارجية ، وأكّد الاجتماع على مواصلة العمل ضمن الائتلاف من خلال المجلس الوطني الكردي في سوريا وتضافر الجهود من أجل إدراج حل القضية الكردية في عموم الوثائق المعنية بالمفاوضات،كما رآى الاجتماع ضرورة الانفتاح على قوى المعارضة الوطنية الأخرى، 
وفي سياق مناقشة الأزمة السورية رأى الاجتماع أن خيار الحسم العسكري الذي يتبعه النظام بإصرار هو موضع الاستهجان والإدانة ولاسيما بعد استخدام السلاح الكيميائي مرة أخرى (غاز السارين) والذي جُوبِهَ بالرَّفض والاستنكار من لدن المجتمع الدولي وكل القوى المحبة للحرية والسلام ، ورأى الاجتماع أن الضربة العسكرية الأمريكية أتت على خلفية استخدام ذاك السلاح المحرم دولياً وكردع للنظام بغية الجنوح إلى الحل السياسي المنشود وفق مرجعية جنيف1 والقرارات الدولية ذات الصلة لأن الحلَّ بالأساس يكمن في المفاوضات وفي التوافق الدولي وخصوصاً بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا الاتحادية، وبعض الدول الأوربية والإقليمية الأخرى المعنية بالشأن السوري.
وانتقل الاجتماع بعد ذلك إلى وضع المجلس الوطني الكردي في سوريا ، وأكد على أهميته كمكسب نضالي لشعبنا حيث أثبت حضوره في اللقاءات والمحافل الدولية والوطنية ، وتحركه المتزايد عبر مختلف النشاطات في الداخل والخارج رغم ما تعترض سبيله من معوقات ، ورأى ضرورة تقويم مساره بتعزيز الجوانب الإيجابية وتصحيح الجوانب السلبية للارتقاء به إلى الأداء الأمثل في خدمة القضايا القومية والوطنية لشعبنا الكردي وعموم الشعب السوري ..
وتوقف الاجتماع مطوّلاً عند سياسة ب ي د المناوئة للمشروع القومي الكردستاني، ليس على مستوى كردستان سوريا فحسب بل على مستوى عموم أجزاء كردستان بذريعة (بدعة الأمة الديمقراطية) ليس فيها ماشير الى اي حق قومي كردي الذي ناضل شعبنا من أجلها لعقود من السنين، وقدّم خلالها التضحيات الجسام، ورأى الاجتماعُ أن لامستقبل للأحزاب والأنظمة ذات أيديولوجية الحزب الواحد التي عفا عليها الزمن، وأدان الاجتماعُ ممارسات ب ي د الجائرة والمتصاعدة ضد حزبنا وأحزاب المجلس الوطني الكردي في سوريا ومكوّناته ، من إغلاق للمكاتب والمقرات وحرقها واعتقال العديد من قيادات وكوادر أحزابه وإجبار شبابنا على التجنيد في صفوفهم وفرض المزيد من الإتاوات على المواطنين الكرد (دون غيرهم) والإساءة إلى العلم القومي ورموز شعبنا وغيرها العديد من الاجراءات القمعية والممارسات الارهابية، وأكد الاجتماع أن تلك السياسات القمعية والممارسات الجائرة لا تخدم سوى خصوم الشعب الكردي وهي بالتالي لن تثني حزبنا وأحزاب ومكوّنات مجلسنا عن العمل ، بل العكس تزيدها إصراراً على مواصلة العمل والنضال حتى تحقيق أهداف الثورة السورية في الحرية والكرامة، ولتتمتع المُكوّنات السورية كافة بحقوقها القومية والديمقراطية، ويتمتع شعبنا الكردي بحقّه في الفيدرالية ضمن سوريا دولة اتحادية ذات نظام ديمقراطي برلماني تَعدُّدي دون تمييز أو امتياز لأحد بسبب الانتماء القومي أو الديني ..الخ 
وفي سياق العمل والنضال رأى الاجتماع أن عودة بيشمركة روج إلى ساحتهم الكفاحية في كردستان سوريا غدت مطلبا جماهيريا ملحا وضرورة لابد منها سواء لجهة مكافحة الإرهاب أو للدفاع عن المناطق الكردية أو لرفع سوية النضال من أجل ضمان الحقوق القومية المشروعة للشعب الكردي وفق العهود والمواثيق الدولية ..
من جانبٍ آخرَ، أعربَ الاجتماعُ عن ارتياحه لتقدُّم المشروع القوميِّ الكُردستاني والتوافق اٌلإيجابي بين الأحزاب والقوى الكردستانية نحو إجراء الاستفتاء لإعلان إستقلال كردستان العراق الذي يحظى بدعم وتأييد واسع من القوى السياسية وأصدقاء الشعب الكردي دولياً وإقليمياً ، وعبّر الاجتماعُ عن كامل استعداده لتحمُّل جزء من المهام القومية في هذا الاتجاه كونه جزءاً من ذاك المشروع القومي الكردستاني الذي يجمعنا به نهج الكردايتي نهج البارزاني الخالد في النضال والتضحية والاخلاص .. 
وانتقل الاجتماعُ بعد ذلك إلى الجانب التنظيمي للحزب من خلال استعراض وضع منظّمات الحزب في كردستان سوريا وفي الداخل السوري ولبنان وإقليم كردستان وتركيا وأوروبا، وركّز باهتمام على ضرورة معالجة كلّ خللٍ يُعيقُ سيرَ التنظيم وفي أي مكان، واتّخذ في هذا الشأن عدداً من القرارات اللازمة ، وأثنى على جهود الرفاق في توسيع قاعدة التنظيم للحزب فضلا عن توسيع كبير للقاعدة الجماهيرية والالتفاف حول النهج القويم. 
في الختام، وجَّه الاجتماع برقيةَ شكرٍ وامتنانٍ إلى المناضل الرئيس مسعود بارزاني رئيس إقليم كوردستان والمكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني الشقيق على حسن الضيافة والاهتمام بما يعزّز العلاقات النضالية بين الحزبين الشقيقين حتى تحقيق الأهداف والأماني المشتركة وفق مدرسة الكردايتي نهج البارزاني الخالد.
14/4/2017
اللجنة المركزية 
للحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest


0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف لم يكن، في لحظة وطنية بلغت ذروة الانسداد، وتحت وطأة أفق سياسي وأخلاقي مغلق، أمام الشيخ حكمت الهجري، شيخ عقل الطائفة الدرزية في السويداء، كما يبدو الأمر، سوى أن يطلق مكرهاً صرخة تهديد أو يدق طبول حرب، حين ألمح- بمسؤوليته التاريخية والدينية- إلى احتمال طلب الحماية الدولية. بل كان يعبّر عن واحدة من أكثر المعضلات إلحاحاً في واقعنا…

د. محمود عباس صرخة في وجه التكفير والخراب والإرهاب. من يهاجم المكون الدرزي في السويداء؟ من يحاصر مدنها، ويهدد شيوخها، ويحرّض على أبنائها بذريعة كلمة قيلت أو لم تُقَل؟ من نصب نفسه حاميًا للرسول الكريم وكأن الإسلام ملكيته الخاصة، وكأن نبي الرحمة جاء لقوم دون قوم، ولدين دون آخر، متناسين أن محمدًا عليه السلام نبي الإنسانية كلها، لا نبي التنظيمات…

بوتان زيباري في رياح السياسة العاتية التي تعصف بأطلال الدولة السورية، يبدو أن الاتفاق الموقّع بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وهيئة تحرير الشام (هتش) لم يكن سوى وميض برقٍ في سماءٍ ما لبثت أن اكتظت بالغيوم. فها هو مؤتمر قَامشلو الأخير، بلغة ملامحه المضمرة وتصريحاته الصامتة أكثر من الصاخبة، يكشف عن مكامن توتّرٍ خفيٍّ يوشك أن يطفو على سطح…

إبراهيم اليوسف لقد كان حلم السوريين أن يتوقف نهر الدم الذي فاض وارتفع عداده ومستواه، تدريجياً، طيلة العقود الأخيرة، أن يُفتح باب السجون لا ليُستبدل معتقل بآخر، بل ليُبيّض كل مظلوم مكانه، أن يتحول الوطن من ساحة للبطش إلى حضن للكرامة. لقد كان الأمل كبيراً في أن تؤول الأمور إلى دولة ديمقراطية، تُبنى على قواعد العدالة والحرية والكرامة، لكن هذا…