تصريح من الائتلاف حول تعليق مشاركة المجلس الوطني الكردي في جولة جنيف 5

يشكل الكرد جزءاً رئيساً من مكونات الشعب السوري، وقد كان لهم إسهامهم البارز في النضالات الديمقراطية ضد الاستبداد، وسياسة التعسف والإقصاء والتمييز.
ومنذ انطلاقة الثورة السورية شاركوا بقوة وفعالية جنباً إلى جنب مع أطياف الشعب السوري وقواه الثائرة، وقدموا العديد من التضحيات والإسهامات لإسقاط النظام الدكتاتوري المجرم لإقامة الدولة المدنية الديمقراطية التي تحقق المساواة لجميع فئات الشعب السوري على أساس المواطنة المتكافئة، وتقرّ بحقوق جميع المكونات الإثنية، خاصة حقوق الشعب الكردي باعتبارها قضية وطنية سورية بامتياز.
لقد عبّر المجلس الوطني الكردي الذي يضمّ العديد من الأحزاب والقوى الشبابية والفعاليات المجتمعية عن جوهر أهداف الثورة ومطالبها في الحرية والكرامة والعدالة، وفي الحفاظ على وحدة سورية مجتمعياً وجغرافياً وكياناً سياسياً، وكانت مواقفه متميزة عن أطياف سياسية كردية حاملة لمشاريع خاصة أو تبعية، وقد أسهم بكل فعالية في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بعد التوقيع على وثيقة التفاهم معه، والتي حددت الأطر والمفاهيم والحقوق.
إن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، ممثلاً بهيئته السياسية، يعتبر المجلس الوطني الكردي الممثل الحقيقي لطموحات ونضالات الإخوة الكرد، وهو ملتزم بكافة بنود الاتفاق الموقع بينه وبين المجلس الوطني الكردي.
إننا نأمل من الهيئة العليا للمفاوضات دعم حق المجلس الوطني الكردي في كونه التعبير الأوسع عن القضية الكردية، والملتزم مع الجميع بتحقيق تطلعات وأهداف الشعب السوري بكل مكوناته وأطيافه، وأخذ ملاحظاته بعين الاعتبار، وحل الإشكاليات بروحية التوافق والتضامن وتعزيز العلاقات الأخوية لما فيه مصلحة الوطن السوري وثورته.
الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية 
الهيئة السياسية
١٣ نيسان، ٢٠١٧

شارك المقال :

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest


0 Comments
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف يبدو التدوين، في زمن باتت الضوضاء تتكاثر فيه، وتتراكم الأقنعة فوق الوجوه- لا كحرفة أو هواية- بل كحالة أخلاقية، كصرخة كائن حرّ قرّر أن يكون شاهداً لا شريكاً في المذبحة. التدوين هنا ليس مجرد حبرٍ يسيل، بل ضمير يوجّه نفسه ضد القبح، حتى وإن كان القبح قريباً، حميماً، أو نابعاً من ذات يُفترض أنها شقيقة. لقد كنتُ- وما…

عبد الجابر حبيب ـ ذاكرة التهميش ومسار التغيير بعد عقدين من اندلاع الأزمة السورية، وتحوّلها من انتفاضة مطلبية إلى صراع إقليمي ودولي، ما زال السوريون يتأرجحون بين الحلم بوطن حر تعددي عادل، وبين واقع تمزقه الانقسامات، وتثقله التدخلات الأجنبية والمصالح المتضاربة. سوريا اليوم لم تعد كما كانت، لكن السؤال يبقى: إلى أين تسير؟ وهل ثمة أمل في التحول نحو…

حوران حم في زوايا الحديث السوري اليومي، في المنشورات السريعة على مواقع التواصل، في تصريحات بعض “القيادات” ومواقف فصائل تدّعي تمثيل الثورة أو الدولة، يتسلل الخطاب الطائفي كسمّ بطيء، يتغلغل في الروح قبل أن يظهر في العلن. لم تعد العبارات الجارحة التي تطال الطوائف والأقليات، والمناطق، والمذاهب، تُقال همساً أو تُلقى في لحظة غضب، بل باتت تُصرّح جهاراً، وتُرفع على…

إبراهيم اليوسف لم يكن، في لحظة وطنية بلغت ذروة الانسداد، وتحت وطأة أفق سياسي وأخلاقي مغلق، أمام الشيخ حكمت الهجري، شيخ عقل الطائفة الدرزية في السويداء، كما يبدو الأمر، سوى أن يطلق مكرهاً صرخة تهديد أو يدق طبول حرب، حين ألمح- بمسؤوليته التاريخية والدينية- إلى احتمال طلب الحماية الدولية. بل كان يعبّر عن واحدة من أكثر المعضلات إلحاحاً في واقعنا…