عبدالباقي حسيني
أكملت الثورة السورية في الخامس عشر من آذار الجاري عامها السادس، وها نحن ندخل عامها السابع، بألم كبير، كون الشعب السوري بكافة أطيافه مازال يقاوم بكل الوسائل للتخلص من نظام الأسد وتوابعه، وهو يدفع أعظم ضريبة في سبيل نيل الحرية والتخلص من نير طاغية دمشق، وسفاح الشعب السوري.
حقيقة. إن السوريين يسعون إلى الحرية والديمقراطية بالرغم من التضحيات الكبيرة التي يقدمونها يوماً وراء يوم. فها هي الفصائل السياسية التي تقود الثورة-على الرغم من ملاحظاتنا الجدية على بعضها- تواصل مفاوضات جنيف و أستانا برعاية دولية وذلك لتأمين أكبر قدر ممكن من المكتسبات لصالح الشعب.
إن كل وطني شريف يسعى-من جهته- لوضع حد لهذا النظام القاتل والمجرم الذي يحكم البلاد بالحديد والنار، ليحل مكانه نظام ديمقراطي يتمتع من خلاله كافة مكونات الشعب السوري بحقوقه..
كان للكتاب السوريين دور كبير في متابعة أحداث الثورة السورية. إذ عبر كل كاتب. و كل صحفي عن مسيرة يوميات الثورة و تداعياتها بطريقته الخاصة. كل من الأقلام الشريفة التي انحازت لثورة السوريين عبرت عن رؤاها، في الخندق الثقافي للشعب السوري، راسمة التصورات و الحلول لوضع جذري حد لهذا الواقع الأليم.
مثقف الثورة اجتهد كثيراً-حسبما أتيح له- لكن مع الأسف، تم تهميش دوره من قبل القوى المسيطرة على المعارضة ولم يعط حقه الطبيعي في لعب السياسة و بالتالي الاستفادة من خبراته و تحليلاته. كان هناك قلة قليلة ممن أتيح لهم المجال في العمل السياسي مع بعض القوى السياسية (المجلس الوطني و الائتلاف) كنموذجين.
كانت لرابطة الكتاب السوريين و كذلك لرابطة الكتاب والصحفيين الكرد في سوريا و التي تم تغيير اسمها في مؤتمرها الأخير ربيع 2016 إلى ( الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الكرد في سوريا) دور مهم في الانحياز إلى الثورة السورية والانخراط فيها من خلال مساهمات أعضائها و دور كثيرين منهم في ترتيب المؤسسات الثقافية الوطنية، فهما المؤسستان الوحيدتان اللتان ظهرتا للعلن منذ بدايات الثورة و حتى الآن.
نحن في الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الكرد في سوريا شجعنا (رابطة الكتاب السوريين) منذ انطلاقتها و لما نزل نقف معها، فقد انخرط مجموعة كبيرة من أعضاء الاتحاد فيها، و لعبوا دوراً إيجابياً في بناء هذه المؤسسة الوطنية الجامعة. فقد حاولنا أن نكون جزءاً مكملا للرابطة، بالرغم من أننا عملنا بشكل مستقل، إلا أننا لم ننس يوما بأننا كتاب سوريون مع حق الاحتفاظ بالخصوصية القومية.
صحيح أن التعاون بيننا كمؤسستين كان بسيطاً، ولم يتم تفعيله كما تم الاتفاق عشية الإعداد لرابطة الكتاب السوريين، إلا أن علاقتنا بعدد من الوجوه البارزة في الرابطة وفي مقدمتهم المرحوم د. جلال صادق العظم الذي التقيناه في أكثر من محطة من محطات الثورة كانت على قدم وساق. وقد آلمنا رحيله في هذه اللحظة التاريخية الصعبة، إذ ترك غيابه فراغاً كبيراً في الساحة الفكرية و الثقافية السوريتين.
نتمنى من كل قلبنا و بمشاعر ملؤها الود والصدق أن يتم اختيار رئيس جديد للرابطة، لا سيما أن من بين أعضائها شخصيات عملاقة و أعمدة في الثقافة والأدب، كما نقوم أداءها في اتحادنا الذي يضم المئات من أصحاب الأقلام الوازنة.
وما دمنا نتحدث عن انتخابات رئيس جديد لرابطة الكتاب فإننا نأمل أن ينال كل عضو لديه الرغبة في العمل فرصته في الترشيح و الانتخاب. وحقاً فإننا نعول على الجميع بأنهم جديرون و سيرفعون من شأن الرابطة و نعول على الكتاب الكرد في الرابطة بأن يساهموا مع زملائهم في إنجاح هذه التجربة المهمة في تاريخ هذه المؤسسة المهمة، كونهم ذوو خبرات و تجارب في هذا المجال.
أخيراً، تمنياتنا للرابطة بالدوام والموفقية، على أمل أن يتم انتخاب رئيس جديد يواصل العمل مع الهيئة التنفيذية التي تدير أعمال هذه المؤسسة البارزة من بين مؤسسات الثورة السورية
مع الود والتقدير
أخوكم عبدالباقي حسيني
رئيس الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الكرد في سوريا
أوسلو 23.03.2017