الأمم المتحدة كما يراها الكورد

 بهزاد عجمو

قبل عدة عقود من الزمن كنا نقول على الأمم المتحدة بأنها ستطرح القضية الكوردية على جدول أعمالها وستصدر قرارات من أجل حل قضية شعب تعداده أربعون مليوناً لا زال حتى الآن بدون وطن رغم أن هناك شعوب تعدادها لا يتجاوز بضع مئات الآلاف ولهم وطن مستقل ولكن يبدو أننا كنا نعيش على الأوهام ونبني قصوراً على الرمال ونأمل من جسد من عداد الأموات أن يقدم لنا يد المساعدة هذه المنظمة منذ تأسيسها وحتى الآن لم تستطع أن تحل قضية دولية واحدة لأنها لم تبني من أجل حل المشاكل الدولية بل من أجل ترسيخ مصالح الدول العظمى وأضفاء الشرعية على تدخلاتها ومطامعها ومصالحها على حساب الشعوب المضطهدة والدول الضعيفة ولم تأبه هذه المنظمة لمطالب الشعوب المسحوقة لأن هي نفسها بحاجة إلى مساعدة لما اصابها الضعف والهزال والمرض لاسباب عدة أهمها أن هذه المنظمة لا تمثل الشعوب بل تمثل مصالح دول ومعظم هذه الدول هي غير شرعية ولا تمثل شعوبها بل تمثل فئة عصبوية مافوية استطاعت أن تصعد إلى السلطة بطرق ملتوية ومخادعة وحتى بعضها بالقوة العسكرية واستطاعت أن تستغل هذه المنظمة أبشع استغلال وأن تسخرها لمصالحها .
 والسبب الثاني التي جعلت هذه المنظمة تحتضر هم العاملون فيها حيث كنا نعتقد أن الفساد يوجد في دول العالم الثالث فقط ولكن لم نكن نعتقد أن الفساد منتشر في أكبر منظمة دولية في العالم بهذا الشكل البشع وبشكل هرمي وفي كل الفروع التابعة لها مثل اليونسيف ومنظمة الأغاثة حيث أصبح مصاعب قوم عند قوم فوائد وما أن يحدث حرب أو كارثة في منطقة ما من العالم فأن شعوب هذه المنطقة يموتون من الجوع والبرد القارس والمرض ولا يصل إليهم ألا النذر اليسير من المساعدات بينما العاملون والموظفون في هذه المنظمات يقومون بسرقة معظم هذه المساعدات بطرق ملتوية وشيطانية وبالتعاون أحياناً مع السماسرة واللصوص المحليين بدون أي وازع من الضمير والأخلاق الإنسانية كل هذه جعلت هذه المنظمة تفقد التقدير والأحترام والهيبة لذا ففي الآونة الأخيرة تخرج أصوات من بعض المفكرين وحتى السياسيين بإعادة النظر في هذه المنظمة واصلاحها وإعادة بنائها من جديد لأنها تحتضر إذا لم تعالج عللها ستصبح من عداد الأموات عاجلاً وليس آجلاً .
 وعلى ضوء ذلك فأن القيادات السياسية الذين يسيرون وفق المشروع القومي الكوردي وأن كان هؤلاء قلة قليلة قد اسقطوا من حساباتهم بأن هذه المنظمة مستحيل يوماً ما أن تحل قضيتهم ولذا فهم يعتمدون على عوامل أخرى أهمها :
 أولاً : الاعتماد على المتغيرات الدولية السياسية والإقليمية والمحلية لأن الأحداث تسير بشكل متسارع ومعظمها لصالح القضية الكوردية .
 ثانياً : الاعتماد على التحالفات الدولية المبنية على المصالح المتبادلة . ثالثاً : الاعتماد على القوة العسكرية الذاتية ودعم أصدقاء الشعب الكوردي .

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

اعتبر الزعيم الكوردي رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني مسعود بارزاني، يوم الجمعة، أن الارضية باتت مهيأة لإجراء عملية سلام شامل في منطقة الشرق الأوسط للقضية الكوردية. جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال انطلاق أعمال منتدى (السلام والأمن في الشرق الأوسط – MEPS 2024) في الجامعة الأمريكية في دهوك. وقال بارزاني، في كلمته إنه “في اقليم كوردستان، جرت الانتخابات رغم التوقعات التي…

اكرم حسين في خطوة جديدة أثارت استياءً واسعاً في اوساط السكان ، تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي قراراً منسوباً لهيئة الاقتصاد التابعة “للإدارة الذاتية” برفع سعر ربطة الخبز من 1500 ليرة سورية إلى 2000 ليرة سورية ، وقد جاء هذا القرار، في وقت يعاني فيه اهالي المنطقة من تهديدات تركية ، وضغوط اقتصادية ، وارتفاع غير مسبوق في تكاليف المعيشة….

عبدالله ىكدو مصطلح ” الخط الأحمر” غالبا ما كان – ولا يزال – يستخدم للتعبير عن الحدود المرسومة، من لدن الحكومات القمعية لتحذير مواطنيها السياسيين والحقوقيين والإعلاميين، وغيرهم من المعارضين السلميين، مما تراها تمادياً في التقريع ضد استبدادها، الحالة السورية مثالا. وهنا نجد كثيرين، من النخب وغيرهم، يتّجهون صوب المجالات غير التصّادمية مع السلطات القمعية المتسلطة، كمجال الأدب والفن أو…

صلاح بدرالدين في البلدان المتحضرة التي يحترم حكامها شعوبهم ، وعلماؤهم ، ومفكروهم ، ومثقفوهم ، تولى مراكز الأبحاث ، والدراسات ، ومنصات الحوار الفكري ، والسياسي ، والثقافي ، أهمية خاصة ، وتخصص لها بشكل قانوني شفاف ميزانية خاصة تبلغ أحيانا من ١ الى ٢ ٪ من الميزانية العامة ، وتتابع مؤسسات الدولة ، بمافيها الرئاسات ، والوزارات الحكومية…