محمد عبدي
السجن هو ذلك المكان المغلق المنعزل عن العالم الخارجي يتكون من غرفٍ متعددة المساحة والأحجام منها فردية ومنها جماعية, يُقيم فيها الشخص المذنب لتنفيذ العقوبة التي أصدرتها المحكمة بقرار من القاضي, طالما كان مكروهاً هذا المكان ومنبوذاً من دخل فيه لأنه ارتكب انتهاكاً أو جريمة بحق فرد او افرادٍ من مجتمعه بخروجه عن القواعد القانونية والاجتماعية.
سرعان ما تغير الاحول والأوضاع والمعايير في ظل حكام وأنظمة شمولية معتبرين أنفسهم مصدر السلطات الثلاث التشريعية, القضائية والتنفيذية وأوصياء على السلطة الرابعة لاعتبارات سياسية و منها شخصية.
لذلك نرى في هذا العصر تغيراً في جميع هذه المعايير والأعراف, واساليب عدة التي كانت سائدة منذ ان وجد الدولة و القانون التي كانت تحكم المجتمعات القديمة منذ آلاف السنين , حيث من الاستغراب و خارج إرادة التصور و العقل البشري والحكمة أن ترى السجناء هم من طبقةٍ أخرى ومن سلوك و نوع آخر!!.
أما في الشرق الاوسط في ظل الربيع العربي ( الثورات العربية) التي أصبحت نقمة عليهم, تحولت الى كارثة بشرية حيث دمرت البنى التحتية لأغلب الدول قتلت ودمرت, شردت وهاجرت, اغتيلت واعتقلت من كانوا تواقين الى الحرية و هم أصحاب وطن ذي سيادة باستثناء الشعب الكوردي في جميع أجزائه الذي و مازال محروم من ابسط حقوقه القومية حيث يعاديه النظام و المعارضة بقسميه وجميع الدول المستعمرة لكوردستان.
حيث انتهكت الحقوق السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية, واصبح الحرية حلماً وحملاً ثقيلاً لديهم بجميع اطيافه و قومياته, واصبح الشعوب الشرق الاوسطية لعبة اممية حيث سميت دمار الدول و قتل شعوبها مصالح ودولية تحت ذريعة محاربة الارهاب !.
اما في غرب كوردستان (Rojava) التي كان الشعب الكوردي اقرب من أي وقتٍ اخر في تحقيق حلمه و انقطع الشك من اليقين في بناء الشعب الكوردي دولته القومية و تحقيق اهداف و طموحات شعبهم , تحول كل هذا في ظل الإدارة الذاتية الى واحة لتصفيات حسابات سياسية و تحقيق اهداف و اجندات حزبية ضيقة بعيدة عن التقاليد والاعراف السياسية والكوردية في ظل حكم الكورد للكورد, بأن التعبير وحرية الراي بات وبالاً على صاحبه و يكلفه أغلى ما يكتسبه الإنسان في حياته وهي الحرية والكرامة ويلقى في السجون منسياً الى شعارٍ آخر دون أدنى مراعاة لسبب اعتقاله او لتاريخ نضاله.
بل وأصبح السجون مكاناً للشخصيات مرموقة سياسياً واجتماعياً وثقافياً معروفين بتاريخهم النضالي المشرف, حيث تحولت السجون التي كانت تسجن فيه المجرمين والخارجين عن القانون الى مراكز الانتقام السياسي ومحل اقامة للسياسيين والكتاب والمثقفين والنشطاء فقط لاعتبارات سياسية, لأنه لم يرتكب أي خطأ او أي جريمة أو ذنب يمس الانسان بكرامته المادية او المعنوية, فقط لأنه مناضل من الطراز الاول كرس جل حياته من اجل خدمة قضية شعبه.
قامشلو
23-11-2016 م